• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأربعاء, 30 نيسان/أبريل 2014

ألعابٌ ناريّة - مسابقة القصة القصيرة

  فاروق عبدالجبار عبدالإمام
تقييم هذا الموضوع
(3 عدد الأصوات)

وقف (وحيد ) يتأمل اللألعابَ الناريَة ،وهي تنطلقُ بألوانها المبهجة وتشكيلاتها المتجددة في كل وقت ؛ فتثير لدى المشاهدين أنواعاً من الإنفعلات المتباينة ؛ فمنهم من رأها لعشرات المرات ، لكنها وفي كلِّ تُثير لديه هذا النوع من التفاعل الوجداني ، ومنهم من يشاهدها لأولِ مرة .
كانت الأضواءُ الجميلة والمتقنة الصنع المنعكسةُ على صفحة النهرِ ؛ تجعل الضوءَ وكأن النهر هو الذي يُخرجُ تلك التشكيلات الرائعة الخلاّبة .
في تلك الأثناء إقترب من وحيدٍ أحدُ الرجال وكان يبدو من خلال الأضوية المختلفة أبيض الوجه بشعرٍ يكاد يُشبه السكّان الأصليين المميزين بشعرهم الفاحم وفي بعض الأحيان المجعّد ، كان يبدو في الثلاثينات أكثر ، أو أقل ، فهذا لا يهمُّ ولن يؤخر أو يُقدّم ؛ فكثيراً ما إقترب منه أحدُهم يطلب دولارين ؛ ليشتري زجاجة بيـرة أو أيِّ شيءٍ آخر ، ، لكن هذا الأبيض بادر بالتحيّة : هلو ، إنها أُمسية جميلة / من أين أنت ؟
سؤال روتيني ومألوف يتردد من الكثيرين في هذا البلد المتعدد الأعـراق والثقافات ، وهو في معظم الأحيان بادرةً للتعارف الآني ولإزجاء الوقت :
أنا من بغداد ، العراق . آه جميل . - وأنتَ من أين ؟ لقد ولدتُ هنا ! آه ،جميل ، وبادر الأبيض : هل شاهدت مثل هذه اللألعاب الناريّة من قبل ! سأل ، وهو يمطُّ شفيته بتعالٍ وتفوّق . نعم ، قبل أكثر منة خمسٍ وخمسين عاماً ، قالها العراقي بتواضع وثقة ، أراد بها أن يوضّح أمراً قد يكون قد جهله هذا الأبيض؛ فكثيراً ما يكون مثل هذا جهلاءٌ بل قُــل أغبياء .
- حقــاً ، لا بدَّ وإنك تمزح ! - ولماذا أمزح لقد رأيت مثل هذه في بغداد عام 1959 وكانت لمناسبة ثورة 14 تموز .
وهنا لعب الفارُ في عبِّ صاحبنا العراقي وفار دمه : مهلاً ولماذا أمزح معك ، وهل يبدو عليَّ المزاح أو الكذب ؟
لالا لم أقصد هذا ، فلقد سمعتُ إن العراق بلدٌ صحراوي ، وتسير فيه الجمال بدل السيّارات ، وهناك راقصات سمراوات يتمايلن وقد كشفن أجسادهن ، - وأخذ الأبيضُ يتمايلُ كالراقصات - ولا أعتقد إنك رأيت مثل هذا في بلدك ... في بلدك المتخلّــف أبداً ، هه!
في تلك اللحظة بدأ دمُ وحيد بالغليان السريع ، لكنه تمالك نفسه ،؛ كيلا يدخل في عراك أو جدالٍ غير معروف العواقب ، وقبل أن يتفوه بكلمة ، بادره الأبيض بسؤالٍ آخر : منذ متى وأنت هنا ، هل جئتِ بالقوارب كبقيّة اللاجئين ، قالها بسخريّة طفت على وجههِ الأحمر الأصفر المتلّون حسب ألوان الألعاب الناريّة الهادرة فوق الرؤوس ، وبات معتقداًبأنه نجح في عنصر التفوق على هذا الأسمر الجلف القادم من بغداد الصحراويّة . وقبل أن يُجيبه وحيد بما يستحق ، تذكّـر شيئاً مـا قد سمعه منه قبلَ قليل : عفواً لقد قلت لي بأنك مولود هنا ، أليس هذا صحيحاً ؟ - نعم ، قالها الأبيض بلهجةٍ متعاليةٍ وقحة - أنا مولودٌ هنـــا- آ آ ، أمم وسؤالٌ آخر من وحيد : ومن أين أهلك ، أقصد أجدادك ؟ - من بريطانيا العظمـى ! قالها الأبيض الوقح منفوخــاً كديك هراتي .
كان العراقي وحيد قد خمّن هذه الإجابة مسبّقاً ؛ فكان مستعداً لها ، بل هو من أراد جر هذا المختال لهذا القول ، - منذ متى وأجدادك هنـــا ؟ - منذ أكثر من مئة وخمسين سنة . - آ آ جميل ، لكن قُــل لي هل كان جدُك من السجناء المُدانين والذين جُلبوا هنا لأنهاء محكومياتهم ولزراعة الأرض ؛ ولأنهم مجرمون قتلة . !
قال وحيد جملته بهدوءِ من يعرف كيف يُغيض المقابل ، جعلت الرجلَ الأبيضَ ذا الشعر الأسود والوجهَ الأحمر ينتفض ، كمن لدغته أفعى ذات الأجراس ، وبان لونه أكثر إحمراراً من الألعاب الناريّة - ماذا تقصد ؟
- دعني من توضيح القصد ، لكن قُل لي وبكلِّ الصدق المعروف عن الإنجليز ، هل كان أول أجدادك قد إغتصب إحدى نساء السكان الأصليين ، وتركها حاملاً بجدك ، وهذا تزوج من إيطاليّة وكان أبوها من رجال المافيا الإيطاليّة وكان تاجر مخدرات ومهرّب ، لكنها هجرته ، وهربت ؛ لتلتحق بآخر مجهول الهويّة صادفته في إحد البارات ، ومنه جاءت أمك لكنَّ أمك وحين بلغت الخامسة عشر من العمر نامت مع عشرة رجالٍ مختلفين - على سبيل التجربة ؛ولتكسب الكثير من الخبرة ؛ لأن الخبرة مطلوبه هنا كما يقال - ومنها جئت أنت ؛ فأنت لا تعرف أباك ، ولقد تركتَك اُمّك أمام إحدى تلك الكنائس المنتشرة هنا ؛ فرعاك القسُّ كأحدِ أبنائه ، لكنه عندما رأك وقد أينعت واحمرت خدودك ، جعلك أحد رعيته لكنه لم يرعاك كما يجب و........أشار بيده مما جعل الأبيض يزدادُ إحمراراً ......
قالها وحيد العراقي بسرعةٍ لم يتسطع معها الأبيضُ اللحاقَ بكلِّ كلمة يقولها العراقي القادم من الصحراء .
وهنا ترك وحيد الرجلَ الأبيض ذاهلاً مندهشاً ، ومشى بهدوءٍ؛ فلقد إنتهت فتـرة الألعابُ الناريّــة ~

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014