• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 17 تموز/يوليو 2017

المرحوم عيال نصار دهلة الجزء الاول

  عدي حزام عيال
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في مطلع القرن الماضي كان يهود العراق يمثلون طبقة الأثرياء، لهم متاجر كبيرة في مراكز المدن، ويعملون في بيع وشراء المصوغات الفنية، الذهبية والفضية التي يصنعونها في متجارهم.
كانت خبرتاهم وشهرتهم في صياغة الحلي الذهبية واسعة جداً، وكانت تلك المصوغات من عيارات مختلفة، وتمتاز بضاعتهم بالدقة والجمال، كان هذا إضافة إلى عملهم في وظائف حكومية مهمة ومتنوعة، في عهود مختلفة مرت على بلاد مابين النهرين، وكان لهم تأثير ووجود في كافة نواحي الحياة.
كما كانوا مخلصين في مهنتهم، دقيقين في معاملتهم، لطفاء في علاقاتهم، وكان أجدادنا المندائيين يعملون في صناعة القوارب الصغيرة، والأدوات الزراعية الخاصة بالصيد والفلاحة، كما ويعملون في صناعة الأدوات المنزلية، وبعضهم يعمل في صناعة التحف الفضية المطعمة بالميناء السوداء.
وبعد عدة سنوات .. تعلم أجدادنا حرفة صناعة المصوغات الذهبية من أصدقاء يهود بعد اشتغلوا معهم فتعلموا منهم صياغة الحلي التي تتزين بها نساء المدينة .. وآخرون تعلم صياغة الحلي الخاصة بالقرويات.
وعاش جدنا الأكبر (دهلة) في الضواحي البعيدة لمركز مدينة الناصرية، وكان له عدد من الأبناء والاحفاد، ونعود إلى جدنا نصار..
كان "نصار" طفلاً صغيراً، يعمل مع جده دهلة في ناحية "كتيبان" في البصرة .. وعند وفاة جده "دهلة" .. صار نصار يعمل مع عشيرة آل السعدون المنتمية إلى "عشائر المنتفك" المسيطرين على المنطقة الجنوبية من البلاد.
كان سعدون رئيس عشيرة "آل سعدون" وكان يعيش في مدينة البصرة والناصرية، وكانت له منزلة كبيرة عند الحكومة العثمانية ..
وفي ناحية كتيبان، على شواطىء شط العرب، عاش أحد أولاد سعدون، شيخ يدعى فالح السعدون، يعمل أفراد العشيرة في الزراعة ورعاية النخيل ..
تزوج جدنا الأكبر نصار .. وكانت أسرته تعيش في مدينة الناصرية ..
وأنجب عيال وفرج، وعدد من البنات كُن على التوالي: (وبرية) .. (طماشة) .. (غدارة) .. (عيلة) ..اما فرج فقد عاش وعمل في مدينة الناصرية .. واما عيال
فقد عمل مع أبيه نصار في كتيبان حيث عشيرة السعدون ..
كان عيّال صغيراً جداً حين سافر مع أبيه .. وكان لأبيه نصار الكثير من الأصدقاء من أبناء العشيرة .. يسافر إلى الناصرية في الأعياد الدينية، وفي المناسبات الأخرى السعيدة أوالحزينة، مثلاً عند سماعه أنباء عن أسرته خلال زيارات العمل إلى البصرة ..
كان تعامله مع أبناء ونساء العشيرة بالليرة الذهبية العثمانية، يذهب مع والده إلى العشار للتسوق، لتبديل الليرات بالذهب الخالص لصياغة تلك الحلي أو شراءها من صاغة العشار ووعلى هذا المنوال مرت سنوات طويلة ..
وبعد وفاة أبيه (نصار) .. وبعد بضعة سنوات تزوج عيال من أبنة عمه (صوغه) فأنجبت له سبعة من الأولاد والبنات توفي منهم خمسة وعاش (حزام ودخيله)
كان عيال شاب جميل الوجه، وسيم جداً، وكان يعمل في دكان أبيه الذي كان عبارة عن بيت من الوبر .. يعمل فيه ويسكن مثل كل الحرفيين في زمنه، وكان يعبر شط العرب بين يوم وآخر..خلال فترة النهار لتبديل الليرة العثمانية بالذهب الخالص لصياغة الحلي الذهبية ،أو يسلم ذهبه الخام إلى العمال الصاغة في العشار، لصياغة تلك الحلي لزبائنه الكثيري العدد، بسبب علاقاته الكثيرة مع عشيرة الشيخ فالح السعدون، لسكناه معهم لسنوات طويلة منذ أن كان صغيراً بالسن، عندما كان يعمل مع أبيه نصار، وبسبب معاملته الطيبة للناس وأمانته، إزداد عدد زبائنه في عشيرة فالح، وازدادت عدد سفراته للعشار، مما إضطره ان يستخدم عاملاً بديلاً من أبناء طائفته بأجر شهري.
تطورت أعمال جدنا (عيّال نصّار) في متجر بيت الشعر في موقع عشيرة السعدون فأصبح شخصية إجتماعية مرموقة، وصار يتمتع بشبكة معارف واسعة مع عشيرة الشيخ فالح .. وغيره من شيوخ العشائر، وتعرف على عدد من الشعراء الفطريين وببعض أئمة وشيوخ الجوامع، كان شخصاً متعلماً كريماً، كثير العطاء، مثقفاً، يعرف كثير من الأحاديث والقصص والامثال.
وبمرور الوقت وبسبب اتساع علاقاته الاجتماعية، تغيرت حياته كثيراً، فصار يحضر المناسبات والاحتفالات عند عشيرة فالح السعدون الكبيرة، وغيرها من العشائرالمتواجدة في أماكن كثيرة من المنطقة الجنوبية، وكذلك شارك في المناسبات الخاصة بطائفته المندائية.
عرف بوطنيته من خلال مواقف مشرفة مشهودة له، وله حكايات طريفة كان المندائيون وغيرهم يتداولونها في احاديثهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

كلمات من الماضي البعيد  للكاتب نعيم عيال

الاستاذ وسام حسناوي كسار

الصور من أرشيف

الاستاذ قيس حزام عيال

الدكتور سعدي السعدي

الاستاذ خالد ميران

 

الدخول للتعليق