• Default
  • Title
  • Date
  • اعلام الاتحاد
    المزيد
    #بيان_استنكارندين ونستنكر الأعتداء الجبان الذي تعرض له مندى الصابئة المندائيين
  • صهيب ناشئ
    المزيد
    فضيلة الريش امة ستار جبار الحلو يشارك باستقبال الرئيس الفرنسي
  • [بغداد-اين]
    المزيد
    دعا رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية، نوفل الناشئ، الرئاسات الثلاث
الأحد, 31 كانون2/يناير 2016

رسالة الى عزيز سباهي

  موسى الخميسي


تحية مندائية طيبة
وبعد
كنت دائما اؤجل هذه اللحظة للكتابة اليك، الى زمن اشعر انك تعافيت من المرض الذي الم بك مؤخرا، وها انت قد تعافيت بسلام فانت زمن لا ينتهي.
انت العراق، مفعم بالحكايات والاساطير والبحث الدؤوب عن الأبدية، وموئل ندى الحروف والكتابة ومهبط الوعود، ومستوطن الروافد والينابيع والخصوبة، بكل جماليات الحلم الذي تأبطته في قلبك ، وبكل الفواجع والانكسارات التي حملتها روحك الابية .
نجحت من جديد وان كنت انت النجاح بماضيك وحاضرك ومستقبلك، ولأنك صاحب الكلام لا تملك سلاحا غير الكلمة لتواجه بها المرض والحزن والانكسار، فانت تظل انسانا يحب الحياة، ويفتنه شغف العيش ككل شخص يعرف للكلمة معنى غير اللغو الذي يطالعنا به كل الباردين على هذه الأرض.
حينما اصابك المرض في الآونة الأخيرة، وخرجت منه معافى،انتبهنا جميعا الى ان من علائم تضامننا وشهامتنا، ان لا تنتكب وتستوحد وانت الرجل المناضل القدير ، في تاريخنا جميعا، الذي اصبح رمزنا ، بدون ان يلغي هذا مسؤولية على عاتق مجتمع ودولة لم تبحث عنك.
انت موطن الحلم والخيال وشاهد صرخاتنا الاولى ومحتضن طفولتنا وتلك البراءات الأولية التي لم نزل نحاكيها ونستنطقها باشعارنا وفنوننا وكتاباتنا ونلجأ اليها كلما هالنا داء الحنين واغلق الحنان نوافذه وابوابه وفجواته بوجوهنا عندما نكابد مرارات الغربة .
من هنا اجدني محملا بحلم مندائي قديم وبرهبة المتخيل اود اكتشافه مرات ومرات كلما اتذكرك وكأنك دجلة بضفتيه ، وكأنك ذاكرة شعب نتداول اخبارها ونعيش عاداتها وطقوسها.
انت ابن سباهي الشاعر، صاحب الحكمة، والرأي السديد الذي كنا في بيتنا المطل على نهر دجلة نحلف باسمه ونحن أطفال صغار.
نروح طيلة النهار وسحابة اليوم نفهرس النيات ونتأمل النخل في تنويعاته الوافرة ونملي تشكيلات الماء والغرين وتدرجات الظلام والنور.
انت الوديع الهادئ ، الطافح بنفسه من اجل الاخرين، وتلك خصال لا تنشأ من اهواء النفس وحدها بل تنشأ من رحم ثقافة وتاريخ، وقد مثلت بحق ثقافة الرفض والاحتجاج ولا زلت سائرا بها الى يومنا هذا ، ورفعت صوتك عاليا، محتجا، لكل ما يمت للتخلف والجهل.
انك حفيد التقدمية وابن عصر يسير بين الوعود والصواعق والاحلام الطيبة لكل الناس، واذ كان كثيرون تزعزعوا في نصف الطريق فانك زدت شيئا بمواصلتك الامينة بقدر ما كانت كل الحروب التي عايشتها تخسف بأحلامنا جميعا.
انت الحالم الذي لم يتخطى بعد ثوريته، كنت ماكنة فكر وماكنة انتاج متواصلة، وكنت ورشة وطاحونة تأكل وتتآكل، الا انها تعطي ما تحتاجه الأرواح من امل.
صحفي وباحث ومؤرخ وفنان، وقبل كل هذا وذاك شجرة عامرة نتفيأ بظل نقاء فكرها واصالتها .
لاتزال الى يومنا هذا تشكل وعدا حقيقيا لكل احلامنا الاولى.
افترست حياتك، منذ ايام الوعي الأول، الإفلاس والمطاردة، وظلت مسيرتك لا تتعب ولا يتعب من حولك من اشاراتك الهادئة لمواطن الخلل ، فكنت واحد من مربينا الكبار.
هل لنا ان ننصفك وانت الميمون النقيبة، مبارك النفس، شريف السجايا ، ممدوح الخصال .
نحن من جيل لم يترك لهم العالم بقية من عدل او انتباه. إلا اننا نود ان نهمس لك ، بان في قلوبنا محبة كبيرة لمواقفك الشجاعة الناصعة ، ما يخلد اسمك عاليا وابدا.
تظل مرتبطا في ابداعك بالمخيلة التي لا تحدها حدود، ما دمت تناهض كليا المواقف والأفكار التي تؤطر وتحدد الحرية.
بقيت ولا تزال منشغل بالتطهر، تغسل نفسك بالتاريخ، مثلما يغسلها بالحاضر، وهذا التطهر بك هو شرفك الذي هو شرفنا جميعا ،وقفت به امام الجميع قادة وعمالا وكادحين وخونة وطغاة، في الحياة اليومية وداخل اقبية السجون، ولم توظف نفسك لدى الحياة ولم تقبل معطياتها الزائفة. فبقيت ابيا.
يا ابا سعد.. انت شاهد امين على التاريخ من خلال تجارب كثيرة خضتها وعجنتها عيانا ومعايشة، انت اكثر الناس حساسية وتوجسا للمصائب التي حلت على الرؤوس العراقية منذ العهد الملكي مرورا بالجمهوري الى الديكتاتوري، وحتى زمن الاحتلال ، حيث ينهمر شلال الدم العراقي غزيرا ليشق الوطن الأعزل، والشعب الأعزل، والذي تزدحم به مواكب الجنازات .
انت الرجل الامتن جسورا مع اماني شعبه، والاوثق صلة بالمستقبل الذي نحلم به جميعا وندافع عن حريته من اجل الحياة، لا من اجل الموت والعتمة، فقد علمتنا بان الحرية هي الحياة، ولايمكن لاحد ان يخنق قاماتنا في الصمت والموت والقمع والقتل. علمتنا بان الدفاع عن الحرية هو دفاع عن وجودنا، عن التراب والهواء والبشر والحجر، وعن الجلد والفضاء، عن العيون الممتلئة بالدموع والاحلام والدم، عن الحرية التي يسكنها امان الحرية وقلقها.
فأحببناك، واعتبرناك رمزا لنا جميعا.

إستفتاء الجمعيات والنوادي

برأيك ماهو اهم مشروع للأتحاد

الأحصاء العام للمندائيين في العالم - 2.5%
بيت المعرفة المندائية - 1%
تطوير وسائل الأتصال والمعلومات الألكترونية - 3.7%
مشروع الأيادي البيضاء لمساعدة اللاجئين - 1.4%
ابنائنا في جيوبنا - 0.3%

Total votes: 984
The voting for this poll has ended