• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الخميس, 13 شباط/فبراير 2014

شموس أنصارية مندائية

  يوسف أبو الفوز
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ايها الملاك برياويس .. اليردنا العظيم للماء الحي

طهرنا أيدينا بالحق، وشفاهنا بالايمان

وتكلمنا بكلمات الضوء

والافكار استطابت بعقيدة النور

(دعاء مندائي)

الشعب المندائي، شعب الرافدين الاول في ارض العراق، مثلما قدم لنا اسماء لامعة في عالم الفكر والثقافة والسياسة، قدم لنا اسماء لامعة في النضال والكفاح من اجل مستقبل مشرق للعراق. واذ نورد في كتاباتنا ونشاطاتنا اسماء بهية مثل العالم الفذ عبد الجبار عبد الله، والمبدعة لميعة عباس عمارة، والباحث عزيز سباهي، والقائمة هنا تطول والاسماء هي مجرد امثلة، فنحن لا يمكن الا ان نتوقف ونورد وبأعتزاز وفخر اسماء المناضلين مثل الشهداء ستار خضير و صبيح سباهي، وحميد شلتاغ، وهنا ايضا القائمة تطول ! فالشعب المندائي ساهم في رسم تاريخ هذا الوطن، عرفت سوح النضال، و ما زالت، اسماء بهية وعبقة، نذرت جهدها وابداعها من اجل قضايا الانسان في السعي نحو الحرية والعدالة الاجتماعية، وفيها عمد ابناء الشعب المندائي بدمائهم طريق المسير نحو عراق ديمقراطي فيدرالي .ولو توفرت ارقام واحصاءات دقيقة عن شهداء الحركة الوطنية من ابناء الطائفة المندائية، لوجدنا انها نسبة عالية قياسا بعدد ابناء الطائفة المندائية ونسبتهم إلى بقية المكونات الاثنية والطوائف العراقية.

ان الحديث عن المناضلين والشهداء من ابناء الشعب المندائي اراه شخصيا يحتاج الى جهد توثيقي واعلامي مؤسساتي، وان لا يكون اسير مبادرات فردية او نشاطات موسمية لهذه الجمعية او ذاك الكاتب، وذلك لابرازهذا التاريخ المجيد وتقديمه بكل فخر ليطلع عليه كل ابناء الشعب العراقي. فالشهداء المندائيون هم شهداء الشعب والوطن، وليعلم البعض ممن يحاول غمط حق الآخرين في العيش والعمل تحت سماء هذا الوطن المعطاء، بأن هذا الوطن له تاريخه الناصع، الذي لا يغفل الصفحات المشرقة للشهداء المندائيين، وليكون هذا التاريخ المكتوب والموثق سلاحا في التصدي لكل من يحاول عامدا أن يطمس ويتنكر لحقوق الصابئة المندائيين وليقصيهم بشكل ما عن تاريخ وحضارة وتراث العراق. فهم كانوا وما زالوا ومن الاف السنين، أبناءه الأصليين،الذين يحملون راية النقاء والنور والمحبة والتسامح والسلام.

ان الحديث عن الشهداء فيه مشقة وفيه حزن، اذ ان فيه جروحا تنكأ، فعذرا عن ذلك، ولكني هنا، سأختار شهداء من الاسماء التي عرفتها وعاشرتها عن قرب، وتركت بصماتها فى روحي. سأتوقف عندها كأمثلة لعطاءات الشعب المندائي، واورد شيئا عنها بحكم معرفتي الشخصية، فهم من اصدقائي ورفاقي في النضال.

بعد مغادرة الوطن اضطرارا جمعتنا سماء المنفى الاول، وساحات النضال المسلح في كوردستان الابية، وكان رحيلهم مؤثرا لكل من عرفهم ...

 

الشهيدة عميدة عذبي حالوب الخميسي (أحلام)

الشهيدة، عميدة عذبي حالوب الخميسي (احلام). مواليد سوق الشيوخ 1954، تربت في عائلة معروفة، وعاشت في منطقة الكرخ ببغداد في منطقة شعبية. كانت محل احترام معارفها، وعرفت بنشاطها الطلابي والنسوي حين كانت طالبة في كلية الزراعة جامعة بغداد. واضطرت لقطع دراستها ومغادرة العراق مع اشتداد الحملة الإرهابية 1978، والموجهة ضد القوى اليسارية والديمقراطية، فتوجهت الى بلغاريا، ومن هناك الى اليمن الديمقراطية (الجنوبية)، وبعدها الى كردستان حيث التحقت بفصائل الانصارللمشاركة في الكفاح المسلح ضد النظام الديكتاتوري البغيض.

من العراق احمل للشهيدة احلام ذكريات طيبة خلال لقاءاتنا في نشاطات طلابية، وبقي اسمها منذ ذلك الحين محفورا في ذاكرتي كأمراة متزنة ولبقة في الحديث وتذود بجرأة عن مبادئها وتفخر باصولها المندائية. وفي اليمن تعمقت معرفتي بها اكثر . كان زوجها صديقي ثم زميلي في دورة دراسية خاصة ضمن استعدادنا قبل الالتحاق بفصائل الانصار، وكنا نسكن غرفة واحدة. فساهمت علاقتي مع زوج الشهيدة احلام بتعميق تعارفي اكثر مع الشهيدة التي تركت في روحي لمسات شفافة كأخت حنون .

تركنا عدن في نفس الايام من ربيع 1982، وفي الاوراق اليمنية التي حملناها، وفي لحظة عزيزة، سميناها لحظة عبث، ملأنا الاستمارات بمعلومات جعلتنا اقرباء، ابن وابنة خالة . وفي دمشق، في طريقنا الى كردستان، ساعدتنا هذه "القرابة " في تجاوز اشكالات بيروقراطية امام الاجهزة الامنية المعنية، وفي نفس الايام توجهنا الى كردستان، وكان التحاقنا بفصائل الانصار في يوم واحد وذلك في مطلع شهر ايار 1982 . استشهدت احلام في الاول من ايار 1983 في احداث جريمة بشت اشان الغادرة .

 

النصير الشهيد سلام عبد الرزاق الحيدر (أبو تانيا)

الدكتور الشهيد ابو تانيا رحل وفقدناه في 22 كانون الثاني في 2004 في المنفى. واقول هنا الشهيد لاكثر من سبب، ومن ذلك ان الانصارالشيوعيين، من يرحل لهم من الرفاق الانصار في المنفى وتقديرا لتضحياته ونضاله وتاريخه ولما قدمه لشعبه وقضية الوطن، يسمونه ويعتبرونه شهيدا .

والشهيد ابو تانيا التقيته تحت سماء اليمن الديمقراطي عام 1980، في صحرائها، على اعتاب صحراء الربع الخالي، في منطقة "شبوة"، هناك حيث كان اهل البلاد يرفضون التطوع والعمل. ولكن مناضلين اشداء، من ابناء العراق، مثل الدكتور ابو تانيا، تحملوا كل قساوة الطبيعة، وظروف الحياة الصعبة، حيث شحة المياه، والحرارة الشديدة وانعدام مظاهر المدنية واحيانا المخاطر الامنية، وعملوا بكل نكران ذات لخدمة المجتمع اليمني الذي فتح لنا ذراعيه بعد ان اوجعنا النظام العفلقي الديكتاتوري في حملته الارهابية عام 1978.

على مشارف الربع الخالي، كان ابو تانيا يبذل قصارى جهده، مع رفاقه، لخدمة تجربة اليمن الديمقراطي. وعرفه رفاقه بصبره وحنيته المتميزة ورعايته الطيبة لمن يصغره او يكبره من الرفاق. فمن خلال مسؤلياته الادارية ومتابعته لشؤونهم الصحية كانوا يلمسون فيه روح التواضع وصفات الانسان المحب للاخرين. لا اذكر ان ابو تانيا في تلك الفترة تخاصم يوما مع احد وعلا صوته بشكل ما، رغم تلك الظروف الصعبة التي تجعل الانسان يفقد توازنه احيانا. افترقنا وقد ترك ابو تانيا في قلوب رفاقه اثرا طيبا، والتقينا ثانية في كردستان، وكان مكان عمله في واحدة من اهم القواعد الانصارية، الا وهي موقع فصيل الاعلام المركزي. والتقيته بالذات في موقع يسمى "دراو "، الذي كان مقرا لاستقبال وتسفير الانصارالمرضى والمجازين ومن لديهم مراجعات الى قيادة منظمة الانصار حول امور مختلفة. وكان على الرفاق في فصيل مقر "دراو" التعامل بروح سمحة وديمقراطية وصبر عال مع مختلف الامزجه.

في شهر تموز 1985، كنت عائدا من رحلة علاج الى ايران حيث اجريت عملية جراحية لساقي، وقد جعلتني فترة بقائي في المنطقة وفي الموقع حتى التحاقي بوحدتي الانصارية، اتابع وعن قرب جهود ونشاط العزيز ابو تانيا في رعاية المرضى وتخفيف حالات التوتر واحتوائها عند من لم يحصل على جواب ايجابي في الموافقة على رحلة علاج او اجازة . وكان يعمل بصمت وروح تواضع مثيرتين وتستحقان الاشادة. ومن يطلع على مذكراته المنشورة على مواقع الانترنيت سيلمس أي روح رقيقة وشفافة، واي محبة كان يحمل هذا الانسان لرفاقه واصدقائه، ففي اوراقه تحدث باسهاب عن الجميع ولم يتحدث عن نفسه الا القليل . وفي الشهور الاخيرة، التي سبقت رحيله المحزن، كان مقررا ان ازوره في محل اقامته في المانيا لنلتقي، وكنت اطمح لتسجيل شيئ من ذكرياته عن اسماء معينة عرفناها وعايشناها معا.. ولكن الموت الغادر سبقني..

 

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية