• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 09 كانون1/ديسمبر 2015

السيمفونية الاسبانية

  ثائر صالح

تحتل السيمفونية الاسبانية التي كتبها الفرنسي أدوارد لالو (1823 – 1892) موقعاً مهما بين الأعمال الموسيقية التي تقدم بكثرة في كل أنحاء العالم. وهي ليست سيمفونية حقيقية، بل خليط بين شكل سينفونيا كونشرتانته (متتابعة أو افتتاحية للأوركسترا مع أداة موسيقية منفردة)، وشكل كونشرتو الكمان. ألف لالو هذا العمل سنة 1875 خصيصاً لعازف الكمان الاسباني الماهر بابلو ساراساته (1844 – 1908)، وقد سحر هذا العازف المبدع أصدقاءه من الموسيقيين بعزفه وبالألحان الاسبانية التي قدمها، ودفعهم إلى تأليف أعمال "اسبانية"، مثل مقدمة مع روندو كابريتشيوزو لسين-سانص (1863) واوبرا كارمن لبيزيه (1875)، وعمل إيمانويل شابرييه رابسوديا اسبانيا (1883) وغير ذلك وكانت الحمى "الاسبانية" الموسيقية تعم باريس في تلك الفترة بتأثير من بابلو ساراساته. كان لقاء المؤلف المغمور لالو بالعازف ساراساته نقطة انتقال حقيقية. فقد حصل لالو بعد سيمفونيته الاسبانية على نجاح وشهرة لم يكن يحلم بهما من قبل. وقد قدمت العرض الأول لهذا العمل قبل شهر واحد من اوبرا بيزيه كارمن التي أوحى بها اليه ساراساته، لذلك نجد بعض التقارب بين العملين، مثل استعمال أيقاعات وموتيفات اسبانية (مثل رقصة سيغيديّا في الحركة الثانية). وقد أهملت الحركة الثالثة – انترمتسو - من العمل لفترة طويلة قبل أن يقوم عازف الكمان والمفكر يهودي منوهين بإعادة الاعتبار اليها. وتعود الأغاني الشعبية في الحركة الرابعة قبل أن يختتم العمل بالحركة الخامسة الفوّارة المليئة بالألحان الصعبة التي يؤديها عازف الكمان.
سيمفونية لالو الاسبانية عمل يتميز بالخيال الخصب والأناقة والبريق والحيوية، فلا عجب إن احتلت موقعها المتميز في قلوب محبي الموسيقى.
××××××××××××××××××××

دافيد اويستراخ مع فرقة اوركسترا الاتحاد السوفيتي بقيادة كيريل كوندراشين (تسجيل 1948)
https://www.youtube.com/watch?v=SIRU4PAfHPI

 

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد