• Default
  • Title
  • Date
السبت, 21 حزيران/يونيو 2014

رابسوديا منتصف الصيف

  ثائر صالح

تحتفل شعوب شمال أوروبا، على الخصوص في سكندنافيا، بليلة منتصف الصيف بشكل واسع، في حوالي 23 حزيران من كل عام. وترتبط المناسبة كذلك بيوم ميلاد بيوحنا المعمدان حسب التقاليد المسيحية المختلفة، مع أن جذور هذا العيد وثنية تمتد إلى قرون طويلة قبل ظهور وانتشار المسيحية. ونهار هذا اليوم هو أطول نهار في السنة كما نعرف، ولا تغيب الشمس في هذه الأيام في بعض مناطق أقصى الشمال، وعلى العموم تكون الليالي مضيئة لأن الشمس تبقى تنير السماء حتى بعد غروبها.
وقد اعتاد السويديون نصب عمود مزين بالزهور والأشرطة الملونة بألوان العلم السويدي يمثل شجرة، يطوفون حوله راقصين وهم يغنون الأغاني الشعبية الخاصة بهذه المناسبة. وغالباً ما يرتدون ملابسهم الشعبية التقليدية الجميلة. ويمتد الاحتفال حتى ساعة متأخرة من النهار الطويل. وهذا ما يصوره لنا الموسيقي السويدي هوغو آلفين (1872-1960) في عمله "رابسوديا سهرة منتصف الصيف" (1903) الذي يعد أشهر أعماله، خاصة بعد استعمال ألحانه الرئيسية في عدد من الأغاني والأفلام في أوروبا وأمريكا. والرابسوديا أو الرابسودي هو عمل موسيقي يتألف من حركة واحدة يتميز بقوة العواطف وربما بتناقضها أيضاً، قد يستعمل فيه المؤلف الحاناً مرتجلة ويبني عليها الموسيقى بشكل تنويعات مختلفة لوناً ونغماً.
وآلفين عازف كمان ومؤلف يعد أهم المؤلفين السويديين، وقائد اوركسترا مقتدر، وعرف كذلك بكونه رسام أكواريل (الألوان المائية) وكاتب وضع سيرته الذاتية بأربعة مجلدات. درس الموسيقى في ستوكهولم ولايبتسيج بألمانيا، وبدأ بقيادة الفرق الموسيقية في جولات عديدة قام بها في أوروبا. أصبح مديراً للموسيقى في جامعة اوبسالا العريقة وكان يقود كورس رجالي أثناء عمله هناك بين 1910-1939. ألف خمس سيمفونيات وثلاث رابسوديات وعدد كبير من الأغاني للكورس الرجالي .

هوغو آلفين: رابسوديا سهرة منتصف الصيف
http://www.youtube.com/watch?v=yrUFF8MM2RI

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد