• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأربعاء, 18 كانون1/ديسمبر 2013

حظرتُ الحديثَ

  فهيم السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

مهداة إلى أخوي سلام جاني ونعيم عربي ولزوم مايلزم


من الغريب العجيب أن حادثة قتل تحصل في مستشفى على مرأى ومسمع الكثيرين!
كان لابد للتحريات أن تمتد لتشمل جميع من كانوا في غرفة المريض المجني عليه الراقد في الغرفة رقم 12 وكذلك الممرضات والطبيب المناوب المشرف على الطابق الرابع.
إحتجزت الشرطة كل من كان في موقع الحادث
إستدعى المحققون الجميع للشهادة وطلبوا من كل منهم أن يكتبوا تقريرهم عن كل ما شاهدوه وسمعوه في الفترة القصيرة الواقعة بين الثانية عشرة ظهراً والواحدة بعد الظهر.
كتب الجميع شهاداتهم ومنهم بطبيعة الحال الطبيب المناوب الذي أورد مانصه:
فيما يخصني دخلت غرفة القتيل في تمام منتصف النهار لفحص المريض والتأكد أن كل شيئ على مايرام وأنهيت ذلك في دقائق وفي هذه الأثناء كان هناك رجلان وإمرأة في غرفة المجني عليه يتحدثون جميعاً في وقت واحد وقد حضرتُ الحديث بشكل كامل في غرفة المريض وطلبت منهم الخروج من الغرفة وذهبت إلى غرفة مريض آخر لإكمال دورة عيادة المرضى وعلمت بالحادث بعد ذلك بحوالي النصف ساعة من إحدى الممرضات التي إستدعتني على عجل حينما كنت في الغرفة رقم 20 في الجناح الثاني من الطابق لأجد أن المجنى عليه قد فارق الحياة بضربة سكين قاتلة.
وهذه شهادتي
إستدعى حاكم التحقيق الطبيب مرة أخرى وطلب منه أن يدون بشكل كامل وتفصيلي ما دار بين الأشخاص الثلاثة من حديث.
أنكر الطبيب بطبيعة الحال أنه سمع ما دار من حديث وهذه هي الحقيقة قائلاً أن وجوده هناك لم يستغرق إلا وقتاً قصيراً جداً ولم يكن منتبهاً إلى مادار من كلام بينهم منشغلاً بأداء واجبه.
المحقق :ولكنك ذكرت كلاماً مختلفاً في شهادتك.
الطبيب : أبداً أيها المحقق ،أؤكد لك أنني لم أسمع إلا أشياء لا يجمعها جامع في ذهني لكني أتذكر أنهم كانوا محتدين كثيراً مع بعضهم.
المحقق : ولكن تفاصيل الحديث هي التي أدت إلى حصول القتل كما نظن فهل أنت مستعد لكتابة ما تقول الآن؟
الطبيب : نعم وهذا ما حصل
المحقق : إن هذه الشهادة خطيرة أيها الطبيب ومتناقضة مع شهادتك الأولى.
الطبيب : أنا أقول الحقيقة فقط ولا أرى أي وجه للتناقض أيها الحاكم بين الشهادتين.
المحقق : هاك إقرأ ما كتبت في شهادتك الأولى التي كتبتها بمطلق حريتك وكذلك الشهادة الثانية وإعلم أن إصرارك ربما يجعلنا نتخذ تدابير ضدك.
قرأ الطبيب الشهادتين وتعجب وإندهش أكثر لأنه لم ير أي تناقض بينهما وهذا ما أكده لحاكم التحقيق.
المحقق : يا ولدي أنت تقول في شهادتك الأولى بأنك حضرت الحديث في غرفة المريض بشكل كامل
الطبيب : نعم لأن هذا واجبي أيها الحاكم
المحقق : وكيف يا طبيبنا الهمام؟هل واجب الطبيب أن يحضر الأحاديث في غرف المرضى
الطبيب : نعم ولوائح المستشفى تبيح للأطباء المناوبين ذلك لمن هم في حالة المجنى عليه.
المحقق: هل تتفضل وتجلب لي نسخة من اللائحة؟
عاد الطبيب الذي ضجر من التحقيق الطويل ومعه اللائحة المطبوعة حيث نصت الفقرة الخامسة من التعليمات على
يجوز للأطباء المناوبين حظر الحديث في غرف المرضى إذا كانت حالتهم الصحية تتطلب ذلك.
رفع حاكم التحقيق رأسه وضحك جذلاَ قائلاً للطبيب: وهل هذا ما ذكرته في شهادتك الأصلية؟
الطبيب : نعم أيها المحقق
المحقق : كلا.لقد كتبتَ شيئا مختلفاً تماماً. لقد كتبت أنك (حضرت ) وهذا ليس المقصود باللائحة بمنع الحديث.
الطبيب : عجيب أيها المحقق هل لا زلت مصراً على أنني كتبت شيئاً مختلفاً
المحقق : نعم هاك إقرأ وقارنها كلمة بكلمة بما كتبت
قرأ الدكتور رياض الشهادة وحين وصل بالمقارنة إلى (حضر)و(حظر)التي تعني منع أدرك أن الألف اللعينة التي نساها هي التي أبدلت المعنى بالكامل!!! وجعلته حاضراَ الحديث بدل عن حاظراً الحديث أي مانعاً إياه في غرفة المريض.
25 تشرين الثاني
الحَظْرُ: الحَجْرُ، وهو خلاف الإِباحَةِ.
والمَحْظُورُ: المُحَرَّمُ. حَظَرَ الشيءَ يَحْظُرُه حَظْراً وحِظاراً وحَظَرَ عليه: منعه، وكلُّ ما حال بينك وبين شيء، فقد حَظَرَهُ عليك.
الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً؛

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014