الإثنين, 27 أيار 2013

مسؤولية المثقف المندائي

  موسى الخميسي

الناس يريدون شيئا من المثقفين والمبدعين والمفكرين المندائيين. والهم السياسي او المعاشي اليومي، في عالم مقلوب، ربيع هنا، وحريق هناك، حرب اهلية، وفرق للموت، وازمات تعصف بالدنيا، من شرق مشرذم الى غرب يقرع ناقوس ازمات حولت بلدان عريقة الى حضارات غريقة، تبحث عن طوق نجاة. وكل هذا لايلغي الاهتمام بالغذاء الروحي الذي تشكله الثقافة والفنون. والالتزام في الثقافة سياسي واخلاقي، والسياسي لم يعد غريبا، فالسياسة اليوم هي مهنة المثقف المندائي اينما كان، وهي اصبحت كذلك لانها لم تظل كما كانت شأنا يختص بفئة معينة من الناس، وانما قد تعممت فصارت مصدر بقاء لمن اعوزتهم الحرفة. والاشكال هو في المنحى الاخلاقي للالتزام، إن بعض مثقفينا يعتبر انتماءه السياسي لهذه الجهة او تلك، كافيا لراحة الضمير، لكي يبقى حرا من الالتزامات الاخرى، الا اننا نعرف بان الاخلاق ليست مجرد علاقة فردية مع الغير، فهي مسلك إنساني اشمل، ومع ان المثقف لايعفى من اخلاقيات العلاقة الفردية ، فهو مطالب، ربما اكثر من سواه، بهذا المسلك، لانه بذلك يزاول سلطته الخاصة به ضد مصدر الانتهاك للعلاقات الاخلاقية التي تتمتع به هذه الجماعة البشرية او تلك ، ولكل من يقود العمل المدني التطوعي فيها.

المثقف يجب ان يكون حقيقيا بعفته ونزاهته، ان يقف مع الاسير ضد الاسر ، وان يكون على استعداد لتأكيد سلطة الثقافة ضد السلطة السياسية، وليس ضد سلطة الضعفاء الذين لاسلطة لهم. فشرف المثقف يقع في حساسيته الاخلاقية، وليس بالضرورة في الوقوف الانتهازي مع صاحب هذه المصلحة او تلك، فالحساسية الاخلاقية التي نريدها للبعض من اخوتنا المثقفين، هي نمط من الحساسية الشعرية يقويها ويتقوى بها المثقف الحقيقي، وهذا ما يمنح المثقف سلطته الخاصة به.

وعلى ضوء هذه الاعتبارات، فان غاية ما يمكن ان يطلب من المثقف المندائي في زمن التشتت والتبعثر، هو ان لايخلع نفسه، في ان لايتنازل عن سلطته لارضاء صاحب القوة في الحكم او المال، الذي يريد اعادة صياغة حالة التمزق من جديد وعلى مقاساته الشخصية.

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016