• Default
  • Title
  • Date
  • د. تحسين عيسى السليم
    المزيد
    Starving Cancer Cells, scientific fact or science fiction هل خلايا
  • د. عبد الهادي صالح
    المزيد
    DVT Deep Venous Thrombosisقد تحدث لكثير من الناس . خطورتها تكمن
  • د. عبدالهادي صالح
    المزيد
    شكوى معظم الناس من كلا الجنسين ، ممكن أن يصيب أي
  • د. تحسين عيسى السليم
    المزيد
    Breast cancer, a tame lamb or a fierce beast?سرطان الثدي
السبت, 02 أيار 2015

مشاكل الغدة الدرقية والحَمِل

  د. مزاحم مبارك مال الله
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

للغدة الدرقية وهي غدة صمّاء، مشاكلها متعددة وتمتد تأثيراتها الى كافة
أعضاء وأجهزة الجسم، وهي جزء من منظومة الغدد التي تفرز الهرمونات في
الجسم ،هذه الهورمونات (جميعها) تعمل وفق نظام دقيق جدا وتكون في الجسم
السليم المعافى في حالة توازن تام، بحيث إذا ما حصل اي خلل في هذا التوازن
ومهما كان بسيطاً ،فان نتائجه ستظهر في العضو المعني بأي صورة او شكل.

تقع الغدة الدرقية أسفل الرقبة من الجهة الأمامية وفي مقدمة القصبة
الهوائية، وتتألف من فصين أيمن وأيسر أبعاد كلٍ منهما 2x4 سم يربط بينهما
جسر أبعاده 2x2 سم ويبلغ وزنها حوالي 15 غرام، تفرز الغدة الدرقية هورمون
الثايروكسين (T4) الذي يدخل في العمليات البايوـ كيمياوية المعقدة في داخل
الجسم وكذلك في كل الأفعال الحيوية الأخرى، فهو الهورمون الأهم لنمو
الأنسان منذ ان يكون جنيناً في الرحم وحتى مماته، ولا يمكن لأي إنسان ان
يحيا بدونه.

وحينما يدخل هورمون الثايروكسين الى خلايا الأنسجة المختلفة فأنه يتحول
الى هورمون الـ T3.

نسيج الغدة عبارة عن جريبات مليئة بمادة معظمها بروتين يُطلق عليه
الكلوبيولين الدرقي الذي يحتوي على عنصر اليود.

ولما كانت تأثيرات هذين الهورمونين بكافة الاتجاهات فأنهما يتداخلان مع
عمل الهورمونات المختلفة الأخرى ومنها هورمونَي الاستروجين
والبروجستيرون المسؤولان عن الحمل والإنجاب.

الغدة الدرقية تتعرض الى الكثير من الأمراض(** ان الأعراض والعلامات
تتفاوت في حدتها وشدتها كما نتوقع أن تكون مختلفة بين حالةٍ وأخرى وليس
بالضرورة ان تكون جميعها مجتمعة لدى مريضة واحدة لذا فليس كل الحالات
متطابقة)، وأكثرها شيوعاً هما:

1. فرط نشاط الغدة.

2. قصور الغدة.

وفي كلتا الحالتين يحصل خلل في توازن هورمونات الخصوبة ،والتي تنتج ما
يلي:

1. عدم انتظام الدورة الشهرية.

2. اضطرابات في الإباضة ،(هناك حالات تكون الدورة الشهرية منتظمة ولكن
لا توجد إباضة).

3. صعوبة حصول الحمل، لكن لا يمنعه وستجري كل الأمور بشكل طبيعي في
حالة المعالجة والمتابعة.

4. في حالة حصول الحمل تبقى مشكلة اكتمال الحمل الى نهايته(اي هل يحصل
إجهاض او يموت الجنين في الرحم او ولادة مبكر).

فرط نشاط الغدة الدرقية

تصاب النساء بفرط نشاط الغدة الدرقية عشرة أضعاف إصابة الرجال بها، وتعاني
المرأة من صعوبة في حصول الحمل وكذلك تعاني من استمرار الحمل في حالة
حدوثه، ان السبب الرئيس لحصول هذه الحالة هو ظهور أجسام مضادة من داخل
الجسم ضد الغدة الدرقية نفسها ،وأن ظهور هذه الأجسام يعني هناك خلل في
الجهاز المناعي ويُطلق على هذه الحالة مرض كريف، كما ان المصابة تعاني من
فقدان الوزن والشعور بالحر مع تعرّق إضافة الى تسارع ضربات القلب (خفقان).

قصور الغدة الدرقية

تحصل هذه الحالة جراء تراجع الغدة في إنتاج هورموناتها فيعمل الهورمون
المحفز للغدة والذي يُفرز في الغدة النخامية على تعويض هذا النقص وان
زيادة إفراز هذا الهورمون سيعرقل حصول الحمل.

وأهم أسباب خمول او قصور الغدة هي:

1. خلل الغدة النخامية والغدة تحت الماهاد(والغدتان موجودتان في
الدماغ).

2. مشاكل في الغدة الدرقية نفسها.

3. نقص اليود في الطعام والشراب.

4. بعض الادوية وخصوصاً تلك التي تحتوي على الليثيوم.

5. هورمون الثايروكسين نفسه يواجه مناعة من قبل أنسجة الجسم المختلفة.

6. تداخل جراحي سابق ادى الى رفع كلي او جزئي من الغدة نفسها.

فالمصابة تعاني نقص الشهية للطعام وبنفس الوقت هناك زيادة بالوزن جراء
تجمع السوائل وزيادة نسبة الدهون، الشعور بالتعب والإجهاد والميل الى
النوم خاصة أثناء النهار، قلة التركيز مع وجود تشوش فكري ،زيادة الشعور
بالبرد، آلام بالمفاصل والعضلات ،تكسر الأظافر،تساقط الشعر إضافة الى أنه
باهت وخشن وضعيف، تأخر في البلوغ ،اضطرابات الدورة الشهرية والمتمثلة أما
بوجود نزف او قلة ظهور الطمث او عدم ظهوره.

يرافق قصور الغدة الدرقية ارتفاع بمستوى هورمون الحليب(البرولاكتين) والذي
يمنع حصول الحمل ،كما إن احتمالية الإصابة بتكيس المبايض تزداد في حالة
قصور الغدة الدرقية.

حينما يحصل الحمل

في أول ثلاثة أشهر من الحمل يكون الجنين غير قادر على إنتاج هورمون
الثايروكسين ذاتياً فيحصل عليه من الأم لذلك فالكمية المطلوب إنتاجها
تزداد أثناء فترة الحمل مما يزيد من إحتمالية حصول قصور الغدة ،فيحصل نقص
في نشاط الغدة مع تورمها ،ويطلق على هذه الحالة : "تورم الغدة في الحمل".

ولكن بعد الشهر الخامس يستطيع الجنين تكوين الهورمون ولكن بكميات قليلة
فيعتمد على أمه في توفير اليود اللازم لإنتاج الهورمون في جسمه.

واثبتت الدراسات ان الحوامل اللاتي يعانن من مشاكل في الغدة الدرقية وبدون
علاج أو لم تكن مستويات الهورمونات بحدودها الطبيعية ،فأنهن سيواجهن بعض
المصاعب ومنها:

· ارتفاع ضغط الدم(تسمم الحمل)

· إنفصال المشيمة المبكر

· الولادة المبكرة

· قلّة وزن الوليد

· ارتفاع مستوى السكر

· فقر الدم

· نزف ما بعد الولادة

· وكل هذه المشاكل سترفع من نسبة احتمالية إجراء العمليات
القيصرية.

إن فرط الغدة له نفس التأثيرات تقريباً على الحمل والحامل والجنين.

وفي جميع الأحوال فالحامل التي تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية يجب ان
تكون ضمن دائرة الرعاية الخاصة وتحت الإشراف الطبي المباشر.

إن تشخيص الحالة مهم جداً ومن جملة الفحوصات التي يجب إجراؤها اضافة الى
فحص مستوى الهورمونات بالدم، فهناك الفحص باليود المشع والذي لا يجوز
اجراؤه بعد الشهر الثالث من الحمل.

كما ان أحد وسائل العلاج هو باليود المشع أيضاً والذي لا يجوز استخدامه
بعد الشهر الثالث كذلك.

** هناك حالة إلتهابية خاصة بالغدة الدرقية تعرف بـ "هاشيموتو" تشخيصها
يتم بمعرفة وجود مضادات الغدة في الدم TPO.

اما ما بعد الولادة:

فالرعاية تشمل الأم والوليد ،حيث تحصل تغيرات مهمة في الجهاز المناعي للأم
يجعل غدتها الدرقية تعاني من القصور ويطلق على هذه الحالة بـ "إختلال
الغدة ما بعد الولادة" وهي تزول بعد فترة بسيطة، ولكن في حالات قليلة تتخذ
هذه الحالة مساراً مزمناً، لذا يتوجب الإستمرار في إجراء الفحوصات
المختبرية.

اما بالنسبة للوليد فأن كل الأدوية المنشطة أو المثبطة للغدة فهي تصل الى
الجنين، لذا بات من الضروري الإهتمام بوزنه إضافة الى معرفة مستوى
الهورمون لديه.

ان زيادة نشاط الغدة يصل الى الجنين فربما يسبب الإجهاض او نقص بالوزن
ولكن لا يتسبب بالعيوب الخلقية ،لكن ربما تنتقل المضادات المسببة لزيادة
نشاط الغدة TSI فتظهر لديه بعد الولادة بمدة اسبوعين زيادة بالوظائف
فتنعكس على شكل :

· زيادة الحركة والبكاء

· عدم الرغبة بالرضاعة ونقصان الوزن

· هبوط وظائف القلب

· تضخم الكبد والطحال

· وفي حالة عدم العلاج فنسبة الوفاة تصل الى 30%

الحالة يتم علاجها خلال 12 أسبوع فتختفي تلقائياً.
وفي الطب الحديث أصبح تحليل الدم لمعرفة مستوى هورمون الغدة والهورمون
المحفز لها ،من جملة التحاليل الروتينية للاتي يقبلن على الزواج وإنجاب
الأطفال.

الدخول للتعليق