• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014

لحظة حب تحت الحراب

  خيرية الهلالي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

نامت عيون أهل المدينة في تلك الليلة ، بعد أن أقفلت المقاهي والحانات أبوابها وكلٌ ذهب إلى بيته، الحبيب يناجي حبيبته، والأم تحتضن أولادها، والطالب يراجع منهجه، والشعراء سهارى يكتبون قصائداً للعشاق ،لا ترضى بغير الحبيب بديلا، والموظف يهدئ فكره ، والعامل يريح جسده ويرسم بأحلام اليقظة والمنام على جدران المستقبل شمسا لا تغيب من أجل تقارب قلوب البشرعلى المحبة والسعادة ، وفي ظلهما تعزف لهم أغان للمجد وللسلام.
هذا هو الجو الذي كان سائدا .
في تلك الليلة : لم يحسب للصباح حساب... بالرغم من أن هناك من يربي الأفاعي السامة التي تفتك بالبشر الاَمنين وتتربص بهم أفرادا وجماعات
لكن أهل المدينة أخذتهم الغفلة ولم يصنعوا لهم سياجا ، يحمون به حياتهم من غدر تلك الأفاعي ومربيها. وفاتهم أن عصارة أنيابها قد امتلأت بالسم القاتل.
وقد أعقب هدوء المدينة في هذا الصباح : صياح الناس الطيبون المسالمون
وهم يصرخون بأعلى أصواتهم : جريمة ... جريمة وحشية ...
الأصوات تتعالى ، هجمة شرسة يجب قبرها في مهدها ..
أنه : اليوم الأسود للظلام.,,ساد المدينة الارتباك ..
أحلام لم تكتمل ، العرائس تركت خدورها ، الطلاب والمدرسون هجروا مدارسهم وجامعاتهم ، الأطباء تركوا خفارتهم ومرضاهم ومستشفياتهم ، غصت بالكل زنزانات التعذيب من جراء اليوم الأسود للظلام ، الذي وزع سمومه على الأحبة بدرجات متفاوتة ... منهم من أستشهد
..ومنهم من فُقد في زنزانات التعذيب ومنهم من تاهت أخباه وهو حيٌ يرزق في البراري والقفار
ظروف اليوم الأسود للظلام حتمت على الذين نجوا : التقيد بالمأكل والملبس وتغيير المكان تحاشيا ما لا تحمد عقباه مع الإصرار على متابعة مصير الأحبة وحمايتهم من المتوحشين
وحين يكون السلاح بيد قلة تتعرض الكثرة للدمار والتفكك وهذا الذي مكنهم من السيطرة على المدينة وأهلها ,
مرت عدة أعوام والناس الطيبون يعانون من اليوم الأسود للظلام ولا يعرفون مصير أحبائهم
وفي يوم من الأيام تناهى لسماعهم ذلك الخبر ، مواجهة لبعض من تاهت أخبارهم بين سجون المنافي البعيدة
فقد الجميع صوابهم واسرعت الجموع لملاقاة الأحبة ، بعد الافتراق القسري والمعاناة والصبر وكل واحد منهم يكلم نفسه عن ما الذي سيروى لهم عما تعرضوا له وستقص كل الحكايات ، وتحدي الملمات ..
وصلت الجموع وهم قلقون ودموع وحسرة في صدور الامهات والزوجات والعرائس وكل الأحبة
اصطفت الجموع في طابور علاه صراخ الأطفال وتذمر كبار السن ،استمر وقوفهم لساعات طويلة
:أمام مماطلة حراس اليوم الأسود للظلام ، وبعد التفتيش الدقيق لكل الحاجيات سُمحً للجميع بالدخول
وعند الوصول للرواق المؤدي لردهات السجناء، حاول الجميع المحافظة على هدوئهم ، عند ملاقاة الأحبة رسمت الفرحة مع الابتسامة بالرغم من غضبهم على مسببي هذه المأساة
شعرت أحدى النساء بدوار وألم في رأسها ، عندما سمعت حديث يدور بين أثنين من الموظفين
حول نزيل في غرفة الإنعاش منذ عدة أشهر مرضه وما يعانيه ، ناتج عن ضغط وضرب مكثف على صدره وتعرضه للاختناق وأخرون مثل حالته في بقية الغرف ،وفوق كل ذلك هم محكومون بأحكام قاسية تتراوح بين المؤبد وبين العشر سنوات
رد عليه الموظف الثاني ::لكي يجعلونهم غير قادرين على التلذذ بطعم الحياة وإسعاد عوائلهم وأحبتهم
قالت أحدى النساء للجندي المدجج بالسلاح الذي كان يسير ذهابا وإيابا : أين أجد السجين المريض؟
وناولته ورقة مكتوب بها اسمه مع ختم المستشفى...رد عليها بقوة وهل أحكم تفتيش ما تحملين من حاجيات ؟ قالت نعم :رد عليها إذاً ما عليكِ إلا الانتظار؟
قالت لكنني انتظرت منذ الصباح الباكر::
وفي هذا الأثناء بكى الطفل الصغير الذي تحمله : حدق الجندي بهما ثم أومأ لها على الغرفة التي يتواجد على بابها حارسان مدججان بالسلاح وبيديهما حربتان
توجهت الى الغرفة وهي في لهفة لهذا اللقاء بعد غياب دام أربع سنوات كل شيء فيه يدل على وسامته جمال عينيه الدعابة التي تتخلل قسمات وجهه طيبته حبه لكل ما هو أنساني
: قطع عليها سلسلة أفكارها أحد حراس باب العناية المركزة طالبا منها كارت الزيارة
وبعد التدقيق سمح لها بالدخول .. يا للهول ما الذي حل بك أيها العزيز القوي ؟
ضعيف البنية متهالك على السرير خافت النظرات ويحيط بك الحراس من كل جانب وهم لا يحيطون المجرمين الحقيقيين ثم قالت صدقت يا جان جاك روسو يولد الإنسان حرٌ لكنه مقيد بالأغلال ..وغلبت كل اللغات لغة الدموع
لقاء الأحبة بعد الفراق المرير ,,, فليسقط السجان وسيد السجان
ها هي الزوجة الوفية عادت سالمة لتزورني وها هو ولدي بين الأحضان كأنني في حلم لا أريد أن أفيق منه : لا أريد أن أسترجع في ذاكرتي منظر السجن الرهيب لابد لي أن أعيش هذه اللحظات ثم قال لها:
لا تقلقي يا عزيزتي فما أصابنا لم يكن بمعزل عما أصاب الرفاق والشعب
حاول تغيير الجو وزيادة الارتياح والطمأنينة ولتغيير الجو السلبي الذي تخلل حياتهما لأن الرضا ينبع من داخل روح الأنسان ويغير مزاجه ، وساد بينهما جو من الهدوء والسكينة ومثل هذا اللقاء الذي تمنياه والآن قد حصل.
وشع بريق من السعادة بينهما الطفل الصغير بحضنه وخلال هذه اللحظات وضع يده على كتفها
وهو الخيار المفقود الذي شع من خلاله الأمل وإدامة الحياة بالسعادة والحب وفي هذه اللحظة دفع الحارسان الباب بقوة الحربتان وبصوت أجش انتهت المواجهة

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014