• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الجمعة, 03 أيار 2013

الشهيدة اكرام عواد سعدون

  د. سعدي السعدي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

لقد عانت عائلة الشهيدة، والدها ووالدتها وجدتها واخوانها واخواتها، الكثير من اجهزة السلطة الفاشية الصدامية .. كان السفر ممنوعاً، لذلك لا يمكن التفكير بالسفر .. واساليب اجهزة الأمن والاستخبارات في تقفي اثر الافراد حال دون تبديلهم لمنزلهم .. ولكن حالما سنحت لهم الفرصة المناسبة حتى باعوا بيتهم ليستأجروا بيتاً آخراً في مكان آخر من بغداد .. فانكشف امرهم مجدداً وبدأت الملاحقات .. وحاولوا شراء بيت يعوضهم عن البيت الذي باعوه لكن المبلغ المتبقي لديهم اصبح لا يساوي شيئاً فقد هبطت قيمة الدينار العراقي كثيراً .. لكن بمساعدة ابنائهم المهاجرين تمكنوا اخيراً من شراء بيت في مكان آخر من بغداد .. لكن المطاردات استمرت .. واستدعاء الأب كان متواصلاً وهو الرجل الكهل المريض .. الأخوة كان مصيرهم الجبهة والخطوط الأمامية حيث انقذوا من الموت باعجوبة في مرات كثيرة.

ما السبب ؟؟
إن لدى العائلة أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي .. اغتالوا اكرام بعد ان عذبوها أشد العذاب .. وانكروا اغتيالهم لها سنوات .. وطاردوا البنت الأخرى التي استطاعت الهرب خارج العراق وحاصروا الابن الأكبر لكنهم لم يفلحوا في اصطياده فهرب خارج العراق هو الآخر.

Ikram Saadounهربنا خارج العراق وانتهى بنا المطاف في الجزائر .. عام 1979 .. أوصلنا خبر وصولنا الى الجزائر للوالد فتدبر موضوع سفره الينا، كان ذلك في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1979 .. وكان برفقة شقيقتي الشهيدة اكرام ..
كانت اكرام في ذلك الوقت تعمل في مصفى الدورة فهي متخصصة هندسياً في مجال النفط ..
اعرف جيداً أن لاكرام علاقة بالحزب الشيوعي العراقي وبدأت علاقتها بالحزب قبل ان تتخرج من الثانوية، حيث كانت عضوة في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية وعضوة في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي وقد ترشحت الى الحزب الشيوعي العراقي قبل ان تمر بمرحلة صداقة الحزب لحصولها على الكثير من المزكين بسبب امتلاكها الكثير من الخصال الرائعة ولها الكثير من العلاقات الطيبة مع الآخرين ..
وتدرجت اكرام في العمل الحزبي .. وبعد التخرج من الجامعة تعينت في مطار بغداد الدولي في مجال الرصد الجوي ولكن سرعان ما بدلت عملها لتعمل في الديوانية على خط النفط الاستراتيجي .. والى هناك انتقل عملها الحزبي .. وبعدما تركتُ العراق في نهاية العام 1978، انتقلت اكرام من الديوانية الى مصفى الدورة في بغداد .. في هذه الفترة لم استطع التعرف على موقع اكرام في العمل الحزبي بسبب السرية التامة وبسبب انها اصبحت في تنظيم آخر لا علاقة لي به ..

قد يكون لسفر اكرام الى الجزائر حكمة، حيث انه كان اللقاء الأخير لي بها قبل اغتيالها .. نعرف جميعاً، انا والوالد وهي، خطورة موقعها وخطورة الوضع وتهاوي المنظمات الحزبية الواحدة تلو الأخرى .. تحدثنا معها لربما في سفرها الى الجزائر صالح انها اصبحت في مأمن الآن .. أوعدناها بتوفير عمل لها في الجزائر .. أوعدناها بامور كثيرة منها حزبية لتطمين وضعها ولحثها على البقاء في الجزائر لكنها اصرت على العودة الى العراق رغم علمها بخطورة الوضع .. كانت تقول دائماً، انها لم تخبر الحزب بامكانية بقاءها وان منظمتها الحزبية تحتاج اليها .. لكنه حدث امر افرحنا في انها يمكن تغيير موقفها وتعدل عن السفر، حيث جاء لسمعنا اشاعات تقول ان من يعود الى العراق من المسافرين عليه ان يوقع استمارة انتماء الى حزب السلطة العفلقي او التوقيع كونه مستقلاً .. هنا قررت البقاء بشرط التأكد من صحة الخبر .. وحدث أن احد الرفاق غادر أهله تواً وأخبروه أن كل شئ على مايرام ولا وجود لمثل تلك الاشاعات .. فغيرت رأيها مجدداً وسافرت الى العراق .. وفي يوم الخميس المصادف 14 آب 1980 تم القاء القبض عيها ..

كانت العائلة مستعدة للسفر الى البصرة وكان من المنتظر ان تكون اكرام معهم .. لكنها وفي اللحظات الأخيرة استلمت اشارة بموعد حزبي في نفس فترة السفر .. فاعتذرت عن مرافقتهم، لكن الأب والأم لهم حاستهم السادسة فاحسوا بالخطر .. اصروا على اصطحابها معهم .. لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل .. تركوها في البيت بوعد منها ان لا تغادره .. تركوها مع جدتها التي كانت عاجزة عن السيطرة عليها بسبب كبر سنها وعدم قدرتها على الحركة الحرة .. سافر الأهل .. وخرجت اكرام في الموعد المحدد لتلاقي مصيرها ..

بعد عدة سنوات وفي عام 1986 ابلغ رجال الأمن ذويها بأنهم اعدموا اكرام، وانه ممنوع عليهم اقامة مراسيم العزاء .. اعدمت بعد ان ذاقت اقسى انواع التعذيب .. وصمدت صمود الأبطال على حد تعبير احد سجانها وهو يلتقي والدها حين ذهب للحصول على جثمانها او على وثيقة اعدامها، لكنه عاد بخفي حنين، لا وجود لأي أثر لها كما انه لم يحصل منهم على شهادة وفاة ..
في عام 1992 وصلتُ الى السويد وبعد استقراري فيها جلبتُ جميع افراد عائلتي لكي احميهم من بطش السلطة .

بعد 26 عاماً في المنفى الاجباري سافرت الى العراق بعد سقوط الصنم .. وكان ذلك في آذار عام 2004 .. وانشغلت كثيراً في اصدار شهادة وفاة لها .. لكني اصطدمت بالروتين القاتل والفساد الاداري الذي استشرى اكثر من السابق واتسعت دائرة المرتشين وذهبت الأيام العشرون التي قضيتها في بغداد دون أن أحصل على شئ.

الشهيدة اكرام شابة رائعة، شفافة متزنة طيبة هادئة الى حد الافراط، على خلق رفيق تحظى باحترام الجميع لأنها وبكل بساطة تبادل الجميع الاحترام .. قليلة الكلام .. ذات علاقات واسعة .. حريصة جداً على كل شئ .. لها دائرة معارف كثيرة وعلى مستوى علمي طيب ..
لي معها مواقف كثيرة تتعلق بعلاقتي معها كشقيق وكذلك علاقتي معها كرفيق .. من المفارقات التي كنا دائماً نذكرها سوية ونذكرها الى الآخرين .. في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار من عام 1976 كانت هيئتي الحزبية تحتفل بطريقتها الخاصة في بيت احد الرفاق متظاهرين أنه حفل خطوبة، وهو فعلاً كذلك حيث تمت في ذلك اليوم خطوبة احد الرفاق على رفيقة كانت تعمل في صحافة الحزب .. وكان الرفيق مصاب بالسرطان .. لكن هذه الرفيقة الرائعة لن تتنازل عن حبها له، فقررت ان تتزوج منه وتعيش معه بقيت ايامه، رغم تحذير بقية الرفاق واطبائه الذين كانوا ايضاً من الرفاق واصدقاء الحزب .. وبما اننا لدينا علاقة صداقة مع الطرفين طلبت ان ادعوا اكرام الى الاحتفال .. ولكون الاحتفال هو احتفال خطوبة كذلك فقد كان لزاماً علينا ان نلبس احسن ما عندنا .. وفعلاً، ركبنا سيارتي باتجاه الاحتفال .. كان آذار وشتاء ذلك العام مليئاً بالامطار .. وكانت شوارع حي العامل غير مبلطة والاوحال تملأ شوارعها .. وفي غفلة مناّ ونحن على وشك الوصول غاصت العجلات في الأوحال، فتوقف محرك السيارة .. تركنا السيارة ومشينا في الأوحال ونحن نرتدي اجمل ما عندنا من ملابس الى ان وصلنا الى الدار المقصودة .. لكنه بقدر ما كنا مهمومين من الحادث بقدر ما اصبحنا سعداء بهذا الجمع الجميل والاحتفال الرائع والعناية الخاصة باكرام كونها ضيفاً علينا.

اكرام من مواليد الناصرية في 1/7/1954 .. لكنها درست في بغداد، فتخرجت من ثانوية الوثبة عام 1971 وقبلت في كلية العلوم فرع فيزياء/رياضيات وتخرجت منه عام 1976 .. تعينت أولاً في مطار بغداد الدولي في الارصاد الجوي ثم نقلت الى الديوانية على الخط الاستراتيجي للعمل مع الخبراء السوفيت الذين ادخلوها في دورة هندسية في هذا المجال .. واستمرت بالعمل هناك لغاية عام 1979 حيث انتقلت الى بغداد لتعمل في مصفى الدورة ولحين القاء القبض عليها.
المجد للشهيدة اكرام
والمجد لكل شهداء الحركة الوطنية العراقية
ومصير الفاشست القتلة دائماً مزبلة التاريخ

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية