• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013

الحقوقي عربي فرحان - اصالة الرأي.. اصالة الموقف

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

في اعقاب سقوط النظام السابق في العراق، لاحظ الجميع من مندائيين وغير مندائيين ظاهرة انتشرت في طريقة لم تكن مألوفة من قبل، وهي: ظاهرة نشاط الاقلام المندائية، وبروز عدد من مثقفينا ومثقفاتنا للانخراط في صفوف هذه الظاهرة واعطائها مقومات التأثير، ووجود قراء ومتابعين في الصحافة العراقية والعربية والمواقع الالكترونية والفضائيات التلفزيونية... الخ. 

ومن ابرز هذه الاصوات التي وجدت لنفسها مساحة مرموقة ومتماسكة في هذه المرحلة الحرجة، هو  االمناضل والحقوقي  والناشط في مجال حقوق الانسان، الاستاذ عربي فرحان الخميسي، الذي شكل بجهده ووعيه وفكره المتنور، منبرا ثقافيا منطلقا من اعتبار الثقافة العراقية تمر الان في ازمة هوية وعلى الجميع القيام بصوغ الهوية الوطنية وتفعيل دور المثقف العراقي بشكل عام والمندائي بشكل خاص في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لان هذا المثقف حسب اعتقاد استاذنا عربي فرحان يمثل ضمير المجتمع، وايضا ضمير المجموعة التي ينتمي اليها اينما كانت. وقد سعى هذا الرجل من خلال مواقفه الملتزمة في تنشيط ودعم اتحاد الجمعيات المندائية منذ بدايات تأسيسه، واصبح عضوا فاعلا في سكرتارية الاتحاد ، ليأخذ مسؤوليته في دعم واسناد الجوانب الحقوقية والقانونية في عمل الاتحاد الذي ينشط ويتسع يوما بعد آخر. وساهم الاستاذ  ابو رغيد وبشكل فعال في تأسيس رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الصابئة المندائيين، بهدف خلق تجمع يهدف الى تكوين وانشاء مركز ثقافي مندائي تنويري ، معبرا عن رغبة المنضوين تحته في اشاعة ثقافة مندائية عراقية حرة بعيدة عن كل التأثيرات السياسية والايديولوجية، من اجل اعادة انتاج واقع ثقافي حضاري  في مرحلة ثقافية حرجة تمر بها الطائفة المندائية. 

دعا هذا العلم العراقي في كل مداخلاته وكتاباته ومواقفة الاصيلة الى تأسيس رؤية مندائية جديدة، تتطلب اعادة صورة علاقتنا كمندائيين بالاخوة الاخرين من العرب والاكراد والتركمان وجميع الاقليات العراقية الدينية والاثنية، من خلال المساهمة الجادة في خلق اجواء الحوار واعادة بناء ثقافة وطنية متعددة ، تعتمد قبول الاختلاف وتشكيل قيم معاصرة اساسها الانفتاح على ثقافات الاقليات والعالم، والابتعاد عن الاساليب القسرية في دمج الاخر وثقافته في ظلمات وطغيان الاخر المتسيد سياسيا. 

وقد ساهمت كتابات ومداخلات عربي فرحان من خلال المواقع العراقية والمندائية الى جر العديد من ممثلي ثقافتنا المندائية الذين ظلوا خارج دائرة الفعل لاسباب متعددة ليس اخرها غياب الامن وتسليط سيف الارهاب، او لرفضهم التأطير الايديولوجي او لغياب او قلة المنابر الثقافية التي تكفل حرية الفكر واستقلالية المثقف، الى تفعيل دور المثقفين في البحث عن الصيغ الجديدة للهوية المندائية باعتبارها تجسيدا لثقافة وحضارة عراقية تراكمية ساهم ببنائها الجميع، وتشكل نتاجا متلاقحا بين شعوب وديانات تعيش على هذه البقعة من الارض اسمها العراق. 

لقد ساهمت كتابات هذا المندائي النبيل بكشف الاحتقان الطائفي الراهن، بكونه يشكل خطرا لايهدد بتمزيق النسيج الوطني فحسب، بل ينذر بقطع التواصل التاريخي بين جميع مكونات الشعب العراقي. وقد سعى ولايزال في تفعيل دور المثقف المندائي في اشاعة ثقافة الحوار واحتواء المشكلات بين المثقفين من اجل خدمة اهداف الطائفة في الحفاظ على بقائها واستمرارها، بعد ان كشف الجميع ما تتعرض له طائفتنا المسالمة من تهديد بالابادة الجماعية. 

عربي فرحان الذي عرفناه مناضلا قديرا ضد الديكتاتورية في كل عهودها، وعاش فترات من عمره المديد في السجون والمعتقلات، والهرب والتخفي بعيدا ، عرفنا به انسانا يعشق الحرية، وهو واحدا من مثقفينا الذين علمنّا بان الحرية ليست فكرة جاهزة، ولا طبقا جاهزا، ولا حتى حلما جاهزا، او مقدسا جاهزا، عرفنّا ان الحرية تصنع ونراها، نلمسها، نتحسسها، عرفنّا بان الحرية تصنع كالخبز كل يوم يايدينا، وان كنا نحتاجها فعلينا ان نقاتل من اجلها لان ثمنها كبير في حياة كل منا 

تحية لهذا الرجل.... وتحية للحرية التي يريدها لنا جميعا

الدخول للتعليق