• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
السبت, 23 شباط/فبراير 2013

نافع عبد الرزاق صكر الحيدر القبطان الذي غيبوه عن السفينة قسرا

  فائزعبد الرزاق صكرالحيد
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

أنه لأمر محير ومحرج ، حين يكتب المرء عن شهيد معين . وبذلك يجحف حق الشهداء الأخرين في الذكر . فكل شهداء الحركة الوطنية ، سطروا بدمائهم مسيرة بطولية ومشرقة لشعبنا ، سواء أستشهدوا في غياهب السجون أو في المعارك أو في الغربة . وكل شهيد وشهيدة مفخرة لأهله ورفاقه وذويه . أن لدي مشاعر كبيرة تدفعني للكتابة عن أحد شهداء الوطن وهو أخي المناضل نافع عبد الرزاق صكر الحيدر حيث تمر في أواسط شهر مايس / آيار من هذا العام / 2005 الذكرى الخامسة والعشرون لأعتقاله وضياع أخباره
ولد الشهيد نافع عام / 1949 في مدينة الفلوجة / محافظة الأنبار من عائلة مندائية مناضلة قدمت للوطن العديد من الشهداء ، ذكي لدرجة كبيرة ، هادئ الطباع ، محبوب لكل من عرفه وعاشره ، صبورا" ، شديد الدفأ والود لرفاقه ولأصدقاءه ولعائلته . يتميز بالنشاط والحيوية والسمعة الطيبة ، والعلاقات الواسعة وخاصة مع المندائيين في أي مكان ألتقى بهم . رجلا" نبيلا" كريم النفس مخلصا" وفيا" واضعا" مصلحة الحزب والشعب في المقدمة .

أكمل دراسته الأبتدائية والثانوية والجامعية في بغداد ، حيث تخرج من جامعة بغداد / كلية التربية / قسم الجغرافية عام / 1970 وبتفوق كبير . حيث كان من الأوائل على فرعه .
وفي ظروف سياسية غاية في التعقيد مر بها الوطن أكمل الخدمة العسكرية وعين مدرسا" للجغرافية في محافظة ذي قار / قضاء سوق الشيوخ ولسنوات عديدة وخلال عمله هناك كسب حب وتقدير زملاءه وتلامذته في هذه المدينة الفقيرة ،وتوطت علاقاته الحميمة مع أخوته من أبناء الطائفة المندائية في المدينة ، ونظرا" لتفوق تلامذته في الأمتحانات العامة نقلت خدماته الى بغداد ليواصل التدريس في متوسطة الثورة للبنين في مدينة الثورة في بغداد حيث واصل من جديد العمل بتفاني على رفع مستوى الطلبة الدراسي وخلق نوع من الصداقة والمحبة بينه وبين تلاميذه ، حيث كان بالنسبة لهم بمثابة الصديق والأخ والمربي الكبير .

أنخرط الشهيد نافع في العمل بصفوف أتحاد الطلبة العام وهو في المرحلة الثانوية في ثانوية النضال في بغداد ، وكانت هي البداية لمواصلة العمل والنضال في الحركة الوطنية العراقية وصفوف الحزب الشيوعي العراقي خاصة وتبوء عدة مراكز حزبية وممثل للحزب في لجنة الجبهة الوطنية في محافظة ذي قار ومهام عدة كان آخرها عضو المكتب الصحفي للحزب ، أضافة الى مهام عديدة أخرى ، وبالرغم من الظروف الصعبة التي كان يمر بها أثناء الهجمة الفاشية لتصفية الحزب الشيوعي العراقي كان المرح يطغي على سلوكه كتوما" لدرجة كبيرة لأسراره وحياته الحزبية ، رفض بشكل قاطع مغادرة الوطن ولو بشكل مؤقت أسوة بالأخرين لأنه كان يعتبر أن الوطن هو موقع النضال الحقيقي وليس الخارج .
كان الوحيد الذي يهتم بأمورالعائلة خاصة بعد مغادرتنا الوطن وتحمل رعاية الوالد المريض وهموم العائلة إلا إنه لم ينسى مراسلتنا وهو يمر في ظروف قاسية . وقبل شهرين من أعتقاله وفي 8 / آذار / 1980 بعث لي برسالة وأنا في جمهورية اليمن الديمقراطية / عدن يذكر لنا ما يعانيه بشكل غير مباشر ... ( نأسف لتأخير رسائلنا عليكم وذلك لتعبي الشديد وأنت تعرف نوبات الربو التي تلازمني لا تترك لي مجال حتى في الكتابة وأخذت أموري بالتحسن ولكن تحذيرات الأطباء تلزمني بأخذ الراحة والأستقرار ومع ذلك سأبقى كما تعرفني أمينا" للمثل العليا التي تربينا عليها ) .

في بداية آيار / 1980 وعند أشتداد حملة القمع والأرهاب ضد الحزب الشيوعي العراقي كان لديه أحساس انه سيقع في قبضة القتلة ، لذلك زار معظم الأقارب في بيوتهم ، يسمعهم ، يدردش معهم وكأنه على علم بأنه يودعم الوداع الأخير ، وهذا ما حدث .
ففي ذلك الصباح المشؤوم ودع والدته المسنة وزوجته ... خلع ساعته وخاتم زواجه مؤكدا" للجميع بأنه أذا لم يعد في نهاية الدوام الرسمي فهذا يعني أنه وقع في قبضة القتلة ولكن يجب أن تعرفوا أني سأبقى أمينا" للمثل العليا التي آمنت بها لا تحزنوا ولا تبكوا فلست من يتقبل البكاء وأوصيكم بمواصلة المسيرة فالمستقبل لنا .

غادر البيت وسط أحتجاج ودموع الأهل جميعا" ، وكان فعلا" الوداع الأخير ... فقد جاءت الى المدرسة سيارة فولكس واكن بيضاء وهذا ما أوضحه مدير المدرسة وأصطحبه روادها من المخابرات العراقية الى جهة مجهولة حيث ضاعت أخباره منذ ذلك الحين . وفي هذه الأيام العصيبة التي تمر بها العائلة زارهم الشهيد المناضل حميد شلتاغ وزوجته الشهيدة بدرية داخل لأبداء تضامنهم مع العائلة وأوصاهم بضرورة أخذ الأحتياطات اللازمة لتجنب أعتقال آخرين من العائلة . مرت الشهور والعائلة تحاول تتبع أخباره من مصادر عديدة دون جدوى وكالعادة ينكرالجميع علمهم بأعتقاله .
ولم يكتف القتلة بذلك بل أستمروا يترددون على العائلة بين فترة وأخرى يستفسرون عنه وينكرون أعتقاله ولكن الوالدة المسكينة وقد أنطفأ نور عينيها حزنا" وتجاوزت الثمانين من عمرها كانت تقف لهم بالمرصاد في كل مرة وتحملهم مسوؤلية أعتقاله وضياع أخباره وأنهم سيدفعون الثمن يومأ وأن هناك آلاف مثل أبنها نافع ، وهي تضع الحقائق أمامهم وتطالبهم بشهادة الوفاة أن تم أعدامه .

عندها أبتسم القتلة وأطمئنوا للأمر وأدركوا فعلا" أنه في قبضة أحدى أجهزتهم وبعد عدة أشهر عاد المجرمون كعادتهم ولكن معهم هذه المرة شهادة الوفاة الصادرة من مستشفى الرشيد العسكري والرقمة 91241 والمؤرخة في 26 / 5 / 1984 وطلبوا من الأهل مراجعة دائرة أمن المنطقة لأستلامها والتي تنص على أنه أعدم شنقا" حتى الموت . هذه الشهادة التي ستكون شاهدا" ومستمسكا" رسميا" على جريمتهم أمام القضاء في المحاكمات المقبلة . ولا زال البحث جار عن رفاته في المقابر الجماعية دون جدوى .

بعد سقوط نظامهم المقبور ومن بين الوثائق التي حصل الحزب الشيوعي العراقي وثيقة صادرة من مديرية أمن مدينة صدام ، سري للغاية وشخصي ، م / عوائل الشيوعيين المعدومين ، لاحقا" لكتابنا 63 في 10 / 10 / 1988 ولكتابنا 286 في 15 / 2 / 1988 ومرفق قوائم المعدومين والتأكيد في 605 في 23 / 3 / 1988 والتي تؤكد أعدام 91 شيوعييا" كان أسم الشهيد نافع عبد الرزاق صكر الحيدرمن بينهم .

رثـاء

سلام عليك أيها الأخ الحبيب وصديق الطفولة العزيز
لا أريد أن أرثيك فانت باق في القلوب الطيبة حسرة ، ولا أريد أن أبكيك فالرجال لا تبكي فرسانها ، وعيوني لا تعرف الدموع ، ولا أريد أن أكتب سيرة حياتك فأنك الأولى بكتابتها بكفاحك ونضالك .
أتذكر طفولتنا وكيف كنت تضع الزوارق الورقية في برك مياه الأمطار في شوارعنا الترابية وأنت تصرخ نحو الشمس سيري يا سفينتي وعندما نسألك لماذا الى الشمس فتجيبنا أنها المستقبل الزاهر ، الحياة السعيدة ، سيكون لقائنا هناك ، وعندها عرفك الجميع بأنك القبطان الذي يهوى السفر والبحر بأتجاه الشمس ... وبأنظمامك للحركة الوطنية حققت رغبتك في أكتشاف الطريق التي تبحر فيه نحو غدك المشرق ، شروق الشمس .

لقد كنا معا" با أخي الحبيب نشكو همومنا ومعاناتنا وطموحاتنا ... نجاحاتنا وأخفاقاتنا .... ونسينا الطفولة والشباب والطموحات الجميلة ، ولكونك مرهف الحس فقد كنت تعاني الكثير ورسمت الحياة على وجهك الباسم معاناة شعبنا الطيب وهموم مستقبلنا المجهول .
وفي وقت عصيب مر به الوطن ، ترجل فرسان عن صهواتهم ، وغاب آخرون في الزحمة ونقل آخرون ساحة المعركة وبقيت أنت تصول وترفض مغادرة الوطن . وقد ظننت إن أعدائك نسوك لكنهم كانوا ينصبون لك ولرفاقك في الدرب فخا" حيث نسيت أن شيمة الجبناء الغدر ، رغم أنك كنت تتوقع غدرهم بحس الفارس المقاتل وزيارتك لمحبيك وتوديع أهلك قبل موعدك المشؤوم كان دليلا" على ذلك وكأنك تريد أن تودع الجميع الوداع الأخير ... آخ لو كنا نعلم بما يخفي القدر لمنعك الجميع من الذهاب لموعدك هذا ....

وعلى مدى أكثر من عشرين عاما" وأنا أرنوا الى الأفق البعيد لعلني أرى سفينتك قادمة ، وأسأل موج البحر عن أخبارك ، لقد حال بيني وبينك تلاطم الموج وفرقتنا عواصف الوطن
كنت أبحث عنك في وجوه الأحبة من الأهل والأصدقاء ، كنت أبحث عنك في آلامنا وأحلامنا لقد ملكت كل الذكريات ، منذ رحيلك عنا ونحن بحزن عميق وآلامنا وجراحنا كبيرة ، أنتظرناك في محطات غربتنا وضياعنا كثيرا" ، أنتظرنا سفينتك المحملة بقصص أبطالنا في السجون والمعتقلات وبدون جدوى ، رحلنا عن الوطن وفي أذهاننا محفورة كل الأسماء من أبناء وطننا المغيبين في السجون مع أحلى ذكريات الطفولة والشباب .
كنا نعرف أنك في خطر كبير ، وأنك ستغيب ، وستغيب الى الأبد ، وقد يكون لقاءنا مستحيلا" لكننا كنا نحلم بألم وحسرة ، بحزن ودموع في ظل كابوس رهيب ، أنه لابد للشمس أن تشرق في سماء وطننا ولابد للغيوم السوداء أن تنقشع ، ودار الزمن على القتلة الجبناء ، لقد حدث أن غيمة ذهبت وحلت أخرى ، لم تشرق شمسنا بعد . وجاءت أخباركم الفاجعة ، لقد سمت أرواحكم الى السماء ، وكنتم من ضحايا طغمة البعث الجبانة وأن دمائكم الزكية قد سقت تربة الوطن ، لقد نال منكم الجبناء ، وترجلتم عن أحباء لكم ، لكنهم لم يبلغوا المنى ، لقد سقطوا الى مزبلة التأريخ وستبقى أرواحكم الطاهرة التي تسبح في السماء نجوما" لتضئ دروب الحرية والنظال في ليالي خريف وطننا العزيز وستكون الشبح الذي يقضي مضاجع القتلة .
لقد رحلت فارسا" عنيدا" ، قاتلت حتى الشهادة ولم تبايع أو تساوم على المبادئ ، قاتلت وسلاحك المبادئ التي آمنت بها ، ولم تكن المنازلة شريف لان أعدائك بعيدين تماما" عن الفكر ولأنهم جبناء فشيمتهم الغدر.

أخي وصديق طفولتي

Nafia-Al-Hayderلقد غيبوك لكنك في قلوبنا حاضر ، وحي باق في قلوب الطيبين ، لقد بكيناك بحسرة ولوعة وبصمت رهيب . وبكتك أمك حتى أنطفأ نور عينيها ، وأحبك الجميع من الأهل والمعارف والناس الطيبين ومنهم تلاميذك حيث كنت لهم القدوة والأستاذ والمربي الفاضل ترسم بيدك النظيفة الغد المشرق نحو وطن حر وشعب سعيد.
هل أحلم أذا قلت ، أريد أن أحضن جسدك الطاهر ، أريد أن أتعطر بقطرة من دمك الندي ، أريد أن أشم قطعة من ثيابك ، أريد دمك حناء لكل عروسة مندائية عراقية ، وهل كثير على بطل مثلك أن يلف جسده الطاهر بالعلم العراقي ، وأواريك الثرا ، أريد أن أشعل شمعة ، وأضع زهرة حمراء على تراب قبرك المعطر ، على شبابك الذي ذوا ، ولأجل روحك الطاهرة الطيبة ، هل كثير عليّ أن أذرف عليك الدموع يا عطر الطفولة ، يا عزيزي لا تكفينا الدموع ولا الألام والحسرة ، أن الذي يرضيك هو أن نواصل المسيرة مع روحك الطاهرة .


لقد أعدموك أيها القبطان لكن سفينتك ما زالت مسرعة بأتجاه الشمس الى حيث السلام والأمان أنت ربانها خالدا" فيها وستكون روحك الطاهرة الضياء الذي نهتدي به نحو حياة أفضل وأجمل . لقد أرتفعت نجمة خالدة تضئ درب الطيبين ونزلت وساما" على صدر أحبائك ومريديك .

نم قرير العين يا أبا قتيبة جنب أخيك سلام وجوار أولاد عمك ستار خضير وهيثم ناصر وسمير جبار وجميع رفاقك الأبطال فالسفينة تسير حيث أنت تريد ونحن على ثقة بأن دمك ودم رفاقك جميعا" لن يذهب هدرا".
والغد لنا والخلود لك يا عطر الطفولة

 

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية