• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

ابراهيم حسن الحلي

  خليل ابراهيم الحلي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

هذه سطور قليلة من شخصيته وجدت مالا تطيق حمله الصفحات من انجازات وحب وتضحية لرجاحة عقله وسداد رأيه. التواضع والبساطة في الشخصية وحب المندائيين هو نهجه الذي اختطه في حياته
فهورجل صاحب عطاء بكل معنى الكلمة يُكرم بدون علم الاخرين بيته دار لضيافة أبناء الطائفة في أي وقت، أفنى سنين عمره عطاء وتضحية وحصد السمعة الطيبة والترحم، بقلبه من محبة مالم يستقر بقلوب الاخرين فقد حمل هذا الرجل هموم المندائيين على اكتافه , كان مدرسة بحق في بذل النفس والمال ومثال في التفاني والثقة والعطف أين ماتذهب تسبقك سمعته الطيبة بترحم الناس له . في كل مكان له قصة عطاء تنطق بها الشفاه .

ابراهيم حسن الحلي (بهرم برشارت سيمت)عميد العائلة الصابرية

ولادته في عام 1925 في مدينة العمارة نشأ في عائلة دينية لها علاقة طيبة مع جميع المندائيين كان والده صائغ في مدينة العمارة( في شارع بغداد) حيث كان عدد الصاغة يعدون على عدد الاصابع اليد في مركز مدينة العمارة ويلقب ( حسن الحلي ) فكان صادقاَ في مهنة الصياغة وتعامله مع الناس وكان يكسب رزقه بالحلال ولهذا سمي حسن الحلي وقد ذاع صيته في المهنة في جميع المحافظات الجنوبية ووصل الى المناطق العربية في ايران.

لقد نشأ ابراهيم نشأة دينية في كنف العائلة مع اخوته شنيشل وخضر وهاني واختهم الوحيدة رسمية كان يعمل في محل الصياغة مع والده .بدأ شاب يافعاَ متديناَ يؤدي مراسيم البراخة اليومية على ضفاف نهر دجلة في العمارة. نذر حياته لخدمة الطائفة فكان في أيام الاحاد والمناسبات الدينيه يقوم بأجراء طقوس الذبح الحلالي واقامة طعام اللوفاني على ارواح الاموات لاغلب المندائيين وفي الاعياد يذهب الى اغلب بيوت المندائيين في محلة السرية المحلة التي يسكنها الصابئة في مدينة العمارة لذبح الذبائح لهم .وكان يكسي الايتام والارامل في الاعياد ويقدم لهم المبالغ مالية بشكل مستمر ويخصص لهم راتب شهري على نفقته الخاصة. من ابرز صفاته الصبر والكتمان على الشدائد وصدره صندوق لاسرار الاخرين تطرح المشاكل المستعصية على ابناء الطائفة في مختلف المجالات يجد الحلول الناجعة والسريعة لها والجميع يقتنع بها وينهي الازمات والخلافات العائلية بحكمة ودراية .ونظرا لحبه لابناء طائفته وعلاقته الحميمة مع الجميع تعقد في بيته المجالس الدورية ( مجالس القهوة ) ليجتمع ابناء الطائفة للسمر وقضاء اجمل الاماسي حيث يلقى ابناء الطائفة القصص والاشعارويستمع الحضور الى سماع الاخبار عن طريق جهاز الراديو في بداية ظهوره والاستماع الى الكرامفون في داره.

وكانت هذه المجالس تقام بشكل دوري في البيوت في محلة الصابئة (محلة السرية) فقد نذر الرجل وقته لخدمة المندائيين وبجهوده الشخصية مع مجموعة من أخيار الطائفة في العمارة استطاعوا تسيج المقبره وتعين حارس لها وتبليط الطريق المؤدي لها . بعدها تبنى مشروع بناء المندي في العمارة وقد فرغ نفسه لمراجعات دوائر الدولة في العمارة لما يكنه المسؤولين من احترام له من أجل الحصول على قطعت أرض على شواطيء نهردجلة في العمارة وعمل بتفاني مع اخوته من أبناء الطائفة كل من المرحوم حمادي مغامس والمرحوم جبار طرفي والمرحوم مطشر تقي فتكللت تلك الجهود بالنجاح بأستحصال قطعة الارض على ضفاف نهر دجلة نهر(الكحلاء) في العمارة بعدها باشر بحملة جمع التبرعات من أجل بناء المندي وأستمرت الحملة لجمع التبرعات والبناء اكثر من سنتين جابوا بها محافظات بغداد والبصرة لاجل انجاز المشروع وتوجت جهوده مع اخوته بالانتهاء من بناء المندي وتأثيثه بشكل كامل بعدها تم تشكيل مجلس الشؤون للطائفة في العمارة من قبل رئاسة الطائفة وانتخب ابراهيم حسن الحلي رئيسا َ للمجلس عام 1986 وبقى يشغل هذه المهام سنوات عدة حتى انتقاله الى العاصمة بغداد عام 1993. وكان يقوم بتوجيه الدعوات للمسؤولين الحكومين في المحافظة لزيارة المندي والاطلاع على الطقوس الدينية التي تقام به في الاعياد والمناسبات الدينية شارحا لهم المناسبة ودلالاتها الدينية .بعدها انتخب عضو مجلس الشعب المركزي في المحافظة وقد مثل أبناء الطائفة في المحافل الرسمية والمؤتمرات أحسن تمثيل فقد شارك في مؤتمر الطوائف والاديان المنعقد في فندق الشيراتون عام 1992 والمؤتمر الثاني للطوائف والاديان عام 1993 في فندق الرشيد وتحدث عن مطاليب المندائيين وهمومهم في ذلك الوقت . وقد كرم لعدة مرات من رئاسة الدولة. ومن مجلس المحافظة لخدماته الجليلة التي قدمها لابناء الطائفة ولاهالي العمارة .

بقى هذا الرجل الجليل ناذراَ نفسه لخدمة الطائفة طيلة سنين حياته وشارك المندائيين جميع مناسباتهم لايمنعه في ذلك بعد مكان المناسبة ومايتحمله من مشاق السفر وما يعانيه من جوع وعطش لكونه حلالي لايستطيع تناول طعام الطريق . وافاه الاجل و غابة شمسه عن السطوع في 25-7-2003 في بغداد ليطوي صفحة من الصفحات الزاخرة بالعطاء لطائفة الصابئة المندائيين.وترك خلفه كنز من السمعة الطيبة لاتصنعها مليارات الدنانير.

الدخول للتعليق