• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الجمعة, 19 نيسان/أبريل 2013

النافذة

  سوسن سيف
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كان العشب يتوهج تحت الشمس الشقراء بعد زخة من المطر والزهور البيضاء اتخذت خطا مائلا تحت نسيم نيسان. وعلى مقربة كان ثمة اطفال يجرون خلف كرة ملونة وقد اختلط ضجيجهم مع ضجيج الطيور التي كانت مختبئة بسسب المطر ..وعادت بها تلك الموسيقى اللذيذة الى سنوات الطفولة ‘ الى زمن كانت فيه تجري وتلهو مثلهم تماما منتشية بالشمس التي كانت تظهر بعد المطر وراحت تستعيد تلك السعادة التي بهتت مع الايام .. الايام التي تركتها بلا حراك هنا  ‘ قدمين وساقين ماتت فيهماالحياة ومات معهما كل شيء وكأن الستار انزل على آخر الرواية واخفى كل شيء لتبقى وحيدة في غربة قاتلة ليس فيها ما يربطها بتلك الحياة الممتدة غير هذه النافذة .. ! 

 في كل صباح تأتيها قريبة طيبة أبقتها الدنيا وفية مخلصة لم تتغير ‘ تفتح الباب بالمفتاح ‘  وتدخل على أطراف قدميها ‘ فتعد لها الفطور وتوقظها وتأخذها لدورة المياه ثم تقودها بمقعدها ذي العجلات الى النافذه ‘ في الصيف تفتحتها الى آخر مدى وفي الايام الباردة تدفع بالستائر الى الجانبين وتتركها تسهم بنظرها من خلف الزجاج وتتحدث اليها عما معها من أمور‘  وما تعلمت من أصناف جديدة من الطعام  واخبار ابنائها وبناتها  ‘ ونادرا ما تصطحب اصغرهم معها فهي تخشى من شقاو..

 وبعد ما تتناول طعام الفطور وتأخذها من جديد الى الحمام  وتعد لها غداء خفيفا وتتركه قريبا منها ‘ وفي المساء تعود لتسأل عنها وتأخذها الى الفراش ثانية وتودعها لتختلط دعواتها بدعوات المرأة الكهلة الخارجة من قلب أتعبه الزمن وصوت أتعبته الايام فامسى حشرجة غير واضحة .

 النافذة بستائرها الزرقاء التي غيرها الزمن فتحول لونها من ازرق زاه الى رمادي باهت ‘ وتحول لون الخشب من لون بني لامع يضج بالحياة الى لون شاحب لا يبين ‘ غير ان عالمها كان يتجمع في هذه الفتحة المستطيلة ويتألق بألوان خضراء وزرقاء وبنفسجية وكانت تراقب تعاقب الفصول وهي تترك بصماتها على كل شيء ‘ الارض  والشجر والورد والاطفال لم تنس يوما مكانها والوقت الذي تجلس فيه الى النافذه وحين تجلس هنا تنسى الزمن واليوم والشهر والفصل ‘ لكن الذكريات تغزورأسها ‘ الذكريات الحميمة والجميلة والتي تحملها اجنحة وتحلق بها بعيدا الى تلك السنوات التي كانت فيها صبية صغيرة جميلة  مليئة بالحياة والحب ‘ وتذكر كيف التقيا وكيف أخبرها باسمه واين يتلقى علومه واخبرته باسمها واصبح الطريق الى مدرستها طريقهما معاوطريق احلامهما وتذكر باي ثياب كانت تراه وباي شعر كان يراهاوكيف رفض فكرة قص شعرها الطويل مهددا بفراقهما وتذكر مناسباتها وكيف يتبادلان الهدايا وكيف يستمعان الى أغاني تلك الايام. كان الحب يشرق في حياتهما ويسافر في حدقات أعينهما وكانت الايام جميلة خضراء ولكن رفض من قبل اسرتها لانه لم يكن سوى طالب بسيط بعيد عن قناعات الاسر التي كانت تريد لأبنتها الرجل الذي يتكفل بكل شيء لا طالبا بسيطا مثله وظل الرفض يشير لتعاسة وشقاء وتنتهي قصة الحب تلك على مذبح العبودية والتسلط الظالم من يعترف بحب كذاك وانتهت الرواية بنهاية مأساوية وأسدل الستار على تلك الفترة الجميلة التي كانت تحمل مواسم الحب الرائعة.تزوجت بالذي اختير لهاولعل القدر انهى فصول الرواية بتلك الكارثة التي قتل فيها الزوج ‘ وتركها قعيدة بلا حركة على مقعد متحرك طوال حياتها‘ لكن الذكريات لم تفارقها ولا وجه ذلك الحبيب الرائع الذيعرفته منذ بدايات صباها‘ ولم تعرف أخباره أو تسمع عنه شيئا بعد ما سفره تغيرت الدنيا ووجدت نفسها وحيدة تواجه الحياة من غير رحمة لا تعرف أحدا غير قريبتها

 وأخذت الذكريات تتلاشى والصور تبهت والحلام تموت والايام هي وحدها تمضي لتغير تركيبة الحياة كلها

 النافذة الاشياء تتغير كما تراها هي هنا يشقون طريقا هنا  تبنى مدرسة جديدة هنا ينشئون مستشفى أشجار تقطع وشوارع جديدة ترصفومساحات خضراء تتقلص وحدائق جديدة تولد .. يأتي الصباح ويعيد ترتيب الاشياء التي تعودت عليها ويمضي النهار لتذهب الشمس الى مخدعها تاركة جراحا حزينة في الافق في أيام الصحو ثم الظلمة والليل وتنغلق الباب لتستسلم لنوم لا تجد فيه حتى الاحلام

 ماذا يعمل العمال هنا  ؟ بعد أيام كان البناء يرتفع قريبا من النافذة ‘ البناء الذي سيغلق كل شيء ‘ يا الهي عرفت هذا من قريبتها وعرفت ان النافذة لن تكون ذات جدوى وستاتي ايام لن تجد كل النافذة

الايام تمضي والبناء بدأ يحجب كل شيء . وفي صباح خريفي والمرأة التي تساعدها تدخل وقد عم البيت ظلام غريب والستائر تحركها الريح وكان الصمت رهيبا رأتها دون حراك ويدها تقبض على شيء ما عرفته كان بطاقة صغيرة  رسمت عليها  حزمة ورد كأنه بطاقة لمناسبة ما في يوم بعيد جدا وتاريخ انتهى من سنين

كان هناك شيئا يملأ المكان ..  لعله الحب

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014