• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2014

قصة من وحي التواصل

  خيرية الهلالي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الانسجام بين شخصين تحكمهُ أمور أبعد من صياغة عبارات الكلام وهندستها، وباعتقادي هنالك شعور خفي يظهر من خلال نبرة وصدى الكلمات في عمق الإحساس ... لأن الجرس الموسيقي لأي عبارة صادقة يخضع للحدس الذي بدوره يجري له تشريحاً وغربلة للتأكد من صدقه أو تصنّعه لكي يجد له مكانا يليق به في عمق الوجدان ويرصفه على شكل بنيان منسق لايشوبه الشك من الخديعة أو الخذلان ... وبمرور الأيام تمتزج بعض الأرواح ببعضها وتطمئن إذا أحاطتها ظروف مناسبة تنمو وتزدهر من حيث القناعة والصدق والأصالة والثقة المتبادلة مع الحكمة.

هنالك تعارف ينبثق على حين غرة في سماء التواصل ولم يولد من فراغ، حيث بني على صلة القرابة وسماعه باسمها ولم يرها إلا مرة واحدة من خلال زيارة لعائلتها وكان لا يتجاوز عمره العاشرة وربما كانت في سن العشرين عاما أو أكثر ... وتمر الأعوام وتبقى تلك الذكرى صافية نقية في ذاكرته بدون تشويش ودعمتها بعض الظواهر الإيجابية عن طريق بعض الأحاديث التي يسمعها كل ذلك كون لديه شعور محبب شده للتواصل معها حينما صادفه عنوانها واسمها، كرر نداء التواصل معها ومن جانبها رحبت به انطلاقاً من صلة القرابة وما قد قرأت له من أشعار وقصائد دافئة تتخلل ثناياها مشاعر صادقة ونقية تشد القارئ نظراً لما تحويه من لوعة وحزن وألم يستهويها دائما قراءة مثل هكذا قصائد، وكل ذلك جعلها تستمر بالتواصل بالرغم من عدم قناعتها بالاستمرار بالتواصل لأنها كانت حذرة ومحافظة في داخلها لأن أهم شيء عندها هو السمعة النزيهة التي لاتلوكها الألسن ويؤخذ مثل هذا التواصل للخديعة أو المساس بصيانة العهد المقدس الذي اَلت على نفسها المحافظة عليه واستمرا بالتواصل للقناعة بنزاهة التواصل : وغض الطرف عن فارق العمر والارتباط العائلي المقدس له والذي تحترمه كثيرا ونما شعور بالإعجاب المتبادل بينهما وكانت عباراتهما تكفي ولم يفهمها غيرهما، عبارات شفافة تدور حول قساوة الظروف المحيطة به وبالوطن وكل هذا التواصل كان مرتديا ثوبا ذهبيا ... تطرزه الحكمة ويزينه صون العهود وأصبح التواصل بينهما كالورد الذي يذبل عند انقطاع الندى عنه، وفي يوم من الأيام ومن خلال التواصل النزيه الصادق .. اقترب خيالها منه زحفاً مع الريح ليخبره بأن هناك هاتف يهاتفه بأمنية اللقاء بها وهو يفكر في إزاحة غبار الانتظار جانبا ... تبادر لذهنها بأنه ربما استرجع سفره مع والدته مذ كان صغيرا، وسمع عنها ولم يرها لم يجالسها ولم ير بريق عينيها .. وخاصة المصاعب التي يعيشها قرر أن يذلل الصعاب والظروف القاهرة التي تحيط به من كل جانب ... وشد الرحال إلى موطنها البعيد وهو محمل برصيد من المشاعر العذبة النقية الصادقة التي انبثقت من خلال التواصل والإعجاب المتبادل، التي تحاكي القلوب الإنسانية المعذبة وتمر الأيام مسرعة ويصل إلى الباب، طرق الباب وقد تسمرت أمام الدار رجلاه وكانتا في شوق لنداء اللقاء الذي تمنياه سويةً ورسمه وخطط له في مخيلته .. سمعت هي بقدومه ونهضت مسرعة بخطوات متعثرة على الأرض المنبسطة لتهالك أوتار قدميها من سيرهما في الطريق الطويل الذي لم يصل بعد والذي قدمت الإنسانية عليه خيرة أبنائها ولأول مرة ينظر كل منهما لوجه الأخر، ودارت بينهما أسئلة وأجوبة بدون كلام ثم قال لها : لماذا لم أسمعْ ترحيبك يا... مرحبا يا مرحبا قالت من كثر ما هتفت: نسعى إلى ما نريد وطن حرَ وشعب سعيد.
نظر إلى وجهها مليا وقال : ما هذه الخطوط والأثر الذي أراه في وجهك ؟؟ وأنا رسمته صافيا ممتلئا فقالت : هذا ماحفره الزمن القاسي بسكينه الحادة سكين الطغاة سكين الفراق اللوعة والحنين ورغم إيمانه بإرادتها القوية على تحمل الصعاب، وعزيمتها حاصره الشك من الحيرة الظاهرة على وجهها، عرفت ما قصده، ردت عليه قائلة : الحيرة التي تراها هي عدم الوصول إلى ما يريده المشردون وأصبح الشعب كله من المشردين ونهاية العمر على الأبواب أمعن النظر إلى يديها وشاهد زرقة أطراف أصابعها فعرفت مقصده وقالت: من كثر ما كتبت بالحبر الأزرق على الورق الشفاف، رسائل للرفيقات : الحذر من التهاون من فك أيديهن المتشابكة على صون المبادئ السامية التي تهدف إلى إسعاد المحرومين والمشردين، فقال لها أنا غنيت لهذه المبادئ وكأني أغني العمر كله، ثم قالت له أنا غنيت قبلك ولازلت أغني، حتى تمزقت أوتار صوتي، ولهذا لم تسمع عند وصولك ترحيبي ... يا مرحبا يامرحبا، قال: أرى ظلالا يحجب بريق عينيك، قالت : لأني لم أنم ساعة واحدة منذ أن رحل رفيق الدرب والعمر مبكرا، قال لها: كأني أسمع دقات ساعة قديمة وصوت حشرجة، على الفور أجابت: في قلبي جرح لم يندمل .

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014