• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 13 تموز/يوليو 2020

الموسيقى والعمليات الجراحية

  ثائر صالح

مواضيع ذات صلة

الموسيقى والعمليات الجراحية

يقول الكثيرون أن سماع الموسيقى يساعدهم على التركيز ويحسن أدائهم. وهناك إشارات كثيرة في المنشورات الطبية تتحدث عن التأثيرات الإيجابية للموسيقى في العمل الطبي، فقد أحصى أحد البحوث 3492 بحثاً طبياً منشوراً في مواقع ومجلات طبية موثقة. وهناك ما يعرف بتأثير موتسارت، وهذا ينسب الى الجرّاح الفرنسي ألفريد توماتيس (1920 – 2001) الذي طوّر في العام 1991 طريقة علاجية للأذن استعمل فيها الموسيقى (أعمال موتسارت والأغاني الجريجوريانية، وتسجيلات صوتية لأم المريض). والأمر ليس جديداً، فالعلاج في العصور القديمة يتضمن الغناء والموسيقى وتلاوة الأدعية أو الصلوات، منذ عصر البابليين والفراعنة، واستمر ذلك حتى فترات قريبة.
ونشرت المجلة الطبية للجراحة (International Journal of Surgery) أواخر العام الماضي دراسة عن تأثير سماع الموسيقى الكلاسيكية الخافتة على الجرّاحين والمرضى أثناء القيام بالعمليات. أسهم في الدراسة جراحون من سكتلندا والسويد وفنلندا، بلغ عدد المشتركين فيها 212 شخصاً واعتمدت كذلك على 18 دراسة علمية دولية. وتخلص الدراسة التي أدارها د. ميخائيل البغدادي (مصري يعمل في بلجيكا) الى أن ثلثي الأطباء والممرضين/الممرضات في العالم يستمعون الى الموسيقى الكلاسيكية بشكل دائم عند اجراء العمليات (ما بين 53 – 72%)، وقالوا إنها تساعدهم على تقليل التوتر وتساعد على الارتخاء إن كانت بصوت واطئ أو متوسط الارتفاع، رغم أنها قد تسبب في حرف الانتباه وتؤثر على التفاهم بين الأطباء في حالات معينة. أما المرضى فتحدثوا عن تأثير مشابه للموسيقى في تخفيف توترهم قبل العملية. وحصلت سوناتات البيانو التي ألفها موتسارت بعض الأفضلية الضئيلة في الاحصائيات عن نوع الموسيقى.
تخلص الدراسة إلى أن الموسيقى تساعد على تحسين أداء الأطباء، مثل التعامل مع الأدوات والدقة ونوعية انجاز بعض المهام التي تتألف منها العمليات الجراحية، على الخصوص سرعة إتمام العملية (11% أسرع مع الموسيقى)، وسرعة وجودة التئام جروح العملية. ويبدو من الدراسة أن المرضى احتاجوا كميات أقل من المخدر ومسكنات الألم.
أما الاستماع الى الموسيقى بصوت مرتفع فله نتائج عكسية، فقد لاحظوا ازدياد حالات التلوث اللاحقة للعملية، وبالطبع خفض دقة التفاهم بين فريق الأطباء ولعل هذا الجانب هو الأكثر أهمية هنا.
وتوصي منظمة الصحة العالمية ألا تزيد قوة الصوت أثناء العمليات الجراحية عن 30 ديسيبل (dB)، وهو مستوى واطئ من مستويات "الضجيج" يقابل التهامس. من مستويات الضجيج الواطئة "ضجيج" المكتبة العامة وهذا يقابل 40 dB، وما زاد عن هذا يعتبر ضجيجاً معتدلاً. ويبدأ الضجيج العالي من 70 وهو ضجيج المواصلات مثلا أو صوت المكنسة الكهربائية. وفي الطب المتعلق بالسلامة الصناعية يعتبر حاجز 85 مهماً فالتعرض لضجيج أكبر لفترات طويلة يؤدي الى تلف في السمع. أما مستوى ضجيج إطلاق النار فيصل 140 dB وتأثيراته كبيرة على السمع، ولدرجة أكبر على من يُطلق عليه النار بالتأكيد.
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

ماريا جواو بيريش تقدم سوناتا رقم 16 (كوخل570)

https://www.youtube.com/watch?v=0BZatdk43IM


واحدة من الدراسات على موقع دار سبرنجر لمن يريد المزيد عن دراسة تتعلق بالمهارات (التمرين على الجراحة):

The effect of music on simulated surgical performance: a systematic review

Pim Oomens
Beneficial effects of music have been described on several cognitive domains, task performance, stress, anxiety ...

الى اللقاء الأحد المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد