• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأحد, 01 حزيران/يونيو 2014

مسابقة القصة القصيرة جداً بعنوان/ الراقص

  هيثم نافل والي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 بات جنون الشرقيين وقارا
وتصرفاتهم شيئاً أقرب إلى المغامرة والمقامرة والاستهتارا

دخل ضابط الخفر لتلك الليلة على مجموعة من الجنود الفارغين، أقصد، الذين لا شغل لهم في المعسكر سوى قتل الوقت؛ والوقت كما معروف هو الأيام، والأيام هي الحياة، والحياة هنا هي حياة هؤلاء الجنود الشباب المساكين الذين يتسامرون في تلك الليلة دون هدف أو معنى أو مغزى؛ وما أن دخل عليهم الضابط فجأة كالقدر، حتى هبوا واقفين في حالة استعداد صارم وكأنهم ينتظرون أوامر مهمة وبالغة السرية... وا حسرتاه؛ أين هي تلك الأوامر المهمة التي يمكن لها أن تغير الواقع، الجازمة الحاسمة تلك التي ينتظرها هؤلاء القانطين كجنود مكلفين؟!
ضرب ضابط الخفر الأرض بقوة بحذائه الكبير الواسع الثقيل وهو يصيح كالجريح بأحمد( أحد الجنود ) ويغرس نظراته القاسية فيه غرساً: أين كنت؟ لقد سألت عليك ولم يجدوك!!
أجابه على سؤاله متحفزاً بهزات من رأسه وببلاهة كالمعتوه ولم ينبس!!
- بهوس بعد أن فقد أعصابه: لقد سألتك سؤالاً محدداً، ماذا كنت تفعل؟ لقد بحثنا عنك طويلاً ولم يعثروا عليك!! ها...؟
- تفرس أحمد بالضابط بدقة وكأنه ينوي قياسه، ثم ببرود قاتل أجاب:
تسألني ماذا كنت أفعل؟! سأقول لكَ يا سيدي وذنبك على جنبك( والضابط بذهول ينظر له مستغرباً من جرأته وطريقة كلامه وتصرفه الغريب) ثم تابع مسترسلاً وبذات البرود المريض:
لقد كنت أرقص!! نعم، كنت أرقص... لا تستغرب يا سيدي الضابط مما أقول، ثم سأله جاداً دون خوف: أتريد أن تعرف كيف؟ هكذا... وإذا به يرتقي طاولة خشبية متهالكة نائمة قريبة منه، وبعد أن اعتلاها بدأ يرقص الدبكة الفلكلورية الشعبية العراقية ويهز كتفيه ويدق الطاولة بقدميه بعد أن نسى نفسه وأخذ الطرب منه مأخذا!! ثم صاح بالضابط كالسكران:
وتسألني ماذا كنت أفعل؟ كنت أرقص، أدق الأرض، هل يعجبك ذلك؟ عجباً... لقد قضيت في هذا المعسكر اللعين ثمان سنوات من أجمل سنوات شبابي بين جدران هذا السجن الذي لا نعمل فيه شيئاً سوى قتل الوقت وبأي طريقة مجنونة كانت... وتسألني ماذا كنت أفعل وأين كنت؟!
- صرخ الضابط بالعريف المرافق له في جولته الليلة تلك وهو يأمره بغضب تملكه وكأنه في إحدى نوبات صرعه: آمرك بإيداع هذا المعتوه السجن فوراً، وعند الصباح يعرض على الطبيب للتأكد من سلامة قواه العقلية... ثم غمغم مع نفسه وبدنه كله يهتز كلهب المشعل: كنت أرقص قال!!
عرف عن أحمد بين ربعه وصحبه بحساسيته المفرطة، وشاعريته الفذة الرائعة التي لو ذاعت قصائده، لحصل على سمعة يمكن أن ينافس فيها أعظم شعراء العراق المعاصر، له أنف، سبحان الله، دقيق ورفيع وكأنه ليسوع، بعينين جميلتين حادتين كبريتيتين، كعيني عمر الشريف، وبقامة ممشوقة مثل قامة فارس عربي أصيل وشجاع... وهو القائل:
طاولتي ومقعدي
وعودي الكسير
خلاصة الماضي
وعمر الزمن الفقير
وحجرة عتيقة
يكاد أن يدقها
الشهيق والزفير
وكل ما يحيطني
من عاملي الضرير...

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014