• Default
  • Title
  • Date
  • د. تحسين عيسى السليم
    المزيد
    Starving Cancer Cells, scientific fact or science fiction هل خلايا
  • د. عبد الهادي صالح
    المزيد
    DVT Deep Venous Thrombosisقد تحدث لكثير من الناس . خطورتها تكمن
  • د. عبدالهادي صالح
    المزيد
    شكوى معظم الناس من كلا الجنسين ، ممكن أن يصيب أي
  • د. تحسين عيسى السليم
    المزيد
    Breast cancer, a tame lamb or a fierce beast?سرطان الثدي
الإثنين, 03 حزيران/يونيو 2013

ظاهرة التوحد عند الاطفال

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

يلقى الطفل منذ الولادة في عباب الحياة ، وهو غير مجهز للاستمرار في البقاء وبحاجة ماسة الى من يساعده ويمد له يد العون حتى يصلب عوده ، فالطفل الرضيع تنحصر كل فعالياته حول جهازه الهظمي وما يتصل به من وظائف حيوية ، حتى في سن الطفولة الاولى ومرحلة الدخول الى رياض الاطفال او المدرسة الابتدائية تعرضه لمشكلات جديدة تتطلب منه تكيفا جديدا قد ينجح فيه او يخفق ، فيحتاج بالتالي الى الرعاية التامة من قبل والدية اواقرانه ، قد يتعرض الطفل الى ضرب من الهون في السلوك يجعله غير متلائم مع البيئة التي يعيش فيها كأن تبدو عليه علامات الضعف في نضجه الانفعالي وهو في كل ذلك بحاجة الى من يرشده ويساعده ويوجهه

.
التوجيه الذاتي بصورة عامة يعني ، مجموع الخدمات التي ترمي الى مساعدة الطفل على فهم نفسه بداً ومن ثم فهم مشكلاته التي يتعرض لها من حوله ، ومن بلوغ اقصى ما يمكن ان يبلغه من نمو وتكامل نتيجة للحالة النفسية والاجتماعية التي يتعرض الطفل في بداية حياته .

هذا العنوان قد يؤخذ للوهلة الاولى على انه موضوع طبي بحت ، لكن بالاساس هو موضوع تربوي نفسي لانه يتعلق بالدرجة الاولى بسلوكية الطفل البيتية والاجتماعية وعن مدى تقبله لها وعن كيفية استيعابه للامور الحاصلة من حوله وكيفية التعامل معها بالشكل المطلوب ، ومدى انعكاسها على حياته في المستقبل ، اضافة الى استخدام الطب النفسي في العلاج السلوكي الفردي .

تعرف ظاهرة الذاتوية او ما تسمى ب ( التوحد ) عند الاطفال بانها : ( انصراف الطفل الى افكار ذاتية ، واحلام يقظة واوهام ، مع الابتعاد عن الواقع ، وعدم القدرة على التواصل العاطفي والاجتماعي ، فضلا عن تدهور اللغة او غيابها ، هذا مصحوب باهتمام الطفل المكثف بشيء محدد ، وافتقاد تجاوبه للاوامر ، وطغيان تفضيل ذاته على ما في محيطها ، مما يسبب انعزاله ، وعزلته ، وظهور اضطرابات سلوكية وعصبية ، وحركات لا ارادية تتكرر الياً ) .

وكان الطبيب النفسي الامريكي الجنسية ليو كانر ( Leo Kanner ) قد اطلق لفظ أوتيزم ( Autism ) ( التوحد ) المشتق من الكلمة اللاتينية ( Autos ) وتعني : الذات - النفس ، وتبين هذه الحالة المرضية تحدث عند الطفل تدهور واضح في النمو الارتقائي ينعكس سلبا في صورة اختلال وتاخر في نمو الوظائف الاساسية المرتبطة بمهارات التواصل الاجتماعي واللغوي ، وعدم المرونة في التفكير السليم والسلوك ، وفقدان القدرة كذلك على التخيل ، وقد يشتمل تدهوراً في قدرات الانتباه ، والنمو الحركي ، والادراك الحسي ايضاً.

عادة ما تظهر الذاتوية اي الاعاقة الغامضة ، خلال السنوات الثلاث الاولى من عمر الطفل ، وقد تظهر المشكلة خلال السنة الاولى في نحو 70-80

% من المصابين بها . اما الباقي فيكون نموهم بصورة طبيعية ، ثم يتراجعون فيما بين سن الثانية والثالثة ، كاستخدامهم بعض الكلمات ، والسلوكيات الاجتماعية .وقد وجدوا من ذوي الاختصاص ان هذه الحالة متواجدة في الذكور اكثر منها عند الاناث بنسبة 1:4 . وتعتبر الذاتوية جرس انذار مبكر عندما لا يصدر الطفل اصوات المناغاة كغيره من الاطفال الاسوياء ، او يواجه صعوبات في النوم ، او ضعف في الاستجابات الحسية كالحرارة او مصادر الالم ، او يكون اكثر حساسية من غيرة لحالة اللمس ، او اقل من المعتاد للالم او النظر او السمع او الشم ، وعدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه ليبدوا كانه اصم ، لكنه في ذات الوقت قد يستجيب لاصوات اخرى تصدر من حوله كصوت لعبة ما ، او ما يصدر عن فتح غطاء علبة مشروب ، كما لا يوجه بصره الى والديه ، او الى الاخرين ، والاشياء من حوله ، ولا يرفع ذراعيه الى الاعلى لكي يحمله احدهم ، ويقل اهتمامه بالاشخاص المحيطين به ، او انه يغفل وجودهم ، ويبدوا كانه يعيش في عالم خاص ، او كأن يوجه بصره الى نافذة واحدة او يتعمد الى رفع اصابعه امام الضوء ، او الدوران حول نفسه ، كما انه لا يستجيب لابتسامة الغير بمثلها ، مع صعوبات في فهم انفعالات وعواطف الاخرين ، كما انه لا يشارك الاخرين بالالعاب البسيطة التي يحبها الاطفال من حوله ، وقد يتشبث باشياء محددة مكررا طريقة اللعب ، ومفتقدا القدرة على التخيل او اللعب التمثيلي . ان تاخر الكلمات البسيطة ، وعن بلوغه عامين قد بستخدم جملا مكونة من كلمتين ، قد تتطور المهارات الاجتماعيىة واللغوية الطبيعية لدى فئة قليلة منهم بنسبة 10- 25% ، ثم تتعرض تلك المهارات لفقدان مفاجىء للغة بلوغ عام ونصف العام تقريباً .
ان من اهم الاسباب لحالة التوحد هي العوامل الجينية الوراثية باعتباره مرشح رئيس لتكون السبب المباشر ، ومازالت تتواصل البحوث لمعرفة مسئولية الجين المسبب للمشكلة ، ومن الملاحظ تزايد نسبة الاصابة بين التوائم غير المتطابقين ، ان التوأمين المتطابقين يشتركان في التركيبة الجنيية نفسها .

وهناك اسباب تتعلق بالتفاعلات الكيميائية الحيوية والوظيفية بالمخ ، واضطراب بالجهاز العصبي المركزي . يعتقد بعض علماء النفس التربوي ان العوامل التي تسبب تلف بالمخ ، قبل الولادة او اثنائها او بعدها ، تهيىء لحدوث المشكلة مثل اصابة الاًم بالحصبة الالمانية ، ونقص الاوكسجين اثناء الولادة والتهاب الدماغ ، وقد اشارات الدراسات الى مضاعفات ما قبل الولادة اكثر لدى الاطفال الذاتويين عن غيرهم .

وهناك عوامل اخرى منها الملوثات البيئية ، كالمعادن السامة كالرصاص والزئبق ، ونقص قدرة الجسم على التخلص من السموم والمعادن السامة والتعرض المتكرر لمسببات الامراض والالتهابات كالفيروسات مما يسبب زيادة تكاثر الفطريات والبكتريا في الامعاء ، والاستعمال المفرط للمضادات الحيوية عند كل نازلة ، وضعف المناعة ، ونقص الفيتامينات والمعادن وضعف التغدية بشكل عام ، وزيادة الحساسية ونقص مضادات الاكسدة ، نقص الاحماض الدهنية الاساسية ، وهناك عومل مشتركة مابين الاسباب العصبية والبيئية .

ان اهم الوسائل الوقائية لحالة التوحد ، على الام اخذ الاحتياطات خلال فترة الحمل والمراجعة الدورية للطبيب والابتعاد عن كل ما يؤثر سلباً في الجنين . الكشف على الطفل في مرحلة مبكرة ( عامين مثلا ) ، ومن الاهمية بمكان تعاون الاهل والمدرسة في كشف اي عارض مبكر ، وينبغي ان يكون الاهل ومعلمات رياض الاطفال على دراية عامة بمشكلة الذاتوية عند الاطفال ، حتى يتم اكتشافها مبكرا وتحويلها الى الاختصاصيين في هذا المجال ، ويشمل العلاج لهذه الحالة المبكرة بتطبيق طرق العلاج ذات نشاطات تعليمية خاصة بالطفل ، وجلسات التخاطب ، مع تنظيم بيئته ، وهناك تدخل طبي حيوي ، والعمل على تنظيم البئية المناسبة وتنظيم الوقت للنشاطات المختلفة عبر استعمال جداول مصممة حسب قدرات الطفل الادراكية ، وهي جداول نظرية على مستوى الاشياء والمجسمات على الجداول ، مثل تعليق طبق صغير من البلاستك لوقت الاكل ، تعليق كأس لوقت الشرب .. الخ ، وهناك جداول على مستوى الصور الفوتوغرافية وكذلك على مستوى الرموز ، ومستوى الكلمات ، هناك امكان للتدرج من مستوى الى اخر وفق تقدم قدرات الطفل . ان تقوية الجانب اللغوي يتم عمل جلسات التخاطب ، كما يعمل الان في اوربا لاطفال المدارس دون السن المتقدمة ، حيث يستعملون البطاقات الملونة لتعليم الطفل الكلمات والجمل ، كما يستطيع الاباء والامهات عمل جلسات لأبنائهم اضافة لجلسات المختص ،يمكن تجميع صور الازمة سواء بقصها من المجلات او شرائها جاهزة ، وهناك بطاقات على شكل مجموعات مثل مجموعة الطعام ، ومجوعة الاشياء ، صور للمطابقة ، صور متسلسلة على هيئة قصة قصيرة ، أشرطة لمختلف الاصوات مثل راصوات الحيوانات او اشياء ، وتستعمل للادراك الحسي السمعي . وطريقة التدريب على التكامل السمعي وتقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء عن طريق عمل فحص سمع اولا ، ثم يتم وضع سماعات على الاذن بحيث يستمعون الى موسيقى تم تركيبها بشكل رقمي ( ديجتال ) بحيث تؤدي الى تقليل الحساسية المفرطة او زيادة الحساسية في حالة نقصها . وهناك طريقة معالجة عن طريق برنامج الكمبيوتر ، وهذا البرنامج يعمل على تحسين المستوى اللغوي والاستماع والانتباه عند الطفل الذاتوي ، وتقوم فكرته على وضع سماعات على اذن الطفل القادر على الجلوس امام شاشة الكمبيوتر دون وجود عوامل سلوكية ويلعب ويستمع للاصوات الصادرة من هذا اللعب . المعالجة عن طريق التداخل الطبي الحيوي وهذا يقوم بمعالجة بعض المشكلات الصحية بعد الكشف عنها بواسطة التحاليل المختبرية ، مثل معالجة مشكلات الجهاز الهظمي حسب وصفة الدكتور المختص . هنالك حالة مهمة لدى اليافعين يجب ملاحظتها عند كلا الجنسين الزامهم قدر الامكان بجدوال خاصة عند منابعة التلفزيزن او جهاز الكومبيوتر لما لهما من دور كبير في زيادة ظاهرة التوحد لدى الاطفال او عند اليافعين ايضا .، وهناك خبر جديد نشر مؤخرا من على موقع ( ) يقول كشف علماء امريكيون عن وجود دواء يساعد على علاج مرض التوحد سيتم اختباره على الاطفال الذين يعانون من هذه الحالة ، وتشير النتائج الاولية الى ان الدواء الذي يستخدم بالفعل في علاج حساسية النوم صحح اعراض مرض التوحد لدى الفئران حيث يقوم هذا الدواء بتصحيح مسارات اتصالات المخ الخاطئة والاشارات من خلية الى خلية اخرى ويعتقد بان هناك تاثيرات ايضية تكمن وراء هذا الاضطراب ، وقد اوضح العلماء ان دواء سورامين يستهدف نظام التراسل بين الخلايا التي تنتج استجابة للاجهاد الايضي وفقا للنظرية الجديدة يرتبط التوحد بقوة بهذا المساروالمعرفة بأسم الاشارات العصبية ، ختاما ادعو لاطفال العالم عامة ولاطفال المندائيين خاصة الصحة والعافية والسلامة الدائمة مع ارق تحياتي .

المصادر

1-د. ناصر احمد سنه / كاتب واكاديمي مصري

2- منظمة الصحة العالمية

3- موسوعة الاوكيبيديا العامية

4- مجلة افاق علمية وتربوية

5- مجلة العربي الكويتية

الدخول للتعليق