• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

عبد الواحد الهلالي

  كتاب مختلفون
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

حرية المناضل تكمن في مواقفه النبيلة

هذا الرجل الذي لم اتعرف عليه، سمعت عنه الكثير، من الخال، المربي الكبير نعيم بدوي، فهو احد رموز ناضلنا وانسانيتنا ، من الذين سعوا لخلق عالم قائم على الوئام والسلام والعدل والديمقراطية. هذا الرجل الذي رحل عنّا ، هو عالم من الحب والهوى المتقد كان يبتكر وطيلة حياته النضالية لانهائيتنا. لقد اختبر عبر عذابات النضال والتضحية والمعاناة والامال، كل كثافة الحب، لقد شعر وعلى الدوام عندما كان يريد اظهار محبته لمبادئة السامية النبيلة، انه يريد اظهار حبه لكل الناس ، واينما كانوا. وان يكون هذا الحب منطلقه، ان يبعد نفسه تماما عن الموت فكريا واخلاقيا. ولانه كان يسترشد بالحياة، فانه ظل وظلت ذكراه كواحد من اعلامنا المندائية يسترشد بممارسات معينة لقوة الفكر والمنطق والمبادىء النبيلة التي تعلمناها منه ومن غيره من رواد نهضتنا الفكرية نحن ابناء المندائية.

لقد خاض معاركه النضالية، وميّزناه كواحد من الناس الذين تقاتلوا من اجل ولادة انسانية جديدة لكل العراقيين، فلم يضّل طريقه، وها نحن نمجده، ونعلو من شأنه.

موسى الخميسي


وداعاً عبد الواحد مطشر
في ذكراه السنوية

الفيلسوف الزاهد

عرفت المرحوم عبد الواحد بشكل وثيق جداً لفترة ثلاث سنوات ونصف وهي الفترة 1974 --1977 في موقع مشروع ماء الكوت الذي كان تحت الانشاء وكنت مديراً للمشروع أي أننا المقاول المنفذ والمسؤول المباشر عن الصرف وبالطبع فلي معرفة وثيقة بعائلته في العمارة.

كان المشروع ينفذ تنفيذاً مباشراً وكانت ظروف العمل صعبة وقاسية وجل من حولي من الموظفين يريد اٍستغلال منصبه ابتداء من المحاسب والمهندس ومأمور المخزن وغيرهم كثر

كنت في موقع حساس ومهم وأنا غير بعثي في محافظة صغيرة نسبياً ومعتمد على كفائتي وامكاناتي الشخصية وهي لوحدها غير كافية مطلقاً.

الحل المناسب لدي هو جلب من أثق بهم من المحتاجين للعمل من أبناء المندائية للعمل في المشروع وسيكونون عوناً لي ضد الفساد من جانب وفي نفس الوقت يستفيدون مادياً في تلك الظروف الصعبة وكان المرحوم عبد الواحد واحداً من ثلاثة والآخران هما السيدان مجيد غافل والمرحوم صباح مهتم الزهيري وقد أثبتوا جميعاً جدية واٍخلاصاً كما عهدنا أبناء المندائية .

أما المرحوم عبد الواحد فقد سحرني منذ لقاءنا الأول و أثبت أنه ليس عونا فقط في المهمة التي انتدبته للعمل فيها حيث اٍستلم مسؤولية المخزن المهمة وضبط بذلك أي تلاعب في المواد لكنني وجدته بحراً متلاطماً من الأفكار المخزونة لديه وفيلسوفاً شغوفاً بتثقيف نفسه وتدريبها على مواجهة العالم بشجاعة المناضل وقدرة البروليتاري الحقيقي الذي لا يتصنع ولا يعيش حالة خيانة الطبقة بل أن طبعه هو ذلك.

كان لا يهمه أبداً ما يأكل أو يشرب أو يلبس أو كيف ينام بل كان يدرب نفسه على التنسك ويرى في الفقر المادي والجلد عليه حالة عادية لا تستدعي القلق في حين أنه يمارس غنى الذات غنى النفس وهي له المجد كل المجد.

كان المشروع شمال سدة الكوت وهو موقع جميل ومثالي لصيد السمك وهكذا كانت (الشبجة) أولى مستلزمات عبد الواحد ثم تلاها ( البلم) وكان يصيد لوحده ويرى في الوحدة خلوة مثالية لتحليل الأشياء وتركيبها والتفكير في العالم والناس والوطن وفي نفس الوقت الانصراف للحلم الذاتي الذي يفسده وجود الناس.

عبد الواحد (صراف أوادم) من الطراز الأول يعمل ذهنه بمهنية عالية في الكشف عن ذوات الآخرين من خلال ما يقولون وكان يقول لي أن الصمت المطبق والتركيز على ما يقول الآخر دون التفكير في الاجابة هي الهبة والميزة التي يملكها ولو أن كل البشر تعلموا هذه الممارسة أي ممارسة الاٍصغاء المخلص الصادق دون محاولة اٍشغال الذهن في التفكير بالاجابة لصلح العالم كثيراً.

اٍصغاء عبد الواحد للناس وصمته كان تعبداً في محراب تحليل الشخصية الانسانية فهو محلل نفسي من نوع فريد وقد أعانني كثيراً في الكشف عن الكثير من عيوب الآخرين وعيوبي أيضاً خصوصاً وأنه متميز باٍجاباته العجيبة العميقة التي تحيل المتحدث الفطن الى أن (يصفن) ويحاول أن يفهم ماذا يرمي عبد الواحد مما قال وكذلك تعليقاته المقتضبة اللاذعة اللاسعة وكأنه يسدد طلقة الى طريدة.

أنا متأكد أنَّ ايا" منّا يستطيعُ أنْ يتخيّلَ كيفَ يقبلُ أكثرُنا

أنْ يعرضوا عريهم أمام الناسْ

دونَ أنْ يدركوا أبدا" أنّ الناس مرايا

مرايا من نوع فريدْ

أنّها تعرّي البدنْ والعقلْ والفعلْ

وهذا المقطع من القصيدة المنثورة التي كتبتها عند وفاته منقول بشكل شبه حرفي من حديث له معي قائلاً أن تصرفات البشر وأحاديثهم تكشفهم بشكل مريع وهم يتصورون غير هذا مع الأسف.

ميكانكية التحليل لدى عبد الواحد هي كما أظن موهبة موروثة طورها باٍدراكه الواعي بعد اعتناقه للماركسية وفهمه الخاص لها خصوصاً اٍرتكازه وتعكزه على الماديات دون الروحانيات من جانب فالمحسوس لديه موجود وهو لايناقش في هذا الأمر ويتصرف بشكل تلقائي على أساسه دون أن يطلب اذناً من أحد ومن جانب آخر يرى ويجادل أن الزمن كفيل بتطوير حالة معينة الى الحالة الجديدة لذا كان دماغه منسجماً مع الديالكتيك الماركسي بشكل تلقائي وواقعي ومحسوم ويرى فيه ناموساً طبيعياً وقانوناً موضوعياً خارجاً عن قدرات البشر في التأثير فيه .

كانت أصعب الأشياء على عبد الواحد فيما يخص علاقتي به هي المصارحة وفي هذا الجانب أحدد ثلاثة محاور:

1) كان بالطبع يعرف الكثير مما يدور في المشروع ويعرف أيضاً أن الجميع يعرفون طبيعة علاقتي الخاصة به لكنه وظف كل هذه العقد المتشابكة من أجل المصلحة العامة بشكل مذهل وظل صديقاً حميماً بعلاقة حسنة مع الجميع وفي نفس الوقت أوصل لي رسائل التحذير والانتباه بشكل غير محسوس وغير مباشر وأحياناً عن طريق طرف ثالث صديق.

2) في الحالة الوحيدة الاولى التي سألته فيها سؤالاً مباشراً عن شخص معين كان رده قصيراً ومقتضباً ومباشراً (آنه مو جاسوس) لم أعد بعدها أبداً لمثل هذا السؤال .

3) لكنني كنت متأكداً أنه مارس دور الرقيب والعين الساهرة التي لا تنام وكسب ثقة الجميع بمعرفتهم أنه لا ينقل لي شيئاً فقد كف عني بوجوده وثقله وجهده كل شر وهو فعل عظيم في زمن ليس برحيم.

عبد الواحد مطشر معرفي موغل في معرفيته دون أدنى اٍعتبار للجانب الديني ورغم ذلك أنا أعده مندائياً من الطراز الأول فقد اٍرتقى سلم المعرفة لذاته أولاً ولمن حوله ثانياً وللعالم المحيط به ثالثاً ونشط في السنين الاولى من حياته في معرفة ذاته واٍستقر على الحالة الذاتية حين التقيته وهو في أوج نضوجه الفكري عارفاً تماماً من هو عبد الواحد كاٍنسان وماذا يريد من الحياة بالتمام والكمال .

علاقة عبد الواحد بالعالم وبالأحياء ناساً وحيوانات علاقة الصياد بالطريدة وهو حين تكون طريدته طيراً غير عبد الواحد حين تكون طريدته اٍنساناً أو سمكة فلكل منها متطلباته ولكل منها محاذيره ولكل منها أساليبه .

اٍن تنمية القدرة على التعامل مع الناس خصوصاً على هذا الأساس دون جرح مشاعرهم ودون المساس باٍمكاناتهم وقدراتهم الذهنية كانت تمثل موهبة غريبة هي مزيج من الحكمة والتصوف والمرونة وبرودة الأعصاب والسيطرة على الذات والايمان بها وهو يملك جميع هذه القدرات المدهشة دفعة واحدة.

كان عبد الواحد من أهل المواهب والمدارك الرفيعة متجرداً من الوجود الجزئي الذاتي ومندمجاً في الوجود الكلي المادي للعالم.

أن عبد الواحد لم يفكر أبداً كما فكر الحلاج وصاح صيحته المدوية أنا الحق فسقط في هوة الذاتية التي هي الأنا القاتلة ففي عرف عبد الواحد أن الأنا هي الوجود الجزئي الفاني في حين أن نفي الأنا هو الأساس فلا موجود الا العالم وهو الأول والآخر والظاهر والباطن.

ولهذا جوز عبد الواحد لنفسه أن يفلسف العالم ويحكم عليه وعلى الناس لا من منظوره الذاتي أبداً بل من منظور من يتحدث بأسم العالم كله وكنت أحس دائماً أنه حين يحكم على الأشياءينزل حكماً جماعياً قدرياً كما لو كان قد تشاور مع كل حكماء وقضاة الأرض.

معرفة عبد الواحد لذاته وقراره النهائي بتساميها وحلولها في رحم الجماعة بل وفي رحم جميع الأخيار وأن يصبح صوتهم صدمتني في البداية وشعرت بقسوة هذه المعرفة التجريدية الموغلة في استقراء الذات وأبعادها وما تريد وما تحب وما تكره.

كانت هذه المعرفة تتجاوز بل تنكر أحياناً العائلة والأخوة والأخوات والوالد والأم والأولاد والبنات وكأن عبد الواحد صاغ من نفسه ومن قدره ومن تجربته الحياتية وشكلها ووصل بها الى الاستنتاج النهائي المريح وقضى كل عمره المتبقي في التفرج بشكل واع على العالم مساهماً بشكل فلسفي زاهد في اٍسعاد ذاته بأفعال لا تضر أحداً ممسكاً بفالة الصياد ومردي البلام وبندقية الصياد وشبكة السماك والأهم من كل ذلك معتصماً بصمت مطبق كصمت أبي الهول رافضاً أن يتحدث عن رؤاه وأحلامه فالعالم لدى عبد الواحد عالم موبوء مسلول مجذوم مخبول مرفوض مرفوض مرفوض .

أدى رفض عبد الواحد مطشر للعالم من حوله من خلال اٍستنتاجه أن البشر مجبولون على الخطيئة الى نوع مذهل من التوحد ورفض دخول الآخر الى عوالمه مهما كان عزيزاً وقريباً منه ومهما حاول التقرب منه وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين رفضهم برفق وأناة والى التوجه الى غربة فرضها على نفسه مقتنعاً بالشرنقة التي نسجها ودخل فيها مؤمناً أن شرور العالم اللانهائية يمكن الخلاص منها بتحدي الذات من خلال فعل فردي ولهذا كان يعشق الصيد منفرداً ففيه كان يحقق ذاته ويفنيها في نفس اللحظة .

كانت المخاطرة خلال عملية الصيد شيئاً يهواه بل ويتعمد الذهاب اليه بقدميه وحين كنت أنهاه أو أحاول أن أثنيه عن الذهاب لوحده الى جزيرة شيخ سعد بالدراجة النارية والمبيت في الصحراء كان يبتسم اٍبتسامة المدرك لمنطلاقاتي وأسبابي والمدرك أيضاً لجهلي انه ذاهب للمخاطرة برجليه ليحقق بها على الأقل ما لم يستطع تحقيقه من بطولات في عالم الواقع وكذلك لينفرد بنفسه في فضاء فسيح لانهائي.

قال لي مرة ألا تدري يا أبا وسام كم جميل أن ينام الأنسان في ظلمة كاملة والنجوم بكامل قبة السماء فوقه بلا أي أضواء أرضية أو مباني تحجب النجوم.قلت له ألا تخاف أن يهاجمك حيوان ؟ ألا تخاف أن تتعطل الدراجة النارية؟ واٍن لم تخف على نفسك فهناك العائلة والذين يحبونك وأنا منهم ومن واجبي أن أقول لك ذلك. أجابني بالحرف الواحد:الخائف اٍنسان ميت وطلعة الشمس واٍنتظار الغزال يجي للمي يشرب ويه أول خيط ضوه عندي ولادة جديدة .

عبد الواحد كان قدر توحده منغمساً بمعاناة الناس مدركاً لبلواهم عارفاً كم هم مغلوبون على أمرهم وكم يعانون وهو أول المعانين وحتى من يراهم منحرفين سياسياً ومعادين لفكره يجد لهم بعض المبررات ويحاول أن يبرهن على أنهم مغرر بهم أكثر من كونهم أصحاب عقيدة.

عبد الواحد اٍنسان صابئي مندائي وطني عراقي صميم ذو اٍباء وشمم وترفع عن الدنايا والخطايا والآثام.

عبد الواحد لو أتيح له حظ أوفر من التعليم لأرتفع أعلى ولأفاد ملته وشعبه أكثر بكثير.

عبد الواحد اٍنسان بحق وحقيق وعظمته تكمن في اٍنغلاقه السري على معرفته عن العالم والناس وسكوته وصمته وترفعه عن الحديث عن العالم الدوني الزائل الذي كما يقول هو لا يستحق منا أن نلتفت اليه ونعطيه الكثير من وقتنا واٍهتمامنا وهو الزبد الذي يذهب جفاء.

عبد الواحد لقد تركتَ بصمتك بل بصماتك في كياني الفكري وهي باقية خالدة ولهذا أجلك ياأخي العزيز الغالي.

أحس دائماً أن فيّ منك الكثير .

أشعر بالأسف والألم لأنني لم أعطك حقك وأنت حي رغم أنني عرفتك جيداً وشغفت بملكاتك المدهشة.

عبد الواحد أنت تملك براءة الأطفال وألوان الفراشات وعمق الفلاسفة وذهنية العلماء وطيبة المندائيين الأصلاء.

عبد الواحد لقد حققتَ ما أردتَ باٍستخفافك وتنزيه نفسك عن وسخ الدنيا:المال والتسلط والتكبر وحب الذات والايذاء.

ولهذا أنت خالد ما مر الزمن لأنك لم تكن اٍلا ما أردت أنت أن تكون : الأنسان الأنسان الانسان

 فهيم السليم

 

اخي عبد الواحد انت الراحل والحي في ذاكرتي ووجداني

صدا ذكرا مسيرة حياتك الطيبة يدونها الأن محبي الحرية والانسانية
لانك حملت
هموم المعدمين منذ بداية شبابك عندما كنت تسهر
لتصطاد اللحن الحزين الذي ينادي في الازقة الضيقة في محلة السرية
(ليلا آه يا محلبي )
(آه يا ما أصابني )
وحين تسمع هذا اللحن الجميل الحزين تسرع لتاخذ صحنا من المحلبي مع لفافة من الأوراق التي جلبت إنتباهي لأ ول مرة في سنة 1955 وعرفت انك تقرأ ما يعانيه الشعب من فقر وجهل وسياسات إستعمارية عدوانية مسيطرة على مقدرات الشعوب
أخي طاب ذكراك وذكرا الساعي الذي لحنه لازال ينادي به الشعب العراقي والطوائف المتأخيه آه يا ما اصابنا
المجد والخلود لشهداء الحرية والسلام
الف تحية للاخ الاستاذ فهيم السليم الذي أصاب الحقيقة ودونها بصدق وأنسانية
خيرية الهلالي
اليوم وقد مرت سنه على رحيل المناضل البطل عبد الواحد الهلالي
لقد ترك المرحوم برحيله هذا فراغا كبيرا بين اهله ورفاقه ومحبيه .فراغا لايمكن تعويضه ابدا م وقد مرت سنه على رحيل المناضل البطل عبد الواحد الهلال,لقد كان المرحوم بروليتاريا مناضلا شجاعا عنيدا منذ نعومة اظفاره لايعرف معنى التردد او الخوف 0
لااريد هنا ان اكثر من الاطراء كونه شقيقي وان ابالغ في ابراز شخصيته الفريده النادره..لقد تناول هذا الموضوع الكثير من اصدقائه ومعارفه الذين كانوا قريبين منه حيث تحدثوا عن بعض صفاته الاجتماعيه والسياسيه وعن شخصيته المميزه في عالم اليوم .فالف شكر وتقدير لهم على هذا الوفاء والاخلاص لذكرى هذا الانسان العظيم
مهما كان الانسان قويا او شجاعا قد تمر به في يوم من الايام ضروف صعبه او قاسيه يمكن ان ينال منه الخوف شيئا او يتردد للحظات - ان كل الذين كانوا قريبين من هذا الرجل يعرفون ان لا مكان للخوف في قاموسه اطلاقا .كان يقضي ايام وليالي في الهور او في منطقة الطيب او الجزيره وكان يقارع الدكتاتوريه والطغيان بلا هواده او تردد ان كل سكان تلك المناطق يحبونه ويحترمونه لشجاعته وطيبته وبساطته المتناهيه حيث يسمونه (جيفارا الصبي )
أتذكر في عام 1964 وعندما القي القبض على اكثر العراقيين في ايران من قبل السافاك الايراني -عدنا الى العراق انا والاخ نوري رحيم الناشي عن طريق هور العظيم الفاصل بين العراق وايران في منطقة ناحية المشرح في ميسان - ونحن في منتصف الهوراعترض بلمنا ثلاثة اشخاص راكبين بلم يسألون (الكايد ) عن هوياتنا ووجهتنا فاخبرهم بان الذين في البلم احدهم شقيق (ملا عبود )اي عبد الواحد فما كان منهم الا الاعتذار منا وتاسفهم لاعتقال المرحوم في الاهواز واهدونا سمكه لغدائنا وسألونا ان كنا نحتاج لاي مساعده .
لقد رحلت ياابا رعد لتكون مرتاحا ومطمئن البال وبعيدا عن الذين عاملوك بقساوه مابعدها قساوه وظلم مابعده ظلم وانت تعاملهم بطيبتك المشهوده واخلاقك الساميه - ثم يذرفون دموع التماسيح عليك بعد رحيلك:
اخواني بهذه المناسبه الاليمه اطلب من هيي قدمايي ان يحفظ جميع المندائيين في كل مكان من المعموره.
شكري الخاص للاخوه الاوفياء الذين لم تفتهم هذه المناسبه باستذكار
شقيقنا المرحوم ابو رعد واخص منهم الاستاذ فهيم السليم والف شكر للقصيده الرائعه المعبره عن الاخلاص والوفاء المندائي الاصيل وشكري للاستاذ الطيب موسى الخميسي والعزيزفاضل فرج خالد والاديب الاستاذ ابن الخاله مديح الصادق والاخ خليل ابراهيم الحلي والى كل الاخوه الذين شاركونا مصابنا هذا

حمودي الهلالي

انه الزمن لا

شيء غيره يفتح مواقيتنا ويغلقها عنوة لقد كانت الحياة ومازالت غرفه انتظار الموت

وفي الليل..وفي ليل الليل في غموضه وكأنه على موعد مع الاقدار ينام على جمر الموت مطفأ مصباحه الابدي كان دائماً يرغب العزله مع الطبيعه بحب لايوصف وكأنما خلقت لأجله فقط ينتظر سويعات الصبح لكي ينصب شباكه على الانهار وفي جداول الطيب ليصطاد السمك تم يجمع الحطب ليوقد النار الازليه.لم يبدأ شوطه مع الحياة في نقطه معلومه كان يقتحم مجاهيل الحياة وغموضها كانت روحه شفافه ورقيقه عكس صلابةعوده وتحمل الاسفار وتبرق عيناه السودوان تتلامع مع خيوط الفجر وتدعو الجميع للنهوض المبكر للسفر والعوده للمدينه بعد سفرة صيد ممتعه ويجمع شباكه واغراضه في دراجته الناريه(البانونه ) ويعود الى محلة السريه وقد جمع في شباكه صيد ثمين جمع الحب والود الصادق وحلاوة الايام

أبا رعد أنت لم ترغب الرحيل عنا لكن روحك ارادت ان تهدأ وتستكين بعيداً عن ضجيج السفر والصيد ارادت ان تستقر وتلملم أشلائها المبعثره في العالم الاخر

خليل ابراهيم الحلي

 

عبد الواحد الهلالي , مندائيا , إنسانا , شيوعيا

للعيد نكهة في تجمعات المندائيين أيام الستينيات , وما قبلها , مثل محلة { الصبَّة } في { الحلفاية } , { المشرح } فأهل بغداد يسبقونه بأيام مشاركين أهلهم مراسيم , ومظاهر ما قبله , وما بعده , أما أهل العمارة القريبة فيخصون أهلهم ومعارفهم بزيارات خاطفة لتبادل التهاني , أو قضاء ما تبقى من أيامه في سفرات للهور أو القرى المجاورة بغية التنزه , او التصيد , كذلك للأفراح طعمها الخاص حيث الولائم تجمع الصغار والكبار , والطرب , والسمر , وأحاديث الأولين , وفي الأحزان يتجسد التلاحم والتآزر في دفع الأذى , وقهر الحزن والألم , كالجسد الواحد دون تمييز عائلي أو عشائري

وسط تلك الأجواء عرفته , عن قرب عرفته , رغم فارق السن بيننا , فأمي تناديه : { خوية عبد الواحد } فهي ابنة خاله الذي يخصه بحب وتقدير عاليين , مثل كل الذين عايشوه , حتى دخل القلوب بلا استئذان , { جيفارا } ينادونه - بهمس - ولم نكُ وقتها نفقهُ ما تعنيه تلك المفردة من معان راقية , بل حسبناها نوعا من المشاكسات مع الذين نحب , وقد توقعنا منه غضبا ؛ لكن ظننا قد خاب ولم نفلح في إغضابه , وهل يحرك الإعصار أعماق المحيط ؟ , وقد آن الأوان بعد حين لنفهم ما تعنيه { جيفارا } لكل حر شريف

تأخذه الخالات في الأحضان , بيتا بيتا يزور الأحبة , عن الصغار يسأل قبل الكبار , يداعب هذا , ويمسح باللحية الخشنة خذ ذاك , وتلك ينتزع منها { محراث النار } فهو أستاذ خبير في الشواء , تفوح منه طيبة النفس فتشتهيه النفوس , والدراجة النارية دوبتها ملآى بالمتاع من كل نوع واحتياج , وشباك صيد , وأقلام وأوراق مخبأة في الطحين يدعي أنها للف التبغ عند طول الترحال , طالب علم كان , يناجي الطبيعة , منها يستمد العون لفهم الحياة , والناس

وعرفته , إنسانا , شيوعيا , لا لأنه ارتدى بدلة حمراء , أو نقشا للمنجل و{ الجاكوج } أو قبعة بصورة { لينين } } وما تباهى يوما بأن يقرأ { رأس المال } فحين قُدِّر لي ان أفهم - على صغر - معنى الشيوعية للإنسان , متى وكيف يحق للمرء أن يُسمى بها ؟ , أو يطلقها عليه الآخرون , فهمتها قبل أن أقرأ { أصل الأنواع } وما كتب

عنها { ماركس وأنجلز ولينين } أو ما جاء به { المرتد غارودي } من

تحريفات , قرأت الشيوعية في عيني { عبد الواحد } سمعتها في دقات قلبه وهو يواسي الفقراء والمغلوبين , في تواضعه وجدتها , في التسامح عنده , في حبه للناس , لكل الناس بلا استثناء , في سخائه بأقصى غاية الجود , بالنفس قبل المال , وإن لم يملك منه الكثير , فقد أدار ظهره للخزائن من الزائلات , واكتفى بما يغنيه عن السؤال

عرفته شيوعيا إذ كان يقارع الأشرار المرتدين عن خط ثورة تموز فنال جراء إخلاصه نصيبه من السجن والتعذيب , وعاد قويا يناورهم في الهور , والطيب , والبسيتين , وأهل بيته كلهم مطاردون , مهاجرون , كما كان كبيرا من ذلك نصيب المندائيين لأنهم طيبون , مسالمون , محبون للخير , فاتهموا بأنهم علموا المبادئ تلك للشيوعيين , وأن { ماركس } كان مندائي الجد لهذا نادى بالمساواة

وعن قرب عرفتك { أبا رعد } حين اشتد الحصار على الأخيار , ولم يعد راتب الموظف كافيا لعلبة دخان ؛ فافتتحتُ محلاّ { لتصفية الذهب } في سوق الصاغة الكبير , في العمارة , واخترتُك في موضع الشريك , الأمين , المخلص , الغني النفس , المعلم , الصديق , فكانت أجمل الأيام , والذكريات مع الذين يزيدهم أنسا التعامل مع الرجل البسيط الذي يقنع الآخر بما لديه من أفكار دون الولوج في النظريات والقوانين , ويذكر ذلك أهلنا الأحياء من صاغة ميسان إذ كنت تردد عبارة قالها عمنا المرحوم { إبراهيم الحلي } : { لا صاحب مال كثير ملكَ , ولا ذو القليل منه هلكَ } وهي تجسيد لما تحمل من القناعات

كنت تصغي - بكل احترام - لوالدي المرحوم { أبي مديح } وهو يتحفنا بما في جعبته من تعاليم الدين , أيام العشائر , الأهازيج , الحكمة في الدواوين , وكنت أقرأ فيك أنك تسجل كل ما يُقص عليك

فأنت ابن الديوان , وحلية الديوان

سيبقى ذكرك خالدا فينا , أيها العزيز , القريب , البعيد , وسوف نقص على أحبابنا سيرة رحال , مناضل , أحب الناس فأحب الطبيعة , وهو لم يهرب إليها - كما ظن آخرون - بل كان بها يستنجد , يطلب العون كي تعينه على فهم حقيقة الكون , والإنسان

نم قرير العين , مطمئن الخاطر - ياخال - فكلنا أنت , وما زلت الأخ , الصديق , المعلم , الكبير بما سموت به من أخلاق , سأبكيك , دوما , لا لأنك مُتَّ , فما مُتَّ وأنت فينا حيُّ ؛ بل لأنك غادرت وقد فاتني أن أنهل منك المزيد

مديح زامل الصادق

الدخول للتعليق