• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
السبت, 04 أيار 2013

كي لاننسى رموزنا ... ونهمل النخبة الدكتور قيس مغشغش السعدي

  نزار ياسر الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 لقد كانت مسيرة انبثاق التنظيمات الادارية للطائفة صعبة وشائكة ابتدأت في الخمسينات مرورا بالستينات والسبعينات والثمانينات وحتى منتصف التسعينات من القرن الماضي لقد كانت ولادة عسيرة بدأت من تحت الصفر حتى وصلت الى وضع نظام داخلي معترف به من قبل الدولة وتأسيس مجالس الطائفة الثلاث ومؤسسات متفرعة من هذه المجالس ومن هنا كان هذا الاساس الحقيقي لأنطلاقة مسيرة الطائفة الحديثة .

لقد كان خلف هذه المسيرة الصعبة والوعرة جمع من الرجال ضحوا بجهودهم واموالهم كي يؤسسوا اللبنات الاولى متحدين الظروف الاجتماعية والدينية والسياسية وكل ما مر بالعراق من كوارث ومآسي خلال نصف القرن الماضي ومن هؤلاء كان هناك رجال تميزوا عن زملائهم وكانت لهم لمسات لايمكن تجاهلها وكان لوجودهم داخل هذه التشكيلات ثقل مميز ومن هؤلاء الدكتور قيس مغشغش السعدي

لقد عمل الدكتور قيس مع الرواد الاوائل في مجلس التولية والمجلس الروحاني الاعلى وكان هو الاصغر عمرا بينهم لكنه كان العنصر النشط والمحرك لكل الانشطة واللجان التي سعت في سبيل ارساء مسيرة الطائفة لقد كان الدكتور قيس شعلة من النشاط والحركة والافكار المتجددة ويشهد له من عمل معه وكنت انا قد عملت معه في آخر اربع سنوات له في العراق قبل سفره الذي فرض عليه فرضا الى خارج العراق  لاسباب اقتصادية بعد ان تدنت رواتب الموظفين والتهمها التضخم الذي اجتاح الاقتصاد العراقي في تسعينات القرن الماضي نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق .

 كنت قد انضممت الى المجلس الروحاني الاعلى بداية عام 1994بديلا عن الاخ المرحوم حامد نزال السعودي ممثلا للعائلة البريجية في المجلس الروحاني الاعلى لتردي حالته الصحية فصادف اننا تمكنا آنذك من الحصول على موعد لمقابلة  رئيس الجمهورية (صدام حسين) بعد ان انتظرت الطائفة ثلاث سنوات كي تحصل على هذا الموعد لطرح مطالب   الطائفة المختلفة والحصول على موافقته الشخصية عليها .

 بتاريخ 6/6/1994 حصلت المقابلة وكان عدد اعضاء الوفد المندائي 17 عضو وهو عدد العوائل المندائية بالمجلس الروحاني الاعلى  وبرئاسة المرحوم الشيخ عبد الله الشيخ نجم وقد قدم الوفد هدية الى رئيس الجمهورية عبارة عن كتاب كنزا ربا مفتوح من الفضة والذهب بأسم الطائفة وقد استجاب صدام حسين لاغلب مطالبنا وكان من ضمن هذه المطالب هو اصدار قرار رئاسي بتفرغ الدكتور قيس السعدي من عمله كأستاذ جامعي لحاجة الطائفة لخدماته لكونه امين سر المجلس الروحاني الاعلى ولكثرة مسؤولياته آنذك على امل ان يستمر بأستلام راتبه البسيط من الجامعة ويستمر باشغال الدار الحكومية المخصصة له من الجامعة في الزعفرانية وتسير الامور كي يرتاح الدكتور قيس ليتفرغ كليا للعمل في الطائفة .

لكن الامور لم تسير كما تمناها الدكتور قيس فقد احيل على التقاعد وله بالخدمة 23,5 سنة بقرار رئاسي وترتب على ذلك ان يحسب تقاعده وكأنما قد خدم 15 سنة والادهى من ذلك فانهم انذروه بترك الدار بعد اشهر قليلة بسبب احالته على التقاعد عندها امسى الدكتور قيس بدون وظيفة حكومية ولا راتب ولو بسيط والاهم انه اصبح بدون سكن فتلاشى امله بتحسن حالته المادية وحاول ايجاد مورد رزق يسد حاجاته العائلية ويوفر له السكن لكن وبسبب الوضع الاقتصادي السيء بسبب الحصار وبالرغم من ذلك كله استمر الدكتور قيس باداء عمله بالمجلس الروحاني العام ثم في مجلس شؤون الطائفة العام وانكبابه للنشاطات الثقافية المندائية وحاول مد جسور التعاون بين الطائفة وبين منظمة اليونسكو في العراق لكن تسبب له هذا النشاط بمشكلة مع الدوائر الامنية وكادت ان تدخله بمسائلة أمنية خطيرة !!؟ ثم بدأ بأصدار مجلة آفاق مندائية فصدر منها عددين ودفع مسودات العدد الثالث الى المطبعة وفي عام 1977 أأتمنني سره وافضى لي بما ينوي عمله في اليوم التالي وهو انه سيترك العراق الى ليبيا بسبب صعوبة الحياة وتوفير لقمة العيش التي استعصت عليه واصبح بدون سكن ووضع تحت الاعين الامنية بسبب وشاية من رأس كبير في الطائفة بحجة اتصاله بمنظمات عالمية بدون التسلسل الرسمي المعمول به امنيا فسافر في اليوم التالي ولم يخبر سوى المقربين جدا منه وبدأت هجرته ليقضي سنوات في ليبيا ثم هاجر الى النروج وبعدها الى المانيا واستقر فيها .

لقد حرم الدكتور قيس من راتبه التقاعدي لسنوات خدمته التي نقصت سنة ونصف وحرم من شموله بقانون الخدمة الجامعية ولم يحصل منه الا على دنانير بسيطة تساويه مع متقاعدي الحد الادنى لموظفي الدولة !!

بالرغم من وجود الدكتور قيس بالمنفى فانه وبعد ان استقر هناك يعتبر نموذجا رائعا وشعلة وهاجة لخدمة المندائية اذ تراه يعمل بمختلف الاتجاهات وخاصة الثقافية وتمكن من اصدار العديد منها وقد كان ولايزال يفاجئنا بانجازاته الكثيرة . أفيعقل ان قيادة الطائفة لاتنظر اليه وترشحه لاحدى مناصب الدولة العراقية المخصصة للطائفة داخل أو خارج العراق جزاءا لجهوده المتميزة ولكونه شعلة ثقافية ناشطة وهاجة تعكس الوجه الحضاري للطائفة اقول قولي هذا وكلي الم وحسرة على قيس وعلى مئات من الكوادر العلمية والثقافية المندائية المتواجدة خارج العراق والمؤهلين لاشغال مناصب رفيعة في الدولة العراقية .

شكرا لكم والحي يزكي عمل الخيرين

 

الدخول للتعليق