الخميس, 11 شباط/فبراير 2016

الحفاظ على المخطوطات المندائية ، حماية تاريخ وحضارة

  هيئة التحرير

تكمن اهمية المخطوطات ، كونها كتابات مدونة على الواح الطين والرصاص ، بالاضافة الى أواني الاحراز الفخارية ، والتي تحمل بين طياتها نصوص تنقل الينا الخصائص المعبرة عن كل مرحلة من مراحلها التاريخية المهمة ، ذات المضامين التراثية والثقافية والفنية واللغوية ، وهي حصيلة ما خلفه لنا الاجداد من فكر وعلم ومعرفة لحوادث ووقائع الماضي السحيق ، ومن طقوس دينية مكتوبة وموروثة تراكمت بتعاقب الدهور .
فلكل امة من الامم تراثها الذي هو مرأتها العاكسة لحضارتها وعظمتها وعنفوانها تتميز به وعليه تستند لحاضرها ومستقبلها ، وهو ملك غال تعتز به الامم وتتفاخر به وتصونه على مدى الايام ، وتتسابق في الحفاظ عليه والعناية به وتضمن نشره على الملأ .
لذا فان المخطوط عبارة عن كائن حي قابل للتجدد ، فيما اذا وجدت له العناية اللازمة والمعالجة الكافية ، كونه يمرض كما يمرض اي كائن اخر ، لكن امراض المخطوط تكمن في الاهمال ، كونه مصنوع من الورق او الرقوق او الواح الطينية القديمة ، معرض للتلف من الرطوبة والعثة والماء والحريق .
والطرق الحديثة المتبعة للحفاظ على الكتب والمخطوطات القديمة ، من تجليد وترميم للوثائق والكتب والمخطوطات المختلفة .
الطريقة الاولى المتبعة عملية الترميم ، وهذه الطريقة فيها نوع من الصعوبة وتحتاج الى الوقت والى المهارة ، اما الطريقة الثانية : وهي عملية تجديد المخطوط ، عن طريق الاستنساخ اليدوي وبالاقلام ، او التصوير الاكتروني .
ان المحافظة على المخطوطات هي نفسها كيفية المحافظة على التراث القديم الخالد لكل امة .
وقد استحدثت مستشفيات خاصة لمعالجة المخطوطات التالفة كما هو موجود الان في اسطنبول - تركيا او في مكتبة الاسكندرية ، او مكتبة القدس في فلسطين ، وفي قرطاج - المغرب
والعراق زاخر بالمخطوطات التاريخية القديمة ، كما في مكتبة النجف - العراق ، ودار المخطوطات في بغداد ، لكنها بحاجة الى المعالجة والعناية واعادة طرحها بين أيادي العامية .
والطائفة المندائية لها خصوصيتها وتراثها المتمثل بارشيفها ومخطوطاتها الدينية رغم ندرتها وتبعثرها هنا وهناك ، لكن ضروري جمعها ووضعها في مكان حافظ لها ، لتكون مرجع ثقافي عام لمن يريد التعرف على تراثنا الثقافي والديني ، فعندنا بيت المعرفة المندائية المجاور لمندي الطائفة في بغداد ، الذي نطمح منه ان يكون ذي مكتبة عامرة حافظة للمخطوطات المندائية ولارشفة الكتب الدينية القديمة والمنسوخة وللصور الاجتماعية التراثية ، بالاضافة الى متحف مندائي حافظ للرقم الطينية واواني الاحراز المندائية وغيرها من النشاطات والاعمال الفلكلورية الشعبية المندائية ، ومؤسسة حفظ الذاكرة والتراث المندائي في هولندا اوعند الافراد ، في اماكن تواجدها من الصور والمخطوطات القديمة و الحديثة .
لذا فان المخطوطات بشكلها العام تمثل الحصائل من الكنوز التاريخية لحضارة وسيرة حياة وتراث لتلك الامم والشعوب الزائلة منها والباقية الى اليوم ، لذا فان لوزارة الثقافة العراقية ولمنظمة اليونسكو للثقافة والفنون دور كبير في المساهمة الفعالة في احياء هذا التراث المندائي الخالد والمحافظة عليه من الضياع والاندثار والزوال .

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016