• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

الشيخ جودة بن الشيخ داموك

  فراس عبد الرحمن الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

1858 ـــ 1940 م

هو الشيخ جودة بن الشخ داموك بن شيخ صكر بن شيخ بهرام ويمتد نسبه في سلالة من رجال الدين حتى عهود قديمة.

ولد في منطقة ( المنتفك ) عام 1858 قبل انشاء مدينة الناصرية وتوفي والده وهو في سن الثانية عشر ة وهو اصغر من اخويه الشيخ عيدان والشيخ محيي باكثر من خمسة عشرة عاما او تزيد كان يتميز بطول قامته وبياض بشرته وقوة جسده كما كان يهوى ركوب الخيل في شبابه , وكرس كرجل دين عام 1878 تقريبا على يد عمه شيخ صحن بن شيخ صكر واصبح (ترميذا ) ثم ترقى الى ( كنزابرا ) في نهاية العقد الاخير من القرن التاسع عشر في مدينة العمارة , غادر مدينة الناصرية الى العمارة على اثر مقتل اخيه المرحوم الشيخ عيدان عام 1893 تاركا اخاه الشيخ محيي في سوق الشيوخ وعند وفاة اخيه الشيخ محيي في الناصرية وابن عمه الشيخ سام الشيخ شبوط في قلعة صالح عام 1915 اختير من قبل رجال الدين المندائيين كمرجع اعلى لهم وقد عزز هذا التقييم بعد سنين بمقترح قدمه الشيخ يحيى بن الشيخ زهرون بتشكيل رابطة تضم كل رجال الدين المندائيين في العراق وتوزيع اعمال رجال الدين بموجبها وبذالك اصبحة منطقة الناصرية خاضعة لشيخ دخيل شيخ عيدان ومنطقة عربستان للشيخين مصبوب بن الشيخ مجذوب وعبد الله بن شيخ بهرام وقلعة صالح وغيرها من المناطق تحت امرة عدد من رجال الدين الاخرين , وتركت مدينة العمارة خاصة لشيخ جودة تكريما له ولكن هذه الرابطة لم تدم طويلا بسب الخلافات بين رجال الدين.

ومما يذكر ان شيخ جودة حين حل في مدينة العمارة لم يكن بها مندي للطائفة فبنى بمساعدة المندائيين ومؤازاتهم اول مندي لهم على نهر الكحلاء ورغس حوله الاشجار المثمرة والزهور فصار متنزه يرتاده رجال الدين والمندائيون عموما يجرون فيه طقوسهم الدينية كالصباغة والزواج وغيرها .

وبقي هذا المندي المتواضع قائما لسنين طويلة الى ان تم انشاء القوة النهرية في مدينة العمارة في المنطقة ذاتها عام 1934 فازالوه وبقيت الطائفة جراء ذلك بدون مندي وصارت الطقوس تجرى في البيوت او على شاطئ نهر الكحلاء .

كان المرحوم يجيد اللغة المندائية اجادة تامة كما كان يحذق اللغة العربية باقتدار وكان رمزا متميزا لرجال الدين المندائي الملتزم وقد وصفته السيدة (دراور ) بانه نموذج للرجل المندائي الكامل , وكانت تثبت صوره في مستهل مؤلفاتها رغم انه لم يكن يتعاون معها الا بحذر وقد ابى تزويدها باية مخطوطة دينية رغم الحاحها الشديد عليه.

كان المرحوم يمارس مهنا مختلفة اضافة الى اعبائه الدينية فقد اشتغل بالنجارة والصياغة وجرخة الشذر وحياكة (الهمايين) كما مارس مهنة جديدة كهواية وهي نحت (هواوين) من المرمر الاحمر وقد اهدى اكثر من 18 هاونا منها لوجها المندائيين استعملت لطحن وتحضير القهوة كما قام باستنساخ عدد من الكتب الدينية المندائية بخطه الجميل والتي لازلت موجودة عند البعض من المندائيين كما كان جريئا في مجال الطب فقد كان يعالج الكسور بتجبيرها وقد انقذ اثنين من المندائيين من كسور خطيرة اصيبا بها احدهما ابنه (داخل) والاخر (مالك سيف) وعندما اشتدت الازمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينات وتدنت الحالة المعاشية للناس ومن ضمنهم المندائيين لم يثقل الشيخ على المندائيين في تدبير معيشته فمارس مهنة بناء الزوارق وتاجيرها لبعض البقالين المتجولين بين القرى المنتشرة على ضفاف الانهار . كان المرحوم نموذجا لرجل الدين الاداري الحازم يهابه المندائيون ويحترمونه وكان يحل خصوماتهم ويقضي بينهم ويشارك في ازماتهم ويراجع دوائر الدولة من اجلهم كما كان ذا هيبة بين الطوائف الدينية الاخرى وعين في مجلسي الادارة والبلدية ممثلا لطائفته في مدينة العمارة في اواخر العهد العثماني وبقي كذلك حتى عام 1930 في العهد الملكي ومن ماثره الدينية قيامه بطراسة ستة شيوخ في العمارة هم الشيخ زهرون وشيخ عبد اولاد شيخ محيي وشيخ دخيل شيخ عيدان وشيخ ادم ابن شيخ جاد وشيخ ضيدان بن شيخ مطلب وشيخ كميت بن منتوب .

وختاما نقول ان شيخ جودة كان شهما عفيفا لا يطمع بمال وكان يساعد كل محتاج وقد اكمل سيرته في طريق الايمان حتى وافاه الاجل في 25 شباط عام 1940 في العمارة .

رواهه نهويله

الدخول للتعليق