• Default
  • Title
  • Date
السبت, 07 تشرين2/نوفمبر 2015

دفورجاك

  ثائر صالح

تفتخر تشيخيا بعدد من الموسيقيين اللامعين، مثل عائلة بندا الشهيرة التي ذاع صيت أبنائها منذ بداية القرن الثامن عشر حتى اليوم، واشتهر سميتانا في القرن التاسع عشر ومارتينو في القرن العشرين. لكن أهم موسيقيي تشيخيا دون منازع هو أنتونين دفورجاك (1841 – 1904). من أهم أعماله المعروفة سيمفونيته التاسعة (العالم الجديد) ورباعيته الأمريكية وقد ألفهما أثناء عمله في نيويورك مديراً للكونسرفاتوار الوطني للموسيقى، ورقصاته السلافية وافتتاحية "وطني" وكونشرتو التشيلو والسريناد للوتريات.
تتميز أعمال دفورجاك بجمال الحانها ومتانة بنائها النغمي والهارموني، وتوظيف الألحان والايقاعات الشعبية. ويمثل دفورجاك إلى جانب سميتانا التيار القومي في الموسيقى التشيخية، وقد انتشر هذا الاتجاه في أوروبا في القرن التاسع عشروقتئذ. إذ تزامن هذا مع ظهور الدول القومية في أوروبا، وكان على الأدب والموسيقى وباقي الفنون خدمة هذا التوجه، عبر إحياء الأساطير القديمة فنياً (على سبيل المثال اسطورة النيبلونغ عند فاغنر). وتجلى هذا الاتجاه عند دفورجاك في اوبراه روسالكا ورقصاته السلافية (مع أن ألحانها مبتكرة من قبله ولا تمت بصلة إلى الألحان الشعبية، لكن روحيتها وإيقاعاتها شعبية بدون نقاش)، وكذلك في عمله الرائع "وطني".
السَرَناد في مي الكبير (عمل رقم 22) من الأعمال المحبوبة، بالخصوص المقطع الثاني (رقصة الفالس)، وقد كتبه بسلم دو دييز الصغير وهو السلم المكمل لسلم الحركة الاولى مي الكبير. كما اشتهرت الخاتمة السريعة (الحركة الخامسة)، وهي كثيرا ما كانت تستعمل في الموسيقى المصاحبة للأفلام والبرامج التلفزيونية.

سرناد الوتريات في مي الكبير عمل رقم 22
https://www.youtube.com/watch?v=PQdzyrcQBjo


وهذا رومانس الكمان والأوركسترا رقم 11 يقدمه اسحق شتيرن مع اوركسترا فيلادلفيا بقيادة يوجين (يَنو) اورماندي

https://www.youtube.com/watch?v=Ev2ggbakfGw

 

الى اللقاء السبت المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد