السبت, 14 تشرين2/نوفمبر 2015

الحضن الدافىء

  عزيز ساجت

لا يمكن ان نتصور مجتمع ينعدم فيه وجود المرأة ، فهي العصب وهي الحياة ، وجوده من وجودها، تمتاز بالكمال والجمال ، جمال الطبيعة كجمالها ، وعاطفة المراة كعاطفة الطبيعة على البشر ، عنفوانها وغضبها كما هو غضب وعنفوان الطبيعة ، كل شيء فيها جميل ، من صفاتها ، العاطفة ، الحنان ، الوفاء ، الاحترام ، والحب ، والحضن الدافىء.

فالمرأة هي ، الام ، الزوجة ، الاخت ، الحبيبة ، والصديقة ، وهي العاملة ، ربة البيت ، المربية ، الشاعرة ، الادبية ، الفنانة ، الطبيبة ، المهندسة ، والعالمة ، لقد وضعها القدر بين مطرقة التخلف وسندان التطرف المقيت .

ان للمرأة العراقية دور كبير ومميز في مسيرة العراق السياسية والاجتماعيىة منذ عقود ، وفي العصر الحديث من الانتداب البريطاني للعراق منذ عشرينيات القرن الماضي الى الاحتلال الامريكي الاخير ، قدمت التضحيات الكبار ، الاب ، الزوج ، الاخ ، الابن ، الحبيب ، وما جادت به ايدهن الطيبة من كرم .

مكانتها ودورها لا يقل ولا يختلف على الاطلاق دورها عن دورالرجل في كل شيء ، فان المجتمع يتطور ويتقدم للامام من خلال احترام وتقدير المراة .

ان الدواعش الجدد في عراقنا الحبيب اليوم يحاولون وبشتى الطرق ارجاعها الى زمن العبودية والرق والاستعباد ، وما كانت اعمال قوى الظلالة والظلام في شمال وغرب العراق ، والقرار الاخير في البطاقة الوطنية ، بحق الاقليات الدينية المسالمة تنصب في هذا الاتجاه المقيت .

لقد اكدت الديانة المندائية على احترام المراة بشكل عام كما جاء في كتبنا الدينية المقدسة وعلى لسان رجال ديننا المتنورين .

لذا نرى ان الشرع المندائي منح المراة المندائية درجة متقدمة مناصفة مع الرجل في الارث ، وفي التعاليم الدينية ، باعتبارها شاهد العصر عن اصالة الحضارة وتقدمها ورقيها في كل حالة من حالات تطورها ونموها .

لقد تغزل الشعراء بالمرأة وعبرَالادباء في نتاجاتهم عنها ، لقد مجدها القدماء في طقوسهم ، وعبدتها الملل الغابرة ودخلت السلك الكهنوتي بارادتهم متقدمة في القداسة والتبجيل . اصبحن ملكات وحاكمات ، يشهد لهن التاريخ باللبنان والعدل والانصاف ، كن ولا زلن ، منهن بلقيس ملكة سبا، وزنوبيا ملكة تدمر ، وشجرة الدر في مصر ، وكيلوباترا ملكة مصر ، والخنساء ، والسيدة زبيدة ، والثائرات على الظلم والطغيان كالحوراء زينب في واقعة الطف بكربلاء ، وغيرهن كُثر.

ان المرأة همها كبير اليوم ، مطالبتها بالحرية والكرامة والمساواة واخراجها من التهميش المفروض عليها قسراً.من اجل ترسيخ الدعامات السياسية والاجتماعية في كل بلد يتوق ابناءه الى التطور والتقدم الحضاري ، ومن اجل صياغة جديدة للبنى الاجتماعية الجديدة ، بالابتعاد عن الاعراف والتقاليد البالية المتخلفة التي جعلت المراة سلعة تباع وتشترى في اسواق نخاسة التخلف والتطرف والنذالة وباساليب الرق والعبودية والاسبداد المقيت باسم الدين ، سبايا حيث التاريخ يعيد نفسه من جديد .

ان الهدف الاساس الابتعاد عن الصورة المرسومة لها في السابق ، كونها كياناً ، صامتاً ، خائفاً ، ضعيفا ، راضيا بمصبره وارادته .

لقد طغت اصوات ونادت بملء الحناجر واعترفت بشمولية قدرة المرأة على التحرر واهمية صوتها في كل مجال ومحفل ، لها الحق بالمطالبة بحقوقها المهدورة وحق الاجيال الجديدة في الحرية في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية ، ولهن حقوقهن المشروعة في البيت وفي الشارع وفي العمل ، وعليها ان تناضل وتناضل في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل .

ان النساء بشكل عام حبيسات الخوف والخجل نتيجة طبيعية من رواسب الماضي ، لانهن جزء مهم لا يتجزء من المجتمع ومن الوطن ، ولان المراة تمثل نصف المجتمع ونصف الثورة ، لانها في كل يوم يمر تتحلى بثقة عالية وبجرأة اكبر لتنال حقوقها المشروعة ، لدورها الفاعل في بناء اسرة جديدة وبناء وطن جديد يتمتع بروح المواطنة وخال من الفرقة والتشرذم ، وتيمناً بالقول المأثور ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) .

دمتم بخير

عزيز عربي ساجت

هيئة تحرير الموقع الثقافي المندائي

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016