• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
السبت, 30 آب/أغسطس 2014

تداعيات3 حظ يانصيب

  فاروق عبدالجبار عبدالإمام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لكلِّ منّا تطلعات وآمال يحاول أن يجد َلها دوافع ومبررات من أجل أن يحقق ما يصبو إليه ؛ ولكلِّ واحـدٍ منّا أسراره التي يحاول أن يخفيها عن أقرب الناس إليه على أمل أن يفاجأهم بما تحقق أو بما يمكن أن يتحقق بعد حين .
ذات يومٍ خطر ببالي أن أشتري بطاقة يانصيب ( لوتو) وهي عندنا بين اليوم والآخر، وكانت ليوم الثلاثاء 50 مليون دولار ؛ لذا اشتريت بما يساوي 12 دولاراً فقط ؛ فأنا أعيش على المعونات الحكوميّة وبالكاد يكفي لعشرة أيام وليس أربعة عشر يوماً وهي الفترة لكل دفعة ، السحبة تجري بعد يومين ؛ فلقد سبقت موعد السحبة ؛ لأكون مستعداً ، وكيلا أنسى !
الساعة الآن السادسة مساء الثلاثاء وبعد قليل ستجري السحبة وتُعرض النتائج على التلفزيون مباشرة ً ، عيوني تراقب كلِّ نأمة وكل حرف ، أفهم واحد وأفوت خمسين ، فبالي مشغول بما سيحدث بعد قليل ، وحدث بعد قليل حالة طارئة في البيت مما جعلني أترك البيت على عجل مما ضيّع عليَّ متعة المتابعة لنتائج السحبة ، لم أعد إلى البيت إلا بعد ثلاث ساعات ؛ فاتجهت مباشرة إلى الأنترنيت وعلى موقع ( اللوتو) لمعرفة النتائج ، وكانت الأرقام رائعة جـــــــــــــــــــــــــداً فمن بين 7 أرقام كانت في بطاقتي ستة أرقام متطابقة تماماً، راجعتُ الأرقامَ مرةً وثانية وثالثة ورابعة وخامسة والأرقام الستة مازالت هي هي ؛ لذا طويت البطاقةَ بعنايةٍ وبمنتهى الرقّــــــة بعد أن تأكدتُ من مبلغ الجائزة وكانت 13.650.40 ثلاثة عشر ألفاً وستمائة وخمسون دولاراً وأربعين سنتاً فقط لاغير وحمدتُ الحيَّ الأزلي على نعمائه ، لكني لم اخبر أحـداً ولا حتى أقرب الناس إلــيَّ ؛ لأجعلها مفاجأة الأربعاء ، إنه أفضل يوم من أيام الأسبوع ، إنه يوم إستلام 13:650:40$ فقط لاغير وهنا بدأت ( بائعةُ اللبن )* تجد طريقها إلى دماغي وتعشش فيه ، بلا ، إنَّ السعد قد وجد طريقه إليَّ ،مختلف الامور المبهجة ستحدث لاحقاً - ليس لها مكان هنا ؛ لتعدادها - وماهي سوى ساعات عندها يشقُّ الصباحُ أثوابَ الليل ؛ ليعلن مجيء الصباح الموعود. كيف النوم ، وكيف الصبر وجيبي تحرقُها ورقُة اليانصيب ، أنها الحلم ، أنها ....وأضحت كلُّ الكلماتِ بلا معنى ....لا لا ليست بلا معنى ، إنها تحمل معنى واحـــــداً فقط ( الجائزة) نعم الجائزة التي طالما أنتظرتها بعد عشرين عاماً من الإنتظار( وضحكتُ في سرّي متذكراً آخر خيبة فجعتني في بغداد ، فلقد كان رقم بطاقتي يأتي مباشرةً بعد الجائزة الأولــــــــى ، لكنها لم تجنِ ولاحتى فلساً واحداً ؛ فلقد كانت في الدفتر الآخر **
عادةً تفتحُ المحلات عند التاسعة صباحاً ، ولكني كنتُ أتجولُ قربَ المحل قبل نصف ساعة ويدي تحسس المحفظة التي تكتنف على بطاقة السعد والمال والفرح والسفرات و...... ورفعت البائعةُ البابَ الزجاجي ومددتُ يدي المرتجفة ، وقلبي يتقافزُ ،ونبضي يرتفع، وسكري يصلُ مستويات لا أعرفها ،يدي المرتعشة تجد طريقها إلى جهاز صغير يقرأ الترميز للأرقام وبعد ثوانٍ ستظهر كلمة فائز ، وبعدهـــــا سأضغط على زرٍ آخر ؛ لأتأكد من مبلغ الجائزة ........ ثوانٍ كانت دهــــــــــــــــــراً بحاله ، وأخيراً ظهرت النتيجة ( آسف البطاقة غير رابحة ، حظاً أوفر في المستقبل )لا لا هناك خطأٌ ؛ لذا دفعتٌ البطاقة مرةً ثانية إلى الجهاز ، وثوانٍ اُخ اُخ اُخر واللون قد غاب عن الوجه وبدل نبضات القلب الفرح بدأت تقلصاتٌ تجتاحُ أنحاء جسدي وأحسستُ بوجيفِ قلبي يكادُ لايعرفُ كيف يستقر ، والعرق البارد ينساب على ظهري ، وظهرت الكلمة التي أردتُ وبكلِّ قوتي أن تتغير( آسف البطاقة غير رابحة ، حظاً أوفر في المستقبل ) لا ، لا لابد أن هناك غلطٌ في الجهاز ؛ لذا أعطيتُ للبائعة بطاقتي ؛ لأجل مطابقتها بجهازها الخاص ؛ وظهرت إبتسامة عريضة على وجه البائعة وهي تقول :
( هذه البطاقة خاسرة وهي تعود للأسبوع الماضـــــــــــــــــــــــــــي ) ~

---------------------------
*حكاية بائعة اللبن إحدى الحكايات التي قرأناها في الدراسة الإبتدائية وهي عن بائعة تحلم بعد بيع اللبن ماذا سيحصل عندما تحصل على نقود تشتري بها كذا وكذا وبعد أن تبيع كذا وكذا ستشتري كذا وكذا وهكذا ستكون غنيّة جداً ،لكنها تعثّرت وسقط اللبن وضاعت الثروة المتخيلة !
** ... بطاقات اليانصيب في بغداد كانت تُطبع على شكل دفتر وكل دفتر يحتوي على عشرة بطاقات فقط وهذه الدفاتر متسلسلة فتخيّلوا الخيبة

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014