بين أوراقي و أقلامي ، وما بين أنيني وسهادي ، شدَّ انتباهي
وجود حبات لؤلؤ متناثرة على مكتبي ، سعدتُ بها وطاب لها فؤادي ،
وبدأت أتأملها وأتأمل جمالها وهي تتمايل أمام ناظري بذاك البهاء والسناء
يا ألهي ما كل هذا الضياء وكأني بها هدية أنزلت عليَ من السماء .
لأحاورها إذن و أشاكسها قليلا في ليلتي التي تحولت من ظلماء إلى بيضاء
ولكن مالي أرها تنظرُ إلي ساخرة وكأن هناك شيء قد غاب عن بالي
لأسألها إذاً علها تجيب على سؤالي :
منْ أنتِ ومن أين أتيتِ ؟
أجابتني وهي تهتز ضاحكة !
أنا دقاتُ قلبكِ النابض ، و أنين صدرك الهامس الذي أضناه السهر وهو يتطلعُ
إلى ضوء القمر علهُ ينعم بقليل من الرقاد
صدمني صدقُ الجواب فقلتُ :
ولكن كيف عرفتِ ذلك ؟
تمايلت وهي مني ساخرة ، وكأنها توحي بشيء أنا له ناكرة
فأخذتُ أمعنُ النظر إلى تلك الحبيبات الساحرة
وتمعنتُ كثيرا علي أجدُ سبباً لاستخفافها بي وسخريتها مني
بعدها أدركتُ سر الجواب وبأنها دموعي المنهمرة ، قد انسابت على مكتبي
من دون أن أدري