• Default
  • Title
  • Date
السبت, 29 آذار/مارس 2014

ملحمة كلكامش

  ثائر صالح

هو عنوان العمل الموسيقي الذي كتبه الموسيقار الجيكي بوهوسلاف مارتينو (1890-1959). والعمل مكتوب بشكل الأوراتوريو، وهو شكل موسيقي درامي ديني في الأصل مكتوب لصالة الموسيقى أو الكنيسة في مقابل الأوبرا التي تكتب لتقدم على المسرح، ويستعمل قالب الأوراتوريو لتقديم أعمال درامية غير دينية كذلك.

ومارتينو مؤلف غزير الانتاج، له ست سيمفونيات و15 أوبرا و14 باليه وعدد كبير من أعمال للاوركسترا والأغاني وغير ذلك. انتقل إلى باريس وهو شاب، ثم تركها في 1941 إلى الولايات المتحدة هرباً من الاحتلال النازي، ثم عاد إلى أوروبا في 1953. مال في بداية حياته إلى التجريب وسرعان ما طور لنفسه اسلوباً خاصاً مشابهاً لاسلوب سترافنسكي المعروف بالكلاسيكية الجديدة، وطعّمه بالموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز.

ألف مارتينو اوراتوريو ملحمة كلكامش في 1954-1955 وكتب النص الجيكي بنفسه استناداً إلى الملحمة. والعمل مكتوب لاوركسترا وكورس بأربعة أصوات وأصوات منفردة (الراوي، باص، تينور، باريتون وسوبرانو)، مع بيانو وهارب (قيثارة). يقع الاوراتويو في ثلاثة أجزاء، يتحدث الجزء الأول عن لقاء كلكامش وإنكيدو وصراعهما ثم صداقتهما، والجزء الثاني يصف موت انكيدو وأسى كلكامش، والثالث عن  تلهف كلكامش لمعرفة ما الذي يدور في العام الآخر بعد لقائه روح خلّه إنكيدو الذي يكرر "رأيت، رأيت"، دون أن نعرف ما الذي رآه. يمتاز العمل بالأجواء الغامضة والغريبة ويأخذنا إلى أجواء سحيقة في القدم بفضل الدور الهام الذي يلعبه الكورس والتآلف الموسيقي المستعمل، وتسهم اللغة الجيكية في إضفاء نكهة غير معتادة.

كان مارتينو مؤيداً للمقاومة ضد الاحتلال النازي، وقد ألف سنة 1943 عملاً أوركسترالياً لذكرى جريمة تدمير قرية ليديتسه من قبل النازيين بعد اغتيال راينهارد هايدريش من قبل رجال المقاومة. ألف كذلك أوبرا بعنوان "باسيون يوناني" عن قصة للكاتب اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس.

 

اوراتوريو ملحمة كلكامش

http://www.youtube.com/watch?v=8clFm_bvj1s

 

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد