• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014

الدكتور أنيس زهرون داغر

  قيس مغشغش السعدي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الإيمان والخدمة
شخصية مندائية معروفة ومن أسرة مندائية معروفة بالورع والتدين. تدرج في مهنته الطبية بإصرار لنيل شهادة البكلوريوس في الطب فكان طبيبا وصار الدكتور أنيس زهرون. هو اسم على مسمى فهو الأنيس وهو زهرن.
كنت سمعت باسمه وهو في البصرة، ثم علمت أنه إنتقل وأسرته إلى بغداد. في أواخر عام 1979 صارت الحاجة لعضوية الهيئة الأدارية لنادي التعارف تتطلب البحث عن كفاءة وخدمة وتنويع. وتم توارد اسم د. أنيس زهرون. لم يكن من بد إلا أن أقوم بزياة إلى مستشفى الكرامة حيث كان يعمل حسبما عرفت. ذهبت هناك، وانتظرت دوري في الدخول، ودخلت مسلما عليه وهو لا يعرفني فقال: ها عيني اتفضل شنو تشكي؟ قلت والله يا دكتور لا أشتكي شيئا ولكني فلان وقد قدمت لأفاتحك بالإنضمام إلى عضوية الهيئة الإدارية لنادي التعارف. رحب الرجل وإلتقينا في النادي، وترشح لعضوية الهيئة الإدارية وفاز وعملنا سوية لدورات عدة. ثم ترشحنا سوية لأول تشكيلة مجلس روحاني. معلومات ومعارف د. أنيس الدينية أهلته لأن يترشح نائب رئيس الطائفة للشؤون الدينية وهكذا ظل يتحفنا بالمعلومة ويجهد في الترجمة وكانت مسيرة عمل وخدمة منذ ذلك الوقت حتى غادرت أنا العراق في أواخر عام 1995 وحتى غادر هو العراق قبل حوالي السنتين. وحين تقاعد د. أنيس فتح عيادة له في بغداد الجديدة، ويوم كنت أزوره في العيادة، أرى الكتاب المندائي لا يبرحه في أوقات فراغه، فإن لا يكن مراجعون تجده منكب على الترجمة والمتابعة فيما يتعلق بتوجهه الذي كان بخصوص النبي يحيى عليه السلام حتى كان كتابه عظمة النبي يحيى.
طيبة هذا الرجل تسحبك وتبهرك بهدوئها وطواعية خدمتها وإلتزام حضورها. ويوم كان وفد المجلس الروحاني في زيارته الرسمية للفاتيكان كان د. أنيس زهرون أحد الأعضاء الأساسيين في تشكيلة الوفد. لم يكن بين أعضاء الوفد من هو قادر على الرشامة والبراخة سواه والريش إما عبد الله نجم زهرون. وحين كانت الحاجة لأن نؤدي طقسنا رشم وبرخ كلاهما. وقدم محاضرة في المعهد البابوي للاهوت بشكل نال إعجاب أساتذة وطلبة المعهد. أذكر أنهم صفقوا له كثيرا حين ذكر غيبا الآية القرآنية التي يرد فيها ذكر الصابئين والنصارى لأن الدارسين يعرفونها فهم يدرسون جميع الأديان. وزار برفقة الريش إما عبد الله نجم زهرون الأردن في وفد بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط. وظل نشطا في متابعة الشأن المندائي متعاونا مع كل التشكيلات التي عملت في المجلس الروحاني.
تأسفت كثيرا أنني لم أتعلم اللغة المندائية مبكرا على يديه، فقد سعى للتعليم في المدرسة المندائية وحرصنا أن يكون أعضاء المجلس الروحاني من المشاركين، ولكن حجم المسؤولية لم يتح الوقت لذلك، وبقيت أقول له باستمرار أنني لو كنت بدأت مبكرا ربما كانت معرفتي أكثر عمقا. أذكر له، وهو الطبيب بيننا، أنه كان يحضر إلى الإجتماع ومعه حقيبته الطبية، ربما فيها بعض الأدوية ولكن المهم فيها جهاز قياس الضغط. وكنت أمزح معه بالقول: "يادكتور لا تقيس الضغط قبل الإجتماع، بل قيسه بعد الإجتماع وشوف اشكد إيصير عالي!"
وتبقى الخدمة المندائية التي كلفنا بها عالقة في أذهان الجميع بتعبها وصعوباتها، ولكن المفرح فيها إنجازاتها. ونبقى نكن لكل من قدم خدمة كل التقدير. ومن بين الأخوان أعضاء دورات المجلس الروحاني يبقى الدكتور أنيس طيبا طبيبا مخلصا للمندائية. فارقت الجميع يوم غادرت العراق ثم عدنا نبحث عن بعضنا بعد أن غادروا هم أيضا. علمت أن أبا آلاء في السويد فاتصلت به، وتواصلنا، ثم تكحلت عيني برؤيته معافى في هولندا على هامش المؤتمر السادس لإتحاد الجمعيات المندائية وأخرى في مناسبة دينية، وبقينا نتواصل.
ومازال د. أنيس يحمل حقيبته بعد أن طبع كتابه بشكل شخصي وقام بتوزيعه، ومازال طموحا لأي دراسة أكاديمية لتقديم بحث أكاديمي عن المندائية، ليس من أجل شهادتها فهو دكتور كما يقول ولكنه يريد أن يوظف ما يعرف ويعزز ذلك بشكل أكاديمي.
أعرف كم للدكتور أنيس زهرون من محبة في نفوس جميع المندائيين، وكم له من معرفة، وكم له من إيمان، وكم له من خدمة طواعية متفانية، ومازال. أدعو أن يمن عليه هيي قدمايي بالعمر المديد مقرونا بالصحة والعافية وأن يوفقه في مساعيه، فهو بذرة خير وإيمان مندائي تعلمنا منه ونفخر به.

الدخول للتعليق