• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الخميس, 23 أيار 2013

إبتسامة الشهيد نافع عبد الرزاق الحيدر

  راجح الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

مرت ثمانية وأربعون ساعة وأنا أعاني من صراع أفكاري ، ولم أتمكن أن أحسم قراري قبل أن رأيته بالحلم .. هل أنا سعيد أم حزين ؟ هل أنا سعيد بصدور قرار الشعب بالحكم على المجرم صدام بالأعدام ، والذي نال جزاءه على ما أقترفت يداه من جرائم وأبادة للشعب العراقي .. الحقيقة إنني لم أكن سعيدآ بل لفني الحزن والأسى حينما تذكرت ضحايا هذا المجرم المحترف ونظامه الفاشي من أهلنا وأحبائنا وأصدقائنا وكل شهدائنا الابرار ، ولم أكن حزينا" لأجله ، بل حزينا" على ذكرياتي مع الأحباب الذين فقدناهم بسبب هذا المجرم ، ثم هي عادتي أن أكون حزينآ عندما أتذكر الموتى والراحلين من أهلي صباح أول أيام كل عيد ، فهناك في ثرى الوطن العزيز ترقد أجساد الأحبة الأعزاء ...أمي وأبي وشقيقتي والشهيد ستار خضير والشهيد بهاء عبد الجبار وأعمامي وأخوالي والأقرباء ، ومما يزيد في حزني تعذر زيارة قبورهم بالعيد ، حيث أعتدت أن أضع ورود حمراء على قبورهم في هذه المناسبات .

وتذكرت أن هناك أحبة أعزاء من الأهل ورفاق الطفولة ضاعت أجسادهم وروت دمائهم الزكية تراب بلادنا العزيزة بلا رمز أو علم على خارطة الوطن ، لذلك فكرت أنه أذا أنصفنا الدهر ورجعنا الى بلادنا يومآ علينا ان نزرع كل شبر من تراب الوطن بالورود الحمراء فقد يكون تحت كل وردة جسد حبيب أو رفيق أو صديق شهيد ، كم أنا حزين ؟ الشهداء كثيرون والذكريات حزينة وآلامنا كثيرة ، هل عملنا لأجل شهدائنا وهل حفظنا لهم العهد ؟ هل أنتقمنا لهم ؟ هل أخذ الشعب ثأره من المجرمين القتلة ؟ هل استراحت أرواح الشهداء بعد سقوط صدام ؟ هل وصلنا الى ما نريد في وطننا السعيد ؟ هل يرضى علينا شهدائنا الخالدين ... ستار خضير ، نافع عبد الرزاق ، سلام عبد الرزاق ، هيثم ناصر ، بهاء عبد الجبار ، سمير جبار حامي ، ورحيم كوكو ، وكل شهدائنا المندائيين وشهداء الشعب العراقي ، وهل أوفينا لهم حقا" ؟ تزاحمت الأفكار وتشابكت القرارات والنتائج ، بين حزين وسعيد ، وأخيرا" قرأت لهم سورة الفاتحة ودعوت الحي العظيم أن يكون مقامهم عال في جنات الخلد خالدين فيها .

وقد حسمت هذا الصراع عندما أطل علي بطلعته البهية ، بوجهه الصبوح المنير والمشرق الحنون ، لقد رأيته في حلم جميل ... أدخل أنا الى فضاء واسع ينتشر فيه الكثير من الشهداء الخالدين ، لم أميز وجوههم بل سمعت أصواتهم ، وأنا في ذهول ، فجأة لمحت ذلك الوجه الجميل الذي فارقته منذ أكثر من خمسة وعشرون سنة ، بنفس أبتسامته المعروفة ونشاطه وحيويته ، أنه وجه الأخ العزيز والصديق الوفي وعطر الطفولة الشهيد نافع عبد الرزاق وهممت أن آخذه بالأحضان ولم أتمالك نفسي وقتها فأجهشت بالبكاء على كتفه بصوت عال ، هكذا لقاء الأحباب ومر الفراق ، لحظة وقد غاب عني ذلك الوجة العزيز ووجدت نفسي أحضن نورا" ساطعا" ينسل بين أحضاني ودموع في عيوني وقد أستيقظت .... وللأسف تفارقنا بدون وداع ، فقط أتذكر أبتسامته ووجهه المنير ، ولفت أنتباهي إنه ما زال شابا" في الثلاثين من العمر مثلما فارقته منذ أكثر من خمسة وعشرون سنة ، حينها أيقنت ان الأرواح الخالدة لا تشيخ وهي في عالمها العلوي وإننا سكنة العالم السفلي فقط من يترك الزمن آثاره علينا ، إستيقظت من الحلم السعيد الحزين ، سعيد باللقاء وحزين للفراق وقد دخلت في دوامة أخرى من الأفكار .
أفكاري كثيرة ومتضاربة ، هل كانت أبتسامة الشهيد هي بسبب لقاء الأخوة والود الذي بيننا ؟ أم هو علامة لفرحته وغبطته وهو يرى المجرم صدام كالجرذي في قفص الأتهام ؟ وهل هي شماته بصدام ؟ ماذا لو طال لقائي برفيق الطفولة العزيز نافع ، كنت أود ان أساله عن أخبار أخوانه الشهداء ؟ وأبلغه ان أخبار الوطن ستصلهم مع القوافل الجديدة من الشهداء حيث يحترق الوطن الأن بما فيه وتدمر رموزه الأنسانية والحضارية وإن الطائفية ألعن الف مرة من الدكتاتورية المقيتة ، كنت أريد أن أقول وأقول الكثير المؤلم عن الوطن .
أعذرني يا عزيز الروح .... كنت أريد أن أسالك أين موقعك ؟ هل أنت في القلب أم في العين باق ؟ رجاءا" لاترحل عن عيوننا ولا ترحل عن قلوبنا .. فالشوق والحنين لكم كثير ، وأعلم أنكم تعيشون بيننا وأنكم لن تموتوا ، يموت أعدائنا وتنمحي آثارهم وتبقى أنت وأخوانك الشهداء خالدين في الذاكرة .. خالدين في جنات النعيم .

إعذرني أيها العزيز الغالي .. لقد أنشغلت بالدموع والبكاء وتركتك تنتظر ، هل كان الأفضل أن لا أبكي وأنا أراك ؟ هل آذيتك بالبكاء ؟ سامحني ، كيف أقابل أبتسامتك بالبكاء ، لقد كنت سعيدا" في لقائك لكن دموعي خانتني . لقد أفسدت حلمي دموعي . كنت أريد أن أسالك عن مكان قبرك الندي ، عن مكان الثرى الذي يضم جسدك الطاهر ، عن تراب الوطن المقدس الذي تجري فيه دمائك الزكية التي روت نخيل العراق ..... عن حبل المشنقة المخضب بدمك العطر والذي سيلف على رقبة صدام النتنة ، وسيلعن التاريخ كل المجرمين والقتلة ويقتص الشعب منهم مهما طال الزمان .
كنت أود أن أخبرك أيها القبطان البطل إن سفينتك ما زالت مبحرة تشق عباب البحار وبهمة ونشاط يقودها أخوتك في العقيدة والنضال ولن يوقفها الموج العالي ، وعلى الأرض ستسرج الخيول يوما" ويعتليها فرسانها ونحقق حلمنا في العيش بسلام وأمان ، وسأصلي لك ولأخوانك الشهداء الأبرار وأنا على العهد باق وسأنقل عنك تأريخك المجيد وسأتحدث عنك الكثير ، نأمل أن نرجع يوما" للوطن ونحني أيادينا النظيفة بتراب الوطن العزيز المخضب بدماء الشهداء الزكية ونبني وطننا السعيد . وأعدك أيها الغالي : بأنني سأضع علما" الى جوار الراقدين في تراب أرضنا الطاهرة من أهلنا وأحبائنا وشهدائنا وأكتب أسمك وتاريخ ميلادك وتأريخ أستشهادك ، ليكون مزارا" لنا وسأضع وردة حمراء على رمزك كل عيــــد .
سأنتظرك يا عطر الطفولة الندية في كل فجر يوم جديد تطل عليّ بأبتسامتك الرقيقة ، وسأعيش لأراك مرة ثانية مبتسما" شابا" حيث هي سعادتي ، لقد ودعتني قبل أن تذهب لموعدك المشوؤم في بيتي القديم في وطننا العزيز وها أنت تزورني على عنواني الجديد في بلد الغربة ، سأنتظرك كثيرآ وللأبد فأنا مشتاق وأنت تعرف العنوان .

 

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية