• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 05 تشرين2/نوفمبر 2015

كونشرتو الكمان لبيتهوفن

  ثائر صالح

كتب بيتهوفن كونشرتو الكمان الوحيدة في 1806، بطلب من العازف فرانس كلمنت. وقد تأخر بيتهوفن في تدوين الكونشرتو رغم اتمامه تأليفها في مخيلته، فجاء العزف الأول للعمل في 23 كانون الأول 1806 بدون تمرين مسبق. لم ترق الكونشرتو للنقاد واعتبروها مغالية في التجديد وانتقصت روحية بيتهوفن التي اعتادوها في أعماله السابقة. لهذا اهملت الكونشرتو ولم تأخذ موقعها الطليعي في تراث كونشرتات الكمان إلا بعد إحيائها من قبل العازف المجري الماهر يوجف يواخيم (1831 – 1907) سنة 1844، عندما كان لا يزال في عمر الثانية عشرة. أخذ النقاد يعتبرونها ملكة كونشرتات الكمان منذ ذلك الحين، لا تنافسها سوى قلة من كونشرتات الكمان، منها تلك التي ألفها مندلسون وبرامز.
تطلب عزف العمل مهارات فائقة من العازفين وقت تأليفها، ولا تزال تعد من الأعمال الصعبة اليوم أيضاً بسبب الحاجة إلى إبراز العمق العاطفي للألحان وأدائها باستعمال كل امكانيات الكمان لجعله "يتكلم" ناطقاً بما تقوله الموسيقى. وهناك توازن بين أدوار وأهمية الكمان والأوركسترا في كل العمل. بعد ثلاث ضربات على الطبل الكبير تمهد المقدمة التي تعزفها الأوركسترا للكمان الذي يبدأ بإداء جمل موسيقية صعبة قبل عرض اللحن الرئيسي ليستمر الأداء وفق شكل السوناتا الكلاسيكي. لحن الحركة الثانية البطيئة الرئيسي بسيط وغنائي، لا يؤديه الكمان بصورة مباشرة بل يوحي به، يتقافز حوله أو يجيب عليه خلال كل الحركة التي تنتهي بالكادنسا، وهي جزء يقدمه العازف المنفرد لوحده يتميز بحرية الايقاع وقد يرتجله العازف أو يكتبه المؤلف نفسه. كتب كادنسا هذا العمل الرائع بالاضافة إلى بيتهوفن نفسه عدد من الموسيقيين والعازفين، بين أشهرهم الموسيقي الايطالي فروتشو بوزوني والعازفين المجريين ينو هوباي ويوجف يواخيم والموسيقي الفرنسي كامي سن-سانس والعازف البلجيكي أوجين إيساي.
تبدأ الحركة الثالثة من خضم الكادنسا فوراً بالكمان المنفرد ترافقه الاوركسترا بهدوء، ثم تعرض بشكل جماعي اللحن الأساسي القافز بإيقاع 6/8 لتبدأ واحدة من الحركات الموسيقية المتميزة لبيتهوفن.
اسحق برلمان مع فرقة برلين الفيلهارمونية بقيادة دانيل بارنبويم:


https://www.youtube.com/watch?v=YIB03fS179s

 

ثائر صالح

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد