• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 18 آذار/مارس 2016

"مقطوعة بيتهوفن " إلى أليزه

 

من هي أليزا؟

تعتبر مقطوعة بيتهوفن "إلى أليزه" (Für Elise) من أشهر أعماله. نشر العمل العام 1867، بعد وفاة بيتهوفن بستة عقود، وفقدت النسخة الأصلية (المخطوطة) التي كتبها بيتهوفن منذ ذلك الحين. يقول لودفيغ نول الباحث الموسيقي الألماني الذي نشر هذا العمل أنه مؤرخ في 27 نيسان 1810. وهو عمل صنف باسم باغاتل رقم 25 في لا الصغير للبيانو المنفرد. والباغاتل في الأصل تعني شيئاً صغيراً، من دون أهمية الخ، لكنه في الموسيقى يعني "مؤلف قصير وزهيد للأدوات" وعلى الأغلب يكتب للبيانو. لكن من هي أليزه التي كتب بيتهوفن لها هذه القطعة الساحرة؟
من الصعب إعطاء جواب قاطع على ذلك، فالآراء والأبحاث تتحدث عن أكثر من امرأة. ويعتقد على نطاق واسع أن لودفيغ نول قد نسخ الأسم بشكل خاطئ، وربما كان العنوان "إلى تَرَيزه" كناية عن تريزه مافلاتي (1792 – 1851) وهي موسيقية نمساوية إيطالية الأصل كانت صديقة مقربة إلى بيتهوفن وتلميذة لديه. وهناك رأي آخر يقول أنها كتبت لمغنية السوبرانو الألمانية أليزابت روكل (1793 – 1883) التي تزوجت فيما بعد من الموسيقي المعروف يوهان نبوموك هومل (1778 – 1837). إذ عملت هذه المغنية في فيينا وأصبحت من أصدقاء بيتهوفن في العام 1808، وهي الفترة التي ألف فيها الموسيقار هذا العمل الجميل. لكن هذه الفرضية لا تستند إلى أسانيد قوية. وهناك افتراضات حديثة، تقول أن أليزه هي المغنية يوليانه كاترينه أليزابت بارنسفلد (1796 – 1820) من مدينة ريغنسبورغ. وعملت هي الاخرى في فيينا لفترة وبقيت في بيت بيتهوفن عندما تلقت دروساً من الموسيقار أنتونيو سالييري الذي ذكرته قبل أسابيع، وكان أحد أشهر معلمي الغناء وكتابة الأوبرا آنئذ. لكن يصعب علي التصديق بأن بيتهوفن كتب عمل البيانو هذا لمغنية عمرها 13 أو 14 سنة حتى لو كانت توصف بالطفلة المعجزة.
مهما يكن من أمر أليزه أو تريزه، ذاعت شهرة هذه القطعة الصغيرة لسبب بسيط، فهي من ضمن الأعمال الموسيقية التي تستعملها معظم مناهج تعليم البيانو لسهولتها النسبية على المبتدئين. والعمل رغم تصنيفه ضمن المقطوعات الخفيفة البسيطة بني ضمن مخطط أ ب أ ج أ، وبدايته الشهيرة تصاحبها اليد اليسرى بآربيجيو (مثلما تلمس الأصابع أوتار الهارب بالتتابع) لا الصغير ومي الكبير بالتوالي.
××××××××××××××××××××××
https://www.youtube.com/watch?v=e4BysqPWgfc

 

إلى اللقاء السبت المقبل
ثائر صالح

 

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد