• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013

الى الخلود يا فرج عريبي

  كتاب مختلفون
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

تنعي رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الصابئة المندائيين فقيدها الراحل الكاتب الصحفي فرج عريبي الذي دافع طيلة حياته عن الحرية وحمل مشعلها لينتصر بها ومعها على قاذفات الموت والدمار، وعلى كل انواع الطغيان والارهاب والتعصب واحتقار الآخر والمكابرة عليه.
ان الذهاب الى الحرية،كما مشى اليها الراحل، في الكلمة والموقف لكل الذين رحلوا والذين سيرحلون، كل الذين استشهدوا وسيستشدون بأيدي الاستبداد والموت، انما عرفوا وارادوا وصنعوا مثل ما فعل واراد رحيلنا الخالد فرج عريبي بصناعتة للحرية، وهي صناعة يومية غالية الثمن، ادرك معناها منذ كان مناضلا، وابدع فيها في عمله المهني كصحفي وكاتب، ليترك تكملة مشوارها للاجيال القادمة على ابواب البيوت، وعلى الجدران والشوارع، وفي القلوب.
نستذكر طيبته، وابتسامته ودعاباته وسخريته الحاذقة وتفاؤله بان العراق لابد وان ينتصر على الفتنة، وان العراقيين لايمكن ان يقتتلوا لاسباب طائفية او مذهبية. نستذكره بالألم الذي ينتشر في ازقة مدننا وفضاءاتنا المفتوحة هذا اليوم على الموت والخراب، ونوعده بان نكون كما اراد، بعيدا عن خيبات الانكسار، وبعيدا عن صباحات العتمة ومتاريسها، فنحن سنظل مع كل الطيبيين من اجل الوطن. وان تكون نصوصنا وكلماتنا كما ارادها ،تقارع الوباء المتفشي في الاماكن التي احببناها سوية.
ستعيش قي قلب كل من احبك ما دمت خالدا

رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الصابئة المندائيين

نم قرير العين يا والدي الحبيب

باسل فرج عريبي

بقلب مفعم بالاسى انعى لكم المربي العراقي و المندائي الكبير فرج عريبي, والدي, اثر نوبة قلبية مفاجئة لم تمهله ساعة و احدة يودع فيها احبابه, لكنها كانت كافية لان يترك اثرا في نفوس الاطباء اللذين حوله فكان يضحك معهم و يتحدث معهم عن نتاجاته في الرياضيات و الالعاب فعندما توقف قلبه عن النبض قالت الطبيبة التي كانت تحاول انقاذه: لقد كان انسانا عظيما
نعم كان انسانا عظيما. لقد رحل لكنه ترك اثرا كيبرا في نفوس من عرفوه و اثرا كبيرا في حياة الكثيرين منهم. . لقد كانت موهبته الاولى هي اكتشاف القدرات الخلاقة الكامنة للاطفال ثم العمل على صنع البيئة المناسبة لتنميتها . كان يدرس في ثانوية المعقل في البصرة في نهاية الخمسينيات عندما ادرك ان هؤلاء الطلاب الفقراء لن ينالوا فرصتهم في تنمية قابلياتهم ما لم يوهيئ لهم مستلزمات ذلك, فبدأ بحملة جمع تبرعات في انحاء البصرة لاقامة مسرح و استوديو للفنون التشكيلية بكافة مستلزماتهما و قد كان تجاوب الناس معه كبيرا حتى صار مبلغ التبرعات اكبر من الحاجة, فاتفق مع الطلاب على شراء دراجة هوائية لطالب فقير سرقت دراجته. لقد كبر عدد طلاب المدرسة ليصبحوا اساتذة في الرسم و النحت و التمثيل و الاخراج المسرحي و ليذكروا في المقابلات معهم ان الفضل في اكتشاف مواهبهم و تنميتها يعود لفرج عريبي.
و قد رسم فرج عريبي الابتسامة على وجوه اطفال العراق من خلال اصداره لكتبهم التعليمية المسلية و انتاجه لسبعة برامج تلفزيونية و مساهمته في تاسيس مجلة الاطفال العراقية الاولى "مجلتى" و جريدتهم " المزمار " و مساهمته في تاسيس قسم برامج الاطفال في تلفزيون بغداد. كان مبدأ فرج عريبي الاساسي هو ان تعليم الاطفال لا يمكن ان يكون من التلقين على الطريقة الخلدونية بل ان الاطفال يتعلمون من خلال اللعب فكان رائدا في تأليف الكتب المسلية فنشر على حسابه الخاص كتاب "العب و تعلم" و "اسماءنا تعلمنا" في اوائل الستينيات و وزع معظم نسخها مجانا على الاطفال. و في السبعينيات اخذ محتويات القراءة الخلدونية للصف الاول الابتدائي و حولها الى كتاب يعلم الاطفال نفس المادة و لكن عن طريق الالعاب و اخرج الكتاب بشكل جاهز للطبع و قدمه لوزارة التربية لا لكي يكون بديلا عن كتاب القراءة الممل بل لكي يكون مساعدا له. و لكن كما كان متوقعا جوبهه بالرفض.
و قبل هجرته الى كندا كتب مسلسلا تمثيليا للتلفزيون الاردني في بلد الانتظار الاردن و في غربته في كندا لم يتوقف فرج عريبي عن الانتاج يوما واحدا فكان يبحث و يكتب حتى ساعات حياته الاخيرة فنشر كتابين لالعاب الرياضيات باللغة الانكليزية هما
"Magic Ornament" و "Masked Numbers"

و كان عاكفا على تأليف كتاب عن التنجيم البابلي طوال السنتين الاخيرتين و رحل عن الحياة قبل ان ينشره

أما ارثه المندائي الكبير فهو اطروحته بان المندائيين يملكون مقومات شعب و انهم لن ينجوا من التشتت و الاضمحلال اذا لم يعتبروا نفسهم شعبا مهدد بالفناء, و اصدر مجلة" الشعب المندائي" ليطلق منها ذلك النداء.

نم قرير العين يا والدي الحبيب فانك و ان رحلت فان ارثك باق و ستذكرك الاجيال


الدموع لاتليق بفرج عريبي

موسى الخميسي

عندما فكرت بألم ، بالكتابة عن هذا العلم المندائي الذي تنحى جسده عنا ليذهب الى الغياب البعيد، وليظل حضوره عامرا بذاكرتنا، قادني التفكير من غير عناء الى بغداد، التي اقمنا فيها ولاتزال تقيم فينا، والتي تتحول هذا اليوم تحت وطأة هواجس الموت لتصبح اشبه بالثكنات العسكرية المتكاثرة في العديد من احيائها وشوارعها ومنازلها، تذكرت الفقيد ابا نبيل العزيز في اروقة العديد من الصحف والمجلات العراقية التي كنت اتواجد فيها ، الف باء، مجلتي ، المزمار..الخ، بقامته القصيرة وملامح الفرح الدائم على وجهه ، وقلم الرصاص الذي لايفارق اذنه اليمنى ، وابتسامته العريضة التي لاتهاجر وجهه المندائي الجميل . لقد كان اسطورة فرح حقيقية ، كمن يبحث عن سر الحياة في قلب الحياة نفسها، طافحا بنفسه وابداعه ودعاباته وذكائه الذي لاينضب ، وتلك خصال لاتنشأ من اهواء النفس وحدها بل تنشأ من رحم ثقافة وتاريخ. وقد مثل الفقيد بحق ثقافة الابداع وسار بها الى نهاياتها. لقد كان حفيد الاتساع والتحول وابن المعرفة العلمية واللغوية اينما حلت، وكان ابن عصر من الوعود والصواعق والاحلام الانسانية النبيلة. واذ كان كثيرون تزعزعوا في نصف الطريق، فان هذا المربي الكبير زاد تشبثا بالمبادىء الانسانية بقدر ما كانت معاول الفاشية والعنصرية تخسف بالاحلام التي كنا نعيشها. لقد كان ورشة وطاحونة افكار وانتاج لاتنضب، كان قادرا على ان يصل بكل شيء الى حافة النهاية، قادرا على الرجوع الى الصفر والابتداء من جديد. انها ملكات كثيرة ساقها صاحبها بموهبة حقيقية كبيرة لاتتعب نفسها من عناء او تحدي . كان سعيدا بفكرة انشاء دار نشر مندائية اقامها اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، واول المتبرعين لدعمها ماديا ومعنويا، وكان اكثر سعادة بفكرة رابطة مندائية للمثقفين المندائيين، واول من طلب الانضمام اليها، وكتب لي عدة مرات " بضرورة الانصراف خارج احزاننا لان سرعان ما ستدور الحياة دورتها وسرعان ما نعود الى ما كنا عليه نكافح بالكلمة حد السيف" وها نحن نقول في غيابهم وحضورهم اننا ايضا مثلهم نستطيع ان نجبر من يترصد وحدتنا على التخفي والاندثار.
لازلت احفظ وصاياه لي في محبة الابداع وروعة البحث عن الجمال ، والحقيقة، والحرية، وعدم القبول بالعيش في النقصان.نعم سنتفرق، والالم بفقدانه باق، ومعه تأبى ذكراه ان تفارقنا نحن الذين عرفناه، فهو سينتصر معنا، مع شعب اعزل مسالم ممتلىء بالمعرفة، فذكرى مثل هؤلاء تظل مشرعة للضوء القادم، تذكرنا بعناد محباتهم للحرية التي نناضل من اجلها.
لربما تصمت بعض الكلمات امام هذا الموت الذي يأخذ احبائنا، الا ان بعضها سيقود طريقنا لنقول الى ابناء الجيل الذي تلانا كم اننا نحب الحياة وكم اننا لانزال نملك احلامنا الكبيرة في بساطتها، فنحن نتعلم من الغائبين كيف نقبل بالرأي المخالف، كيف نصبح مواطنين في الحرية . علينا ونحن نودع ابا نبيل الوداع الاخير، ان نحتفظ بذكراه في قلوبنا ووجداننا، لانه واحد من الذين اسسوا لنا هذا المستقبل الذي لانريد ان نقفده بعد ان اضعنا الماضي.
ونحن نودعه، لابد ان يكون الوداع مناسبة لحبس الدموع وخلق التماسك، ودرسا في التمرد والانطلاق الذي وسم حياة هذا العلم المندائي الموسوعي، حتى لايستطيع التشتت الذي نعيشه الان ان يهدد كياننا، فقد كان مدافعا عن وجودنا وحريتنا التي كان يرى بها دفاعا عن العراق، دفاعا عن العين الممتلئة بالماء والاحلام لا بالدمع والدم ، عن الروح التي تسكنها المعرفة، لا الروح الممزقة اشلاء في الخراب والتلاشي. الدفاع عن الحرية التي كان يرى بها دفاعا ضد الهيمنة الطائفية والمذهبية والعنصرية، الدفاع ضد قتل الآخر.
نعاهدك يا فرج عريبي ان نبقى كما كنت تريد ان نبقى متنوعين بتفاعل، وان يستمر التاريخ فينا
يخلق الامل بالمستقبل الافضل.

مات المندائي العراقي ( أبو نبيل ) بعيدا عن أرض الرافدين موطننا الضارب بالقدم

( أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) القرآن الكريم

يحيى غازي الأميري

أركان الدين المندائي خمسة ( التوحيد ، التعميد ، والصلاة ، والصوم، والصدقة المباركة ) أذن إحدى هذه الأركان الأساسية الصدقة المباركة ( زدقا بريخا ) ترى هل فقط الصدقة بالمال وهل من يمتلك المال و يدفعه هو من يدخل بهذه الباب ويلبي هذا الركن ومن لا يملك المال أو حتى الذي يدفعه أو لا يعرف أن يدفعه هل لا ينفذ هذه الشعيرة كثيرون يشاركون في أداء وإسداء المعروف والخير والثناء والنصح والعطاء العلمي والأدبي وووووو وتصل إلى التضحية بالنفس اعتقد أن كل هؤلاء يقدمون و يسدون صدقة مباركة كبيرة وثمينة جدا ً أيضا ً ... أن كلمة الصدقة المباركة لم تدخل من باب دفع المال والمساهمة به فقط هكذا أعتقد أنا ... وفي أحاديث الرسل والأنبياء ورسالات السماء يكثر التأكيد على أن الكلمة الطيبة صدقة وأنا أعتقد وأؤمن إن الكلمة الطيبة هي اكبر صدقة ان كانت صادقة وفي محلها ولمن يستحقها هكذا أنا أفهمها بالإضافة بالطبع إلى دفع المعونات المادية ( المال ) والعينية، فالصدقة والكلمة الطيبة صنوان وهما ضد البخل و ضد الأنانية وحب الذات وضد الحقد والكراهية وغيرها من الصفات الذميمة أنها العطاء والتضحية والنصيحة والمحبة والرحمة.
لقد كتبت ذات مرة مقالة بعد انتهاء أعمال المؤتمر المندائي الرابع لاتحاد الجمعيات في المهجر الذي عقد في مالمو 2006 / كتبت بعد انتهاء أعماله مقالة شكرت فيها كل من ساهم ودعم وشجع وازر أعمال المؤتمر ، وكان يفترض بي ومن كل الأبواب أن اكتب الشكر أولا ً للجميع ثم الثناء على أسماء الذوات بعدها ... لكني قد خالفت الأصول المتبعة وكتبتها أي كتب عنوان المقالة بكلمات صادقة من كل قلبي مهداه أولا ً إلى
الأستاذ الكريم العم الطيب فرج عربي ( أبو نبيل) المحترم *
وأكملت بعدها إلى كل أخوتي وأخواتي وأحبتي وأصدقائنا مقدما ً أسم فرج عريبي على المجموع بعد أن قرأت ما كتبه عن المؤتمر ( المقال انف الذكر منشور على العديد من المواقع ( الحوار المتمدن و صوت العراق وناصرية. نيت والبيت العراقي وغيرها ) لقد كتب أسم أبو نبيل في المقدمة فعلا ً من كل قلبي ، ليس فقط لأنه كتب عن المؤتمر وأثنى عليه وعلى اللجنة التحضيرية التي ساهمت بإنجاحه ، إذ كنت أتابع ما يكتبه ( الفقيد الطيب أبو نبيل ) في موقع خاص بمراسلات الصابئة المندائيين ( الياهو كروب ) والذي يزيد عدد المشتركين فيه على( 650 ) شخص مندائي كان يكتب فيه كلمات تشجيع وثناء وشكر يعجز اللسان عن ذكرها و يبعثها إلى كل عمل نافع ومفيد ...فالكلمة الطيبة تبعث في النفس السرور والبهجة والطمأنينة وتديم المودة والحب والوئام وتطفئ نار الحقد والبغضاء والضغينة والعداء فالكلمة الطيبة تبقى راسخة بالنفوس والقلوب !

أيقنت ولمرات عديدة إن ( أبو نبيل ) وهو بعمر تجاوز الثمانين عاما ً و يمتلك من الكرم ما يفوق به كثيرين أن كرم الثناء والمعروف والتثمين لم يمتلكه إلا أصحاب القلوب الرقيقة والطيبين والصادقين والمحبين لعمل الخير والمعروف بالإضافة إلى كرمه المادي وتبرعاته ومساهمته الجميلة والكبيرة والمتنوعة فلقد تميز الفقيد العزيز بأسلوب جميل محبب في كتاباته وقصصه وضرب الأمثلة اللطيفة ونقل الحكايات والمفارقات بأسلوب ساخر جميل وأخرها قبل وفاته بأسبوع بعث إلى الكروب بمقالة طريفة بعنوان ( عركة جريوة ) الحادثة الظريفة الحقيقية التي نقلها عن ذاكرته بعد مضى أكثر من نصف قرن على حدوثها وهنالك عشرات الحكايات والمساهمات والمداخلات التي كان يشارك فيها ، لم تكن تمر حادثة وفاة لأحد المندائيين إلا وكان الفقيد فرج عريبي السباق بإرسال برقيات المواساة والتعزية أو المفعمة بالتحيات والسلامة والشكر والعرفان إلى الشخص المعني بواسطة الكروب المندائي ياهو.
لقد كان كل المندائيين وطيبين العراق أهله وأصدقائك أحبته فقد كان يواسي هذا ويناشد ذاك ويثني على الأعمال التي تخدم القضية المندائية ووطنه العراق وشعبه، لقد قرأت له رسالة في الكروب المندائي ياهو فيها ذكريات و مواساة حزينة بحق صديقة المرحوم الفنان القدير خليل الرفاعي ( أبو فارس ) بعد وفاته العام الماضي .
لقد كنت ارصد هذه المراسلات من خلال متابعاتي لكتابات فقيدنا الغالي في إحدى المرات بعث الراحل ( أبو نبيل ) برسالة أشاد فيها اشادة قوية جداً إلى كاتب وأديب يستحقها عن جدارة بعثها إلى الأديب العزيز ( نعيم عبد مهلهل ) عبر الكروب المندائي ياهو متصورا ً أن الأستاذ ( نعيم عبد مهلهل ) صابئي مندائي لكثرة ما يكتبه الأديب نعيم عن المندائية مدخلاً بكتاباته الرموز والكلمات والبوث المندائية أي ( الآيات المندائية ) تحسن من كتاباته أنه مشبع بالمندائية ( متصوف مندائي ) وقد أجابه ( نعيم عبد مهلهل ) بعد ان قرأ كلمات الطيبة والثناء التي بعثها المرحوم ( فرج عريبي ) أليه أجابه ، برسالة وأي رسالة قطعة أو تحفة أدبية جميلة جدا ًعنوانها ( بيتك المندائي أشعل قلب الوردة بالحب ) ** والتي نشرت في العديد من المواقع الصحفية وهذا مقطع صغير من مقدمتها < إلى العم الطيب ..وزهرة المندائيين الدائمة فرج عريبي خويطر الساكن بعيدا عن ضفاف دجلة في كندا ..زيوا سيرحم عاطفتك بالورد وسبجعل رقاد حلمك الأخير في بيت ولدت فيه المندائية الأولى ..>
المقالة الأدبية للأديب ( نعيم عبد مهلهل ) منشورة في موقع كتابات وموقع انحاد الجمعيات المندائية . وهذا المقطع الأخير من مقالة الأستاذ ( نعيم عبد مهلهل)
(المجد لهم لأنهم بقوا في البيت متواصلين من الطائفة والذكريات ..
يسعون لتبريك البركة بالمباركة وهو ما يدعيه المتصوفة بتلوين العشق بسماء التكوين وتسخين البارد بالتنجيم عاطفتهم شدة ضوء وورد وأدعية نبارك فيهم صحوة البقاء ونغسل ثيابنا بمحنة السفر وعندهم سنجتمع ذات يوم من أوتاوا حتى قرى الكحلاء من مالمو حتى شمس سوق الشيوخ من ديترويت حتى معطف السياب ستظل روح الوطن المندائي تلبس جنوب الله عشقا نورانيا أزليا وسيظل عطر سومر يوقظ إحساس المندي بشهقة الآس والقرطاس..
به سنكتب رسالة عودة إلى وطن مبارك وروح رائعة ..
بيتك المندائي أشعل قلب الوردة بالحب
وأنت أشعلتني بفراقك
أمي قالت ذلك
وأغمضت عينيها إلى ما شاء الله ..)

لقد أفنى الفقيد كل حياته وبذل كل طاقاته في سبيل وطنه و مندائيته التي ولد منها ونهل من عذب عقيدتها ،هذا ما لمسته في شخصية الفقيد وسمعته من أهلي ومعارفي وأصدقائي عن طيب الذكر ( أبو نبيل ) ,,, مع اعتذاري من الجميع كنت أحس أن العم الطيب أبو نبيل يمتلك كثير من الصفات الجميلة لذا كان يوزع كلمات الطيبة بصدق وبغزارة ودفء لمستحقيها ...
لقد أحزنني وفاة المربي والشخصية المندائية الطيبة والمثابرة في عطائها للجميع دون تمييز الفقيد العزيز أبو نبيل ولقد ضاعف من حزني عليه قسوة الدهر والهجرة القسرية التي أبعدتنا و مزقتنا وشتتنا عن أحبتنا وأصدقائنا و أهلنا وعراقنا. مات المندائي العراقي ( أبو نبيل ) في كندا بعيدا ً عن أرض الرافدين موطننا الضارب بالقدم الذي أحبه ( أبو نبيل ) ونذر له العمر كله .

أرجو من عائلة العم الطيب ( أبو نبيل ) وكل محبيه قبول خالص تعازينا الصادقة بهذا المصاب الكبير وأن يلهمهم الصبر والسلوان ودعائي للحي العظيم أن يتغمده برحمته الواسعة وأن ينصف كل مظلوم .

ملاحظة : الأستاذ الفقيد ( فرج عريبي مخيطر ) عضو في رابطة الكتاب والصحفيين الصابئة المندائين ، والفقيد غني عن التعريف في مجال الإبداع الفني والصحفي فهو كاتب ومحرر صحفي ومعد برامج تلفزيونية .

يحيى غازي الأميري

رحـيل الرجـل النـبيل  فرج عريبي 

فاروق عبدالجبار عبدالامام

كثيرة هي الاسماء ، قليلة هي الاعمال ؛ الكل يكتب ، الكل ينشر ، الكل يعتقد بأنه الأفضل وبأنه يعطي ما لايعطيه الآخرون ، إلا هو فكان يكتب وكان ينشر وكان يعطي ما لا يعطيه الآخرون ، كان يحاجج وكان يبرهن ، كان يعتقد ولا يظن وكان يعطي ولا يضن ، كان نبيلا" في وقت ٍ قلّ فيه النبلاء بل لقد زاد فيه البلاء، وظهر البخلاء الضنيون بأقوالهم واعمالهم ؛ مخافةَأن تسرق أعمالهم وافكارهم التي لم يفكروا فيها بعد ، وهم بدون أفكار اصلا ًَولا يساوون ذرة ملح في محيط الحياة ، الا هو فكان يعطي دوماً وكأن لديه هواجس كلّ الآخرين وكأن لديه هموم كلّ الآخرين ، وكأنه انسان بدماغ مليون مليون من البشر .
رحل الرجل النبيل وقد أنجز مليون فكرة ومليون اخرى قيد الانجاز ومليون ثالثة سيفكّـر فيها بعد حين لكن هذا الحين أتى ولم يكن لـه بالانتظار . رحل الرجل النبيل وهو يضحك ويبتسم لانه مؤمن الا مفر من قدر لا فرار منه ، وكنا نعتقد انه لن يستسلم ولن يرحل هكذا سريعاً وكنا نتمنى أن نكون سبّاقين في الرحيل قبله لنفرش له طريق الصعود الى المطراثي وروداً ورياحين ونسعد بصعوده نقياً نظيفاً ونحن نعلم ألا يلتقي اثنان في طريق واحــدٍ . رحل ابو نبيل ولم نكن لرحيله مستعدين لكن هانحن اؤلاء نستذكر ما كان منه وما ترك لنا من أثر طيبٍ وسلوكٍ نظيف قلمـا نجده في هذا الزمان الذي بات الاخ لا يتعرّف على أخيه ولا الإبن على أبيه وهنا نتذكر القول الذي طالما كنا نردده حين نفتفخر بأنفسنا ونتباهى بأننا أفضل ما خلّف الآباء (( ليس الفتى من يقول كان ابى بل الفتى من يقول هاأنذا )) فهل ينطبق هذا القول هاهنا !!
سكنت أقصى المعمورة رغماً عنك لكنك أصبحت قريباً من بيت الرحمة وبعدت عن أرض القصب والبردي وعيونك تتطلع الى هنالك فلعل في الأفق ما ينبئ بالعودة التي أضحت حلماً وسراباً ووهماً بعدت عن أرض الرافدين الذي صار غريباً رغماً عنّـا وعنك .
لك طوبى أيها الرجل النبيل لك الخلد يا أبا نبيل يامن من حروف اسمك نستمد بعض المعاني ؛ فمن الفاء ، فضل وفرح والراء رجاء وريحان والجيم جمال وجوهر واسمك يدل على قرب الفرج الذي لم ننعم به حتى الآن .
لك ايها الرجل النبيل ندعو ونبتهل أن تكون رحلتك الى {{ المطراثي }} ومنها الى عالم الخلد ؛ فلا أقول وداعاً بل أقول الى اللقاء وعسى اللقاء يكون بعد حين .

الدخول للتعليق