الثلاثاء, 02 نيسان/أبريل 2013

المثقفون المندائيون والمهرجانات

  موسى الخميسي

بمناسبة مهرجان الذكرى المئوية لميلاد العالم عبد الجبار عبد الله 

ان احترام حقوق الانسان الاساسية قيمة عليا في مستوى المبادىء وضرورة عملية لنجاح اي مسعى يستهدف تحرير العقل والارتقاء به . لكن كلمة الثقافة لم تنفذ بعد الى ناسنا، ناهيك بالاستقرار في ضمائرهم . ونعلم جميعا ان الفكر لايغير الواقع الا حين يتحمس له سواد الناس، ومن ثم يتعين علينا ان نطرح على انفسنا السؤال بصراحة: لماذا لايصدقنا الناس كما صدقونا في مواقع كثيرة في الماضي؟ ولا يجوز ان تقف الاجابة عند حد الممارسات القمعية السائدة التي نراها بام اعيننا على شاشات التلفزة، في مناطق عربية ساخنة، والقول صراحة بانها تبطش بمن يدافع عن حقوق الانسان، بل تجعل الجماهير تنظر الى خطابنا عن تلك الحقوق، وفي احيان كثيرة، كما لو انها ضربا من الخيال. فكل تقدم في تاريخ البشرية تحقق في مواجهة صادقة ومضنية مع القوى التي كانت ترفضه، وكان دعاة التقدم والديمقراطية في البداية قلة مؤمنة مضحية نجحت في ان تجذب اليها كثرة عززتها وخاضت معركة التغيير. ومن ثم لابد ان نحدد مسؤوليتنا كمثقفين عن افتقاد المصداقية الذي تعانيه الدعوة الى احترام حقوق الانسان العراقي مهما كان اتجاهه الديني او السياسي او القومي. حقا ان تغيير الواقع المشين، في اي مكان وزمان لايتم الا بنضال القوى الاجتماعية والشبابية التي تطالب بالتغيير الحقيقي في اوضاعاها المزرية، فنحن كمثقفين مسؤولين مرتين، مرة من حيث اننا اهل الفكر والتعبير، ومرة اخرى لان اعدادا كبيرة منا تنخرط في نضال منظمات حقوقية ومدنية وثقافية وسياسية، واذا كان التغيير فوق طاقتنا، فان التأثير هو صميم مهمتنا، ومن هذا المنطلق يصبح السؤال: ما اثر ممارساتنا اليومية في حصر تأثير دعواتنا الى احترام حقوق الانسان والتذكير بها والتركيز عليها؟

ان من حق الناس ان يشكوا في امانة كل مثقف يتحدث عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ويؤيد في الوقت ذاته علنا او ضمنا القوى المسؤولة التي قمعت هذا الانسان في السنوات الماضية ولازالت تقمعه تحت يافطة الدين والسلفية والحنين الى الماضي.

فعلنا في عملية التأثير يأتي بثماره من خلال عملنا وفعلنا الثقافي المؤثر، ومن خلال قيامنا بفعاليات ثقافية كبيرة ونموذجها المهرجان الثقافي الكبير والمنظم تنظيما رائدا الذي اقامته الجمعية الثقافية المندائية في لوند بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد العالم العراقي الكبير عبد الجبار عبد الله. وفي تقديرنا بان مثل هذا المهرجان هو الحد الامثل الذي يمكن ان نبدأ منه كمثقفين مندائيين في ضوء الواقع العراقي الحالي الذي نرسم حوله علامات استفهام كثيرة، احتراما لانفسنا واتساقا لافعالنا واقوالنا واطلاقا لشعاع من نور وسط ظلمات التشتت التي اصابت المندائية في صميمها.

بروح واقعية نكتفي بالاشادة والتقدير والدعم والتعاون كاتحاد للجمعيات المندائية في المهجر، بمثل هذه الفعاليات التي تمجد الانسان وتناضل من اجل قيمته وحريته وعمله.

تحية لاولئك الابطال من اخوتنا المثقفين ابناء المندائية بقيام مثل هذا المهرجان الاحتفالي الكبير

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016