الإثنين, 10 تشرين1/أكتوير 2016

قفزة فوق التخندق

  هيئة التحرير

استوقفني في الكتابة ، قول لأحد الاخوة الاكراد حين سألوه عن مغزى زيارة الاستاذ مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الى بغداد مؤخراً ولقاءه رئيس وزراء الحكومة الاتحادية العراقية الاستاذ حيدر العبادي ، أجاب وعلى فطرته المعهودة : ( الف ساعة مفاوضات ولا ساعة حرب ) .
ان حسم اي مسألة او قضية تتعلق بواقعنا الحالي يتطلب بادىء الأمر حضورعامل الثقة لإقامة علاقات أساسها الود ومن نتائجه المثمرة بناء تفاهمات جادة وصريحة .
في أغلب الأحيان ، الحوارات او المفاوضات او المحادثات او النقاشات ، وان تعددت تسمياتها ، تعود لحالة واحدة ، ناجمة عن الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق المتحاورين ، عن حدس ضمني عن أمل في الوصول الى نتائج طيبة ومرضية لكل الاطراف المعنية .
والنظر اليها بعين المصداقية في التناول بهدف سامٍ ونبيل ، في طوي صفحة الماضي بسلبياته وفتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة تحمل بين طياتها كل معاني الالفة والمحبة والتسامح والعمل الجاد المثمر بدوافع الحرص على سلامة روابطنا المندائية ، والطموح نحو غدٍ أفضل واجمل بتصافي القلوب والنفوس .
ان تنوع الأفكار والرؤى من شأنه تهيئة الارضية السالكة بإقامة افضل علاقات التقارب وعلى مد جسور المحبة والتسامح والتأزر ، بدل حالة الفرقة والتشرذم التي عليها نحن الآن ، والتي اخذت منا الكثير .
نحتاج اليوم قبل اي وقت الى آخر مراجعة حقيقية لمواقفنا السابقة لترتيب بيتنا المندائي المتداعي ، نحتاج الى وقفة رجل واحد ، وليس مواقف متعددة ومتباينة ، لان ( الكل للواحد والواحد للكل ) ، يربطنا هدف نبيل واحد هو الحفاظ على ديننا المندائي من الإندثار وعلى سلامة ابنائه من التشتت والضياع ، وهي مسؤولية تأريخية تقع على عاتق الجميع.
هناك اختلاف في الرؤى والتصور ، لا يعني طغيان الخلاف على الاختلاف كما نوهنا عنه اكثر من مرة في كتاباتنا السابقة . إن اختلاف الآراء في المنظور العام لاشائبه عليه ، ويؤكد صحة المواقف وليس دونيتها او إنزوائها في تفكير صاحبها ، لان الثقافة الحوارية تعزز كرامة الانسان وتزيد من قدراته على الإبداع والتنوير ، وتظهره على حقيقته في إمتصاص زخم الهفوات المتلاحقة ، قد لا تظهر بوتيرة واحدة بدافع الفشل المرهون بنقص التجربة بدافع الانفعالية المفرطة في سرعة الرد وقلة الحيلة ونفاذ الصبر ، وهذه نتيجة حتمية للقراءات المغلوطة لواقعنا الحالي .
أهم شيء في السياقات العامة ، تبّني برنامج عمل مشترك ، وترك أنصاف الحلول اوالحلول المبتورة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، وفق مسارات ثابتة مع مد جسور الثقة دون النظر الى الوراء ، كي لا نزيد الأمور تعقيداً على تعقيد .
إن الإيمان بالنقد الإيجابي باعتباره قوة علاجية ضامنة ، مع تعضيده بصدق القول وجريرة التناول ، والمواجهة الحرة بإسلوب حضاري ومهذب ، وعدم فرض التصورات والرؤى من جانب واحد إلا بالاقناع ، كون هذه التجربة الحية في النهاية تبني الشخصية وتجمّل النفس وتزيد الروح فتنة ونضارة وتعزز مكانة الإنسان .
لا نؤمن بسياسة تكميم الافواه ، ولا بتحجيم حرية التعبير ، ورسالتنا في الحياة وفي معترك العمل المدني الحر واضحة واخلاقنا المندائية تحثنا دائماً على الإبتعاد عن ظاهرة الابغندا السيئة ، مع ترك التطرف الأيدلوجي السلبي وحالة الشخصنة المقيتة جانباً .
كيف لنا النهوض من كبواتنا المتكررة باقل الخسائر قبل فوات الأوان ، لان المجد تصنعه ايادي الرجال ويصنعه العمل الدؤوب الناجح . تطبيقاً وممارسة خالية من النزاعات والدوافع المادية الزائلة ، والحسابات الضيقة في غير محلها .
ان العلاقات الاجتماعية الطيبة لها القدرة على الريادة ، لاي تصرف او حدث مستقبلي لان الخلافات الدائمة تعمق الشرخ المجتمعي .
علينا ترك بصمة طيبة لاجيالنا القادمة عن كل ممارسة نقوم بها ، وعدم منح تصريح مرور للذين يعملون على تزييف وقلب الحقائق ولغايات دفينة .
كلام موجه الى اصحاب الضمائر الحية والقلوب الطيبة واصحاب العقول النيرة وذوي النفوس الخيرة التواقة لرشف محصلتها واستنشاق عبيرها وقطف ثمارها .
لعل هذه الكلمات في مجملها تعبيري، لكنها تحمل بين طياتها روح الحكمة والدراية والعقل والبصيرة ، لتكون إضاءة بسيطة ومتواضعة تنير سبيل السالكين دروب الحقيقة نحو الخير والصلاح لهذه الامة المعذبة ولو بعد حين .
دمتم بخير

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016