• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014

نشيد الثورة الفرنسية

  ثائر صالح

لم يشتهر نشيد في التاريخ مثل نشيد الثورة الفرنسية المعروف بالمارسييز. وقصة تأليف النشيد تقول أن ضابطاً مهندساً فرنسياً أخذته الحمية في يوم إعلان الحرب على النمسا في 24 نيسان 1792، فألف كلود جوزف روجيه دو ليسل (1760-1836) النشيد وغناه في تجمع كان يضم عمدة ستراسبورغ وضباطاً وأعيان المدينة، وكان اسم النشيد "نشيد حربي لجيش الراين" في الأصل، وستراسبورغ تقع على نهر الراين كما نعلم. لكن هذا النشيد وبسبب طبيعته الحماسية وجمال لحنه وكذلك سهولة حفظه، انتشر بين الناس بسرعة. وقد أحب الباريسيون النشيد على الفور عندما سمعوه للمرة الاولى يؤدى أثناء الاحتفال بوصول جماعة المتطوعين من مدينة مرسيليا، فأصبح يعرف باسم نشيد المرسيليين، اختصاراً "لا مارسييز" باللغة الفرنسية.
غدا هذا النشيد النشيد الوطني الفرنسي رسمياً في 14 تموز 1795، وهو نفس النشيد لحد اليوم، مع فترات انقطاع بسيطة خلال حكم لويس الثامن عشر وشارل العاشر. لكن مؤلفه الضابط دو ليسل لم ينل حظاً من الشهرة بسببه، فقد ضاع حقه في زحمة الأحداث والحروب التي جرت، وفي معمعة تحول نابليون إلى دكتاتور فرنسا الأول. في الحقيقة لم يكن دو ليسل مؤلفاً موسيقياً ولا يعرف عنه تأليفه أي عمل آخر سوى هذا النشيد الخالد. ويقال أنه توفي في ستراسبوغ فقيراً. أصبح المارسييز لاحقاً نشيد الحركة الثورية العالمية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كما اعتمدته كومونه باريس نشيداً رسمياً لها في 1871.
وزع أكتور برليوز النشيد للاوركسترا ومغني منفرد وكورس بعد ثورة سنة 1830 التي أقصت الملك شارل العاشر، ووضع فرانس ليست نسخة للنشيد على البيانو في 1872، واستعمل النشيد كثيراً في الموسيقى والاوبرا الاوربية، للاشارة إلى أحداث ثورية مثلاً. كذلك استعمله جايكوفسكي في افتتاحية 1812 التي خلد فيها هزيمة جيش نابليون أمام الجيش الروسي وشتاء روسيا. كما استعمله روسيني وفيردي في الأوبرات التي كتباها.

برليوز: المارسييز بأداء بلاسيدو دومينغو


توريع فرانك ليست على البيانو

إلى اللقاء الاسبوع القادم

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد