• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 03 نيسان/أبريل 2017

سوكَاوي عودة مبارك

  أنور سوكَاوي عودة
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

من العائلة المهناوية . من مواليد 1900 ميلادية حسب سجل النفوس . سكن والده عودة مبارك
في الناصرية بعد ان هجر سوق الشيوخ ، كان حداداً ومصلح أسلحة . كان يملك بيتاً في جزء من بستان
الحاج عبّود الجازع مقابل مدرسة الثورة في محلة الشرقية في نهاية شارع الحبوبي . تزوَّج عودة من غدارة
نصّار دهله من العائلة الفريجية .كان قوي البنية محباً لأصهاره يساعدهم في اعمالهم عند انتهاء عمله اليومي
في الحدادة . رُزِقَ بوالدي سوكاوي ، توفى جدي عودة ووالدي صغيراً . احتضن والدي وَتَكَفَّل برعايته خاله
المرحوم فرج نصّار الذي توفى بعد مدة ، تكفَّله بعده خاله المرحوم عَيّال نصّار ، كان يعمل مع خاله في الصياغة
وهو صغير . كان خاله صائغاً لآل سعدون متنقلاً معهم . تزوَّجت أُمَّهُ مرة ثانية من كسّار سفّاح من العائلة السهيلية البنكانية ورُزِقَت بعمي المرحوم حسناوي أبو وسام . قال والدي رجعنا من احدى سفراتنا من العمل للناصرية
فأستقبلني أخي وكان صغيراً وقال ان أُمَّنا صارت عَيْلَه أي خالتنا ، فهمت من كلامه أنَّ والدتنا قد توفيت ، بكيت
كثيراً وكان عمري ثمان سنوات . لم ترق لوالدي العيشة متنقلاً . بعدها استقر خاله في البصرة وفتح محلاً للصياغة في العشار ، أمّا والدي فقد استقر في الناصرية وفتح محلاً للصياغة وهو في سنٍ مبكرة وكان عمره حينذاك
( 14 ) عاماً . كان المرحوم داغر الماجد والد الاستاذة حسيبة أم عمّار وكان صائغاً ماهراً كان قد تقاعد من العمل
، فوجد والدي ماهراً شاطراً بعمله ، فأهداه سندانه ومطرقته التي كان يعتزُّ بهما أعتزازاً بوالدي وتشجيعاً له .
( كنتُ قد اشتغلتُ على نفس السندان في الناصرية ونقلته معي لبغداد ولكني تركته متأسفاً عند مغادرتنا العراق
مجبَرين .كان والدي يسكن بيت خاله عيّال نصّار أبو حزام وكان مسؤولاً عن العائلة لغياب خاله للعمل بالبصرة
تزوَّج والدي من والدتي المرحومة مظلومة سويف غصّه دهله وكانت يتيمة مثله حيث توفى والدها وعمرها
شهراً واحداً ، تزوجا نتيجة قصة حب بينهما . كان والدي جميلاً أبيض البشرة ذو عينان زرقاوتان لكنَّ والدتي
كانت ملامحها جميلة ولكن بشرتها تميل الى السمرة الحنطية . كان أخوالي الفريجية لا يزوجون بناتهم لغير
أبنائهم ، فطلبوامن والدي باهضاً قدره ( 750 ) روبيه ودكّان ملك سَجَّلَهُ جدي عيّال بأسمائهم .
عاش والدي بعد زواجه ببيت خاله وَرُزِقَ ببنته البكر برتقاله ثم نورية ثم انا أنور . بعدها وفي سنة ( 1943 )
اشترى داراً في محلة الصابئة وانتقلنا للبيت الجديد حيث رُزِقَ ببناته غنيه وساهرة والمرحومة سهام . حرص
على ادخالنا المدارس ، الاّأختنا نورية التي رفضت الدخول للمدرسة وأصرت على معاونة والدتها بعملها بالمنزل
كان والدي صائغاً ماهراً سريع الانتاج اشتغل بالجملة . تعلَّم كثيراً من المندائيين الصياغةَ َ على يديه الكريمتين
أذكر منهم المرحومين ربح كاصد السبتي واحمد مجيد ويوسف عمارة ال غافل وعربي نادر السبتي أبو قطار
وعبيد ال فنجان الكيلاني وشعلان هجول منصور وضايف مجيد السبتي ابو جورج وخلف خالد المرهج الجيزاني
وعويِّد زيدان العثماني وغيّاض جابر شريف الجيزاني وعبد علي ثجيل الشاهر وجبار رومي مسلَّم وبدر
زرزور سالم ومدلول رزج غيلان وأخويه ابراهيم وسامي والعزيز رياض عويد البنكاني وسلام عجيل الشاهر
ورياض خلف خالد والشهيد البطل العزيز التفات ثجيل خفي واخيه الشهيد رعد وسعدي ثجيل والشهيد العزيز
البطل جبار نعيم غانم الكيلاني وأخيه الشهيد صبّار والمرحوم خالد مزهر السبتي وبدر مزهر العثماني وعادل
كمتي عفلوك واخيه نبيل ووحيد رزج وغيرهم ، كان مُعَلِّماً لكل أولائِكَ وأنَّ أغلبهم تخرَّجوا صيّاغاًماهرين .
عُرِفَ والدي بالكرم ودماثة الخُلِق والهدوء والبساطة والتواضع والحنية والحكمة في ادارة الامور وحل
المشكلات التي قد تحدث عند أخوته المندائيين وأهله وأعمامه .كان محباً لعمل الخير عطوفاً يتفقد أهله وأعمامه
والآخرين ، يساعدهم قدر استطاعته . كلمته مسموعة محبوباً محترماً في المجتمع يشارك الناس أفراحهم
واتراحهم ، يساعد المحتاجين دون تبجح .تكفل بمعيشة عائلة أحد أصدقائه الذي توفى بضربة شمس وكان أولاده
صغاراً الى ان تخرج ابنه الكبير وعُيِّن معلماً . كان أعمامنا يسكنون سوق الشيوخ والشطرة ، وكان بيتنا مأوىً
لهم عند مراجعتهم الدوائر الحكومية أو المستشفى والاطباء ، بيته مفتوحاً للضيوف ، يفرح اذا زارنا أحدهم
أذكر وكنا صغاراً أن زارنا من أعمامنا من ايران وهما خنجر ومنثر ثم سافرا لبغداد لاجراء عملية جراحية
لعيون أحدهما ثم رجعا لناواستغرقت ضيافتهم أكثر من ثلاثة أشهر .وكان من ضيوفنا المقيمين المرحومين
ضمد منصورذخر وأخيه ورد وجميل عزيز مهوس وأخيه خليل اطال الحي بعمره وجاسم بطي كسر والمرحوم
العم العزيز ميزر عودة شويع أبو ابراهيم وغريب شلش شطراوي وكانوا جنوداً ، ومنهم غير المقيمين غريب صيّاح وراجي برغش برغوث ووهاب وشهاب شنان برغوث وغيرهم .كان المرحوم ورد عنبر الفارس راقداً
في مستشفى الناصرية وكان والدي يزوره يومياً ، وكان رئيس صحة الناصرية المرحوم الدكتور مصطفى محمود
صديقاً لوالدي ، أشار عليه أن ينقل ورد للبيت لأنه يدرك صعوبة وفاة المندائي في المستشفى وكان يائساً من
شفائه ولكنه زرقه أبرة عسى أن يشفى بسببها . حضر قسم من المندائيين ونقلوه على أكتافهم مشياً وأوصلوه
لبيتنا ، بقى مدة من الزمن استعاد عافيته وسافر لأهله في سوق الشيوخ . بعدها بسنوات توقفت سيارة أمام باب
بيتنا في منتصف الليل وَطُرِقَتْ الباب ، توجهتُ للباب وسألتُ من الطارق ؟ أجابني أنا ورد عنبر ، رجعتُ
لوالدي ووالدتي وأخبرتهم أنَّ المتكلم ليس ورد ، فأسرعا للباب سأله والدي قال انا الفَرّاش ، فتح والدي الباب
فوجدنا العم ورد في السيارة وقد كُسِرَت يده ورجله أثر وقوعه من على الحصان الذي كان يمتطيه أثناء ذهابه
لأجتماع حزبي في احدى في ناحية الاصلاح . بقى عندنا الى ان شُفِيَ . كان المرحوم بغدادي ناصر البطي
راقداً بمستشفى الناصرية وقد أُجرِيَت له عملية جراحية بعدها نُقِلَ لبيتنا ، بقى مدة من الزمن بعدها وافاه الاجل
، أُجرِيَت له المراسيم الدينية وَأُلبِسَ القماشي ، أتذكرُ منظراً مؤلماً ذلك عندما خلع والده المُسِن رداءه وطلب ان يُلَبَّسَ كفناً ليموت مع ولده الوحيد ، كان مشهداً مؤثراً أبكى كل الحاضرين . كذلك توفى في البيت المرحوم
شلش شطراوي وكذلك قيس فرحان عنيسي ونافع ضمد منصور وكانا طفلين .تكفل والدي برعاية المرحوم العم
نجم عبد الله غيّاض بعد وفاة والده الذي كان قد أوصى والدي برعايته قبل وفاته ، تكفل والدي برعايته وسافر لبغداد للعمل وعاش في بيت العم المرحوم عيدان عبد فرفاح
ابن عمه .بعدها تزوج واستقل ببيت جديد وخلَّف أولاد وبنات صالحين وصالحات . مرُضَ لطيف غصّه سعيد
بمرض التيفوئيد بقى عندنا الى ان شفيَ من مرضه وكان والدي يأتي بالطبيب للبيت لعلاجه . وكذلك المرحومة
حَتْوَه نسيبة العم جعاز كناد أبو باسم أُصيبَتْ هي الاخرى بالتيفوئيد وبقت عندنا مدة الى ان شُفِيَتْ . كان يقيم
عندنا بعض طلاب المدارس من سوق الشيوخ من الاقارب والاصدقاء لاكمال دراستهم الثانوية أو في دار المعلمين
الابتدائية منهم الاخ فاضل جعاز وابراهيم فرحان عنيسي وأخيه جابر وغيرهم . حصلت زواجات عديدة في بيتنا
منها زواج المرحوم ناصر منصور ذخر وضمد منصور وزواج هنيدي سراج وجباردفتر ذخر وعيدان جحيل الزهيري وشنان صادق البنكاني نقوم بخدمتهم ونودعهم معززين ، وكذلك عدة زواجات من المسلمين من ابناء العشائر وقسم منهم لا نعرفهم يُكَرَّمون ويبقون يوم او يومين ثم يذهبون لاهلهم .كانت علاقة والدي بجيرانه من المندائيين والمسلمين جيدة ، علاقة حب واحترام ومساعدة ، فقد تبرع بايصال التيار الكهربائي والماء لبعض
بيوت الجيران من المعوزين . أخيرأُصيب بمرض الربو الذي أقعده وتوفي في ( 6 / 4 / 1984 ) له ولجميع
أمواتكم الرحمة والمغفرة .

السويد / ستوكهولم

الدخول للتعليق