• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الجمعة, 24 أيار 2013

مناضل مــن بلادي ...مع مذكرات المناضل جبار عبود لفتة ـ ابو نضال ـ الجزء الثالث

  اعداد نعيم الزهيري
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 العمل التنظيمي في الكوت

بعد فترة ارسلني الحزب الى مدينة الكوت لقيادة التنظيم هناك ، وكانت لجنة اللواء مكونة من حسون الحركَاني وجليل ابراهيم عبادة وعبد الرزاق عبد الرضا من مدينة الحي .وصار تقسيم العمل كما يلي :
ــ جبار عبود / مسؤول تنظيم اللواء ،ومنظم لجنة المدينة المؤلفة من الرفاق رشيد طاهر ،معلم ، وعباس محمود وهوكاتب محاسبة في التربية وعباس طباطبائي ،متفرغ للعمل الحزبي وحمودي،عامل،ونافع ،طالب ثانوية .كما كنت اقوم بمهمة الاشراف على جميع تنظيمات الصويرة وتتكون من( لجان؛الزبيدية والصويرة والعزيزية والقرى المرتبطة باللجان التابعة لتنظيم المدن ).
ــ عبد الرزاق عبد الرضا / مسؤول عن لجنة مدينة الحي وريفها والجمعيات الفلاحية هناك .
ــ جليل ابراهيم عبادة / مسؤول عن ناحية النعمانية وريفها والجمعيات الفلاحية هناك .
ــ حسون الحركَاني / مسؤول عن لجنة الفلاحين المحيطة بارياف الكوت والدجيلة وكذلك عن الجمعيات الفلاحية .
استلمت تنظيم الكوت المكون من عدد من الاعضاء والاصدقاء، والمرشحين الذين قُبلوا بصفة اعضاء بقرار من المكتب السياسي ،وعددهم 60 مرشحا ًوكان ماجد عبد الرضا الذي غادر الكوت قبل وصولي اليها ،مرشحا ًكما اخبرني عباس محمود الطباطبائي ...
وبرغم عرقلة حسون الحركاني وجليل ابراهيم للعمل الا ان عملنا سار على ما يرام ،فقد وضعنا خطة للعمل تقضي بتقسيم لواء الكوت الى مناطق وقد ركزنا في عملنا بداية الامر على المعلمين والمثقفين واكثرهم من ابناء الكادحين وهم الوجه الظاهر والمتحرك للبلدة ،وخصصنا انضج الرفاق الى عمال ميكانيك السيارات والمكائن ..وحصيلة عملنا كانت جيدة جدا حيث تجاوز عدد الاعضاء والمرشحين 800 شخصا في داخل مركز مدينة الكوت وحدها ،وقد سُلم التنظيم الى الرفيق حسين سلطان عندما كلف باستلام التنظيم انذاك . ومن الاعمال الاخرى ايضا ،جمع آلاف التواقيع من اجل اجازة جريدة اتحاد الشعب ،وبذلك استلمنا تقييما جيدا من المكتب السياسي لعملنا باعتبار تنظيم الكوت من التنظيمات المتقدمة في عملها ....وللعلم لم تحدث حوادث مؤلمة في لواء الكوت في عام 1959 ما عدا ماحدث في النعمانية والحي من مماحكات ورد على اعمال شغب [ في اول ثورة تموز كان محسن الشيخ حمود ،اخو الشهيد علي الشيخ حمود الذي اعدم مع رفيقه عطا الدباس في عام 1956 في انتفاضة الحي المجيدة ،قد باع نفسه الى الاقطاعي الكبير مهدي البلاسم وتستر محسن بواجهة الحزب الوطني الديمقراطي وفعل فعله التخريبي وبذلك حصلت بعض الحوادث في مدينة الحيٍ] ...طلب مني الحزب ان احضر مع لجنة مدينة الحي اجتماعا في بغداد ،فاجتمع بنا الرفيق سلام عادل وبهاء الدين نوري وهادي هاشم في بيت هادي هاشم في الاعظمية، اكد سلام في الاجتماع على ضرورة القضاء على كل الخلافات الثانوية داخل التنظيم ، وينبغي لفّ اوسع الجماهير وبالاخص الفلاحية منها حول الحزب كما اكد على تحاشي التصادم مع القوى الوطنية. والعمل على ايجاد جو من التعاون والتضامن ضد الاقطاع والعناصر المخربة من امثال محسن الشيخ حمود ..وبعد فترة طلب الحزب حضور لجنة لواء الكوت ولجنة مدينــــــة مركز الكوت .أدار الاجتماع بهاء الدين نوري .وفيه تقرر تشكيل لجنة محلية تتكون من ابراهيم عبد الكريم وجليل ابراهيم عباده وحسون الحركَاني ورشيد طاهر وعباس الطباطبائي ،ويكون مسؤولها جبار عبود (ابو نضال) .وبقي عباس محمود ونافع نادر وحمودي في لجنة المدينة ،على ان يضاف اليهم رفاق نشطين من لجان الاحيــــــــاء..
وبعد اشتداد عرقلة حسون الحركاني وخليل ابراهيم عباده وابراهيم عبد الكريم ( الان هم بعثيون معادون للحزب بشدة )،بعد عرقلة هؤلاء وعدم انسجامهم في العمل الحزبي ،ويعارضون حتى الاشياء الصحيحة والتوجيهات التي تأتي من الحزب ،قرر الحزب ارسال الرفيق حسين سلطان عضو اللجنة المركزية لقيادة المحلية ،وان ياخذ ابراهيم عبد الكريم تنظيم لجنة المدينة في الكوت ،وهناك بدأ نضال ،الافندية؟ ،فلم يتطور التنظيم بل تراجع بشكل كبير ...اما الحركاني حسون فعمل وكأنه اقطاعي بين الفلاحين فكان يقدّر السراكيل ووكلاء الاقطاع المكروهين من قبل الفلاحين ويحترمهم ويزدري المسحوقين والفقراء مما فاقم المشاكل وضاعفها ،وبذلك اضطر الحزب ان يستدعي الحركاني ويضمه الى ريف بغداد ،ويعهد بالتنظيم الذي يقوده اليّ ( ريف الكوت) إضافة الى عملي في قيادة اللواء كله ...اما جليل عباده فكان هو الاخر يهمل تنظيم النعمانية ويكتب تقارير غير واقعية ،وصارت مشاكل وتصادم بين رفاقنا وبين الحزب الوطني الديمقراطي الذي عشعشت فيه الرجعية واخذت تحركه ...ولا يفوتني ان اذكر قبل استدعاء حسون الى بغداد وعزله من الريف في الكوت ،استدعاني الحزب وكلفني بالعمل مكانه ،هناك قابلت الرفيق حسين سلطان وذهبنا سوية الى الرفيق كريم احمد وبعد الحديث معه تقرر ان نذهب نحن الثلاثة الى الرفيق بهاءالدين نوري ، ولما تحدثت عن تصرفات الحركاني غضب بهاء كثيرا وتهجم عليّ من دون مبرر موضوعي وانتهى الاجتماع دون نتيجة تذكر ... وبعد حسين سلطان استلم التنظيم احمد الحلاق وعملت معه دون تردد ،انطلاقا من ان العمل الحزبي ليس بالمراكز بقدر ما هو مهمة نضالية يؤديها العضو الحزبي ...
في 3/ تموز/ 1959 نظمت اجتماعا واسعا حضره اكثر من 200 فلاح وكان مهرجانا ناجحا . في تلك الاجواء الحماسية اتى المبشر بالثورة ،الرفيق حسين سلطان ، ومعه قرار الحزب باعلان الثورة من الكوت وتحديدا في يوم 5/ تموز/59 فكانت فرحتي كبيرة لا توصف فصحت :مرحبا بثورة العمال والفلاحين بقيادة حزب فهد ،مرحبا بالراية الحمراء وعلى الفور اجتمعنا ( حسين سلطان واحمد الحلاق وأنا ) وقررنا ان اذهب الى عموم ريف الكوت واضع الفلاحين على اهبة الاستعداد واعطائهم اشارة بدء التحرك الى مدينة الكوت واحتلالها سوية ً مع جماهير الحزب فيها .وفي المساء أخذت اربعة مسلحين اشداء معروفين لدى الفلاحين وركبنا سيارة جيب وسرنا الى التنظيمات الفلاحية واسغرقت الرحلة من المساء حتى صباح اليوم التالي نتجول فيها بين القرى والجمعيات الفلاحية نخبرهم باعلان الثورة ونعطيهم الاشارة ،مع تبليغ بعض الفلاحين باخذ سلاحهم والتوجه الى الفلاحين في الكوت .وفي اثناء رجوعنا تعرضنا الى كمين كاد ان يبيدنا إلا ان المصادفة خدمتنا وذلك ان افراد الكمين عرفوا احد الرفاق الذين معنا .ولدى وصولنا ،مع طلوع الشمس ذهبت الى المقر وابلغت حسين سلطان بما فعلنا ،وفي اليوم الثاني ،وفي نفس الموعد المقررلاعلان الثورة 5/7/1959 لم نسمع اي شيء من الاذاعة فاجتمعنا ،نحن الثلاثة ،على الفور لنتدارس الموضوع فكان رأي الرفيق حسين سلطان ان نعلن الثورة من مدينة الكوت واريافها ولكن احمد الحلاق عارض ذلك وقال : علينا اخبار الحزب ومن ثم العمل حسب ظروفنا فرد حسين سلطان بإن المسألة مدروسة وجميع اعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي موزعون فــــي جميع انحاء العراق استعدادا لهذا العمل .طلبت الاستراحة لانني مرهق جدا ً وفي المساء ذهبت لمعاودة الاجتماع فلم اجد حسين سلطان واخبروني بان الرفيق سلام عادل وبهاء الدين نوري جاؤا واخذوه معهم الى بغداد ..( مؤخرا علمت ان عبد الكريم قاسم اعطى الحزب وزيرين فصرف النظر عن القيام بالثورة وكأن الثورة تساوي وزيرين !؟ ). وأبدل شعار( كفاح ـ تضامن ـ كفاح ) بشعار ( تضامن ـ كفاح ـ تضامن ). ونسينا انه لايمكن تحقيق طموحات الطبقة العاملة الا باخذ السلطة السياسية ،وقد كان بامكان ذلك وباقل تضحيات مما اعطيناه من خلال سياسة التراجع المنظم .وفي سجن نقرة السلمان سمعت الكثير من هذا القبيل من رفاقنا العسكريين وسوف اكتبه في مذكراتي لاحقا .

العمـــل فـــي مدينــــة الحلـــــــــة
وفــي ردة عبد الكريم قاسم السوداء نقلوني اداريا سنة 1960 الى الحلة ،التحقت بالتنطيم هناك وكان مسؤول المحلية آنذاك الرفيق ابو هشام ( محمد حسن مبارك ) وكنت في مكتب المحلية ومسؤول عن التنظيم النسوي وبعد القاء القبض على كاظم الجاسم عهد اليّ تنظيم الريف ..كانت اللجنة المحلية تتالف من ابو هشام سكرتيرا( وهو عضو منطقة الفرات الاوسط)
ومن الرفاق مجيد وهادي صالح من بعقوبة ،كانت نشاطاتنا كثيرة ومنوعة منها القيام بتحشيد مظاهرة كبيرة من الحلة تتوجه الى بغداد تطالب بايقاف مساومات قاسم مع شركات النفط ( منها خضوع قاسم لمطلب شركات النفط بغلق جريدة اتحاد الشعب ) .كانت الهتافات تتعالى :هذي الارض للشعب مو للحرامية، نريد حصة من النفط 70% ،عاش السلام العالمي هوّ وحماماته يسقط الاستعمار هو وعصاباته . في المظاهرة شخصني بعض رجال أمن الكوت ومن عملاء النظام من معلمي الحلة ،وحال رجوعي الى الحلة القي القبض عليّ وارسلوني الى الكوت وبعد فترة احالوني الى المحكمة العرفية في 17/ 12/ 1961 وحكم عليّ وعلى بعض الرفاق من الكوت وعددهم ( 15) لمدة 4 سنوات كما حكم على ابراهيم عبد الكريم الذي احيل معنا الى المجلس العرفي العسكري كذلك ،(11 ) شهرا ًمع ايقاف التنفيذ وارسلونا الى سجن البصرة وهناك التقيت الرفاق حسين من عمال البصرة ومعه في المنظمة الرفيق وعد الله النجار وكان محكوما بالاعدام وخفض من قبل عبد الكريم قاسم وكان ممثل للسجن امام الدائرة ،ولدى التحاقنا بالسجن جاءت رسالة من البصرة تقضي بتسليمي قيادة منظمة السجن ،ولما كان وعد الله على خلاف دائم مع حسين وكانت ارائي تتفق بالاغلب مع اراء حسين عمل وعد الله على نقلي اداريا الى سجن نقرة السلمان وللتغطية نقلور معي ثلاثة رفاق من الذين جاؤا معي من الكوت وهم عباس ، طالب في دار المعلمين وعريبي دشنة وعاصم وهو طالب ثانوية .وللتاريخ اذكر بان الوشاية كانت بصورة غير مباشرة كما اعتقد .حدث ذلك بعد شهر من وصولنا السجن .
فــي9/ 3/ 1962 وصلنا سجن نقرة السلمان بعد ان تأخرنا كثيرا في معتقل السماوة وهناك وجدنا ثمانية رفاق من الموصل قسم منهم مخفضة محكومياتهم من الاعدام وكان مسؤلهم الحزبي الرفيق محمد وهو فلاح من الجمعيات الفلاحية في العزيزية وادعى كونه عضو عضو في لجنة مدينة العزيزية وذلك غير صحيح كما اعرفه انا .بعد فترة ارسل الى السجن رفاق اخرون حتى صار العدد 70 سجينا من الشيوعيين وعدد قليل من البعثيين والقوميين ومنهم أياد سعيد ثابت وخالد صالح الذي قام بتعذيب الرفيق حمزة سلمان حتى الموت .كما كان معنا الرفيق مهدي حميد وجماعة من كركوك ومن دهوك ومن عين تمر ...وغيرهم ذلك بالاضافة الى 250 محجوزا كرديا ومنهم 60 برزانيا ً ولهؤلاء البرزانيين تنظيمهم الخاص .

انقلاب شـباط الاسـود في 8/ شباط / 1963
بعـــد انقلاب شباط الاسود ارسل الى سجن نقرة السلمان الكثير من السجناء سواء كانوا محكومين قبل الانقلاب ام بعده وكان اغلبهم من الذين لم يتمكنوا من الصمود في التعذيب والمسالخ البشرية التي مارسها البعثيون وحلفائهم ضد الشيوعيين في قصر النهاية والنادي الاولمبي وفي السجون والمعتقلات الاخرى ...وبعد انقلاب 18/ تشرين الثاني / 1963 كانت المحاكم ترسل من تصدر عليه الحكم باكثر من خمس سنوات الى سجن نقرة السلمان ،حتى وصل العدد اكثر من 2000 سجين ومحجوز سياسي .واكيدا ً
لم يكن هؤلاء السجناء على مستوى واحد ولا حتى متقارب من الوعي الاجتماعي والتحصيل الدراسي والانحدار الطبقي .فقد ضم السجن من حاملي الشهادات العليا والاختصاصات الاخرى الى الاميين ،عسكريين ومدنيين ،اضافة الى مستوى مواقفهم في التحقيق وتحملهم التعذيب فلا بد ان تحدث في هذه الحالة مماحكات ومواقف وانتقادات ومفارقات ..
كان على راس التنظيم الحزبي في السجن عبد الوهاب طاهر وسامي احمد ومظفر عباس وهم لجنة التنظيم الحزبي في السجن ،اضافة الى مكرم الطالباني واحمد غفور وعادل سليم وعزيز سباهي وانا ...وفي 17/1/1965 اطق سراح المحجوزين وكان عددهم 52 سياسي ومنهم عزيز سباهي ود. احمد ومحمد ملا كريم وغيرهم وكنت معهم فارسلوني الى الحلة وهناك اطلق سراحي .

العمل في الخط العسكري
عنــــد وصولي الى بغداد اتصلت بالحزب عن طريق زوجتي ـ ام نضال ـ وانتظمت في الخط العسكري وكان اتصالي بالرفيق عبد الرحمن السامرائي بشكل فردي ، وقد عرفت لاحقا ان صلته كانت بعباس محمود من اهالي الكوت ، وقد كتبت رسالة عنه وعن تاريخه (عن عباس محمود) وكشفت تسيبه وقلّة التزامه، وعندما التقيت معه قال لي : لماذا تكتب عليّ ( اصعد فوق في التنظيم وشوف الجيفة ) .كان عباس محمود يتصل بصالح دكلة المنهار وخائن الشعب .
بقيت عدة اشهر من دون اجتماعات او احاديث لتطوير العمل السياسي والتنظيمي العسكري من اجل الثورة سيما وان الظروف كانت مؤاتية فكنا فقط نركب سيارة مصلحة نقل الركاب ونتجول على طول خط الباص ونتحدث بالاخبار التي تبثها وكالات الانباء العامة او الحديث بقضايا خاصة ليس لهما اية علاقة بالسياسة ،او الحديث عن السجون واعمالها وعن العسكريين المنهارين وقصصهم المريعة اثناء ردة شباط الاسود وغير ذلك من الاحاديث غير المجدية .ولا يفوتني القول إنني خلال تلك الفترة استلمت الرئيس مصطفى عبد الله وهو من الرفاق الاكراد وقد ساهم مع جنوده في ضرب قصر الرحاب في ثورة 14/تموز /1958 وهو الذي قتل الملك فيصل الثاني والوصي ،كما استلمت جندي من معسكر الوشاش والاخر المقدم علي وهو كردي كذلك وامر القوة البحرية في البصرة وكان قد سلم الى البعث فسالته عن سبب تسليمه تلك القوة الضاربة او لماذا لم يقاوم الانقلاب ؟ قال :كان بامكاني المقاومة وحتى احتلال البصرة كلها ! ولكني لم افعل لانني كنت اضن ان احتلال البصرة غير مجدي لان الانقلابيين سياتون وتصبح مجزرة في البصرة !!؟وانني اتصور ان مثل تلك العقلية لايمكن ان تعمل ثورة ـ كان موقفه في التحقيق مخزي ـ ...كتبت للحزب عن اعمال عبد الرحمن السامرائي وقلت ان مثل هؤلاء لايمكن ان يخدموا الخط العسكري لكن صوتي لم يسمع ! فما كان امامي الاّ ان اطلب نقلي الى الخط المدني .في بداية الامر لم تتم الموافقة ،ثم التقى معي صالح دكلة كمشرف من الحزب ،ناقشته اولا عن اوضاع عباس محمود وعبد الرحمن السامرائي فاخذ يبرر اعمالهم كون الخط سري للغاية فشككت بجدوى مثل ذلك العمل سيما وانني عضو قيادي وبقائي في مثل هذا العمل غير مجدي ، لكنني دهشت في حينها لوجود صالح دكلة في الخط العسكري ،وهو من العناصر التي خانت الحزب واعترف بالكامل وعلى كل شيء في قصر النهاية واكملها في النادي الاولمبي ،وانني اعتقد ان هزيمته ما هي الا مسرحية اراد تمريرها على الحزب وقد برهن الزمن على ذلك .وقد زودت الحزب بمعلومات عنه بعد خروجي من السجن في عام 1965 ، وبعد مجيء صالح دكلة جاء الرفيق آراخاجادور وطرحت عليه ما كان عندي من معلومات وكذلك عن الغبن الذي اشعر فيه وموقف الحزب مني ،وعن عباس محمود وعبد الرحمن السامرائي وتاريخهما وعن صالح دكلة وانهياره في التحقيق ،ثم طرحت الطريقة التي ينبغي ان يقيّم بها الحزب كادره واضعا امامه تضحيات الرفيق وصموده امام العدو وتماسكه في الشدائد ومحنة الحزب وغيرها...فقال :الى الان لا توجد قاعدة في الحزب لتقييم الكادر .فاصررت على نقلي الى الخط المدني لانني لااتمكن من العمل في مثل هذه الاجواء ...
وافق الحزب على نقلي فسلمتهم علي مصطفى وعبد الله وغازي وهم من المتقاعدين ،وبقيت دون اتصال لثلاثة اشهر وبالمصادفة التقيت كاظم علي ( ابو سلام ) وشرحت له موضوع انقطاعي عن الحزب فاكد لي موعدا مع احد الرفاق ،وبالفعل التقى معي بيتر يوسف فطرحت له كل ما اريد وبذلك تم نقلي الى محلية الرصافـــــــة .

العمـــل فــي الخـــط المدنـــــي

بعـــــد اجتماعي في محلية الرصافة ثلاث مرات وفي هذه الاجتماعات كانت تدور حول الثورة وكيف يمكن ان ندخل معسكر الرشيد ونستولي عليه مع الرفاق المتقاعدين! وساهمت في وضع خطة لذلك وبعدها ارسلوني الى محلية الكرخ حيث مسكني في البياع وعملت عمل جيد وبحماس ونكران ذات وساهمت برسم خطة من اجل الثورة واستلمت متفرعة ومعها تابعتين، ولما كنت مفصول عن التدريس ولايوجد عندي مورد اخر اعيش فيه مع عائلتي فعملت مع عمال البناء احمل على ظهري الطابوق وادفع عرباته وغيرها من الاعمال الشاقة بالنسبة الى عمري وكان في حينها منظم المحلية لايتجاوز عمره 24 سنة وهو من رفاقنا الاكراد واخيه ضابط لااتذكر اسمه) ثم اتى من بعده مالك منصور وكان معنا في المحلية نورعلي من اهالي النجف او كربلاء وقد انهار وسلم كل شيء للسافاك عندما القي القبض عليه في ايران وكان يعترض عليه عباس مظفر لانه معنا في المحلية وايضا معنا عبدالعال ( ابو مؤيد ) من اهالي الشطرة ونوري العاني الذي قتله البعث في العزيزية وعبدالعال ونوري هما خط مائل في الحزب لصالح ابراهيم علاوي( نجم ) او ابو ليلى، وهم من جماعة مايسمى الكادر المتقدم المنشقة عن الحزب علما ان ابراهيم علاوي من الجواسيس الدوليين وهناك دلائل كثيرة تشيرالى انه عميل. ولقد لعب نوري وعبد العال دورا كبيرا جدا بدخول ابراهيم علاوي مع عزيز الحاج المنشق كما لعب مالك منصور دورا كبيرا في الانشقاق في محلية الكرخ... وفي احد الاجتماعات جاءنا كمشرف ابو جعفر ( خضير من اهالي زاخو) وكذلك الرفيق الخضري والرفيق باقر ابراهيم وكان موضوع الاشراف قضايا تنظيمية ومسألة نور علي واعتراض عباس مظفر عليه والجدير بالذكر ( ان نور علي هو الذي قال نحن وقعنا في فخ وتصورنا نحن متصلين في حزب تودا وعلى هذا اعترفنا على كل ماطلب منا.) واعتبر عباس مظفر هذا الموقف تحدي للمبادىء الاصيلة في حزبنا كما طلب ان يعاقب بالتخفيض الى لجنة اقل من مستوى المحلية،على اقل تقدير،. ثم نوقشت مسألة الثورة كثيرا واخذنا استعدادات واسعة حتى قسمنا منطقة الكرخ ووزعناها على رفاق المحلية واصبحنا في انذار دائم ثم تأجلت ولم نعرف السبب الابعد فوات الاوان. وعند انقطاع عباس محمود عني كصديق عرفنا فيما بعد اننا كنا مخترقين حيث كان في صفوفنا بعض العرفاء من النظام كخط مائل.

عملي مع الانشقاق سنة 1967

ان الانشقاق مدان ولايبررمطلقا مهما كانت الظروف . فهو تخريب ويخدم العدو بالدرجة الاولى ولحزبنا تجارب في الكتل والانشقاقيه منذ اوائل الاربعينات حتى الان امثال عبدالله مسعود القريني وكتله الى الامام ذنون ايوب وكتلة داود الصائغ وشورش (الحزب الشيوعي الكردي) وازادى والنجمة وغيرها في عقد الاربعينيات .والانشقاق الكبير الذي اضعف الحزب هو راية الشغيلة في الخمسينات و حزب بهاء الدين نوري، كل تلك الانشقاقات مدانة وكنت احاربها محاربة شديدة حيث ضاع من عمري ليس بالقليل مع كتلة داود الصائغ ونتيجة للممارسات والغبن الذي لحقني من لدن قيادة الحزب حيث من ابنائي وطلابي اصبحوا ينظموني قبل الانشقاق وكذلك ابتعاد رفاقي عني واصدقائي في نفس الوقت ولم يأتوا من اجل توضيح الظروف التي يمر بها الحزب والاخطار المحدقة به وهم رفاق على رأس الحزب وايضا في هذه الظروف الغامضة علىّ ومايجرى داخل الحزب وكل هذا وغيره انجررت الى المنشقين من دون ان اعرف بالانشقاق وان الشعارات التي رفعت استهوتني وجذبتني اليهم واكثر من هذا وذاك هو ادعاء الانشقاقيين بأنهم هم الحزب علما ان الحزب بأهدافه ومبادئه وليس باشخاص.
قبل الانشقاق 1967 بأسبوع تكلم معي عبد العال ( أبو مؤيد ) عن اوضاع الحزب واين يسير فقلت: ان هذه الشعارات التي تقولها صحيحة ولكن لايمكن ان نشق الحزب مهما كانت الظروف والشعارات صحيحة لان الانشقاق يخدم الاستعمار بالدرجة الاولى وليس الحزب والشيوعية فقال: نعم انا ايضا ضد الانشقاق وقال نحن الحزب. وبعدها حدث الانشقاق ولم يخرج من المحلية غير نورعلى علما باني لم اشترك بأي عمل اثناء الانشقاق ضد الحزب، لقد عملت وكأنني في الحزب. وبعدما تأكد لي وانا في كردستان اعمال الانشقاقيين سنة 1969 جلست على التل وارسلت رسالة الى الحزب اعترفت بكل ماعملته من تخريب داخل الانشقاق ( من حيث لاادري) وللتاريخ اقول كانت زوجتي ضدي ومع الحزب وكانت تطرد من يأتي الى البيت من الانشقاقيين وتتهجم عليه وتخاصمني وحتى تمزق الادبيات وتتلفها وسوف اكتب في مذكراتي اللاحقة ذلك مرورا بخيانة خضير ( ابو جعفر) الى حافظ رسن ،وكيف اشتراهم البعث ثم اعدموا على ايدي رفاقهم واكتب ايضا عن ابراهيم علاوي الذي لعب دورا كبيرا في قتلهم واتطرق لمعارضتي قتلهم والاسباب التي دفعتني لهذه المعارضة لاعتقادى بان الحزب يستفاد بما يملكون من اسرار اقصد ( حافظ وخضير).
ومن المعروف حدث وان القي القبض على بعض اعضاء منطقة بغداد واذكر منهم مسؤل الطلبة وهو في الكلية الطبية فاعترف عليّ وكنت معلما في مدرسة كشاف في ناحية كوير/ قضاء مخمور/ اربيل، بعدما تم ارجاعنا الى الوظيفة في ايلول 1968 . وعندما كنا في مديرية تربية اربيل بغية استلام الراتب الشهري اشعرني مدير المدرسة بصدور القاء القبض عليّ فهربت بمساعدة احد اعضاء الحزب وهو صاحب دكان واسمه طلعت وبدوره سلمني الى الانشقاقين ومن هناك خرجت الى الجبل بتاريخ 4/2/1969. اطلعت اطلاعا كاملا على الانشقاق فقطعت علاقتي بتاريخ 8/11/1969 وبعد التوسط لدى القيادات الكردية عينت معلما في دربندرايات وهناك التقيت بالكثير من قياديي الحزب امثال الرفيق كريم احمد وجاسم الحلوائي وبهاء الدين نوري ومهدي عبد الكريم وملازم خضر وعمر الياس واحمد الجبوري وابو حكمت وغيرهم فكتبت رساله الى الحزب واعطيتها الى الرفيق عمر الياس عندما ذهب الى بغداد ادنت فيها الانشقاق ولكن لم استلم الجواب. وقبل خروج رفاقنا من كردستان التقيت مع ابو حكمت مصادفة في مدينة جومان فاوقفت سيارته وسألته عن وضعي فقال نرسلك الى امن اربيل وتعترف بكل شيء داخل الانشقاق فرفضت رفضا باتا حفاظا على كرامتي السياسية وشيوعيتي. وقلت في نفسى هذا الراي لايمثل رأي الحزب ومبادئه انه رايه الشخصي مهما كان مركزه ومؤخرا علمت ان الرساله التي ارسلتها الى الرفيق كريم احمد بيد عمر الياس انزلت الى محلية الكرخ ومنها الى تنظيماتهم وكان ابني في احدى الهيئات الحزبية فصاح هذه رسالة والدي.
بقيت معلما في جومان اتحين الفرص للخروج من هناك حتى تمكنت من اقناع الحركة الكردية بمساعدتي بالسفر الى سوريا كون سوريا قريبة من بغداد ويمكنني ان اجلب زوجتي واولادي وهم خمسة، مع المسافرين من بغداد الى سوريا. فاقنعت عضو المكتب السياسي حبيب عبدالكريم بواسطة العقيد نوري معروف وبدأت رحلتي الشاقة المليئة بالمجازفات والخطورة ومعي زوجتي وثلاثة من صغاري، بعد ان تمكنوا من الالتحاق بي وبقي الاثنان الكبار في بغداد، واتخذت طريق بهدينان – تركيا – سوريا – لبنان بمساعدة الحركة الكردية وساعدني في سوريا جماعة محمد نيو وفي لبنان جماعة صلاح بدرالدين.
وفي 25/11/1974 اتصلت بالسفارة اليمنية بمساعدة صلاح بدرالدين بعد ان بقيت في لبنان سنتين وقد ساعدني الحزب الشيوعي اللبناني في الذهاب الى اليمن بعد ان حصلت على تزكية من الرفيق اليمني حسن سلامي استنادا الى رسالة كامل شاهين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني. وفي اليمن تم تعييني بصفة مدرس في دار المعلمين والمعلمات في عدن اعتبارا من 21/10/1976 وبعد ثلاثة اشهر ارسلت رسالة الى الرفيق عزيز محمد ادنت فيها الانشقاق ونفسي وكل الاعمال التخريبية ضد الحزب. ارسلتها بواسطة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد ان رفضها الرفيق توفيق رشيدي (قتل من قبل السفارة العراقية في عدن بتاريخ 2/6/1979 ) وبذلك اعاد لي المكتب السياسي لحزبنا عضويتي. وهناك مارست حقي الطبيعي في العمل في صفوف حزبي مجددا ...
يتبع

 

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية