• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الجمعة, 24 أيار 2013

ذكرى الشهيد سميع جاني

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

عهد وفاء لذكرى احد مناضلي شعبنا التنوّريين

لقد مرت جريمتهم بدون عقاب، حين اعلنوا الخلاص من حضوره الانساني الكبير، ليشيعوا ساحة الجهل ضد المعرفة،وليستمروا في مخطط قوى الظلام ضد طلائع رموز حركة تحررنا الوطني في بلد ظل ولا يزال الى يومنا هذا يقاتل من اجل العيش بسلام. يلتفتوا على الدوام الى القتل ، فهي عادة البرابرة، في كل زمان ومكان، خوفا من النور،وجهّوا منذ زمن بعيد، وحتى يومنا، مسدساتهم نحو رموز الفكر المتحرر لاطفائها، فرموا بقفازهم الاسود، ليغتالوه في عز النهار بعد انقلابهم الاسود الدامي في 8 شباط عام 1963، فقبلنا نحن الابناء والاحفاد، بعده الرهان، وكانت معركتنا معهم ،لم نخسر بها الا قيودنا التي وضعوها بايدينا منذ عشرات السنين.
من اجل ان تكون ضرباتهم موجعة وفاعلة ومؤدية للهدف، فان الفاشيست في كل مكان يوجهون ضرباتهم شطر الفكر التقدمي في دائرته الاوسع تأثيرا والاكثر اصالة، دائرة النبل الانساني الحقيقي، فاختاروا في مسلسل بطشهم البربري ليغتالوا رجلا عنيدا يقف في طليعة المناضلين العراقيين، في الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، في بلد اسمه العراق.
اغتالوه وكانوا يريدون حرمان العراقيين من مصادر اشعاعها ،وتجريد الثقافة النضالية العراقية من روافد ابداعها، في ذلك المنعطف التاريخي الذي كان يمر به العراق. لقد كانت خطط الاغتيال علنية كما هي اليوم نحو الرموز الكبيرة التي تحمل عنادها الباسل الاصيل، في حمى الصراع الذي كان يدور ولايزال، بينها وبين قوى الظلام، ولئن كانت العقلانية لهذه النخبة المنوّرة من شعبنا العراقي قد فرضت نفسها على خط التطور وتأصلت في وعي الجماهير وتغلغلت لتصبح نهجا شائعا، حاول الاعداء التصدي لواحد من رموز النضال العنيد ونحره بأي ثمن، الا ان ما قدمته هذه الطليعة المناضلة من عطاء فكري ظل والى يومنا هذا منارا نهتدي به في ظلام لازالت الوحوش تنفذ جرائمها ساحقة قيم السماء والارض، ملطخة ايديها ووجه عقائدها المتخلفة بوحل جرائمها المنكرة.
لقد تتوجت حياة الشهيد المناضل سميع جاني بشهادة تزكية، تدين القتلة الفاشست في اي مكان وزمان. لم يحجب عن صدورنا الغضب لموت هذا المناضل العنيد، ولم تشغلنا متاعب الحياة، وتقدم الاعمار عن ذكراه ومواصلة السير على الدرب النبيل الذي اختاره من اجل سعادة شعبه، بل ان ذكرى موته ستدفعنا واولادنا واحفادنا الى المزيد، من تجسيد الفكر الذي نذر سميع جاني حياته من اجله، الفكر الانساني المنّور الذي سيظل خالدا رغم مسدساتهم واحقادهم وصخبهم.
شوكة في عيونهم، لانه كان كبيرا بوجدانه وانسانيته وجرأته ومواقفة،واكثر اخلاصا لقيم العدالة التي صحينا على ابعادها الانسانية، ولهذا واجهوا كعادتهم الفكر الانساني بالرصاص،واجهوا كل ما هو نيّر ومتفتح بظلامهم، ضمن تصميم وتخطيط واضحين لاطفاء كل اضاءة في الثقافة والفكر والفعل الانساني العراقي.
لقد سقط امس سميع جاني، ولم يجف دمه حتى اليوم، لان القتلة لازالوا يجبون الشوارع والازقة، ويسقط اليوم عشرات مثل سميع من ابناء فكره وعقيدته وملته المندائية الطيبة، بالحقد والانغلاق والغرق في مستنقع الظلامية والتخلف عن رؤية اي شيء آخر سوى الدم والخراب، فهم مازالوا الى يومنا هذا وتحت ستار المقاومة معنيون بتصفية كل ما يتصل بالقيم الانسانية النبيلة والتقدم، ولكل من يسخر نفسه وحياته للوقوف بوجه الجريمة، وادراك حجم الخطر الذي تنطوي عليه.

لمحات في حياة الشهيد سميع جاني الناشي.

ولد الشهيد سنة 1930، في مدينة العمارة، قلعة صالح . أنهى دراسته الإبتدائية في قلعة صالح. إنتقل إلى بغداد مع عائلته لمواصلة دراسته. منذ بداية فترة مراهقته تفتحت عينية على طريق النضال من أجل سعادة الشعب وكان قد بدأ حياته النضالية مع الحزب الشيوعي العراقي. عندما بدأ مرحلة الدراسة الإعدادية أصبح ربيب معتقلات بغداد فلا تمر حادثة ساسية أونضالية في بغداد إلا واعتقل من قبل السلطات وغالبا ما يمضي فترة إعتقاله في مبنى التحقيقات الجنائية الرهيب. فصل من دراستة وهو في الصف الرابع العلمي لنشاطة الوطني والسياسي. في سنة 1946 حكم عليه بالسجن سنتين وسنتين مراقبة. بسبب صغر سنه إضطر الحاكم أن يجعل عمره ثمانية عشر عاما بدلا من ستة عشر عاما كي يضفي الصفة القانونية للحكم الذي أصدره بحق الشهيد. أمضى مدة سجنه بين سجن بغداد المركزي مع الرفيق فهد وقادة الحزب الآخرين وكان محط إهتمام من قبل الرفيق فهد. ثم نقل إلى سجن الكوت مع كل السياسين وبعدها نقل إلى نقرة السلمان. من سجن نقرة سلمان نقل إلى بدرة لقضاء فترة المراقبة. 1950 أطلق سراحة بعد أن أمضى أكثر من عشرة أيام في مبنى التحقيقات الجنائية. خلال الأيام الأولى من الحصول على حريته إلتحق بالحزب الشيوعي العراقي في بغداد. في تلك الفترة كان بهاء الدين نوري قد تبوأ مركز قيادة الحزب الذي كان يهاب من كل الذين عملوا وتربوا على يد الرفيق فهد.بدأ بهاء يتحين الفرصة لإبعاد الشهيد من العمل الحزبي. في نهاية سنة1951 لفق بهاء تهمة للشهيد بأنه عميل التحقيقات الجنائية ونشر ذلك في جريدة الإنجاز.

لم تتخلى السلطة وجلاوزة بهاء من مطاردة الشهيد حيث بالنسبة للسلطة واصلت إعتقاله عند أية حادثة سياسية تحدث في بغداد وفي داخل المعتقلات يواصل المعتقلين أضطهاده حتى إنهم كانوا يستحذون على طعامه الذي يصله من عائلته وفي معتقل أبو غريب بعد فشل إنتفاضة 1952 إستمر عشرة أيام بلا طعام. قدم للمجلس العرفي بتهمة الإنتماء للحزب الشيوعي العراقي مستندا بذلك على ما صدر في جريدة الإنجاز. لم يجد الحاكم ما يحكم به المتهم فاطلق سراحه. وإستمرت الحرب الشعواء ضده من قبل السلطة ورهط بهاء الدين نوري. سنة1954 سجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة إشتراكه في النشاط للجبهة الوطنية وإستمرت السلطة في مطاردته حيث لم يمض إسبوع واحد إلا وكانت الشرطة السرية تداهم مسكنه لعلها تجد ما يؤيد أن الشهيد لم يكن بعيدا عن العمل السياسي مع إعتقاله لأي سبب. هذا الواقع الذي عاشه تحت إرهاب مركب من قبل السلطة والحزب سببت له إحباط نفسي شديد أدت به أن تتملكه حالة شبة مرضية لكنه لم يتخلى عن مهمته في دفع كل من له علاقة به أو من اقربائه للعمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وبسب دوره ذلك فقد إنظم للحزب الشيوعي العراقي العشرات من الشباب والشابات قبل ثورة 14 تموز.
بعد ثورة 14 تموز أعيدت له عضويته في الحزب الشيوعي العراقي ونسب للعمل في منظمات نقابات العمال. 1959 ذهب للصين عضوا في وفد نقابات العمال. 1962 نسب للعمل في خط حزبي خاص/ خط مايل وعاش فترة الإختفاء.

بعد إنقلاب 8 شباط عاد إلى عائلته بعد كبس الدار التي كان متخفيا فيها في مدينة الكاظمية. في نهاية شهر شباط من سنة 1963 اعتقل من قبل أفراد الحرس القومي ونقل إلى مدينة الكاظمية للتحقيق معه في مقرات الحرس القومي ثم نقل إلى مقر التحقيق في محكمة الشعب التي كانت تحت إشراف المجرمين ناظم كزار وخالد طبرة وأيوب وهبي صبري. عندما يأس الجلاوزة من الحصول على أي إعتراف منه قرروا قتله بواسطة وضعه في تابوت وتقطيعه بالمنشار ثم ألقوا جثته في نهر دجله حيث جاء ذلك من شهادة المعتقلين الذين كانوا معه في مركز التحقيق البعثي.

سنة 1966 قدمت والدة الشهيد دعوى ضد كل من ناظم كزار وخالد طبرة وايوب وهبي صبيري وعمار علوش بقتل إبنها في أقبية محكمة الشعب. أصدرت المحكمة في الجريدة الرسمية والصحف المحلية إستدعاء لمحاكمة كل من ناظم كزار وخالد طبرة وايوب وعلي صبري وعمار علوش وذلك لمحاكمتهم وفق المادة 214 لقتلهم المجنى عليه سميع جاني الناشي وفي حالة عدم حضورهم اليوم المحدد للمرافعة سيتم محاكتهم غيابيا وحسب قانون العقوبات.كانت المحاكمة دائما تتاجل بسبب هروب المتهمين. ثم توقفت هذه الدعوى بعد عودة حزب البعث للحكم مرة أخرى في سنة 1968 وقد تبوأ ناظم كزار منصب مدير الأمن العامة ورئيس المكتب العسكري لحزب البعث، الذي قام بسحب كافة أوراق الدعوى من كافة الدوائر الرسمية وحرقها.

 

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية