• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
السبت, 07 أيلول/سبتمبر 2019

همسٌ وهشيم - قصص قصيرة

  عماد المبارك
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

1. همس...
كانت الشاشة العملاقة التي نُصبت وسط جموع الشباب الغفيرة المحتفية بمناسبة (فير داخ فيست)* على ضفة نهر (الراين) بمدينة (نايميخن) التاريخية بهولندا تجتذب عيون وآذان كل من حضر لمشاهدة فيلم يتحدث اللغة الإنكليزية بلكنة أمريكية، وكان أحد صيحات هوليود، بينما صارت أقداح البيرة حولهم أكداساً بعد أن عجزت عن استيعابها حاويات بلاستيكية منتشرة بجميع الزوايا. كان الجميع منهمك يتابع الأحداث إلا شاب وشابتين أعطوا ظهورهم للشاشة وراحوا يرقبون مياه النهر قاطعة المسافات تنساب بنعومة متجهة نحو البحر.
همست إحدى الشابتين وهي على ثقة أن لا أحد يسترق السمع، وإن سمَعَها فلن يفهمها لأن لهجتها العربية السورية غريبة على المجتمع من حولها كغربتها فيه...
ـ أتمنى لو أنني أستطيع الغوص بالماء...
أجابها الشاب بنفس الهمس: كلنا يحب العوم والغطس في الاعماق.
أكملت كلماتها دون أن تعير لكلامه التفاتاً: ربما سأجده وأكلمه.
نظرت الشابة الأخرى لها: يجب أن تقتنعي أنك لن تجديه، لقد صار طعاماً أكله السمك البحر.
أجابتها وفكرها شارد في الأعماق: أدرك ذلك جيداً، منذ ذلك اليوم المشؤوم وأنا لا أحب السمك!

..........................

2. هشيم...
يتجمع الأطفال الأجانب الجدد في قاعة لممارسة نشاطات فنية مختلفة تبعدهم عن الأجواء المشحونة لذويهم وهم بانتظار نتائج قبول لجوئهم في هولندا، القاعة تتوسط مركزاً لتجميع لاجئين، آسيويين وأفارقة وعرب، نشرف نحن عليهم ونترجم للمشرفة الهولندية التي جاءتهم هذا الأسبوع بفعالية متميزة بأن يلصقوا قطعاً مهشمة لبلاطات سيراميكية على لوح خشبي تتوسطه مرآة فيصبح العمل كديكور ملون يعلق في غرفهم التي حشرت لآخرها بالبشر.
اقتربت طفلة مني بعد أن مارستْ مع البقية فعالية لصق قطع السيراميك على الألواح، فأخرجت عملاً جميلاً منسقاً، سألتني عن ضمادات كنا نضعها على جنب، قلتُ لها أنها إسعافات أولية إذا ما خدشت القطع المدببة أيديهم الناعمة، قالت...
ـ وما هذا الكيس المصنوع من قماش قاسٍ؟
قلت: كي لا تتبعثر القطع حينما نهشمها ونعدّها للفعالية،
سألتني بود: أيمكنني وضع تلك البلاطة السليمة داخل الكيس وأهشمها لقطع صغيرة؟
ـ بالتأكيد يا حلوتي الصغيرة.
قامت بعملها بحرص شديد، ما أن أخرجت الهشيم حتى همست بأذني...
ـ لا توجد ضمادات هناك ولا أكياس، مع أنه في (حلب) لدينا من قطع السيراميك المهشمة تلالاً تكفي أن يلعب بها كل أطفال العالم!
.......................................

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014