• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الخميس, 11 نيسان/أبريل 2013

قليل من كثير عن المرحوم فرج عريبي مخيطر بمناسبة ذكرى ميلاده

  عربي الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

من هو فرج ...؟
ولد الراحل فرج عريبي مخيطر الخميسي في مدينة قضاء قلعة صالح – في محافظ ميسان ( لواء العماره كما كانت تسمى ) في شهر تشرين الثاني من عام 1925 أي قبل خمسة وثمانون سنة خلت ، من عائله صابئية مندائية هادئة مستقره محترمه انجبت سبع من الذريه .. اثنان منهم من الذكور وخمسة من الاناث كان هو البكر فيهم .. نجحت تلك العائله نجاحا مميزا بتربية ذريتها السبعه رغم كل الظروف القاسيه آنذاك ، نجحت بتربية اولادها تربية صالحة وبمستوى ثقافي وعلمي لائق ، يشهد لهم واقعهم الحالي بتمتعهم جميعا بحياة هانئه ومستقره ايضا ..!

الراحل شخصية فريده من نوعها منذ نعومة اظافره نبيها ذكيا حاذقا كما يروى عنه ، ولقد انهى دراسته الاوليه بمدرستها الابتدائيه ، وانهى المتوسطه في العماره عام 1938 .. والثانويه عام 1943 .. وتخرج من دار المعلمين – القسم المسائي العالي سنة 1945 . والتحق بالتدريس الابتدائي ، وثم التدريس الثانوي لمادة الرياضيات ، مارسها بجد ونشاط منقطع النظير ، واوجد قوانين رياضيه جديده ، وابتكر اسلوبا رائعا علميا لتنمية القابليه الاستيعابيه الفكريه للطلاب وحتى للاساتذه الكبار ، كما سابين ادناه . وفيما بعد التحق بمعهد التدريب الاذاعي والتفزيوني العراقي عام 1970 ..

فرج عريبي في ذكرى رحيله
في العام السابعه بعد الالفين ، غادرنا بعيدآ والى الابد ، صوب مثواه الاخير الشخصية العراقيه المندائيه المشهوره ، والمربي الكبير المبدع ، فرج عريبي مخيطر الخميسي ..!

فالذكرى الطيبه له والخلود

بهذه المناسبه القاسيه على نفسي انعيه في ذكراه الثالثه لرحيله ، ومعي المندائيين الكرام ، و كل العراقيين الشرفاء من اصدقائه الكثر ، ممن عرفه وإشتغل معه طيلة سنين عمره ، ننعيه جميعا بحسرة وألم وبعيون دامعه لأفتقاده ، كما ينعيه اؤلئك الشرفاء من الشعب العراقي وهو في اوج عطاءه ، وكتاباته ونظرياته العلميه التي نشر بعضها والبعض الاخر لم ينشر حتى الان ...؟

قصتي مع هذه الشخصيه من اين وكيف بدأت ؟
في نهاية شهر تموز سنة 2000 كنت في زيارة الى مدينة تورنتو في كندا، وهناك التقيت باحد اعز اصدقائي ، ورفيق طفولتي ، قبل ان يكون هو نفسه إبن عم غال و قريب حميم لي ....! نعم التقيته بعد مضي عشر سنوات من اخر لقاء معه في بغداد .. ورأيته كما فارقته تماما ، ذلك الانسان فرج عريبي ابو نبيل العزيز وقد استقبلني كعادته ، بوجهه البشوش ، وبابتسامته العريضه على وجهه المشرق ، وبحلاوة كلامه ،ودماثة اخلاقه ، و طيبة نفسه ، وحديثه الشيق ، والمداعبه المصحوبه بالسخريه احيانا كطريقه محترمه للأنتقاد البناء ، والطرفه الجميله، لتطيّب المحادثه ، وتنعش مزاج الحضور ، تلك النكته التي لا تفارق لسانه ، يرويها على سليقته ، دون تكلف ، او اقتباس ، فهو لا يعرف الزعل ولا الملل ، واثق من نفسه ، بالمنطق والحجه يفحمك ، ولا يمكن ان تخرج الا وانت مقتنعا بالرأي ، والدليل القاطع الملموس ، وان راودك الشك ، فالمسالة تخضع للقوانين العلميه ، والنظريات الرياضيه ، وفنون الحساب والارقام توظف كلها للأثبات ، باسلوبه المبسط المنطقي العقلاني وقد ادخل في قلبك الخبر اليقين عن رضا ِ ، فلا مفر وانت تغادر، إلا وانت مؤمن بكامل طروحاته وعن طيب خاطر..! فهو موسوعه معرفيه بطاقه لاحدود لها ، وهو ذو قلب يتسع للكل وله حضور ينطبق عليه القول ( إن حضر العلماء هرب الشيطان وإن حضر الحكماء قل العوز والنقصان ) ؟ هذا هو ابو نبيل الانسان المندائي حكيم القرن الحادي والعشرين . لله درك ايها الرجل كم انت عظيم ...! نم هادئا مطمئنا خالدا وانت في مستقرك الابدي ...!

يوم لقائي به
كان قد شرفني بدعوته لي لزيارته بداره المتواضعه في مدينة تورنتو . هي الاخيره مع الاسف الشديد ..! سوف لن اتكلم عن حسن ضيافته لي وهي امور تبدو بديهيه منه ولمثله من الناس الاطياب الكبار ، وذوي الخصال العلى المتجذره بعمق ينابيعها النقيه ، فليس غريبا ان أسعد بهذا اللقاء الاخوي الحارالفريد من نوعه ، وطعم مذاقه ، ولن يكن من بد الا الاعتراف بما هو جميل ، ونقي وصميمي ، وجدته بهذا البيت الكريم ، واصحابه الاخيار افراد عائلته الكرام ، ومن فيض احساسه المحب الصادق اسعف طلبي منه حينما اجاب على اسئلتي تحريريا وانا الذي قد اقحمت نفسي سبر صومعته وحرمة خصوصياته ، وكان كريما معي كرم حاتم الطائي الموصوف ، فقد خرجت منها ومعي ، كنوز ثمينه وخزين ثر من ذكريات لا تزال طريه ، وسيرة حياة حافله بالعمل والنشاط المثمر ، والانتاج الانساني ، والمعرفي ، وهو يروي لي احداثا وقصصا ووقائعا جميله ، ولكنها لا تخلو من مطبات ، ومنغصات ، افرزتها تلك الفتره مع حكام وشخوص ذلك العهد الظلامي الغابر ، احداث كان قد تعايش معها ، اوعاشها خلال عمله المثابر في مجال التعليم والتربيه والصحافه ، ومن ثم نتاجاته الفنية والتثقيفيه الهائله بدار الاذاعه والتلفزيون العراقي اولا .. والاردني ثانيا .. حتى يوم مغادرته العراق الحبيبه مكرها مقهورا مغتربا الى موطنه الجديد ( كندا ) حيث وافته المنية غريبا وبقلبه لوعة وحنين للبيت وللجيران ولنخلة البرحي ولن ينسى حتى مقبرة (ابو غريب) ..! اسفي وحزني الكبيرين عليك ايها الاخ والصديق والانسان.

لطفا تعالوا نستطلع معا درب مسيرة هذا المربي الفاضل ...!

الاشغال التي مارسها في مجال التربيه
1 – التعليم الابتدائي - محافظة البصرة -1945 - 1951

وابرز الفعاليات المييزه التي مارسها خلال هذه الفتره اضافة الى طبيعة وظيفته

آ – كان يقدم (الدروس النموذجيه ) في مختلف المواضيع بحضور معظم المعلمين للأطلاع على احدث الطرق للتدريس الناجح

ب – وضع كتاب من تاليفه لمكافحة الاميه باسم ( اسماؤنا تعلمنا )

ج – الف كتابين لتعليم للأطفال هما ( إلعب وتعلم ) و ( أرسم وتعلم )

د – قام بتأليف ثلاث مسرحيات هزليه قصيره ، جرى تمثيلها بمعظم مسارح مدارس محافظة البصره ونواديها ولاقت النجاح والتقدير الكبيرين

2 – على نطاق التعليم الثانوي في محافظتي البصره وبغداد 1951 – 1970

آ - ان ابرز ما قدمه هذا الرجل في هذه الفتره كما يروي لي ، هو انه كان يَعهد اليه بشكل خاص ، ادارة وتنظيم المعارض الفنيه التي كانت تقام بالمحافظه آنذاك ، وكان الفنانون انفسهم هم الذين يختارونه للقيام بهذه المهمه .

ب – قام بتاليف مسرحيتين هزليتين قصيرتين ، مثلاتا بنجاح باهر لعدة مرات وبفترات متعاقبه في محافظة البصرة وبعض المحافظات الجنوبيه ..

3 – صدر امر نقله الى بغداد عام 1962 على الملاك الثانوي

4 – تقاعد من الخدمه بناء على طلبه عام 1970

العمل في مجال الصحافه

5 - بدا نشاطه الصحفي عام 1965 من خلال ممارسته الكتابه في الصحف البغداديه المختلفه وكالآتي :

آ - في سنة 1969 انضم للهيئة المؤسسه لمجلة ( مجلتي ) وجريدة ( المزمار ) التي سميت بهذا الاسم بناء على مقترحه هو ، وافاد ان العدد الاول منها كان قد صدر بثمان صفحات كتب شخصيا منها ثلاث صفحات لوحده .

ب - واستمر صدور المجلتين وهو يكتب بشكل فاعل وموضوعي بمعدل صفحتين اسبوعيا لكل منهما منذ سنة 1969 لغاية سنة 1982

ج - طلب اعفاءه للتفرغ للعمل الخاص في مجال الصياغه مهنة الاباء والاجداد بسبب الظروف الاقتصاديه والمعيشية التي حلت بالبلد آنذاك عام 1982

نشاطه الاذاعي والتفزيوني

6 - في عام 1970 التحق بمعهد التدريب الاذاعي والتفزيوني وحصل على دبلوم برنامج الاطفال بدرجة ممتاز ، وحال تخرجه من المعهد المذكور عمل معدا لبرامج الاطفال في التلفزيون والاذاعه حتى عام 1982 .. وهو تاريخ طلب الاعفاء ..

وخلال الفتره الماضيه المذكوره اعد ما يلي من البرامج : -

آ – برنامج العاب تسليه – قام بتقديمه الفنان المرحوم خليل الرفاعي وقد استمر خمس سنوات .

ب- برنامج الورشه – قدمه كل من الفنانات هدى عبد الحميد وشذى سالم وسميره نعامه وغيرهن وقد استمرهذا البرنامج لأكثر من سبع سنوات

ج – برنامج الناس – قامت بتقديمه الفنانه نضال فاضل وقد احرز هذا البرنامج على شهادة احسن برنامج اطفال تلفزيوني في جميع الاقطار العربيه.

د – برنامج ( دنيا العلوم ) قامت بتقديمه الفنانه نضال فاضل

ه – برنامج مسابقات رمضانيه اشتركت بتقديمه عدة فنانات على مدى عدة سنوات طوال

و – برنامج مسابقات الرياض قام بتقديمه الفنان خليل عبدالقادر

ح –اعد برنامج الطلائع بالمسيره قدمه بعض شخوص الاطلائع انفسهم

ط – ساهم بفعاليه عاليه في برنامج ( ثلاث اسئله فقط ) قدمه الفنان راسم الجميلي

ي- مساهم فعال في اعداد برنامج (مسابقات الساعه التاسعه ) قدمه الفنانان كل من شريف الراس وسامي قفطان

ك – اعد وساهم باعداد كثير من البرامج الخاصه والمتعدده لبعض الجهات والمؤسسات الحكوميه منها ، برامج القوه الجويه، والدفاع المدني ، والشرطه ، والتوجيه المعنوي ، والمرأه ، وبرنامج عيد الجيش العراقي ، وبرنامج معرض بغداد الدولي ، ومناسبة عيد الطالب ، وعيد العمال ، .. وكذلك اعد الكثير من البرامج للمناسبات الخاصه كالعيد الوطني ، او الاعياد الدينيه وغيرها ، طوال عشرة سنوات مستمره دون انقطاع وافادني قائلا - ان اعدادي لهذه البرامج ونجاحها كان لها وقع جيد على من أوِعدت له من تلك الوزارات او المؤسسات الحكوميه ، ومن المنظمات وعلى المتلقين من الجماهير على حد سواء ..! وقد حَضِيت جميعها بالترحيب والتقدير والتكريم من قبل الكل دون استثناء ..

سألته وما عن الصحافه وانت بهذا النشاط الايذاعي الهائل والمرّكز .؟ فرد علي قائلا :

اقول لك الحقيقه ، والغريب رغم كل هذا العدد الهائل من البرامج ، وهذا النجاح الباهر الذي حققته خلال اثنتي عشرة سنة من الجهد المتواصل ، لم يشغلني يوما من مواصلة العمل الصحفي ابدا .. فقد استمريت طيلة هذه المده امارس هذا العمل بجد ، ودون هواده ،

واليكم مجمل اعماله ونتاجاته الصحفيه التاليه للفترة المذكوره :

اعلاه فقد كتب وساهم بكل هذا الكم من المجلات والصحف التاليه :

1- مجلة الف باء – مجلة مجلتي – جريدة المزمار– مجلة الاذاعه والتفزيون – مجلة فنون- مجلة الثروه الزراعيه- مجلة النفط والعالم- مجلة الصحه والحياة – مجلة الشرطه العراقيه- جريدةالطلائع في المسيره – جريدة المرأة.

افاد الراحل قائلا في عام 1982 تركت العمل في الصحافه والتلفزيون ومع ذلك كنت اقوم باعداد البرامج الخاصه التي تكلفني بها بعض الجهات المسؤوله بين الحين والحين رغم اني توجهت لعملي الجديد في القطاع الخاص بفتح ورشة عمل خاصة بحرفة الصياغه حتى يوم خروجي من العراق.

 

وقبل ان ترسو سفينة الراحل المربي فرج عريبي مخطير الى رصيف نهايتها ، نعود مرة ثانيه لنستعرض باقي نتاجاته في مجالات شتى التي لا حدود لها ، وابتكاراته المتعدده لقواعد رياضيه جديده ، عن طريق تاليف الكتب التوضيحيه للأطفال ، مصحوبه بالعاب مسليه لتسهيل استيعابها من قبلهم ، وتحفيزهم على التفكير الذاتي واشغال اذهانهم للوصول الى الحل الصحيح من تلقاء انفسهم ..

يقول في مذكراته التالي :-

اولا - قمت بتاليف الجزء الاول من كتاب ( العاب الرياضه العقليه ) باسم ( العاب الحساب والحاسبه اليدويه ) وهو اشبه بموسوعه ، تحتوي معظم انواع الالعاب في هذا المجال .. ومما يؤسف له ان الظروف كانت قد عاكستني ، ولم اتمكن من طبعه ولم يطبع حتى الان . علما ان هناك نسختان مخطوطتان منها احدهما محفوظه لدى وزارة الثقافه والاعلام العراقيه ..والثانية محفوظه في مكتبة مندي طائفه الصابئيه المندائيه في بغداد

ثانيا – وفي مدينة عمان عاصمة القطر الاردني حيث استقرت بي الحال بعد النزوح من العراق نحو المجهول ، قمت بتأليف مسلسل تلفزيوني اردني يتألف من ثمانية عشرة حلقة باسم (طبخة مستعجله ) وقد جعلته جاهزا للتنفيذ اي توليت بنفسي ( التاليف والسيناريو والحوار ) ولم يبق الا الاخراج وهو ليس من اختصاصي

وقد خولت حق التصرف بهذا المسلسل الى نقيب الفنانين الاردنين السيد يوسف الصادي ولا اعرف مصيره حتى الان .

ثالثا – ابتدعت طريقه جديده للتنجيم باسم ( التنجيم الحديث ) وهي عباره عن تحديث للتنجيم المندائي القديم ، على ضؤ التطورات والمكتشفات الحديثه في علم الفلك والتكنولوجيا ..! وان هذه الطريقه لا تزال مركونة لدي لأنها اصبحت بحاجه الى ترجمه والى برمجة كومبيوتر واتصال ببعض جهات الانترنيت .

رابعا – اقوم الان بتاليف (مع الاسف قبل وفاته بمده قليله – التعليق مني )

كتب في الالعاب الفكريه ( باللغه الانكليزيه ) Brain power series سلسله تتالف من اربع كتب انجزت منها الكتاب الاول وسينجز الكتاب الثاني قريبا

(يا حسرتي عليك ايها المبدع ...! – التعليق مني )

وقد رحّبت بها دور النشر في كندا حيث محطتي الاخيره ، وكذلك دور النشر في الولايات الامريكيه المتحده ، وابدت كامل استعدادها لنشره ، الا انها اشترطت علي ان يكون جاهزا الطبع تماما 100% باربع حلقات واتمنى ان يمد بعمرنا لنتمكن من انجازه .. !!!

خامسا – عملت في كندا محررا صحفيا لمدة سنتين ، بمعدل صفحتين اسبوعيا في كل من جريده ( المرآة ) في مدينة مونتريال ، وجريدة ( الحياة العربيه ) في مدينة تورنتو حتى يوم اعتزالي منهما

ويعلق قائلا .. ثم بطلت ..لأن .. ماكو ميت يسوه اللطم ..؟

سادسا – اساهم الان بتحرير مجلة (الأحد ) المندائيه التي تصدر في كندا ،

وانا مستعد (اذا ما طلب مني ) ان ازود اية صحيفه مندائيه او اية صحيفه عراقية او عربيه اخرى في أي مهجر من المهاجر التي يتواجد به العراقيين .. بالنتاجات الخفيفه والترفيهيه والمسليه ..

سابعا – اصدرت مجلة (الشعب المندائي ) بمفردي دون مساعدة احد ، تحريرا واعدادا ونشرا ، والمجله عباره عن بحث كامل ودراسه موضوعيه مكرسة حول ماضي وتاريخ وحاضر القوم الصابئي المندائي ، و هو محاولة مني للأجابه على التساؤلات الكثيره التي تدور بالوقت الحاضر عن اصلهم وفصلهم ، وهل يؤلفون قومية ، او مة ، او عنصرا معينا . او هم شعبا مستقلا كأي شعب اخر ؟ وهل تتوفر فيهم مواصفات وثوابت الشعب ؟ او هل هم فقط دين مميز او الاثنين معا ؟ ومن خلال البحث تطرقت لمعاناتهم ، والارضيه الهشه التي يقفون عليها بالوقت الحاضر ، وكيفية المحافظة على كيانهم وخصوصياتهم تبعا للظروف الجديده التي يعيشون اجواءها ، وتحت ظل القوانين الوضعيه لتلك البلدان التي يستوطنونها حاليا بعد هجرتهم اليها مرغمين ؟ وقد توصلت اخيرا بعد دراسة مقارنه لهجرة الاقوام والشعوب والمكونات الاخرى الى مختلف انحاء العالم كالحالة اليهوديه مثلا .. وكيف حافظ اليهود على كيانهم ، وتمكنوا من ايجاد الحلول الجذريه لكافة قضاياهم الدينيه والاجتماعيه ؟ وخرجت بدراستي المستفيضه ان الصابئه المندائيين هؤلاء القوم ، هم شعب مستقل كأي شعب آخر ، تتوفر فيه كافة الشروط والمرتكزات التي اعتبرها ذو الاختصاص ثوابت اساسيه لتحديد طبيعة ومعنى مفردة الشعب ، كما قدمت بعض التوصيات كشكل من اشكال الحلول لمجمل معوقات هذا الشعب ومعاناته ، ولهذا كانت مجلتي تحت عنوان ( الشعب المندائي ) وقد اصدرت منها حتى الان ثلاث اعداد فقط اثنان تحت رقم صفر تجريبي ... والاخير الثالث كان العدد الاول منها .. انتهى

فرج عريبي والعمل الخاص

نعود ثانية لمذكرات هذه الشخصيه الفريده من نوعها التي لا يثنيها عن محاولة تحقيق طموحاتها شيئ ولا يكل او يمل جهدها مهما صعبت الوسائل ..! وهنا ندرج تفاصيل عطاءه الثر في مجال نشاطه الخاص قبل هجرته الى كندا ، وبعد التجربه الطويله التي اخذت الكثير من سنين عمره كما ذكرناها اعلاه ، قضاها في مجال العمل التربوي والتدريسي ومن ثم نشاطه في الاعلام الاذاعي والتلفزيوني العراقي منذ عام 1945 حتى عام 1982 .. وفيها

افتتح محلا للصياغه في شارع المستنصر ( شارع النهر) وباسم ( صياغة فرج عريبي للجملة والمفرد ) ، واستحصل على اجازة الصياغه الرسميه للممارسة المهنة ، هذه المهنة التي كان يجيدها ارثا وحرفة عن والده واجداده ، وذلك لتصنيع المصيوغات الذهبيه ، وبيعها بالجملة لأصحاب محلات العرض بالمفرد ببغداد العاصمه وفي باقي المحافظات ، وكان لا بد من توظيف او الاتفاق مع عدد من الافراد لتسويق بضاعته المنتجه هذه ، وكان جل عماله من العمال المصريين الذين جاءت بهم الحكومه تعويضا عن الكادر العمالي العراقي ، ولسد النقص في قطاع العماله ، فقد سمحت لهم بالمجئ والاشتغال بالعراق ، مع منحهم كثير من الامتيازات والاستثناءآت القانونيه ، ليحلوا محل العمال العراقيين الذين ارسلهم النظام الجائر مكرهين لسوح حروبه العبثيه ، وألأشتراك بالقتال وكانوا يؤلفون جيل كامل كلهم من الشباب العراقي ، وقد ذهب من جراءها معظمهم ضحايا شهداء خالدين واسفا ..! .

ومما يلفت النظر الى ماورد في مذكراته قوله :-

اهم ما اعتز به خلال هذه الفتره ، اني اخذت على عاتقي مساعدة عدد كبير من ابناء الطائفه المندائيه من المتقاعدين من معلمين وموظفين وطلاب جامعات وغيرهم ، الذين كانوا يعانون من وضع مالي صعب ، وحياة معيشيه مترديه ، من جراء التضخم المالي الذي ادى الى سؤ الاحوال الاقتصاديه بالعراق في تلك الفتره نتيجة الحروب ، وذلك من خلال تشغيلهم بتسويق البضاعه لمحلات المفرد من الصاغه كما كان يطلق عليهم ( بالدواره ) ، فاخذت بايديهم وانقذتهم من العوز والحاله التي كانوا بها من جراء البطاله وقلة الدخل وهبوط قيمة الدينار العراقي بالسوق ، كما ساعدت عددا منهم في فتح محلات خاصة بهم ، هذا اضافة المساعده الماليه التي كنت اقدمها لهم كقروض ( ديون ) مؤجلة بلا مقابل مصحوبا بدعم معنوي خاصة لأصحاب ورش العمل ، وتشجيع جميع من يرغب من العراقيين وغير العراقيين دون استثناء من مصرين وسوريين ولبنانيين وسودانيين وتونسيين ، وكانوا يثقون بي كثيرا كل ذلك كان بدون مقابل ، و برغبة وبرضا مني ، وبشعور انساني بحت ، وهي مدعاة فخر واعتزاز وراحة نفسيه اشعر بها شخصيا ...! انتهى

فرج عريبي يمتهن التجاره حيث يقول

في سنة 1989 تركت العمل في الصياغه ، واشباعا لطموحي ورغبتي الشخصيه ، قمت بفتح مكتبا للتجاره العامه باسم مكتب ( فيلكا للاستيراد والتصدير والاستثمار ) ومن خلال هذا المكتب تعرفت على الكثير من التجار والسماسره في هذا المجال ، وبسبب حداثة معرفتي بهذا الصنف من العمل ، فقد التفت حولي عصابة مافيا دوليه ، وتمكنوا من خداعهم لي والتحايل علي ، بطريقة او اخرى وبحكم الاقتراب مني ، والتعامل معي ، واطلاعهم على اسراري ، وضعي المالي ونشاطي التجاري ، قاموا بكسر ابواب المكتب وخزاناته مستفيدين من حالة الارتباك الامني ليلة معركة ما تسمى ( ام المعارك ) بنهب وسرقة محتويات المكتب من مبالغ نقديه ووثائق ومستندات وسجلات ووصولات ، ولم يبقوا لي اي شيئ يذكر ، وهربوا ومعهم كل هذه المحتويات الى جهة مجهوله لم تتمكن الشرطه للدلالة الى مكان تواجدهم داخل اوخارج العراق وسجل الحادث ضد مجهول ..!

وهكذا خسرت كل ثروتي التي جمعتها من مهنة الصياغه واعمالي السابقه ، وها انا ابدء من الصفر ، وينطبق علي المثل العراقي الشعبي (ما جنك زارع يا سماري)

انتهى

ومن المفيد والمهم حقا ما دونه الراحل بعد هذا السرد الطويل من مسيرة حياته الحافلة بالاحداث والفعاليات ، وكتاباته وانشطته المختلفه ، وما وصل اليه وخلص من تجربته الحياتيه هذه الاسطر التاليه التي تعبر عن قناعته ورضاه وحبه وتعلقه بارض العراق وشعب العراق ، وان دل ذلك على شيئ فهو يدل على رفعة اخلاقه واحاسيسه الوطنيه واخلاصه وانتمائه لهذا الشعب الوفي ، بكافة مكوناته وانتماءآته فهو يقول نصا ..

اهم ما كسبته من الحياة هو

اولا- خدمتي الصادقه لهذا البلد وابناء شعبي ووطني .

ثانيا – مساعدتي الماديه للعديد من ابناء طائفتي المندائيه وبعض اقاربي ومعارفي وبكلمة اخرى مساعدتي الفعليه لعموم طائفتي المندائيه

ثالثا – مساعدتي لآبناء بلدي ماديا ومعنويا وكذلك لكل انسان محتاج دون تمييز

رابعا – تربتي الصحيحه لأولادي وبناتي النجباء الذين غرست بنفوسهم حب الوطن اولا وحبهم العميق لوالديهم وذويهم وللناس اجمعين ثانيا .. وتفانيهم في مساعدة بعضهم بعضا ، وتقديم العون للمحتاجين من الناس ، كما غرست بقلوبهم روح التعاون والتكاتف والمحبه والتعاطف فيما بينهم وبقية البشر ..

الان وبعد هذا المشوار يغمرني الفرح بتحقيق هذه الانجازات الانسانيه بحق اولادي واحفادي خاصة بعد تجمعهم بقربي في كندا وامريكا . وعن رضا الناس عني وهي غايتي الاسمى وسر سعادتي

انتهى

بقى ان يعرف القارئ الكريم ان للراحل ثلاث اولاد كل من الاساتذه نبيل وباسل واصيل وابنتان جميعهم ذوي تحصيل دراسي وثقافي مرموق لهم مراكزهم الوظيفية والأجتماعيه المعتبره ويعيشون حاليا في كندايصح القول بهم ( خير خلف لخير سلف)

الدخول للتعليق