• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
السبت, 03 أيلول/سبتمبر 2016

الدكتور متي العائش ...العالم والانسان

  محمد زاير/ عزيز ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)


وُلد متي العائش الاستاذ الأخصائي في علم الخلية السرطانية ، في الثالث من شهر أيلول سنة1923م في مدينة العمارة – العراق محلة السرية - شارع بغداد قرب نهر الكحلاء من عائلة مندائية لها طقوسها الخاصة تمتد إلى ألاف السنين ، والده صالح إبن عائش ، صائغاً معروفاً بالعمارة ، وقد احتفظت العائلة بلقب العائش تيمنناً بالجد .وأمه فرجة فرج عبد الله ، أمية لا تقرأ ولا تكتب كما كان الحال عند أكثر الناس في ذلك العهد .
قضى طفولته ونشأته في مركز مدينة العمارة يعيش مع اهله واخوته وكان منعزلا في البيت في غرفته مواظباً على دراسته بصورة جدية ومحاطاً بالكتب والنشرات العلمية مما جعله أن يكون متفوقاً في دراسته الثانوية في العمارة فتخرج منها سنة 1941 بدرجات عالية أهّلته لدراسة الطب التي كان يتمنّاها ، لكن ظنه خاب نظراً للشروط آنذاك التي لا تسمح لقبول أكثر من طالب واحد من الطائفة المندائية فكانت من نصيب نجم عبد الله الذي ظروفه المالية تسمح لتحمل النفقات لأن الدراسة لم تكن مجانية . اضطر أن يُقدم أوراقه الى دائرة البعثات والى دار المعلمين العالية . قبِل في جامعة القاهرة ( اللغة العربية ) وكذلك في دار المعلمين العالية في بغداد . فضّل الأخيرة وتخرج منها بدرجات عالية سنة 1945. تعّين بعدها مُدرساً في ثانوية العمارة للعام الدراسي 1945-1946 وكان مدرس لمادة الكيمياء ، فكان وسيم الطلعة ، فارعاً ، هادىء الطبع ، يميل شعر رأسه إلى الشقرة ، له شخصية خاصة تفرض الأحترام رغم بساطته وسهولة التحدث معه . له طريقته الخاصة في التدريس وإيصال المعلومة الى ذهنية الطالب ، تختلف تماماً عن الآخرين . فهو يُسجل العناوين والنقاط الرئيسية التي يُريد تدريسها على السبورة .الأمر الذي يجعله يأتي الىالصف مسرعاً بمجرد أن يضرب الجرس موعد الدرس ، ثم يشرح بعدها بإسهاب وإيضاحات لما يُريد شرحه باسلوب سلس جدي مُركزاً بعيداً عن ضياع الوقت بإمورتافهة لا تمت الى الدرس بصلة ، تحدث عنه تلامذته خلال تلك الفترة فكانوا يستمدون منه العزيمة على مواصلة الدراسة والبحث عن العلم والمعرفة ، فكان يشجعهم على تعلم المصطلحات الإنكليزية ويُخبرهمأحياناً عن آخر التطورات العلمية خاصة واخبار الذرة وإن صدى قصف هيروشيما ونغازاكي في أب سنة 1945 كان ما زال ماثلاً للعيان .
ومن إسلوبه بالتدريس ، كان بين الفينة والأخرى يجري امتحاناً مباغتاً لبضعة دقائق ، يوزع الأوراق على طلابه ويطلب الجواب على سؤال يختاره هو لكي يتعرف على مدى استيعابهم للدرس ، إضافة إلى كونه دمث الأخلاق حُسن التدريس بالاضافة الى إخلاصه بالعمل وعدم التهاون على الخطأ . فكان اللولب الرئسي أثناء فترة الاستعراضات المدرسية بكل فعالياتها ، كان استاذاومرشداً معاً ، يتألم كثيرا اذا حصل اي عطب في مختبرات الدرس العملي لمادة الكيماء ، وكان محاولاً قدر المستطاع اصلاحه ولعدم توفر الامكانيات المادية ، كي تعم الفائدة على جميع طلابه . وفي السنة الدراسية 1949-1950 نقل الى متوسطة سامراء لان مدير المدرسة غير مرتاح لوجوده لكونه يُحب العلم ويعتبره مكملاً لبناء الوطن . ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية في الاعظمية 1950-1951 .
ونظرا لدرجاته العالية أثناء تخرجه من دار المعلمين العالية ، إستطاع الحصول على بعثة دراسية إلى جامعة هيوستن في امريكا ، رجع بعدها الى أرض الوطن خلال سني 1951- 1950 فحصل على درجتي M.A and PhD ، عُين بعد رجوعه استاذ بجامعة بغداد خلال سني 1956-1958 ترك بعدها العراق عام 1958م الى امريكا مرة ثانية بلا عودة وتوفي في بلاد الغربة .
لقد قدم إبداعات علمية رائعة في مجال إختصاصهالطبي ، وطلب منه ان يستثمر بحوثه واستنتاجاته من علم وخبره في مساعدة بلده العراق ، فكان يشعر بالمرارة لما آلت اليه الاوضاع اليوم من تمزق ودمار ، قال بعزم وثبات العراقي الأصيل : يا ريت لكن بلدنا ظروفه تبدلت وقسموه الى مذاهب واطياف وقوميات تتصارع فيما بينها .. بل بداخل كيانها وأطيافها ، وهو يقول بصراحته المعهودة بلدنا ما يريدنه !!!.
اكتشفت وشعرت بأنني أمام إنسان يحمل هموم وطنه ، يُحلل الأوضاع والمستجدات بصورة علمية واضحة وكأنه سياسي محترف يلم بكل فنون السياسة ومصائبها وأكاذيبها ، هذا ما قال عنه اصدقاءه وبعض طلابه ، مجاملا وودوداً يحب الخير للجميع كونه إنسان بمعنى الكلمة. وكمل قال عنه الدكتور محمد زايرصديق العمرعند استقباله اثناء قدومه من امريكا في بيته في جنوب السويد بالحرف الواحد : أقولها والله شاهد على ما اقول أن اللقاء الذي جمعني بالصديق العزيز الأستاذ متي العائش له نكهة خاصة مؤلمة جعلت الدموع تترقرق في عيوني بعد مغادرته لي ، هذا الطرد العلمي الرائع المُشبع بحب وطنه ، يُريد أن يخدم وطنه بعلمه . يحن إليه والى بيته وأهله ، يعيش غريباً عنه ويكرر بألم وحسره : بلدنه ميريدنه ! السبب هو نحن العراقيين سواء أردنا أم أبينا . يجب أن نُغير نفوسنا ونحترم آراء بعضنا ، ننبذ العنف والمحاصصاتوالسرقات والتشبث بالكرسي ونتمسك بالمحبة والعلم والعطف والأمان . الدين لله والوطن للجميع . ومن المحال إدامة الحال .
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
كان والده صالح العائش من الصاغة المعروفين في مدينة العمارة همه الوحيد هو أن يوفر لعائلته الكبيرة حياتاً كريمة في ظروف إقتصادية صعبة خلال الحرب العالمية الثانية ولذلك فقد انتقل إلى البصرة لأن العمل كان متوفراً بسبب وجود جيوش الإحتلال فقد كانوا معجبين بالصياغة الفضية ويشتروها لأنها رخيصة بالنسبة اليهم ، وكان الوالد يتردد بين الحين والآخر لزيارتنا والاطمئنان على اوضاعنا العائلية .
ولكونه من الصاغة المعروفين ، فاز بالجائزة الاولى في الصياغة على أثر مشاركته في المعرض العالمي الذي عقد في ايطاليا في سنة 1939 حينما رشحته الحكومة العراقية مع عباس عمارة ( والد الشاعرة لميعة ) للاشتراك في المؤتمر .عندما سافروا سوية الى بيروت للحصول على الفيزا من السفارة الايطاليه التي إكتشفت وجود آثار مرض التراخوما في عيون الوالد فأمتنعوا عن اعطائه الفيزا ومنعوه من السفر . سافر عباس عمارة لوحده ليعرض ما صنعوه فأثار الإستحسان والحصول على الجائزة الاولى في المعرض العالمي في إيطاليا والذي إستمر العرض بعدها في أمريكا فنال الإستحسان للصياغة العراقية الرائعة التي أثنى عليها بإعجاب الرئيس الأمريكي روزفلت أثناء زيارته للمعرض .
شهاداته مع ملخص لفعالياته اثناء دراسته في امريكاوقائمة لكل نِتاجه العلمي :
*سنة 1951 انتخب في جامعة Silver Spurs في الجامعة كعضو في الجمعية التي عدد طلابها (14) الفطالب تقوم بتمثيل الجامعة في الاحتفالات الرسمية .
* في عام 1952 أنتخب من قبل الطلاب كأحسن وأشهر عشرة طلاب في ذلك العام .
*مثَل طلاب الدكتوراه في جمعية طلبة الجامعة ورئيساً لجمعية الطلاب الأجانب لمدة أربعة سنوات .( قبل حصوله على الدكتوراه تسلم أعلى جائزة تُعطى الىطالب في الجامعة .
* أصبح عضوا في أشهر جمعية للعلماء ألأمريكيين Sigma Xi.

* بعد تركه العراق وعودته إلى أمريكا سنة 1958 ، تقلد مناصب متعددة في فرعه كأستاذ ومحاضر زائر وكرئيس بحوث السرطان في جامعات متعددة ، آخرها قسم الراديولوجي في الكلية الطبية – جامعة كالفورنيا - لوس ( فكان الاستاذ والرئيس لقسم البحوث في المركز الشعاعي أنجلس UCLA
خلال سني 1993-1996 .
*نشر المواضيع المتعددة في المجلات العلمية الشهيرة وأصبح عضواً بارزاً في جمعيات متعددة في إختصاصه (N.I.H.).
*إشتغل لمدة 30عاماً في أشهر مؤسسة للبحوث العلمية والطبية في أمريكا والعالم National Institutes of Health.
*أصبح رئيسها خلال سني 1972-1993فكان المسؤولعلى أكثر من 100 مليون دولار سنوياً تُعطى للعلماء الباحثين في جميع أنحاء العالم وأغلبهم من الأمريكيين وعندما إستقال من عمله كان مديراً للبحوث العلمية لدراسة الكروموسومات وعلاقتها بأمراض الأطفال وضعاف العقول . فنشر الكثير من النتائج في المجلات العالمية .

 

الدخول للتعليق