قاست المرأة وعلى مدى قرون عديدة ،وألى يومنا هذا، صنوف من القهر، والأنكسار ،والأذلال...
على يد الحيوان الوحشي المختبىء في أفكار ،وتصرفات بعض البشر،
لأن التخلف والعوق الذهني هو مَن يغذي النفوس ،والأفكار الجاهلة المريضة، التي لا تتقبل ،ولا
تواكب التجديد نحو الأفضل لمواكبة التطور وعصر الحضارة والتكنلوجيا الحديثة
وهناك قوانين تركزت في أنظمة بعض الدول ، تهمش دور المرأة وتغمط حقوقها المشروعة
وغاب عنهم ،كون المرأة هيَ نصف المجتمع،وهي صانعة الحياة ،وهيَ مزيج من الحب،
والعطف ، والحنان ،وحزمة من المشاعر الإنسانية، التي تبغض ، التسلط ،والعنف، والأرهاب
والحروب وما تخلفهُ من ويلات ودمار
ونتيجةً للأوضاع الشاذةَ والأإنسانيةَ ، التي عصفت بالوطن ،وطالت مكوناته الاصلية
سكان وادي الرافدين ،من شماله لجنوبه
أفرزت ماَسي وويلات وتشريد ، وهجرات ،لأغلب المكونات التي لا تستطيع العيش في ظل
أ.لتهديد والقتل والسبي والأغتصاب ،كان دافع هجراتها الى دول العالم وألى دول الجوار،
طلباً للأمان ,,,تاركةً كل شيء وراءها
ومن خلال الهجرة والتشرد ,,التقت فتاتان عراقيتان ، في أحدى الأماكن لأحدى دول الجوار
المضيفة لهما ،وبعد التعارف كانت كل واحدة منهما ـتحاول أن تبوح بما قاسته وما يخالج
صدرها من هموم ، مرت بها في وطنها وما تعانية الأن من غربة وحنين لوطنها
بادرت بالسؤال إيمان بقولها:
أنا أختك من جنوب العراق ، أنا من مكون من سكان العراق
الأصليين ,حملة حضارة سومر وبابل ، العريقة بشواهدها الحضارية في العراق وفي متاحف
العالم
ردت الفتاة الثانية وقالت أنا إيفلين : :من سكان سهل نينوى وسنجار ... ونحن مكون أصيل
نحن حملة حضارة أشور ،ومن الأقوام التي بنت حضارة بلاد الرافدين في شمال العراق
وفي نينوى والشواهد كثيرةعلى عظمة حضارتنا
هربتُ من خلال الأرهاب الذي اجتاح مناطقنا الأمنة ،وشرد سكانها وبعثر أحلامنا وتركنا
بحيرة من أمرنا وسبى نسائنا
ردت عليها أيمان من جنوب العراق :: أن اليد التي مدت على مناطقكم تتشارك بنفس الهدف
مع العصابات التي قتلت أربعة من أخوتي الشباب الأبرياء ، أخذوا الفدية من أهلهم
ورموا جثثهم ممزقة مشوهه في الخرائب والقفار، كذلك استولت العصابات على محلات
أهلنا الصاغة وأخذت مقتنياتهم وقتلت عدداً منهم ،

أنا الأن مع والدتي كبيرة السن وأختي نعاني من الفاقة ،والغربة والحنين للوطن الغالي
وبعد أن أكملت أيمان حديثها عن معاناتها ومعاناة أهلها ومكونها ... وجهت السؤال
إلى ايفلين وهل طالتك يد السبي الغادر .؟؟ وكيف هربتي من جحيمهم؟؟؟
وهل معك إهلك؟؟
أجابتها أيفلين:: ماحدث لي ولأهلي في الموصل وسهل نينوى ، وبعض مناطق من سنجار
هي عملية مبرمجة ، ومخطط لها، هي عملية ألغاء بالكامل لمكون أصيل صاحب حضارة
وعلم ، وأخلاق،ودين
عزيزتي لا أستطيع أن أصف لكي ، ما حل بمناطقنا التي لازالت تحت عبثهم لحد الأن
سؤالك هيج شجوني وزاد من ألامي: قتلوا والدي ووالدتي كبار السن أمام عيني
لأنهم مسكوا بي وحاولوا منعهم من أخذي سبية مع عدد كبير من النساء والفتيات
الجميلات في مقتبل العمر ، وتم وضعت القيود في أيدينا ووضعوا الحجاب على
أعيننا وهم يركلوننا ويهينون أجسادنا ومشاعرنا ، ووضعونا في سوق ونادوا علينا
بالمزاد وباعونا لعصاباتهم كما تباع الشياة.. أوكما تفترس الحيوانات الضعيفة
في البراري من قبل الوحوش الكاسرة
وقالت لها أيمان بمرارة وألم : بماأنهم قتلوا أهلك ونال منك السبي كيف وصلتي إلى هنا
ومع من تسكنين؟؟؟
ردت عليها أيفلين: قلتُ لكي بما انهم أقتادونا نحن النساء وباعونا وزعونا على القتلة المجرمين
خلال تلك العملية أصبح كل شيء أسود في عيوننا... كل شيء بلا لون... كل شيء غابت
به رؤيتنا وأرواحنا. ..إنه الموت بعينه ، نقيض الحياة :بالنسبة لي خضت حربا طحنت
روحي وجسدي :كان صوتي أشبه بالهذيان وأشبه بحشرجة الموت .
أن سبي مكوننا الأصيل علامة سوداء في الضمير العراقي وحقوق الإنسان
يجب أن لا يجابه بالصمت... يجب حشد جميع الأصوات المخلصة من البشر لأدانته
وسن قوانين دولية ,,, وشرق أوسطية تلزم عدم تكرار مثل تلك الجريمة والعمل
على محاسبة مرتكبيها لينالوا الجزاء العادل
تصوري ياعزيزتي وأختي العراقية أيمان ، هناك من قتلن أنفسهن خلال مقا ومتهن
للسفاحين
وفي ليلة ظلماء ،عطف عليَ شاب في منتصف العمر، هاله ما شاهد من مأسي
وأهانة للعراقيات على أيادي غريبة عن الوطن ، وخلال تلك الممارسات ،أستيقظ ضميره
وقادني في منتصف الليل ،وسار بي بين البيوت المدمرة ،والخرائب المظمة ، والأماكن
المقفرة وبمحاذاة الحيطان ، والأشجار المقلوعة ..وسمعته يقول لي بقربك جثث ملقاة
الطريق، ولم أر أو أسمع في حياتي مثل هذه المناظر التي تدمي القلب والروح وتثير
الفزع والخوف... تركني في منعطف طريق ، بعدما دلني على السير في طريق أمن
بين الأحراش والوديان ,,. كنت أجاهد بالسير لكي أفلت من قبضتهم .
وفي مطلع الفجر : شاهدتُ مجموعة تسير بين الحقول ،وهم يلوحون بأعلام بيضاء
وهيئتهم لا تدل على أنهم من عناصر الأرهاب: ركضت صوبهم وقواي منهارة
وصوتي لا يساعدني ،وعندما شاهدوني أسرعوا نحوي وسارعوا لأسعافي
وانتابني شعور غريب خارت قواي خلاله ، ولم أجيبهم على أسئلتهم عن الذي
حدث لي ولعائلتي وأبناء جلدتي من الشيوخ والنساء والأطفال من معاناة ومن أساليب
مروعة
وحط بي الرحال في هذه البلد ،بمساعدة أحدى المنظمات الإنسانية بعد أن أجريت لي
عدة جلسات ، لأعادة الطمأنينة لي ولمشاعري المنكسرة المدمرة .
ثم أُرسلت للسكن في أحدى الكنائس القريبة من هذا المكان : ومن حسن الصدف
ألتقيت بخطيبي وعائلته في الكنيسة ذاتها ، وهو الأخر قد هرب بعد أن أجبرته
العصابات الى تغيير معتقده الديني ، والتحق بعائلته التي هي الأخرى أنقذتها المنظمات
الإنسانية: وخطيبى يسهر الليل كله وهويغسل السيارات: لكي يوفر لعائلته ما تحتاجه :
لأنهم فقدوا كل شيء من مال ومستمسكات ثبوتية ، حالهم حال الجميع
قالت لها أيمان : أنه لخبر سار اللقاء بخطيبك : لكي تكملا حياتكما
ردت عليها أيفلين:: بعد الذي حل بيَ من أ لسبي من أذلال لمشاعري وكياني
لا أريد الزواج أو التقرب من خطيبي ولا أريد أن أكمل حياتي مع رجل
بعد الذي حل بيَ: أنا الأن لا أتكلم مع خطيبي، وكلما حاول الكلام معي يصيبني
نوع من الأرتباك والدوار، والأضطراب النفسي ويحز في داخلي ألم جارح
يمزق روحي وكياني .
ردت عليها أيمان:: عزيزتي ليس لكما ذنب بالذي حدث أنه عار على مرتكبيه
وجرم لم يغتفر على العقول الجاهلة المريضة :ما عليكما ألا أن تجددا حياتكما
بأحياء الحب الذي جمعكما : وتتسامحين مع ذاتك ومشاعرك ... وبذلك تنتصر
أرادة الخير والحب والسعادة ،على أرادة الشر، والأرهاب والجهل وبذلك نتحرر من مأسينا
التي سببها الحيوان المفترس
أمامك يا عزيزتي أمران : أحدهما صواب، والأخر خراب...
أذا تركتي خطيبك وبقيتي أسيرة ما أصابك ... يعني أخترتي طريق الخراب ، وبه تذهب
أحلامك ومشاعرك وأحلامك تصبح كالسمكة الحية التي تخرج من الماء
إلى اليابسة وبها تنتهي كل تطلعاتك الى العيش السعيد،
أما أذا فضلتي الرجوع إلى مشاعرك واحلامك مع خطيبك قبل السبي تكونين بذلك
أخترتي طريق الصواب وبذلك تتجدد الأحلام والأماني وتنتصرين أنت
ومن تشبه قضيتك على مسببي الألام
وسنعمل لكي عرساً في الكنيسة متزامنا مع أعياد الميلاد وبدء العام الجديد2015
,ويتشارك معكم كل من المهجرين وأكون أنا ، وكل أبناء جلدتي الموجودين في هذه البلد
من الحضور لنبارككم وبذلك تكونين قد أنتصرتي على من سببوا لكي الألم والمعاناة
قالت لها أيفلين :: شعرت بأرتياح من خلال كلامك وزالت غمامة سوداء من على مشاعري وأمالي
قالت لها أيمان:
قرارك بقبول الزواج أدخل السرور لقلبي ، وبعد حفلة زواجكما أحكي لكي قصة ساكنة
في ذاكرتي منذ الطفولة ، حكتها لي والدتي ، وهي منقولة عبر أجيال النساء بصمت
حدثت لأحدى ألنساءمن مكون أصيل له عاداته وطقوسه الخاصة به ويؤمن
بالتسامح وروح المحبة والوئام ومثل طيبتكم وعاداتكم بالضبط ومثل بقية المكونات
الطيبة التي تؤمن بالمساواة المحبة والعيش المشترك بين سكان العراق