• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014

عشق الشاعر

  ثائر صالح

 

هو عنوان سلسلة من الأغاني كتبها الموسيقار الألماني العبقري روبرت شومان سنة 1840 باستعمال أشعار الشاعر الألماني الكبير هاينريش هاينه التي صدرت في مجموعته الشعرية "كتاب الأغاني". تتألف السلسلة من 16 أغنية كتبت لمغني منفرد بمصاحبة البيانو وفق شكل الأغنية الفنية المعروف باللغة الألمانية "لِيْد"، وهو الشكل الذي طوره شوبرت من قبل ورفعه إلى مرتبة متقدمة كواحد من الأشكال الموسيقية الرئيسية في القرن التاسع عشر.
عاش روبرت شومان بين 1810-1856 وكان عازف بيانو بارعاً ومؤلفاً مجدداً وناقداً موسيقياً مهماً، يعتبر من أعظم الموسيقيين الرومانتيكيين ولعله أهمهم. تزوج من كلارا فيك ابنة استاذه، وهي بدورها مؤلفة موسيقية مهمة وعازفة بيانو مجيدة اشتهرت باسم كلارا شومان، تشهد أعمالها اليوم رواجاً كبيرا.
لم يؤلف شومان سوى أعمالاً للبيانو لغاية 1839، إذ كان يسعى ليصبح أفضل عازف بيانو في وقته. ألا أن إصابة يده أثناء استعماله ماكنة زعم أنها تزيد من قدراته على العزف قضى على حلمه هذا، فتوجه للتأليف الموسيقي. ألف في كل الأشكال الموسيقية المعروفة آنئذ، ومنها الأغاني الفنية، وقد ألف في سنة 1840 لوحدها أكثر من 130 اغنية، لذلك أطلق عليها اسم سنة الأغاني. كانت سلسلة عشق الشاعر التي بلغ عدد أغانيها عشرين اغنية في الأصل ضمن مؤلفات هذا العام العجيب، وقد أنجز تأليفها في الأيام الأخيرة من شهر أيار. ومن الطريف أن عنوان الأغنية الأولى في السلسلة هو "في شهر أيار الجميل". واستمر شومان يصقل في هذه الأغاني العشرين ويعدلها حتى صدور طبعة 1844 التي احتوت على 16 اغنية فقط

.

الأغاني الأربع الأولى من السلسلة بصوت المغني ديترش فيشر-ديسكاو مع العازف جيرالد مور على البيانو في حفل سجل سنة 1956 في زالتسبورغ بالنمسا:



إ

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد