• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الخميس, 10 تشرين2/نوفمبر 2016

الروح الطيبة

  صباح حالوب
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

دخلت يوماً محلاً صغيراً لبيع المواد الغذائية لأقتني قنينة حليب وشيئاً من البطاطس . لفت نظري
وقوف طفل امام واجهة المحل يحدق بكيس بازلاء .. ضعيف البنية الى حد بعيد بملابس رثة ... دفعت
المبلغ المطلوب ثمنا لما اشتريت والقيت نظرة عابرة على ثمن كيس البازلاء ، كون الطفل ظل متسمراً
في مكانه يحدق بما يشتهي وأنا بدوري افكر بما يدور استمعت الى حديث بين صاحب المحل والطفل في الملابس
الممزقة . مرحباً هاري.. قال السيد ميلر للطفل الفقير .. كيف حالك اليوم ؟ مرحبا سيد ميلر .. اموري تمام . شكرا لك
احب فقط ان أتطلع الى منظر البازلاء واستمتع به ... انت على حق ..كيف حال الوالدة ؟ ..انها في تحسن مستمر... هذا ما يسعدني
جيد حداً ، هل لي ان اساعدك بشيء ؟؟!! لا سيدي لا شيء ... انا اردت فقط الاستمتاع بمنظر البازلاء
قد ترغب في شيء منها ؟؟!! واصل السيد ميلر .. قد تحتكم على شيء تبيعه ... لا يا سيدي لا املك من هذا القبيل
قد تملك مثلا كرات زجاجية تريد بها المقايضة ثمنا للبازلاء ... آخرون يملكون ويدفعون بدل ما يأخذون من مواد
نعم - لدي كرة زجاجية - قال هاري وباشر يبحث في جيبه - لا املك غير واحدة فقط
هات لأرى - قال ميلر . مد الطفل يده باتجاه السيد ميلر وعلى راحتها كرة زجاجية بلون ازرق - ها هي اليس منظرها جميل
طبعا ... أجاب السيد ميلر متفحصاً الكرة - هناك ملاحظة بسيطة لونها ازرق وأنا ارغب ان يكون لونها احمر . حين تأتي ثانية
اجلب الكرة الحمراء ... هل حقاً ما تقول ؟!! سأجلب طبعاً ..سيد ميلر
السيدة ميل كانت بالجوار واقفة اقتربت مني أكثر لتقول حين لاحظت اهتمامي بما يجري " في مدينتنا ثلاثة أطفال فقراء
الحال ، انه لأمر فظيع ... جو يحب التعامل معهم على هذه الشاكلة .. يبيع لهم الحمص التفاح ،الطماطم وباقي المواد الغذائية
مقابل الكرات الزجاجية ... في البدء يخبرهم انه يحب هذا اللون وحين يأتون به يبدل رأيه الى لون آخر ... يبعث الأولاد محملين بأكياس
المواد الغذائية ويطلب ان يعودوا ثانية بكرات من الوان أخر ، يحددها ،الأحمر بدل الأزرق ، الأخضر بدل الأصفر
وهكذا دواليك ... غادرت المحل وانا احمل ابتسامة واضحة ومستغرباً في نفس الوقت لهذه الروح الطيبة التي يملكها صاحب المحل
بعد فترة وجيزة تركت المدينة لانتقل الى مونتانا لكني لم انسى حكاية ميلر مع الأولاد الصغار ومقايضة الكرات الزجاجية
أعوام عدة مضت الواحد منها اسرع من الثاني وقبل أيام سنحت لي فرصة زيارة أصدقاء قدامى في مدينة كولورادو
هناك سمعت بوفاة ميلر ...حينها انا والأصدقاء قررنا المشاركة في التشييع ووصلنا المكان المطلوب ...التقينا
أقارب المتوفي وقدمنا لهم التعازي .. وقف امامنا ثلاث شبان في هيئة قيادية اثنان منهم يرتديان زياً ذو لون غمق وقميصين
بلون ابيض وتسريحة شعر معتبرة ... اقتربوا من السيدة ميلر عانقوها ، قبلوها في الخد وهمسوا في اذنها بضع كلمات
ثم اقتربوا من التابوت حيث مسجى ميلر يأخذون بيده ثم يغادرون ليمسح كل منهم دمعة علقت في عينه . جاء دورنا
اقتربت من السيدة ميلر ، قدمت نفسي وذكرتها بالحادث الذي مضى عليه أعوام عدة ... الا وهو مقايضة الكرات الزجاجية
بالمواد الغذائية .. ترقرقت دمعة بمقلتها وأخذتني من يدي لتقترب من التابوت لتقول لي :" هؤلاء الشبان ، اللذين ودعوا للتو ، هم الأولاد الثلاثة
موضوع الحديث السابق ... قالوا لي انهم يثمنون عاليا ما فعله جو معهم ... حان الوقت ان يردوا الأمانة
حيث لا يتمكن من تغيير رأيه في لون وحجم الكرات .. ويسددوا ما بذمتهم من دين ... لم نكن نحن من الأغنياء
لكن يحق لجو الآن ان يعتبر نفسه اغنى الأغنياء في كولورادو
رفعت السيدة ميلر بحنان وحب أصابع يد زوجها الفقيد حيث لاحظت ثلاث كرات زجاجية حمراء.
حاولوا أعزائي تداول فحوى القصة لنتذكر أهمية الروح الطيبة... ودمتم

ستوكهولم في 04-11-2016
مترجمة ...منقولة

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014