• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الجمعة, 19 نيسان/أبريل 2013

تحية اجلال واكبار الى الشاعرة لمعية عباس عمارة

  كتاب مختلفون
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

تشكلت خصائص وحرفيات الشاعرة المبدعة لمعية عباس عمارة، باسلوب تفكيرها وتعبيرها، ووجدت الشعر في نفسها صدفة، فهو موجود في كيانها كوجود الدم في اي كائن حي دون ان يعبأ به او يراه، فخلقت حوارها الاثير الى اعماقها بقصائد الشعر، لتكون واحدة من الرواد، وهو ما نفخر به جميعا، ولتقف امام تحولات هذه الظاهرة الادبية وجها لوجه باستعداد متميز، مهد له تربيتها في بيئة فنية ، مستمدة نشأتها الشعرية وتطورها من منابع الدراسة الاكاديمية ومقاربة لرواد الحركة وعلى رأسهم الراحل بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري، لتتوجه الى عالم الشعر الحقيقي، وتحقق قدرا كبيرا منه بملامح شخصية ابداعية .
لقد كانت الشاعرة لمعية عباس عمارة تدرك بان كل ثورة بالابداع ، تشكل اسلوبا خاصا في التعبير ينبع من طبيعة الظروف الموضوعية والتاريخية المحيطة بالمبدع، لتبدأ رحلتها بقصائد الحب التي توجهت من خلالها منذورة الى كل من يملك القلب، ويروي ظمأها، فاقامت مناخا لغوياجديدا، مزجت به التاريخ الشخصي بالتاريخ العام، فحملت اشعارها احساس عميق بالحب، كما حملت في الوقت ذاته احساسا عميقا بالموت، مع انها ظلت متشبثة بالحياة بمثل الفتوة والقوة التي تشبث بها زملائها من رواد حركة الشعر الحديث.
في قصائدها الاولى، توجهت لمعية عباس عمارة نحو عوالم الشعر الحقيقي، لتحدد ملامح شخصيتها الابداعية، ذلك ان التقاليد الشعرية اضحت آنذاك محض خرافة، تماما مثلما كانت التقاليد الاجتماعية هي الاخرى ذات هيكل خرافي بامس الحاجة الى التغيير، وعاقبة كل هذا، كانت على الشاعر والفنان، ان يطالب بالتجديد تحت وطأة احساس مثقل بضرورة الخروج من ضيق الحياة وسماتها وافراحها ووسائل التعبير عنها.
نريد بهذا الملف الذي شارك به العديد من الزملاء، ان نقدم لشاعرتنا، اغنية حب صغيرة كوفاء لمقامها الكبير عند جميع المندائيين، وان نبوح لها عن مكنونات تقديرنا لتجربتها الشعرية الجميلة المتميزة بكل التماعاتها المشرقة المتناثرة في قلوبنا، فهي ستظل واحدة من ابرز اعلامنا المندائية، نضيء بكلماتها أفئدتنا التي احزنتها ظروف الحياة العصيبة التي يعيشها ابناء المندائية هذا اليوم.
ام زكي ستظل ضفاف خضراء، نزورها ونرتمي باحضان كلماتها
فهي الموجة وهي الابواب المفتوحة على النور حتى وان طال صمتها، فهي الحضور الذي يبدد حلم الصمت.

الشاعرة لميعة عباس

لميعة عباس عمارة : ولدت في بغداد ، نشأت في العمارة وتقيم حاليا في مدينة سان دييغو في ولاية كالفورنيا / الولايات المتحدة. عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد[ 1958 – 1963] . عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد. نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس[ 1973-1975] . مدير الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد. في عام[ 1974] منحت درجة فارس من دولة لبنان. لها سبعة دواوين شعرية مع ديوان ( بالعامية ) والعديد من المؤلفات المنشورة والغير المنشورة وترأس حاليا تحرير مجلة ( مندائي ) التي تصدر في امريكا. ذكرت ضمن النساء المشهورات في العالم في موسوعة WHO IS WHO

لميعة عباس عمارة
السيرة الذاتية :
¨ لميعة عباس عمارة ( العراق ) .
¨ ولدت عام 1929 في بغداد .
¨ تخرجت في دار المعلمين العالية 1950 .
¨ عملت مدرسة في دار المعلمات الأولية ، وفي ثانويات بغداد إلى أن تقاعدت في
السبعينيات للتفرغ لحياتها الأدبية والشعرية .
¨ اشتغلت في أواسط السبعينيات في منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة .
¨ نشرت الكثير من إنتاجها ـ منذ كانت طالبة في دار المعلمين العالية ـ في أكثر
من صحيفة ومجلة عربية .
¨ دواوينها الشعرية : الزاوية الخالية 1960 ـ عودة الربيع ـ 1963 ـ أغاني
عشتار 1969 ـ عراقية 1971 ـ يسمونه الحب 1972 ـ لو أنبأني العـراق
1980 ـ البعد الأخير 1988 .
¨ كتبت عنها العديد من الدراسات ، وتناولتها العديد من الكتب التي درست الشـعر
العراقي الحديث مثل : أدب المرأة العراقية لبدوي طبانة ، والأدب المعاصر فـي
العراق لداود سـلوم ، وشـاعرات العراق المعاصرات لسـلمان هادي الطعمة ،
ونسمات وأعاصير من الشعر العربي المعاصر لروز غريب .

منتدى نازك الملائكة الادبي يحتفي بالشاعرة لميعة عباس عمارة

سعدون هليل

في قاعة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق – وفي غمرة إحتفالات طبقتنا العاملة العراقية بعيدها المجيد.. أقام منتدى نازك الملائكة الادبي احتفالية في اصبوحة جميلة.. أحتفاءًً بالشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة.. حيث غصت القاعة بالحاضرين من محبي شعر لميعة عباس وقصائدها الشعبية الرائعة وتمنوا ان تكون حاضرة بينهم وتشاركهم فرحتهم بهذا اليوم البهيج وقدمت عريفة الحفل القاصة ايناس البدران عرضا موجزا عن حياة الشاعرة وبعض من المقاطع الشعرية للشاعرة الرائدة..
كما القى الاستاذ فاضل ثامر رئيس الاتحاد كلمة افتتاح الحفل.. شاكراً الحضور الطيب والكثيف – واثنى على جهود رئيسة المنتدى (القاصة نعيمة مجيد) التي زرعت البذرة الاولى لهذا المنتدى الادبي المهتم بالمرأة الأدبية ومنجزاتها.. وتحدث عن الشاعرة لميعة عباس عمارة – الحاضرة – الغائبة في هذه الاحتفالية البهية متطرقاً لرفع الحيف والغبن عنها قائلاً.. حقاً إنها رائدة من رواد الحركة الشعرية في العراق فقد جايلت السياب ونازك الملائكة.. وكانت متدفقة شعراً.. وشاركت في الكثير من المحافل الادبية في الخمسينيات من القرن الماضي.. كما ألقت القاصة نعيمة مجيد كلمة المنتدى مستعرضة فعالياته وأهميته للمرأة الاديبة كونه يسلط الضوء على الاعمال الادبية النسوية الريادية ويهتم بالطاقات الشابة.. كما ويطالب بحقوق الرائدات منهن حيث رفع المنتدى مؤخراً – مذكرة من خلال بوابة الاتحاد يناشد بها الحكومة العراقية مساندة الشاعرة الرائدة نازك الملائكة مادياً ومعنوياً كونها تعاني من المرض والعزلة في غيبوبتها وهي فاقدة الوعي في احدى اماكن القاهرة ترعاها الحكومة المصرية.. لذا طالب المنتدى الحكومة العراقية بالتكفل بعلاجها وعلى نفقتها لان العراق اولى برعاية ابنائه ومبدعيه مهما بعدوا.
وتألق الناقد علوان السلمان من خلال صيده الماهر للشبقات الشعرية حيث كان مهيمناً وهو يقرأ الشعر بطراوته الجنوبية المهذبة مضيئاً اياه بقراءة الشعر المكتوب باللهجة العامية حيث قال.. نظمت الشاعرة الشعر بالعامية وهي في سن مبكرة، تماشياً مع المحيط واول نظمها كان البوذية.
تشوف الناس ظاهري وسمني
اوما تدري الدهر طكني وسمني
على الخدين محبوبي وسمني
وأستذكر السلمان الشاعرة لميعة عباس عمارة العراقية الانيقة الوفية لبغداد التي حملت حقيبة الترحال وحلقت في فضاءات الارض البعيدة بعد ان سطع نجمها في أواخر الاربعينيات وبداية الخمسينيات وما زال متألقاً في سماء الادب.. عبر دواوينها فهي صاحبة (الزاوية الخالية- 59).. ( عودة الربيع -62).. ( عراقية..71) ( ويسمونه الحب 72).. ( لو أنبأني العراف 80) وأخيراً في ديار غربتها كانت مجموعتها الشعرية ( البعد الاخير) ولها ديوان شعبي بالعامية.. اما آخر نتاجها بالعامية.. ( أهازيج مندائية) وأمضى السلمان ارتحاله في محطات الشاعرة.. حيث قال لميعة عباس عمارة كتبت عن الوطن المتعب وشاركت في المظاهرات الصاخبة فيه.. إلا إنها تبقى شاعرة الرقة والجمال والانوثة والغزل.. ولا تخلو قصائدها من لذعة ..فحين منحتها الحكومة اللبنانية وسام الارز تقديراً لمكانتها الادبية لم تتسلم الوسام.. (لان الحرب الاهلية قائمة) فكتبت تقول:
على أي صدر أحط الوسام
ولبنان جرح بقلبي ينام
وختم علوان السلمان مقالته.. يقول:
(سلاماً للأبداع الذي لا ينضب وربطة العنق الحمراء التي لا تمل لانها الاناقة والشباب.. سلاماً (لأم زكي) في ديار الغربة عبر جسور تحدها حروفاً لشاطئك بعد ان دخلت بيوتنا عبر المنهج الدراسي المقرر. عسى ان تعبرين عليها وتعلنين القدوم ويتحقق ما جاء في ديوانك (البعد الاخير).
كما تحدث الباحث والمترجم حسين الجاف عن لقاء الشاعرة مع احد الشعراء اللبنانيين الكبار.. مستلاً بعضا منه.. (حين سألها الشاعر.. أتدخنين؟.. أجابت انا عراقية.. أتسهرين معي .. قالت له .. كلا أنا أحمل الشرق في ارداني) وبهذا الحوار أكدت الشاعرة والانسانة إنها العراقية إبنة الموروث الشعبي التي لا تصهرها قشور الحضارات وإنما هي من صلب حضارة سومر العراق.
كما تحدث عنها الامين العام للاتحاد الشاعر الفريد سمعان ذاكراً سجاياها النبيلة.. وأختفاءها عام 1963م بعد إنقلاب 8 شباط الاسود.. التي نجت منه هاربة وعندما توالت الاعوام وحتى عام 1968 سألت الذين طاردوها ماذا كنتم تريدون من المربية الشاعرة والانسانة لميعة عباس عمارة وتلك صفعة وجهتها للوجوه الخشنة.
وتحدثت ايضاً في هذه الاحتفالية.. الاستاذة هيفاء الهيمص عن منجز الشاعرة لميعة عباس عمارة وحياتها بأسلوب رشيق.
وبعد هذه السياحة الجميلة والجليلة في مراحل حياة الشاعرة لميعة عباس عمارة.. استمرت الاحتفالية بقراءات شعرية استمعنا إليها من نخبة من كواكبنا الشاعرات المتألقات في الساحة الادبية الحالية.. وقد أجدن اختيار ابياتهن الشعرية.. وهن الشاعرة فائدة آل ياسين والشاعرة منى السبع والشاعرة بلقيس العزاوي.. الشاعرة مسرة حميد... الشاعرة علياء المالكي.. الشاعرة سمارة غازي وتطرقت الشاعرة فائدة آل ياسين.. الي التهميش والاقصاء الذي حدث في مهرجان المربد الاخير.. وعدم دعوة ومشاركة الشاعرات فيه مسجلة امتعاضهاً ورفضها له..
وبعدها وزع الامين العام ورئيس الاتحاد الهدايا على المبدعات المشاركات في هذه الاحتفالية.. وتوجه الحاضرون بعد ذلك لأفتتاح معرض تخطيطات للفنان التشكيلي اياد صادق وبجو يسوده المرح والبهجة الطافحة على الوجوه الحاضرة جمعاء.

لميعة عباس عماره على أوتار العامية والفصحى

علوان السلمان

يقول جان كوكتور (الكتابة هي فن التورط)
ولميعة عباس عمارة تقول في مقدمة لها اخترقت مجموعتها (لو أنبأني العراف)
كل شعري قبل لقياك سدى
وهباء كل ما كنت كتبت
اطو أشعاري ودعها جانبا
وادن مني فانا اليوم بدأت
انه صوت النورس الذي عانق فقاعات دجلة في زغبه اذ الولادة في بغداد الكرخ 1929 فالارتحال صوب رائحة الهور وعطر السنابل والحصاد عام 1932.. وهناك نشأت وأكملت دراستها الابتدائية والثانوية.. ثم العودة ثانية الى بغداد أو لإكمال دراستها في دار المعلمين العالية حتى تخرجها فيها عام 1950
بعد ان كانت لقاءات الإبداع والتجديد وظهور مجموعة من الأديبات كان لهن الفضل الأول في أظهار شخصية المرآة بما قدمنه من نتاج فكري وادبي اسهمن فيه فهن نازك الملائكة وعاتكه الخزرجي ولميعة عباس عمارة وفطينة النائب وصبرية الحو وغيرهن من الرائدات الأوائل.. ولميعة عباس عمارة صورة المرآة الرافضة لواقع يقتل الذات النسوية المبدعة بدأت تحس بحريتها وتحركها نتيجة لما أفرزته الحياة فولدت عندها نفس حساسة وروح تواقة الى الأجمل والأسمى.. فالعصر حقق لها وجودها فمنحها حق التعليم والعمل لكنه لم يحررها عاطفياً للتعبير عن مكونات نفسها بل كانت تغلفه بالمعنى القريب. فقد عبرت الشاعرة في بعض قصائدها عن عواطفها مع كثير من التحفظ المطوق بالكبرياء وحب الذات فظلت عواطفها مرتبطة بالبيئة خاضعة لعرفها الاجتماعي..
اهكذا تمضي حياتي سدى
اهكذا تدفن أمالي
اهكذا يقطع ما بيننا
هذا الستار القاتم البالي
فالشاعرة لميعة كانت واعية للازمة التي تحيط بها لذا كانت ثورتها اجتماعية وسياسية تتحرك في اطارها العام فهي انسانة متفاعلة مع واقعها تطمح الى دفع عجلة التطور الى امام لذا فهي عضوة الهيئة الإدارية الاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد 1958- 1963 وهي عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد وعاملة في سلك التعليم كمدرسة لمادة اللغة العربية في الاعدادية المركزية للبنات ومن ثم نائبة الزاوية الخالية ص33
الممثل الدائم للعراق اليونسكو باريس 973- 1975 بعد ان كانت مديرة الثقافة والفنون- الجامعة التكنولوجية- بغداد 974.. بعدها هجرت العراق نتيجة الأوضاع السياسية المريبة واستقرت في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وترأست تحرير مجلة (مندائي)... لأنها تعي ان الفن لا يقف عند حدود التعبير العاطفي والتسلية بل يساهم بشكل فاعل في خلق القيم والذات والواقع بشكل لا يعرف السكون ولا الحدود..
حملت لميعة عباس عمارة حقيبة الارتحال وارتحلت محلقة في فضاءات الأرض البعيدة بعد ان سطع نجمها في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات ومازال معلقاً في سماء الأدب عبر دواوينها ونتاجها الذي لا ينضب.. فهي صاحبة (الزاوية الخالية) 1959 مجموعتها الشعرية الأولى التي جسدت شهرتها كشاعرة عراقية متميزة الأسلوب متفردة الاصالة ثم تلتها عودة الربيع 962 وأغاني عشتا ر 969 فعرقية 971 ويسمونه الحب 972 ولو أنبأني العرف 980 واخيراً في ديار الغربة كانت مجموعتها (البعد الأخير).. ولها ديوان شعبي (بالعامية) وقصته كما ترويها الشاعرة (في بارسي ان الغريب عندما أتحدث عن بغداد يأتي الشعر عامياً.. ولماذا لا اكتب بالفرنسية دون العامية فيتبين لي أني قريبة من الشعب بالعامية لذا كنت أهتم بالشعر العامي..) وقد استمرت لميعة حتى في حياتها الجامعية ومازالت تنظم بالعامية وقد تسربت الكثير من قصائدها الى الإذاعة وغناها عدد من المطربين. ولميعة عباس عماره تمثل نرجسية الأنثى التي تتلذذ برؤية عشاقها فهي شخصية قاطعة.. مرهفة في قطعها مثل حد الموس اذ إحساسها بتفوقها وانجذاب الآخرين أليها جعل ذلك التمرد اعتداداً مفعماً بالانوثه والكبرياء كما يقول (ابن عمتها) الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد...
فالحب عندها لا ينحصر ضمن دائرة ذاتية وإنما يمتدا الى أفق عام لا يعرف الحدود..
يول اشلون الك رگبه ولك طول
ولك هيبة التيسرني ولك طول
اگل الليل المسامر ولك طول
مثل ليل القطب چلچل علي
ولها:-
القصيده أصعب امن امعسر ولادة
أو عند الشاعر أبعزة أولاده
بلعبه أتحصلت رينو ولاده
وأنا المر سيدس انعزت عليه
ولها في الزهيري:-
يسألني وين الصبر.. گتله يصاحب ذهب
او ظل الحزن صاحبي.. عن كل صاحب ذهب
من ألف صاحب دغش.. تحظى بصاحب ذهب
خليه بگلبك تر اهو كل عوض مايله
أو لو مال حملك يعدل بالوفا مايله
الفكر مثل الزرع حلوا الحجي مايله
وقلال أهل الثقافة المثل (صاحب ذهب)
اما آخر نتاجها بالعامية فهو (أهازيج مندائية) منها:-
أمبارك دهفة ديمانه / مبارك دهفة ديمانه
وماري أيبارك المندي / ويحفظ هذي الديانة
مبارك دهفة ديمانه
ولها (الجسر المعلق) الذي كانت مولعة به فكتبت بالعامية والفصحى ففي العامية قولها:- ضلعي أحسه المنكسر موش الجسر
التعميد
دهقة ديمانه= عيد عند الصابئة المندائية (عيد ميلاد النبي يحيى41)
ماري= الله
المندي= بيت العبادة

يا جسر المعلق أويا أحله جسر
يحزام دجلة ايلالي حدره الماي ويوج العصر
يمصافحة صوبين مامل الرصافة الكرخ من وكت الزغر
يا جسر المعلق أويا أحله جسر
اما في الفصحى فلها:-
يا ثقل كرخي نجاذبه
سحر الهدى ووصاله نزر
خلقت جسور الكون موصلة
الا المعلق أمره أمر
ومن قصائدها ان احدهم قرأ كلمة في محفل مملؤة بالا غلاط.. وبعد ان انتهى من كلمته قال:- ربما أخطأت بكلمة واحدة لارتباكي.. فكتبت لميعة هذه القصيدة..
يا حلو يموصه بالفاعل تكسره..
او ترفع المجزوم والمجرور ما تقبل غلط
أغلط بكيفك أتدلك..
عدلت أذني على (لحنك) فقط
يرو حلك فدوه القواعد والنحو..
أو ما گالت الأعراب بسنين القحط
گبل ما عرفك عميت عيوني بالتصحيح
شده او همزه لو متز حلكه شويه النقط
اگصب الطلاب.. غلطه ابصفر لو ممتاز ماعندي وسط
او لو عرفتك من گبل چا محمد بدرسي- ولودجه- صقط
اما فصيح الشاعرة لميعة فيشهد له الشاعر المهحري (ايليا ابو ماضي) اذا كانت الشاعره ترسل قصائد هأله عن طريق والدها المغترب الرسام وصديق (ايليا) هناك.. فهي بدأت كتابته منذ الثانية عشر من عمرها ونشرت لها مجلة السمير اول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها ايليا ابو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الاولى من المجلة اذ قال (ان في العراق مثل هؤلاء الاطفال فعلى اية نهضة شعرية مقبل العراق..)
وها هي تخترق الافاق منذ البداية الاولى حتى منبر دار المعلمين العاليه وانتهاءً بالمرابد الشعرية وديار الغربة.. فعنصر التحدي يكمن في داخلها لذا رفضت العباءة وخلعتها بعد ان عايشتها لسنين حتى المرحلة الجامعية.. انها ثورة ضد المألوف تمثلت في اختراق باب الغزل وكتابه (شهرزاد) ونشرها في مجلة (البيان) النجفية لصاحبها (علي الخافاني) الذي عانى ما عانى بسببها..
لميعة عباس عماره تكتب عن الوطن المتعب وتشارك في المظاهرات الصاغبة فهي جزء من الهم العراقي والفرح العراقي متأبطة الخير دوماً.. فتراها تقول عندما تسأل عن موقعها:
انا لم ابدع شيئاً
ما انا الا صعلوكاً لايتأبط شراً..
من يخشى صعلوكاً لايتأبط شراً..
لكن البروفسور (جاك بيرك) عرفها بنفسها في كتابه الذي صدر في فرنسا عن الشاعرات العربيات فذكرها ونازك الملائكة وفدوى طوقان.. لميعة عباس عماره شاعرة الرقة والجمال والانوثة التي لاتنتهي لاتخلو قصائدها من لذعة.. فحين منحتها الحكومة اللبنانية وسام الارز تقديراً لمكانتها الادبية- لم تتسلم الوسام (لان الحرب الاهلية قائمة)
فكتبت تقول:-
على أي صدر احط الوسام
ولبنان جرح بقلبي ينام
وهي ترفض الريادة والكلام عن ذاتها- فحين اتصلت بها احدى المنظمات لتكريمها لكونها من رائدات الادب.. كتبت قصيدتها التي تعلن فيها عن بيع ريادتها بالمزاد..
من يشتري مني الريادة..؟
من يشتري مني الريادة..؟
من يشتري الخمسين بالعشرين..
لا أبغي الزيادة..
لميعة عباس عمارة قصتها مع شعر الغزل طويلة لا تعرف النهاية.. وقصائدها مازالت تعبر عن شبابها..
لو انبأني العراف..
انك يوماً ستكون حبيبي..
لم اكتب غزلاً في رجل..
فسلاماً للابداع الذي لاينضب.. وربطة العنق الحمراء التي لاتمل لانها الاناقة والشباب.. سلاماً لام زكي في ديار الغربة عبر جسور تمدها حروفاً لشاطئك بعد ان دخلني بيوتنا غير المنهج الدراسي المقرر عسى ان تعبرين عليها وتعلنين القدوم ويتحقق ما جاء في ديوانك (البعد الاخير)

لميعة عباس عمارة ـ المرأة العراقية المبدعة وجحوش التخلف

مثنى حميد مجيد

لميعة عباس عمارة ، رمز يقتدى به للعقل العراقي الأنثوي المبدع ، حين تتاح له
الفرصة ليخرج من دائرة التخلف ليعلن للعالم انه وريث تلك الحضارة المجيدة لوادي
الرافدين وليس ذللك العقل المجمد والتابع الذليل لقوى الكبت التاريخي والنقاء
الزائف المريض للعبودية والتحجر والظلم.لميعة عباس عمارة نجمه متألقة جميلة في
تاريخ الشعر العراقي المعاصر ومن جيل رائد ومبدع وزاخر بالعطاء أطاح بعمود
القرون الوسطى الشعري وأعلن للعالم ان العراق هو بلد الولادة الدائمة للنور
وانه قادر دائمآ على إعادة إختراع الكتابة ثانية وثالة ورابعة.ما أشبه السياب
ونازك والبياتي ولميعة وبلند وكل تلك الأسماء المضيئة في سماء الشعر العراقي
المعاصر ، ما أشبهها بأسماء أبطال الملاحم القديمة كتموز وعشتار وأورورا
وجلجامش ، حقآ انهم جيل حين نقرأ عنهم ، عن زمنهم ، عن حياتهم وشعرهم وحواراتهم
نشعر بإنتمائنا العراقي وأصالتنا القديمة.هم أسطورة معاصرة ، واحدة من الملاحم
السومرية أو البابلية عبرت العصور لتعيد إنتاج نفسها من جديد في عصرنا فما
أجملها من ملحمة لنا وللأجيال القادمة. وما أظلم جحوش التخلف و قوى الكبت
المريضة بالعصاب والظلام وما أقبحها وهي تعرب عن تذمرها من الشعر والفن والحب
والمرأة وتخطط وتعمل لإشاعة القبح والجهل والكفر لكي تحرمنا من رؤية الجمال ،
جمال الحياة والإبداع ، الذي هو منحة من الخالق لا تشعر به النفس المغرورة
المحتقرة لنفسها وتاريخها وجنسها ناهيك عن الجنس الاخر ، جنس النساء الرائعات
المبدعات المتألقات .
لميعة عباس عمارة هى أميرة العراقيين المغتربين أيضآ ، أميرة الغربة والحنين
الى الوطن.في طفولتها ، قاست من
تغرب والدها عن العراق وحين إلتقت به توفي بعد شهرين فترك ذلك ألمآ في قلبها
وطبع الكثير من أشعارها بألم الفراق ورحيل الأحبة والشوق الأبدي إليهم.وهي
اليوم مغتربة في أمريكا تكتب وتحلم بالوطن بروح عراقية شابة متجددة كمشعل سومري
رغم تقدمها في السبعين من العمر .
تحية لك ياإمراة مبدعة
يانجمة لميعة
من سومر القديمة
أميرة أنت بدنيا الشعر والإبداع والتحرر
ستنتهي الغربة يومآ،
ياسيدة التغرب الطويل والحنين
لا بد للطائر أن يعود للفرات
لابد للفرات من طائر
لابد للأعشاش من طيور
لابد للطيور من منائر .

الدخول للتعليق