• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

عائش جبر يحيى

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كنت في ايام الصبا قد التقيت الراحل عائش جبر يحيى اكثر من مرة لان والدته المرحومة ( ام عايش) قد سكنت دارنا مستأجره احدى الغرف في الطابق العلوي لعدة سنوات في منطقة الصالحية ببغداد، وكان هذا المربي الكبير في عدد من زياراته لوالدته ، يتحدث عن الانفتاح على المستقبل وتوجيه الابداع نحو منظور مستقبلي ، مؤكدا وهو ينظر باعجاب الى رسوماتي التي كنت انجزها بالحبر الصيني على الورق الابيض ، بان مثل هذه المسألة ليست سهلة بل هي مسالة صراع اجتماعي بين القوى التقليدية في طائفتنا المندائية والقوى الطليعية المنفتحة على آفاق التقدم والمستقبل. خاصة على المبدعين والفنانين المندائيين الشباب بان يبدعوا عطاءات ونماذج لم تجد لها آنذاك سندا كبيرا، الا انهم باعتقاد المرحوم عائش وكل من المربيين الراحلين نعيم بدوي وغضبان الرومي ، وعشرات غيرهم ،يمثلون فعلا قوى التقدم والامل في الطائفة المندائية.
كان هذا المربي الكبير ومن خلال متابعاتي ولقاءاتي به القليلة لاني كنت قليل اللقاء بابناء المندائية في تلك السنوات، يحث بان يكون للشبيبة المندائية دور يتجسد بالتبشير بالتقدم وانارة لمكانات المستقبل، فما كان ينتظره منا جميعا هو ان نتحول الى قوة اجتماعية وفكرية رائدة في مجال تحديث الطائفة وفك اسرها لتنطلق بمبدعيها نحو الافق الذي رسمه لها الاجداد والاباء الاوائل .
اتذكر وجهه الانساني الذي يمتلك جاذبية كبيرة، يلفه جمال مندائي ساحر آخاذ، لم يكن قد نال منه العمر الا تداعيات السنين في عمله التربوي الكبير، فظل الى ان غادرت العراق ورأيته مع ابنه صديقي الدكتور نعمان، لاخر مرة في شارع المستنصر لاسلم عليه بحرارة التلميذ لاستاذه مودعا والى الابد ارض العراق الحبيب، متوجا بالنضارة والالق والاشراق ، على سمو ورفعة واباء تليق بواحد من اعلامنا المندائيين ، نفخر بهم وبما قدموه من علم ومعرفة للوطن والطائفة.
سلاما لك ايها المربي الكبير في ذكراك التي ستظل عامرة في قلوبنا اينما تواجدنا وحللنا في ارض الله الواسعة.
وسلاما لتلك المحطات التي زرعتها لاجيال من بعدك، اغترفت من علمك الكبير ونبلك وطيبتك المندائية الاصيلة.

المرحوم الاستاذ عائش جبر يحيى

- ولد المرحوم عائش جبر يحيى عام 1910 في قضاء قلعة صالح في محافظة ميسان وأكمل دراسته الابتدائية فيها.
- دخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد وتخرج منها عام 1931 وكان من ضمن الخرجين لتلك السنة من المندائيين ، إضافة للمرحوم عائش جبر كل من المرحوم نعيم رومي والمرحوم راشد لامي.
- عمل في سلك التعليم فتعين لاول مرة في البصرة ثم إنتقل الى مدينة العمارة.
- عمل كمدير مدرسة لمدة قاربت خمسة عشر عاما.
- إنتقل الى بغداد عام 1958 وعمل في سلك التعليم لحين إحالته على التقاعد عام 1964 بعد أكثر من ثلاثة وثلاثون في سلك التعليم كان فيها مثالا للمعلم الناجح والمربي للالاف من طلبته الذين لايزال الاحياء منهم يحمل له أسمى وأنبل الذكريات.
- تزوج عام 1939 من كريمة المرحوم الكنزبرا يحيى الكنزبرا زهرون.
- أنجب ثلاثة أبناء وهم الدكتور غسان عائش والمرحوم المهندس عدنان عائش والدكتور نعمان عائش، وستة بنات وهن نجله وأميره وخوله ونهله ونضال وبان.
- إنتقل الى جوار الحي العظيم في 8.7.1990 بعد مرض لم يمهله طويلا.

عمل المرحوم عائش جبر في خدمة الدين المندائي وأبنائه بنكران ذات على مدى أكثر من ثلاثين عاما من العمل المتواصل فكان من أوائل الذين سعوا لكي يكون لهذه الطائفة كيان معترف به.
منذ تأسيس مجلس التولية في زمن المرحوم الكنزبرا عبد الله الكنزبرا سام، عمل المرحوم عائش جبر مع الاستاذ المرحوم غضبان رومي والاستاذ المرحوم زهرون وهام و المرحوم خليل مال الله وآخرين بجهد لايكل ولايمل من أجل أن تحصل الطائفة على بعض حقوقها ، ونتيجة لتلك الجهود المضنية تم شراء دارلكي تكون أول مندي للطائفة و كذلك الحصول على قطعة أرض لتكون مقبرة
خاصة للمندائيين في منطقة أبي غريب. ثم تكون المجلس الروحاني الاعلي للطائفة فكان المرحوم عائش جبر من أوائل أعضاء المجلس الذين ساهموا في وضع اللبنات الاولي لكان منظم للطائفة وبقي عضوا فعالا في المجلس لفترة قصيرة قبل وفاته.
لقد كان إيمانه بخدمة الطائفة لا يتزعزع وكان مؤمنا بأن ما يفعله من أجل الطائفة سيكون ثوابا له في آخرته وذكرى طيبة بعد مماته.
لقد رثاه الدكتور الشاعر محمد جواد الحلي في أربعينيته بقصيدة مؤثرة قال في أحد ابياتها

أنت الذي لم تكن يوما جوارحه الا سراجا بحب الناس يلتهب

الدخول للتعليق