الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2015

المؤتمر السابع لأتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

  د. كاظم حبيب

 انعقد المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر في الفترة الواقعة بين 19-2 /6/ 2015 بمدينة  لوند الواقعة في جنوب السويد تحت شعار "مستقبل المندائية وديمومتها في قوة مؤسساتها". وقد شارك في هذا المؤتمر، إضافة إلى فضيلة رئيس طائفة الصابئة المندائيين الريش أمة الشيخ ستار جبار الحلو مترأساً وفد المندائيين بالجمهورية العراقية  ومجموعة من شيوخ الدين المندائي بالداخل الخارج، وضيوف من الأحزاب السويدية والشخصيات الاجتماعية ومجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني والأحزاب العراقية بالسويد وممثلين من داخل العراق. وشارك في هذا المؤتمر 70 مندوباً ومندوبةً مثلوا 38 جمعية مندائية قائمة في المهجر بضمنهم 6 من أعضاء سكرتارية الاتحاد، وكذلك مجموعة كبيرة من المندائيات والمندائيين الذين حضروا وشاركوا بفعالية وحيوية متميزة في أعمال هذا المؤتمر الذي يعقد كل سنتين مرة واحدة في واحدة من المدن الأوروبية حتى الآن مؤكدين تضامنهم مع كل المواطنات والمواطنين المندائيين بداخل العراق، وكذلك مع أولئك الذين أجبروا على مغادرة العراق تحت التهديد بالقتل واغتصاب. وقد تشرفت بالمشاركة في هذا المؤتمر كضيف على الاتحاد بدعوة من سكرتاريته الموقرة.

وبعد افتتاح المؤتمر بكلمة ترحيبية بالضيوف وبالمشاركين في المؤتمر برز عريف الحل الأستاذ صلاح الصگر دور اتحاد الجمعيات
المندائية في المهجر وسكرتاريته عملها الدؤوب من أجل لمّ شمل المندائيات والمندائيين الذين اغتربوا وهُجّروا في الغالب الأعم قسراً
بعيداً عن موطنهم الأصلي العراق وبعيداً عن مياهه، عن دجلة والفرات.

بعد كلمة الترحيب قدم رئيس الطائفة المندائية الريش أمة الشيخ ستار الحلو كلمة جامعة وشاملة تمنى فيها للمؤتمر في المهجر النجاح والتوفيق والوصول إلى قرارات وتوصيات تخدم المندائيين بالداخل والخارج، ثم تحدث عن أوضاع ومعاناة المندائيين بداخل العراق والمشكلات التي تواجههم مع الكثير من مواطنات ومواطني العراق من مختلف القوميات والديانات والمذاهب خلال السنوات المنصرمة والمحنة المتواصلة والعواقب المحتملة إن استمر الوضع على الحالة لراهنة وخاصة في أعقاب اجتياح مدينة الموصل. وقد أكد على المخاطر التي تتهدد وجود المندائيين بالعراق  بسبب تلك الأوضاع المتفاقمة والمؤذية، ولكنه تمنى في الوقت نفسه النجاح في النضال الذي يخوضه العراق ضد الغزاة الإرهابيين. ويشار إلى أن هجرة المواطنات والمواطنين المندائيين لم تنقطع. وقدر اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر عدد المندائيات والمندائيين المُهجَّرين قسراً وصل إلى أكثر من 44 ألف نسمة، وهي عدد كبير ويشكل نسبة عالية جداً بالقياس إلى عدد ونسبة المندائيات والمندائيين المتبقين بداخل الوطن وعلى مقربة من موطنهم الأصلي جنوب العراق وبغداد، إذ إن هناك عدداً كبيراً أيضاً يعيش بإقليم كردستان منذ أن بدأت المليشيات الإسلامية المسلحة وقوى  الإرهاب الأخرى الهجوم على "الأقليات" الدينية والقومية بوسط وجنوب العراق وبغداد بعد سقوط الدكتاتورية الغاشمة مباشرة بهدف الخلاص منهم واستلاب دورهم ومحلات عملهم وما يملكون. كما حيا في كلمته اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر على نشاطه وحيويته دفاعاً عن المندائيين واحتضان من تعرض منهم للتهجير القسري. وقد قوبلت كلمته بترحيب حار.

بعد ذلك قدم السفير العراقي بالسويد الأستاذ بكر فتاح حسين كلمة طيبة قيم فيها دور الطائفة المندائية عاليا في تاريخ العراق وفي مسيرة العراق الطويلة وفي الدولة العراقية الحديثة ومشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفنية، إضافة إلى العذابات التي تعرضوا لها بسبب قوى الإرهاب التي ما تزال تمارس إرهابها بالعراق، ولكنه أكد في الوقت ذاته قدرة العراق على التخلص من هؤلاء الإرهابيين  واستعادة الحياة الطبيعية للعراق.

ثم قدم البروفيسور الدكتور كاظم حبيب كلمة باسمه وباسم الجماهير التي شاركت في أسبوع الحملة الوطنية في الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل وسبي سكانها واغتصاب النساء واختطاف الأطفال وقتل الرجال، وباسم الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق، إذ حيا فيها المؤتمر والمؤتمرين ثم أشار إلى الأوضاع المعقدة التي يمر بها العراق وما تعرض له المندائيون طيلة الأعوام المنصرمة وما تعرض له المسيحيون واليزيدين والشبك والتركمان وسكان الموصل والمحافظات الغربية من إرهاب وقتل وتشريد ونهب وسلب وسبي واغتصاب على أيدي الداعشيين المجرمين. وأكد في كلمته بأن الخلاص من قوى الإرهاب يحتاج إلى الوحدة الوطنية ومشيراً إلى "إن احترام شرعة حقوق الإنسان والخلاص من التمييز القومي والديني والمذهبي وضد المرأة واحترام الإنسان كقيمة رفيعة بذاته يتطلب بناء مجتمع مدني ديمقراطي ودولة مدنية ديمقراطية اتحادية حرة ومستقلة والأخذ بمبدأ "الدين لله والوطن للجميع"، مبدأ المواطنة الحرة والمتساوية، وهو الطريق الوحيدة لتحقيق الوحدة الوطنية والانتصار على الطائفية والإرهاب والفساد وتحقيق التنمية والنمو والازدهار للشعب". ثم اختتم كلمته قائلاً "من على هذا المنبر الجليل نعلن عن تضامننا معكم ومع القرارات والتوصيات الحصيفة التي تتخذونها لصالح أتباع الديانة المندائية والمجتمع العراقي والعراق باعتباره وطننا الحبيب المشترك".

ثم قدمت كلمة وكيل وزير الثقافة العراقي التي ألقاها السيد صلاح الصگر عبر فيها عن تحيات الوزارة وتمنياته الطيبة بنجاح المؤتمر والوصول إلى أهدافه المنشودة.

بعد ذلك قدم السكرتير العام للاتحاد البروفيسور الدكتور صهيب الناشئ كلمة مهمة حيا فيها الضيوف والحضور الكريم والشكر على المشاركة في المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر مؤكداً على جانبي المؤتمر المهمين، الجانب الفكري والاجتماعي والإنساني العملي والجانب الثقافي والفني.  ثم قال: "إن الشعب المندائي هو شعب أصيل من شعوب وادي الرافدين، هو شعب سعف النخيل، نخيله الجميلة، إنه نبع إنساني جاري يصب في حوض مياهه الخالدة، إنه فسيفساء الماء والنور والحكمة. بدون المندائية لن يكون ماء العراق كما نعرفه، بدون المندائية لن يكون أهل العراق كما نعرفهم، بدون المندائية لن يكون العراق". بعد ذلك قدم الدكتور الناشئ تقريراً تفصيلياً عن أوضاع المندائيين بالمهجر ومعاناتهم الكبيرة وعن الجهود الكبيرة التي بذلها اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر وسكرتاريته والجمعيات الأعضاء فيه لمساعدة اللاجئين المندائيين الذين حوصروا عمليا بسوريا أو بالأردن وإخراجهم إلى دول المهجر بالاتفاق مع الأمم المتحدة، ومشيراً إلى المهمات الكثيرة والكبيرة الأخرى التي أنجزتها الجمعيات والسكرتارية خلال السنتين والنصف المنصرمة على انعقاد المؤتمر السادس لصالح المندائيين في المهجر. وكان لكلمته صدى استحسان واسع وتقدير كبير للسكرتارية ولدوره البارز في عمل الاتحاد والسكرتارية. ومن الجدير بالملاحظة هنا إن البروفيسور الدكتور صهيب الناشئ قد أشار إلى الشعب المندائي بالعراق وإيران. وهذا الشعب يمتلك لغة مندائية تعتبر من اللغات الآرامية ا لشرقية وهي قريبة جداً من اللغة الآرامية الأم، وهي بالتالي، إذا أخذنا بالتقسيمات التقليدية، فهي لغة سامية. وهناك سعي حثيث لإعادة الاعتبار لهذه اللغة التي أهملت، ولكن شيوخ الدين والمثقفين المندائيين والمندائيات حافظوا عليها. وبدأ الآن العمل المكثف من جانب اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر على التوسع بتدريسهاوفتح مدارس ودورات لهذا الغرض لتعليم الأطفال والكبار بها باعتبارها لغة الدين المندائي أيضاً.  

ثم قدمت السيدة الدكتور ليلى الرومي، وهي الشخصية النسوية العراقية المندائية المناضلة والمعروفة والتي تعرضت للكثير من العذابات في معتقلات الفاشيين البعثيين بسبب نضالها الوطني والنسوي بالعراق بعد انقلاب شباط الدموي في العام 1963، كلمة المرأة المندائية التي تطرقت فيها إلى واقع ومشكلات المرأة المندائية في المرحلة الراهنة ودور منظمة المرأة المندائية في الدفاع عن حقوق المرأة وعن دورها ومكانتها وما أنجز من مهمات خلال الفترة المنصرمة. وجاء في كلمتها التي قدمتها باللغة الإنجليزية بسبب وجود ضيوف أجانب ما يلي: المندائيون يحبون بلدهم، أنهم لا يريدون أن يتركوا وطنهم، المندائيون سكنوا في العراق منذ حوالي ألفي عام. بالقوة والعنف هجروا الديار ، والآن هم منتشرون في كل أرجاء العالم. يسعدني وجود عدد كبير من المندائيات في هذا المؤتمر، وذلك لأن الديانة المندائية القديمة ساوت بين الرجال والنساء. لكل المندائيات الموجودات هنا ، ولغير الحاضرات مؤتمرنا هذا، وللنساء في كل الأوطان
، ولجميع إخوتي المندائيين، أتمنى لكم وقتاً طيباً ، في  هذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار "مستقبل المندائية وديمومتها في قوة مؤسساتها". وقد استقبل الحضور السيدة الدكتورة ليلى الرومي بحفاوة وترحيب كبيرين معبرين في ذلك عن اعتزازهم بتاريخها النضال ودورها المتواصل دون انقطاع في النضال من أجل عراق ديمقراطي وحريات وحقوق إنسان وحماية الشعب، ومنهم الطائفة المندائية.
والجدير بالملاحظة إن حضور النساء من مختلف الأعمار، وخاصة الشابات الناشطات، كان واسعاً نسبياً ومؤثراً في عمل المؤتمر صورة إيجابية، خاصة وإن المرأة تحظى باحترام كبير وتقدير رفيع ومحبة في إطار المجتمع المندائي وبين العراقيات المناضلات في سبيل حقوق المرأة وكان للمرأة المندائية في الماضي وحالياً باع طويل اتسم بالحيوية والجدية والاستعداد التام للتضحية.  

بعد ذلك قدم سكرتير الحزب الاشتراكي السويدي في مدينة لوند كلمة عن حرية الدين وأهميتها لسائر الشعوب وحيا المندائيين في مدينة لوند ونشاطهم في سبيل حرية المندائيين وحقوقهم وحقوق الشعب العراقي كله وثمن جهودهم في هذا المضمار. ثم ألقى ممثل اليسار كلمة مماثلة عن معاناة المندائيين مشيرا إلى أهمية ودور التضامن معهم في الدفاع عنهم وحمايتهم من قوى الإرهاب.بعدها أشار عريفا الحفل السيد صلاح الصگر والسيدة الشاعرة زهور بابل إلى وصول مجموعة كبيرة من التحيات الموجهة إلى المؤتمر السابع لاتحاد  الجمعيات المندائية في المهجر وللمشاركين فيه.

لقد تميزت جلسة الافتتاح بجو احتفالي مهيب وحضور واسع حيث شارك المئات فيها وعكست رغبة صادقة من الحضور في المساهمة والتعبير عن التضامن مع الطائفة المندائية التي تعرضت إلى كوارث كبيرة، رغم روح التسامح التي يتسم بها أتباع الديانة المندائية وابتعادهم التاريخي الكامل عن العنف والقسوة أو العدوان أو الاعتداء على الآخر. إن أبناء وبنات هذه الطائفة الدينية هم من أصل أهل العراق الحبيب وعمرهم فيه يفوق عمر الكثير من القوميات والأمم التي مرت بالعراق أو نزحت إليه وعاشت فيه/ ومنهم العرب. كما أنهم لعبوا دوراً كبيراً في الحياة الاقتصادية العراقية من خلال حرفة الصياغة الفضية التي مهروا فيها وأبدعوا في الكثير من الأعمال الفنية والحلي الفضية وكذلك في صياغة الذهب، كما أنهم كانوا وما زالوا يشاركون في النضال السياسي لصالح بناء دولة مدنية ديمقراطية حرة واتحادية يعيش فيها أتباع جميع القوميات والديانات والمذاهب ويمارسون عقائدهم وطقوسهم الدينية بكل حرية وآمان. والمدن التي يمر بها نهرا الفرات ودجلة هي مسقط رأسهم وتلك التي عملوا وعاشوا فيها قروناً طويلة  مثل مدن العمارة والناصرية والبصرة وبغداد وغيرها تشهد لهم صفاء طويتهم ونقاء تعاملهم العام مع الناس وعلاقتهم الحميمة ببقية العراقيات والعراقيين. إن مياه الفرات ودجلة تشكل لدى المندائيين والمندائيات الرابطة التي لا تنفصم مع الدين ومع الحب والحياة والطهارة, كما إن العلاقة الحميمة الناشئة مع المياه ناشئة عن التعميد الديني الذي يمارسوه عادة في مياه الفرات ودجلة أيضاً. والهجرة القسرية التي فرضت عليهم هي التي
حرمت عشرات ألوف المندائيات والمندائيين من التمتع بمياه الفرات ودجلة وممارسة بعض طقوسهم الدينية في هذين النهرين كما حرموا من دور  العبادة الخاصة بهم والذي يطلق على مفرده بـ "المندي". لسنا نأتي بجديد حين نشير إلى إن المندائيين هم من الجماعات الدينية التي تعرضت إلى الاضطهاد والقمع في عهود الحكم الإسلامي على مدى القرون المنصرمة، وفترات قليلة ونادرة تلك التي تمتعوا بشيء من الحرية والممارسة الطبيعية لطقوس دياناتهم. لم يكن هذا الاضطهاد من جانب الشعب ذاته بل من الخلفاء والسلاطين والولاة والحكام وكذلك من الفئات الحاكمة. ولكن هذا لا يعني إن المجتمع الإسلامي برئ تماما من ممارسة التمييز والتهميش والإقصاء ضدهم، وهي مسألة كانت وما تزال مرتبطة عضوياً بأسلوب التربية الدينية التي تمارسها الفئات المسلمة الحاكمة واتهام جميع من لا يؤمن بالإسلام بـ "الكفر والنجاسة!" ينبغي الابتعاد عنه على أقل تقدير، بل ويستحق القتل!!! وهذا بالضبط ما مارسه ويمارسه حتى الآن أتباع المنظمات الإرهابية الإسلامية السياسية المتطرفة. وما حصل مع اليزيدين على نحو خاص من قتل واسع للرجال، الذين رفضوا الدخول في الدين الإسلامي، وسبي النساء الواسع النطاق الذي  بلغ أكثر من 600 امرأة واغتصاب الكثير منهن وبيعهن في سوق النخاسة، كما كان يجري في عهود الإسلام السابقة وفي فترات من الحكم العثماني كعبيد لم ي حرمه الإسلام حتى الآن. أو ما جرى من قتل أو تهجير وتشريد للمسيحيين والمسيحيات والشبك وتركمان تلعفر الشيعة ... إنها جرائم بشعة. ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تعرض شيعة الموصل إلى الإرهاب كما حصل لأتباع المذهب السني الذين رفضوا التفاعل والتجاوب والتعاون مع هذه القوى المجرمة باسم الإسلام السني المتطرف النابع من أرضية ابن تيمية والوهابيين الأكثر تطرفاً. إن خلاص العراق من هذا الواقع المرّ الذي يعاني منه ليس للمندائيين والمندائيات فحسب، بل ولمجمل الشعب العراقي، لن يحصل إلا إذا تخلص العراق أولاً وقبل كل شيء من النظام السياسي الطائفي القائم بالبلاد، النظام الذي يعتمد المحاصصة الطائفية والأثنية بين أطراف ثلاث هم الشيعة  العرب والسنة العرب والكرُد وعلى
وفق أسس تدوس بإقدامها على مفهوم وهوية المواطنة العراقية الحرة والمتساوية في الحقوق والواجبات وترفع من مفهوم الهويات الفرعية القاتلة في صراعاتها وفي تهميش أتباع الديانات والمذاهب أو القوميات الأخرى. إن الصراع الدار حالياً بالعراق لا ينتهي لخير كل الشعب ما لم يرتقي وعي الشعب إلى فهم وإدراك واقعيين سليمين، إلى القبول والعمل بقاعدة عامة وملزمة هي أن الدين والمذهب يجب أن لا يتدخلا بالسياسة وبشؤون الدولة، بل الدين يكون للفرد أو للجماعة فقط على وفق دينهما ومذهبهما، أي إن الدين للفرد مع الإله الذي يؤمن به لا غير، في حين إن الدولة يجب أن تكون لجميع أفراد المجتمع بغض النظر ع ن دينهم ومذهبهم أوقوميتهم أو معتقدهم الفكري والفلسفي. إنه الطريق الوحيد الضامن لتحقيق السلام الأهلي بين القوميات وأتباع الديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية والفلسفية
في بلد متعدد الديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية والفلسفية.  

وأخيراً كانت الجلسة الأولى للمؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر تظاهرة فكرية تضامنية رائعة وموفقة مع أهلنا من الصابئة المندائيين بالوطن المستباح وبالمهجر القاسي نفسياً وعصبياً وصحياً على كل إنسان يعشق وطنه وشعبه ودجلة والفرات ولكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهات الفكرية والفلسفية. وتجدر الإشارة إلى إن اللجنة التحضيرية للجمعية المندائية بمدينة لوند، التي كانت مسؤولة مع السكرتارية عن التحضير لهذا المؤتمر، قد لعبت دوراً مهما في إنجاح هذه الجلسة وبقية الجلسات فشكراً لها وللتجربة الغنية التي اكتسبها من حضر هذا المؤتمر، وأنا أحدهم