• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016

فراق

  جمال حكمت عبيد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

في إحدى أسواق دولة الانتظار، حيث كانت السوق غاصَّة بالناس، وعند تلك المسافة التي بيننا..
لاحَ لي وجه امرأة أعرفُها، هفا قلبي إليها، كنت قد فارقتُها من زمان بعيدٍ ..
تسمَّرتُ في مكاني واشرأب عنقي نحوها.. أرنو إليها أتبعها بنظراتي؛ لكيلا تتيه عنِّي، وشعاع عبْرَ الأثير صار يخرج من عينيَّ، يريد أن يخطفها ويجذبها لي..
لحظة مرَّت.. استدارت بوجهها نحوي، كأني رمقتُها بنظراتي وأحسَّتْ بي ...
أخذَتنا الدهشة والعجب. حلمٌ جمَعنا.. خطونا نحو بعضنا. أدنو إليها، تدنو إليَّ؛ حتى اقتربنا عند فسحة صغيرة التقينا..
لبثنا صامتَيْن، وعيوننا شاخصة، انفصَلت في تلك اللحظة كلُّ معالم الوجود عنّا، ونسينا الناس من حولنا.. نتعبد بوجهينا كأننا في صومعة راهب
زمنٌ طويلٌ مَرَّ على فراقنا، تألمنا به وشقينا بهوانا، سرق منّا أحلامنا وأخذَ معه ملامح وجهيْنا، ضاعت فيه أساريرنا وارتسم الملل فينا.
أنظرُ اليها، تنظرُ لي.. أتعقب كل قطعة أحببتُ فيها، وكياني المهزوز في تلك اللحظة كاد يخرج من صدري، تملكتني رغبة جامحة في الصراخ بأعلى صوتي.. إني وجدتُها...
أهي أنتِ؟
قالت: أهو أنتَ؟
نداءُ عقلي أخذني نحو أصابعها؛ أخاف رؤية طوق لامع فيها.. رفَعْتُ رأسي إليها رأيتُها تتفحَّصُ أصابع يديَّ...وابتسمنا..
سرور في تلك اللحظة غمرنا ...
مددتُ يدي نحوها.. تسللتْ بهدوء إليها.. فتصافحنا.
شعرتُ بإغفاءة أصابعها وهي تتلملمُ في حضن كفِّي.. ضغطتْ كفّّها بكفّي وإذا بسيل متدفق هادر في داخلي أشعلَ كل قناديلي، فبانت مخابِئ لوعة الفراق في جسدي، واستباحت أوراقي القديمة المرمية فوق رفوف ذاكرتي...عندها اكتمل إحساسي بها وسلّمْتُها كلَّ رسائلي.
حرّكَت إبهامها، وأخذت به تداعب كفّي؛ كأنَّها تقول لي: تسلمتُ كل رسائلك يا عمري
لم أكُ أشعر بجمال المدينة ورائحتها سوى اليوم.. لقد عادت أسارير الفرح فينا.. ابتسمنا وابتهجنا، كأن كل واحد منّا رسم للآخر أنْ لا فراق بعد هذا اللقاء، والقدر قد أعاد لعبة الحظ إلينا..
أسألُها.. وتحدِّثُني عن حالها.. أُصغي إليها.. أكاد أغفو بين شفتيها القرمزيتين اللتين طالما شربتُ الحنان منهما.
شكراً لك يا إلهي لم تنسني..
هاتفها النقال يرنُّ..
ألو نعم..
- نحن من دائرة الهجرة، نحيطكِ علماً بأنَّ دولة التوطين وافقت على طلبكِ...فاستعدّي للسفر
ارتبكَتْ نظراتها. لم تقوعلى إخفاء الحزن على وجهها.. تنظر بوجهي لا تعرف ما تقول لي..
انقبض صدري والتاع فؤادي. تطوَّحتُ كالسكران في مكاني، لم أعد أحملُ نفسي، وحيرتي كبست على فمي؛ كأني قد شرِبْتُ كل قوارير الخمر دون أن أدرى.
عاد الصوتُ في داخلي يصيح يا لحظّي العاثر وخيبة أملي.. أما زلتَ أيها الخائبُ فيَّ تلاحقُني؟..
تحيَّرتْ دمعة في عينيها.. كادت تنطق خجلاً وتأسفاً...فأطبقتُ كفّي على فمِها
صعبَ الكلام عليّ وأنا أداري حيرتي.. تمتمتُ بصوتٍ خفيضٍ
-أتمنى لكِ السلامة وراحة البال في بلدك الثاني، يا......
دمعةٌ سقطت من عينِها.. مسحتُها بيدي وشكرتني..
حملَتْ نفسها وذهبتْ.. أنظر اليها وحسرة الخجل في عيني حتى توارت عني. كأنها لمحُ الشِّهابِ إذا أبرَقت في السماءِ ثم انطفت
أخذتُ وجهي ومضيتُ في طريقي. ألعن الشتاتَ.. حاملاً معي لوعة الغربة وخيبة الفِراق.

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014