الأحد, 27 تشرين1/أكتوير 2013

الثقافة الحرة ورسالة الكاتب

  عزيز عربي ساجت

 

 

الثقافة الحرة ورسالة الكاتب

هناك فرق بين الكتابة وفق منهج سردي مجرد وبين منهج تحليلي مدروس لبنية الذات والارادة الحرة التي تمّيز الكاتب الناجح عن غيره ، وعليه ان يدقق في التفاصيل ويضع النقاط على الحروف كي يصل الى مدارك حقيقية وفق مسار واضح من خلال متابعاته الفكرية ، على مبدأ انا اقول وانت تقول وللناس عقول ، لان حرية الفكر وابداعه تكمن اولا ًفي العقول وليس على لفائف الورق .

ان رسالة الكاتب تعتمد بالدرجة الاساس على كيفية ايصال تكلك الرؤى والافكارالى المتلقي وفق الاسلوب المتحذلق الذي يتبعه ويستمده من خلال معتركه الثقافي  ، الداعي الى وحدة الكلمة والصف والانصاف واحترام الذات وقول الصدق ، وهادئاً في حلبات الجدل ، وشاطرا بالخلاف وليس شاطرا بالاختلاف ، مع تبني ثقافة الاختلاف والحوار لانهما طريق وهدف سامٍ للبناء والتفاعل ، كما يقول الاديب جورجي زيدان ، ( ان سموا اهدافنا ونبل غاياتنا الاخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الاخر ، واحترام حق الاختلاف ، ورفض مبدأ العنف .. والمغالطة ) ، لان في الكلمة الحرة قوة ، من حقنا ان نسأل ؟ هل تنتصر ثقافتنا الحرة ام تخفت ؟ قد يكون علينا عدم التسرع في اقرار الاحكام ، لان كل صيد لا يضاهي صيد الانسان الخاسر او مَن يستسلم للقدر، ولا تقام حرية القلم  الى الحقيقة الا باحترام الارادة ، كما قال وليم شكسبير ، ( الحقيقة تبقى هي الحقيقة حتى نهاية الزمن ) ، كانوا يقولون قديماً ان المجالس مدارس ، لكن نقول ان تجارب الحياة هي المدارس سواء كانت في الماضي او الحاضر، فألالوان الطيف الادبي بمنزلة الدم الذي يتدفق في الجسم عبر الشرايين لتستمر الحياة .

يتوجب التحرر من كل الدّرن العالقة كي يتحرر قلمنا من صمته ، ولنمنح كتاباتنا مزوقاَ جديدا نستلذ به ونستلهم منه العبرة والحكمة ، ولنمارس الكتابة تمردنا الهادىء والمهادن ، تمرد ضد صمت الواقع وبشاعته وزيفه وابتذاله ، ليس عيبا ولا نقيصة فينا ان نتكلم ، لكن العيب كل العيب ان نستمرأ على حالة الصمت ، ونتعاطف مع السلوك الخاطىء او نتجاهله.

ان الكاتب يمتلك قدرة سحرية اكتسبها بالمران والمتابعة والتأمل ، بحيث يلتقط ماهو مستحيل خارج القدرات الطبيعية ، والكتابة بمجمل حالاتها تنفيس عما يزدحم فينا من خلجات تثقل كواهلنا وذواتنا ، ورغبة في تفريغ ما تكدس فينا من أوجاع الحياة ، وهي انطباع يمر كومضة حلم فلابد من تسجيلها وحفظها في الذاكرة ، بعد ان كانت كماً متراكماً من الاحداث وحيواتهُا  وصورها وازمنتها وامكنتها المتعددة ، والكتابة حاجة قصوى مثل الطعام والشراب والنوم تباغث وتلازم الكاتب كونه نبضاً حساساً ً شفيفاً كينونة مشاعر في اقصى درجات التوتر ، تنتقل من البرودة الى السخونة ، من الظلمة الى النور  ، وبالتالي هو إنسان بكل المعايير والمقاييس متوازن عقلاني ، من تلك المعالم اللامرئية يلتقط تعابيره التي تضعه في خانة التفرد والابداع  .

علينا ان لا نتجن على احد من كتّابنا ومبدعينا ، ولا نتصرف برفاهية العاطفة ، حتى لا تهتز النفسية  ويضمحل النتاج الادبي والذهني ، وبالتالي يضعف الايمان بالقضية ، ونصاب بالاحباط والتعب والملل ، بالمقابل تكون الصفة الملازمة صفة التواضع والابتعاد عن اّفة الغرور والكبرياء ، والامتياز بدماثة الخلق ، والتواضع الجمّ  ، وبخفة الدم ، فبالرغم من الشهرة فان فن الكتابة والتعبير يتعاظم يوما بعد يوم .

اننا نحتاج الى مراحعة حقيقية لوضعنا الحالي ، نحتاج الى وقفة واحدة ، وليس مواقف متعددة ، نتيجة وحصيلة هناك اختلاف في الرؤى ، ان الثقافة الحوارية تعزز كرامة الانسان ، ان تكون متواجدة بدرجة متكافئة ومتساوية ،  وتسير في الطريق السليم ، اهم شيء في سياقات العمل ، برنامج عمل مشترك وتفاهم ، قد تحدث تحولات في لغة الصراع ، فالكاتب صاحب رسالة ، رسالة انسانية نبيلة ، وعليه يقع هذا العبأ ضمن مساحة الثقافة والفنون ، يتوجب ان يكرس لها كافة الجهود ، باعتبارها بناء للشخصية وليست للتحطيم او لصالح اجندات ومشاريع مريبة ، ان الايمان بالنقد بدل التسقيط والافتراء باعتباره قوة ، وعدم خلوه من الامانة ، ومواجهة الخصم بطريقة مهذبة ، وعدم فرض الروئ المخالفة الا بالاقناع  ، مع التقدير . 

عزيز عربي ساجت

هيئة التحرير 

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016